بوابة الوفد:
2025-03-06@18:58:41 GMT

تراجع أمريكا ومستقبل الصهيونية ‏

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

عبر مراحل الحركة الرأسمالية التاريخية توالدت طبقات برجوازية اقتصادية، من الحركة ‏الصهيونية العالمية والتى احتكرت الصناعات الحياتية والهامة عبر نظام عولمة ممتد فى كل ‏قارات العالم، وكانت البداية الحقيقية لذلك على يد عائلة «روتشيلد» ‏‎ ‎وهى عائلة يهودية ‏ثرية أصلها من فرانكفورت، تأسست على يد ماير أمشيل روتشيلد‎ (1744-1812)‎، « ‏صهيوني» والذى أسس وتحكم فى ثورة الرأسمالية المالية فى القرن الثامن عشر، حيث ‏تمكن من تأسيس عائلة مصرفية دولية وتوريث ثروته لأبنائه الخمسة الذين أسسوا نشاطات ‏تجارية مصرفية ومالية فى لندن‎ ‎وباريس وفرانكفورت‎ ‎وفيينا‎ ‎ونابولي‎‎، وكانت عملة الدولار ‏هو آخر ما انبثقت عنه نظرية سميث الرأسمالية.


ومن الثورة الرقمية الحديثة، هكذا استطاعت البرجوازية الصهيونية عولمة حياة الشعوب ‏ومن ثم التحكم فيها وتحريك أحداثها، ومن هنا كانت وما زلت مصر وبما تمثله كموقع ‏جغرافى لملتقى القارات اهم درب وطريق تم استخدامه عن طريق الاحتلال أو النفوذ ‏السياسى والعسكرى للوصول إلى الثروات والموارد الطبيعية فى أفريقيا والمنطقة العربية ‏وممر تجارى لتسويق منتجات وسلع الرأسمالية. ‏
ومع حدوث بعض التغييرات الكبيرة التى نتجت عن سرعة دوران الرأسمالية والتى فاقت ‏قدرات فكر الإنسان على التحكم فيها، فأصبح المطلوب للمستقبل لاستمرار الرأسمالية هو ‏نهج رأسمالى آخر يساير تلك السرعة خارج قدرات الإنسان، وسيتمثل ذلك النهج فى موارد ‏وثروات الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعى، وبما أن تلك الموارد ومشتقاتها تتواجد فى ‏الحزام الجغرافى الكبير لمصر سواء فى أفريقيا أو المنطقة العربية، ولهذا تحاول أمريكا ‏والغرب تحزيم جغرافية مصر بحزام نارى مشتعل وهذا ظهر فى ليبيا وغزة والسودان ‏والنيجر والجابون وسوريا والعراق «ولا نعلم القادم»، حتى يتم إضعافها أو تركيعها ومنعها ‏بأن تكون دربا ومرتكزا لدول مجموعة بريكس، والتى ستكون الحجر الذى سيتفتت عليه ‏النظام العالمى القائم. ‏
والسؤال المطروح ماذا ستفعل الصهيونية التى تمتلك شركات العولمة الرأسمالية الممتدة فى ‏كل قارات العالم؟ والتى لا يمكن تجاهل قوتها وتأثيرها فى أى متغيرات قادمة، الإجابة لابد ‏أن تمر عبر توضيح هام وهو أن أمريكا فقط تمثل موقعا جغرافيا لتوطين وتواجد الصهيونية ‏الرأسمالية وليست دولة مستقلة فى قرارها كما يذهب فى التعاطى معها معظم الكتاب ‏والمحللين، ولذلك فمن الوارد والمحتمل أن تساوم الصهيونية الرأسمالية الصين وروسيا ‏على التواجد ضمن النظام العالمى القادم طبقا لشروط، اعتقد أنها ستقوم على انسحاب أمريكا ‏من المشهد كقوة عظمى وتراجعها داخل حدودها لتكون ذات تأثير محدود داخل عدة أقطاب ‏للنظام العالمى القادم، مع تعهدات بالحفاظ على امن وتواجد الكيان الصهيونى فى فلسطين أو ‏أن يكون هناك وطن بديل محتمل، حيث تشير أصابع المحللين إلى جزء من دولة أوكرانيا ‏كشرط من شروط المساومة بين الصهيونية والصين وروسيا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قارات العالم

إقرأ أيضاً:

الاتّحاد الأُورُوبي: بياناتٌ جوفاء تُواكِبُ آلة الحرب الصهيونية لقتل الفلسطينيين

محمد عبدالمؤمن الشامي

لطالما رفع الاتّحاد الأُورُوبي شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي، لكنه في كُـلّ مرة يثبت أن هذه القيم تسقط أمام المصالح السياسية والاقتصادية. فبينما يتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع الجرائم من قتل وتهجير وحصار، يكتفي الاتّحاد الأُورُوبي بإصدار بيانات خجولة تندّد دون أن تردع، وتستنكر دون أن تعاقب. هذه الازدواجية الصارخة في المواقف تجعل منه شاهد زور على واحدة من أطول المآسي الإنسانية في العصر الحديث، حَيثُ تُرتكب الجرائم بحق الفلسطينيين أمام أعين العالم، دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنًا. فإلى متى يبقى الاتّحاد الأُورُوبي متفرجًا، مكتفيًا بالكلمات، بينما الاحتلال الإسرائيلي يمضي في عدوانه بلا حسيب ولا رقيب؟

عندما اندلعت الأزمة الأوكرانية، سارع الاتّحاد الأُورُوبي إلى فرض عقوبات صارمة على روسيا، شملت تجميد الأصول، وقطع العلاقات الاقتصادية، ووقف تصدير التكنولوجيا والمنتجات العسكرية. كما قدمت دول الاتّحاد دعمًا عسكريًّا واقتصاديًّا واسعًا لكييف، متذرعة بضرورة حماية السيادة الوطنية الأوكرانية ووقف الانتهاكات الروسية للقانون الدولي.

لكن على الجانب الآخر، عندما يتعلق الأمر بفلسطين، فَــإنَّ الموقف الأُورُوبي يتغير تمامًا. رغم أن “إسرائيل” تمارس الاحتلال والاستيطان والقصف العشوائي ضد المدنيين في غزة والضفة الغربية، إلا أن الاتّحاد الأُورُوبي يكتفي بالإعراب عن القلق وإصدار بيانات غير ملزمة، دون أن يتخذ أي إجراءات فعلية لمعاقبة الاحتلال أَو الضغط عليه لإنهاء جرائمه.

التفسير لهذا التناقض يكمن في عدة عوامل، أبرزها النفوذ الإسرائيلي في أُورُوبا، حَيثُ تملك “إسرائيل” لوبيات قوية تؤثر على السياسات الأُورُوبية، بالإضافة إلى علاقات اقتصادية وأمنية متينة مع العديد من دول الاتّحاد. كما أن المصالح الاستراتيجية تلعب دورًا كَبيرًا، حَيثُ يعتبر الاتّحاد الأُورُوبي “إسرائيل” حليفًا مُهَمًّا في الشرق الأوسط، خَاصَّة في مجالات التكنولوجيا والأمن والاستخبارات، مما يجعله يتجنب أي صدام دبلوماسي معها.

إضافة إلى ذلك، يظهر الخضوع للضغوط الأمريكية، حَيثُ تتماشى السياسات الأُورُوبية في كثير من الأحيان مع التوجّـهات الأمريكية التي تقدم دعمًا غير مشروط لـ “إسرائيل”. وأخيرًا، يتجلى الإرث الاستعماري الأُورُوبي في كيفية تعامل بعض الدول مع القضية الفلسطينية بنوع من الإرث التاريخي الاستعلائي؛ مما يجعلها أقل اندفاعًا في دعم الفلسطينيين مقارنة بأزمات أُخرى.

إذا كان الاتّحاد الأُورُوبي جادًّا في إنهاء معاناة الفلسطينيين، فعليه التوقف عن الاكتفاء بالإدانات الفارغة، والبدء باتِّخاذ إجراءات ملموسة ضد الاحتلال. وتشمل هذه الإجراءات فرض عقوبات اقتصادية على “إسرائيل”، كما فعل مع روسيا، وإيقاف التعاون العسكري والتكنولوجي مع الاحتلال، ودعم التحقيقات الدولية في جرائم الحرب الإسرائيلية بدلًا من عرقلتها، والضغط على “إسرائيل” لوقف الاستيطان وإنهاء الحصار على غزة.

إن استمرار هذه السياسة المتخاذلة لا يقوض فقط مصداقية الاتّحاد الأُورُوبي، بل يجعله شريكًا غير مباشر في الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين. وبينما تتصاعد المعاناة في غزة والضفة الغربية، يبقى الاتّحاد غارقًا في بياناته الدبلوماسية، التي لم تعد تعني شيئًا لشعب يرزح تحت الاحتلال منذ عقود، ويتطلع إلى عدالة لا تزال غائبة عن ضمير العالم.

ختامًا، يجب على الفلسطينيين أن يتيقنوا أن الانتظار للبيانات الدبلوماسية أَو الوعود الزائفة لن يحقّق لهم حقوقهم، ولن يخفف من معاناتهم. فلا العدالة تُمنح في مؤتمرات أَو من خلال تصريحات جوفاء. المقاومة هي الطريق الوحيد الذي يضمن لهم الحرية والكرامة، وهي السبيل الفعلي لتحطيم قيد الاحتلال وجعل العدالة واقعًا ملموسًا على الأرض. على الفلسطينيين أن يواصلوا نضالهم دون تردّد أَو ضعف، وأن يلتفوا حول إرادتهم وقوة مقاومتهم. وفي هذا السياق، يجب أن يعلموا جيِّدًا أن محور المقاومة بأطيافه كافة يقف معهم بصلابة، وأن أحرار العالم يشدون أزرهم في معركتهم العادلة ضد الظلم والعدوان. سيظل العالم، بكافة فصائله الحرة، داعمًا لهم في مسيرتهم نحو الحرية والاستقلال، فالعالم الحر لا يعترف إلا بحق الشعوب في التحرير والنضال؛ مِن أجلِ الكرامة.

مقالات مشابهة

  • تراجع سعر الذهب عالميا وسط الحرب التجارية العالمية بين أمريكا وشركائها
  • سويلم يتابع أعمال تطوير منظومة الري والصرف بواحة سيوة
  • بالأرقام.. ماذا قدم الأهلي والزمالك وبيراميدز قبل بداية المرحلة النهائية لحسم الدوري؟
  • الشفشفة آخر مراحل الرأسمالية
  • تعرف على الأندية التسعة المتأهلة للمرحلة النهائية للمنافسة على لقب الدوري
  • الاتّحاد الأُورُوبي: بياناتٌ جوفاء تُواكِبُ آلة الحرب الصهيونية لقتل الفلسطينيين
  • مسعف ينقذ سائق سيارة نقل علق بكابينة القيادة بعد إصابته فى حادث بالأوتوستراد
  • ارتفاع إيرادات السعودية للكهرباء 18% لتبلغ 88.7 مليار خلال 2024م، والاستثمارات الرأسمالية هي الأعلى تاريخيا بقيمة 60 مليار
  • قمة القاهرة ومستقبل القضية الفلسطينية
  • بسبب اتهامات بمعادة السامية.. أمريكا تراجع عقود ومنح جامعة كولومبيا