بوابة الوفد:
2024-10-05@00:59:56 GMT

ريفو (1)

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

أنا من عائلة مدمنة للمسكنات. كانت شرائط برشام «ريفو» و» اسكين» ( أشهر المسكنات فى السبعينيات والثمانينيات) لا تنقطع عن بيتنا. كنا نتناوله كبارًا وصغارًا، كما نتناول البنبون والملبس، لم تكن قد ظهرت فى ذلك الوقت كل هذه المسكنات التى تغرق سوق الدواء حاليًا فى مصر بل وفى العالم كله. أعتقد أن غالبية الأرباح التى تجنيها شركات الأدوية تعود لهذه المسكنات التى ما أنزل الله بها من سلطان.

وإذا كانت العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة وفقا لقانون «جريشام» الذى وضعه توماس جريشام مستشار ملكة انجلترا عام 1442. فكذلك فعلت المسكنات الحديثة غالية الثمن قليلة المفعول بالقديمة رخيصة الثمن قوية المفعول؛ لذا كدت أنسى تمامًا أقراص ريفو حتى ذكرنى بها مسلسل ريفو الذى تم عرضه مؤخرًا.
المسلسل ينتمى إلى حد كبير لموجة الأعمال الشبابية إن صح التعبير، وإن كنت شخصيًا أرفض تصنيف الأعمال الفنية وفقا لأعمار الجمهور. تعودت مؤخرًا أن أتابع الأعمال الفنية من خلال ترشيحات بناتى حيث أشاركهن المشاهدة لكن عن طريق النت. يبدو أن زمن الفرجة المجانى انتهى بلا عودة خاصة مع جيل متعجل لكل شيء، ليس عنده أى استعداد لانتظار العمل حتى يعرض تليفزيونيا، مع الملل الذى يصاحب تلك المشاهدة بسبب غزو الإعلانات. أصبح شحن الانترنت المنزلى يحتاج إلى ميزانية مستقلة يتم عمل حسابها تمامًا مثل ميزانية الأكل والشرب والعلاج وربما تفوقهما أولوية. لست من أنصار منع البنات من متابعة كل ما هو جديد لكنى على الأقل أحاول مشاركتهن فى المشاهدة، لعلى من خلال تلك المشاركة أنجح فى توجيه أو توضيح أو شرح أو حتى رفض أى رسائل فى العمل لا أحب لبناتى ولا الشباب كله أن يتعامل معها على أنها قضية مسلم بها باعتبارها كانت ضمن أحداث مسلسل أو فيلم أو حتى أغنية لاقت نجاحًا كبيرا.
شدنى مسلسل ريفو فكرة وسيناريو. ريفو كما ورد بالمسلسل اسم فرقة موسيقية شبابية فى حقبة التسعينيات يحلم أعضاؤها بأن يشقوا لأنفسهم طريقًا خاصًا، وأن يقدموا بقيادة زعيمهم شادى أشرف ( أمير عيد ) موسيقى جديدة مختلفة ومميزة وتغير من عالم الموسيقى المعتاد، والأهم أن يحبها الناس وتبقى معهم ولا تنتهى بانتهاء حقبة زمنية محددة. كانت قضية شادى أشرف مؤسس الفرقة أن يثبت إمكانية أن يستمع الشباب على الشواطئ وفى الكافيهات لأغانٍ تحمل مضمونًا ذا قيمة وليس فقط ألحانًا راقصة وكلمات تافهة يهتزون على أنغامها ويرقصون كالمجانين حتى يهدهم التعب بعد تفريغ شحنتهم فى هذه الأغانى.
كانت قضية ريفو أنهم يبحثون عن التميز فى مناخ صعب نسبيًا فى تلك الفترة. عبرت الأغنية الرئيسية للمسلسل عن كثير من المعانى التى أراد أصحابها أن تصل للجمهور، وتقول بعض كلماتها:
وبعدين..كل ما امشى خطوة أرجع اتنين..
العمر بيجرى سابق السنين
أنا شاب لكن من جوه عجوز عندى جناحات بس محبوس
مجروح بنزف طموح بدمى بكتب كلامى وابوح
بسرح بتخيل بروح بغنى ترد فيا الروح
يمكن دا مش مكانى والزمان دا مش زمانى أو انا موهوم
يمكن خيالى ودانى لدنيا أو لعالم تانى أو انا مجنون
أنا نجم بس مفيش سما..
عندى جناحات بس مفيش هوا.
(للحديث عن مسلسل ريفو بقية الأسبوع المقبل).
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المسكنات سوق الدواء

إقرأ أيضاً:

متحدث الخارجية: مصر ترحب بدعم مجلس الأمن لسكرتير عام الأمم المتحدة

أعرب السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية، عن ترحيب جمهورية مصر العربية بالدعم الذى أبداه أعضاء مجلس الأمن أمس، لانطونيو جوتريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، فى ظل الحملة المغرضة التى تشنها إسرائيل عليه وإعلانها مؤخرا اعتباره شخصا غير مرغوب فيه.

وجدد المتحدث باسم وزارة الخارجية دعم مصر الكامل وتضامنها مع انطونيو جوتريش الذى انحاز طوال فترة عمله ومسيرته المهنية لميثاق الامم المتحدة والمبادئ والقيم الاممية النبيلة الداعية لاحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتحقيق العدالة واحترام حق تقرير المصير. 

كما اشاد بدوره المشهود فى دعم السلم والامن الدوليين ومواقفه الأخلاقية الملهمة التى يدافع عنها باخلاص وقناعة كاملة سيشهد لها التاريخ.

مقالات مشابهة

  • معارك ذات الكبارى وآخر اليد
  • عصابة فوق القانون!
  • متحدث الخارجية: مصر ترحب بدعم مجلس الأمن لسكرتير عام الأمم المتحدة
  • «رأفت الهجان» أسطورة لن تتكرر
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • الشاطر حسن
  • حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ
  • «نصر أكتوبر» معجزة التاريخ
  • الأسعار تتحدي الحكومة
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»