بوابة الوفد:
2025-03-10@11:05:43 GMT

المسرح القومى وكنوزه المنسية

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

فى 20 أكتوبر 1979 التحقت بنادى المسرح المصرى الذى أسسته الفنانة القديرة السيدة سميحة أيوب، حيث كانت تشغل آنذاك منصب مديرة المسرح القومى بالقاهرة. استهدف النادى نشر الثقافة المسرحية الجادة بين الشباب، فضلا عن توفير فرص حقيقية ليشبع الموهوبون منهم مهاراتهم فى فنون الكتابة والتمثيل والإخراج، إلى آخره.
ولأن الفكرة نبيلة، فقد شارك مع السيدة سميحة فى تأسيس هذا النادى كوكبة معتبرة من رجالات المسرح فى مصر، أذكر منهم بكل توقير الأساتذة والدكاترة الأفاضل: نبيل منيب وفوزى فهمى وسمير سرحان وأسامة أبوطالب وعبدالغفار عودة ومرسى نويشى وصفوت شعلان والفنان التشكيلى حسن درويش المسئول عن إخراج مجلة المسرح التى كان يصدرها النادى.


المهم... تلقينا، نحن الشباب الشغوف بفنون المسرح، العديد من المحاضرات والتدريبات الخاصة بفنون التمثيل والإخراج والديكور، وكنا نلتقى كل مساء تقريبًا فى إحدى قاعات المسرح القومى لنتدرب أو نستمع إلى محاضرات هؤلاء الكبار، وقد سمحت لنا السيدة سميحة باستخدام تلك القاعات بوصفها مدير عام ذلك المسرح.
فى تلك الفترة كنت أغادر كلية الفنون الجميلة بالزمالك فى حدود الرابعة عصرًا، إذ كنت طالبًا فى السنة الأولى، لأتوجه نحو ميدان العتبة، حيث المسرح القومى، وأنتظر موعد المحاضرات والتدريبات. وخلال أشهر عديدة تكونت صداقة عميقة بينى وبين خشبة المسرح وصالته ومقاعده وجدرانه ومعماره الجميل وبعض العاملين فيه. وكان من ضمن أولئك العاملين الرجل المسئول عن غرفة الملابس. وما أدراك ما غرفة الملابس فى المسرح القومي؟
تكرم هذا الرجل مشكورًا واستجاب لشغفى الشديد للاطلاع على محتويات هذه الغرفة التاريخية. وهكذا وجدتنى أدخل قاعة ضخمة تزدان حوائطها بأزياء وملابس عجيبة تفوح منها روائح التاريخ العامر للمسرح. ومضى الرجل يشرح لي: هذه ملابس جورج بك أبيض وهو يلعب دور لويس الحادى عشر، وتلك ملابس يوسف بك وهبى وهو فى دور راسبوتين، وذاك فستان السيدة روزاليوسف وهى تؤدى دور كذا، وفستان آخر ارتدته السيدة فاطمة رشدى فى مسرحية كذا، أما هذا الفستان فتزينت به السيدة أمينة رزق وهى تقوم بدور كذا، وأما هذا السروال العجيب فكان من نصيب حسين رياض وهو يجسّد شخصية كذا...
وهكذا مضى مسئول غرفة الملابس يعدد لى الفساتين والبدل والسراويل ذاكرًا أسماء النجوم الذين تركوا روائح أجسادهم الطيبة وأرواحهم الطاهرة عالقة فيها.
أجل... تأسس هذا المسرح عام 1869 بقرار من الخديو إسماعيل، وظل أهم مسارح القاهرة بامتداد أكثر من قرن ونصف القرن، وقد تألق على خشبته التاريخية الرواد الأوائل من نجوم التمثيل والغناء والموسيقى فى مصر، فارتدوا ملابس تاريخية وعصرية متنوعة وفقا لطبيعة الأدوار التى يتقمصونها.
والسؤال: هل مازالت غرفة الملابس بكنوزها العجيبة موجودة؟ وهل يتم حفظ هذه الملابس بأسلوب علمي؟ ولماذا لا ننشئ متحفا لملابس نجومنا العظام وهم يتقمصون أهم الأدوار؟
نسيت أن أخبرك أننى دفعت أربعة جنيهات فقط قيمة الاشتراك السنوى فى نادى المسرح!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سميحة أيوب الثقافة المسرحية المسرح القومى غرفة الملابس

إقرأ أيضاً:

جورج سيدهم وصفه بـمزيكة الحي الكروي.. مصطفى يونس يرد بكلمات مؤثرة

تحدث مصطفى يونس، نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، عن تصريح للفنان الراحل جورج سيدهم، الذي وصفه بأنه "مزيكة في الحي الكروي".

مصطفى يونس يوجه رسالة مؤثرة لمحمود الخطيب.. فيديومصطفى يونس: أمي قالت لي ابقى قابلني لو نفعت يا بتاع الكورةمصطفى يونس ينتقد إمام عاشور بسبب تصرفاته الأخيرة| ماذا قال؟

وأعرب يونس ، خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، عن سعادته الكبيرة بهذه الإشادة، قائلًا: "الله يرحمه ويحسن إليه.. كان إنسانًا رائعًا وفنانًا استثنائيًا، وكان حبيبي على المستوى الشخصي."

أعشق المسرح والفن

وأضاف يونس: "أنا أعشق المسرح والفن منذ صغري، ولذلك أقدّر قيمة جورج سيدهم ورفاقه، مثل سمير غانم والضيف أحمد.. هؤلاء النجوم لا يعوضهم الزمن، فقد كانوا جيلًا استثنائيًا ترك بصمة لا تُنسى." 


كما عبّر عن شعوره بأن الأجيال الماضية، سواء في الفن أو السياسة أو الرياضة، كانت تمتلك قيمة خاصة، مؤكدًا: "هذه الأسماء لن تتكرر بسهولة."


 

مقالات مشابهة

  • ليفربول يعلن شراكة جديدة مع أديداس لتوريد الملابس الرياضية
  • موجة حارة وتحذير من الأرصاد: لا تخففوا الملابس
  • جورج سيدهم وصفه بـمزيكة الحي الكروي.. مصطفى يونس يرد بكلمات مؤثرة
  • فيديو.. ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة وتحذيرات من تخفيف الملابس ليلًا
  • في ذكراه.. يسري الجندي رحلة من العطاء والإبداع الفني
  • ميار الببلاوي تكشف سر خلافها مع حنان ترك: كانت تحاربني واستولت على شغلي
  • توكل كرمان تدعو في مؤتمر دولي إلى إنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان ومحاسبة مجرمي الحرب
  • الموتى ينتظرون… قصة الجثامين المنسية في شوارع أم درمان
  • سلوى عثمان: المسرح له هيبته ولكن التلفزيون جذبني أكثر
  • كيف تعزز اختياراتنا اليومية من الملابس الأداء النفسي والسلوكي