قراءة في مفهوم التدافع بوجهيه الخشن والناعم
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
تظهر صور التدافع أو الصراع في أعلى درجاته، عندما يلجئ إلى تفعيل أذرعه العسكرية، بعدما تكون وفي الغالب وسائله الناعمة سياسية اقتصادية إعلامية ثقافية إلخ، قد استنفدت ما بجعبتها من وسائل وأدوات، فيفسح الطريق عندها لأدواته الخشنة، للتقدم والاندفاع إلى ميادين وساحات عملياته، ويحمّلها ويسند لها الأولوية في إدارة شئونه وغاياته، عندها سيكون للمدفع والدبابة والراجمة والطيارة وغيرها الكلمة الفصل في وضع النقاط على مفردة النهاية لجولاته، ولكن عندما تتراجع درجات حدة تفاعلاته القصوى، بتخلّيه عن الدبابة والمدفع والطيارة، لا يعني هذا ولا يعبر عن توقف نشاطه، بل عن انتقال نشاطه المحموم إلى ميادين أخرى من ميادين الحياة، إلى ساحات السياسة والاقتصاد والثقافة والعلم وغيرها، فالتدافع حاضر ودائما وبقوة في مسيرة الحياة، إذ أنه الدافع والمحرّك لعجلة سيرورتها، فلا حياة بدون تدافع وصراع والعكس صحيح.
ولكن وفي حاضرنا المعاصر، نلاحظ بأن التدافع والصراع، وبعد عبوره هذا المشوار الطويل في مسيرة التي تُعد بمئات القرون من الدهر، وما حمل وانعكس مشواره الطويل هذا، بنتائج كانت في الكثير منها إيجابية على أوجه الحياة العديدة، زراعية، اقتصادية، تقنية، تجارية، طبية، خدمية، علمية، إلخ، فصارت الحياة بهذا أكثر نضج مما كانت عليه، بل صارت وكأنها تستوّطن قرية صغيرة، من حيث أن ما قد يحدث في طرفها البعيد، ستطال ارتداداته المباشرة بقية أطراف القرية، مما دفع بالحياة للتحرك والانزياح نحو التأسيس لا إلى الاستغناء عن وجه الصراع الخشن، بل إلى التقليل من حيّز مساحته على خريطتها، من خلال الزيادة من مساحة التدافع الناعم، الاقتصادي، الصناعي، التقني، الثقافي، إلخ، على حساب ما يقابله من المساحة الملتهبة للصراع الخشن.
ومن الشواهد على ذلك في وقتنا الحاضر، ما ظهر بوضوح في الحرب الأوكرانية، إذ وبعدما عجز الوجه الناعم للتدافع عن استدراج الصراع وجرّه إلى قاعات مؤتمر (منيسك)، لتتولى أذرعه السياسية تصّريف وإدارة شئونه بعيدا عن ساحاته الحربية، من خلال تكّملة ما بدأه مشوار مؤتمر منيسك الأوكراني الروسي وبمشاركة مجلس الأمن والدفاع الأوروبي، فمن على حالة العجز والوهن التي صاحبت الوقوف طويلا أمام قاعات مؤتمر (منيسك) المُغلقة، تمكن الوجه الآخر للصراع من استجماع قواه، وأفتك المبادرة واندفع بها في الاتجاه الذي أطلق الشرارة التي أشعلت الحرب الأوكرانية.
غير أنه وبعد أشهر من دورة الحرب الطاحنة، ظهر لأوزارها ارتدادات مُكّلفة على جميع وجوه الحياة، فنشطّت هذه، وحفّزت التحرك نحو بلورة تكتلات حياتية في طور الإنشاء، وبعثت إرهاصات أخرى نحو التبلور والتشكل، وجميعها تنزع نحو صياغة توازنات حياتية جديدة، تتمكن بها الحياة وبواسطتها، من استدراج الصراع بعيد بما يكفي عن بدائية التدافع الخشن وسفهه، من خلال العمل والاجتهاد على سحّبه نحو ميادين الصناعة والتجارة والمال والطب والعلم، إلخ، بهدف جرّه نحو درجة أدنى تبتعد به عن درجاته القصوى.
قد يكون في تبلور (تكتل بريكس) وأهدافه ما يؤكد هذا التوجه، وأيضا استطيع القول، بأن الإرهاصات التي جاءت على يد السعودية برفقة إيران وبتنشيط من الصين، لا تبتعد عن هذا التوجه بل تثريه وتنتهي إليه، فهي تسعى وتتحرك نحو بلورة مشروع يعمل على خلق آلية تواصل تتمكن من تأسيس وترسيخ علاقات ذات بُعد إيجابي، بناء ومُنتج بين دول الخليج ومحيطها الإقليمي، مما يفتح السُبل نحو الابتعاد بالصراع عن سفه خشونته إلى درجات أدنى، قد تكون أكثر فائدة في مردوداتها على جملة منحى الحياة.
وفي المقابل، نجد الوجه الآخر للصراع، وهو يدفع ويندفع نحو التربع به عند درجاته القصوى، كما نشاهده في أحداث ما تعيشه وقائع الحرب الأوكرانية، غير أنه وبرغم استنفاره وبأعلى درجاته القصوى، على اتساع رقعة كبيرة من جغرافية الحياة، نجده ودائما يلجئ للتغطية على انتكاساته المتكررة، مستخدما جهازه الإعلامي على نحو يمكّنه، من توّجيه الأنظار بعيد عن عجزه وفشله، في إعلاء حضوره وفعاليته داخل مشهد الحياة على ما سواه.
فهل هذا الخذلان لمن كان ولا يزال، يعمل وعلى نحو مسعور، كما تعكسه ونشاهده في وقائع الحرب الأوكرانية، وهو يدفع نحو ساحات الصراع الخشن حيث للدبابة والراجمة والطيارة وغيرها الكلمة الفصل فيه ما يكفي من الإشارات والدلالات التي تقول بأن الحياة صارت تنحاز إلى ميادين صراع ليس من أدواتها الدبابة والطيارة وأخواتهما، لأن ما يتصدر أولوياتها الحفاظ على وجودها من الفناء الذي يهددها ومن أعراضه، التغير المناخي، الجوائح المحملة بالموت الجماعي، العطش، وحتى الذكاء الاصطناعي إن لم يتم تهذيبه.
فهل الغرب الأطلسي* في صيغته الإنجليزية، والذي نشاهده يعمل ويجتهد على الدفع بالصراع، نحو درجاته القصوى على ساحة الأحداث بالحرب الأوكرانية إلى الحد الذي صارت أيادي السلاح النووي تتحسس زرار الإطلاق، هل يعي خطورة حماسه هذا، وانعكاسه على ساحة الحياة التي تقلّصت بفعل إنجازات التدافع والصراع حتى صارت بحجم قرية صغيرة بصحارى فزان، من حيث ما قد يحدث على طرفها البعيد، ستنعكس ارتداداته دون إبطاء على باقي أنحاء القرية.
*الغرب الجيوسياسي ليس غرب واحد، بل غربين اثنين، غرب أوروبي وآخر أطلسي بامتدادات إنجلوسكسونية، وهذا الأخير برأسين اثنين أمريكي وآخر إنجليزي.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الحرب الأوکرانیة
إقرأ أيضاً:
شرطة أبوظبي: «فرسان التسامح» يرسخ قيم التعايش السلمي في مجتمعنا
أبوظبي (الاتحاد)
اعتمدت القيادة العامة لشرطة أبوظبي تطبيق الدليل الاسترشادي -الحكومة حاضنة للتسامح في بيئة العمل الذي أصدرته وزارة التسامح والتعايش، مؤكدة أن أهمية وآثار التسامح الإيجابية في بيئة العمل تتعدد على المستوى الفردي والجماعي اعتماداً على درجة رسوخ مفاهيمه وتطبيقاته في العمل، إذ إنه كلما رسخت قيم التسامح الوظيفي بشقيها الإنساني والإداري في جهة ما، كلما كثرت آثارها الإيجابية في بيئة العمل، وعلى العاملين فيها وبالتالي على متعاملي وشركاء الجهة، حيث إن هذه الآثار تعد بمثابة الدلائل على تطبيق التسامح الوظيفي في مقر العمل، كما تدل على تمكن الموظفين من دمج قيم التسامح في تعاملاتهم اليومية.
وأوضحت تزامناً مع اليوم العالمي للتسامح، الذي يصادف 16 نوفمبر 2024، اهتمامها بترسيخ قيم وثقافات التسامح والاحترام بين الناس، ونبذ كل مظاهر وأشكال التعصب والتمييز والكراهية، لافتة إلى أن يوم العالمي للتسامح مناسبة مهمة تعزز قيمة الاحترام لجميع ثقافات وتقاليد ومعتقدات الآخرين، وفهم المخاطر التي يشكلها التعصب.
وأكدت أن نهج مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في التسامح والتعايش المجتمعي الإماراتي الأصيل يعتبر نموذجاً ريادياً رسخته دولة الإمارات حتى أصبحت معلماً عالمياً لأكثر البلدان تسامحاً وأمناً وأماناً.
وأشادت بدور المجالس والبرامج الهادفة التي تعقد على مستوى الدولة في إيصال رسالة للمجتمع الذي يمتاز بروح الإيجابية العميقة وفي المودة والرحمة والمساعدة وبذل الخير ومد يد العون والمساعدة لمختلف الشعوب والثقافات العالمية.
ولفتت إلى اهتمامها المستمر بدعم المبادرات التي تعزز قيم التسامح والتعايش والسلام، باعتبارها الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار والنهج الحضاري الإنساني في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشارت إلى حرصها المستمر على ترسيخ مفهوم التعايش السلمي والتسامح وقبول الآخر والالتزام بمحاسن الأخلاق والتقوى واتباع نهج النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في العفو والتعامل بالمحبة والمودة وإعلاء قيمة التسامح.
وقال العميد الدكتور حمود سعيد العفاري، مدير إدارة الشرطة المجتمعية رئيس لجنة التسامح في شرطة أبوظبي، إن «برنامج فرسان التسامح» الذي أطلقته القيادة العامة لشرطة أبوظبي، بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش يأتي تجسيداً لرؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في التسامح، وترسيخاً لقيم التعايش السلمي في مجتمعنا، مشيداً برعاية ودعم القيادة الشرطية لنشر قيمة التسامح في مجتمعنا، موضحاً أن «فرسان التسامح» يسهم في تعريف فئات المجتمع بأدوارهم وواجباتهم لتحقيق أهداف قيم التسامح.
وأشار إلى أنه يتيح لأعضاء لجنة التسامح الفرصة للالتحاق بالبرنامج ليصبحوا في المستقبل القريب فرساناً وفارسات للتسامح محلياً وإقليمياً ودولياً، وتشجيعهم على التعايش السلمي بطريقة إيجابية، وتأهيلهم للحصول على راية التسامح، حيث استمرت الفعالية لمدة ثلاثة أيام بقاعة المربعة بمجمع الإدارات بأبوظبي.
وذكر أن البرنامج يتضمن 3 مراحل، تشمل المعارف والمهارات والمشاريع ومرحلة التجمع السنوي، ويحفز البرنامج المشاركين على استكشاف وتعميق إدراكهم لمفهوم التسامح، وتزويدهم بالأساليب والمهارات العملية المرتبطة بقيم التسامح والتعايش، والاقتداء بنهج مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتعزيز الولاء والانتماء لدى المشاركين، وزيادة شعورهم بالمسؤولية تجاه الآخرين.
التسامح يعزز جهود الوقاية من الجريمة
أكد العقيد سيف علي الجابري، نائب مدير إدارة الشرطة المجتمعية في شرطة أبوظبي، أن من أهداف الشرطة المجتمعية الرئيسة العمل على ترسيخ مفهوم التسامح والتعايش السلمي بما يعزز جهود الوقاية من الجريمة.
وأشار إلى أن التسامح يمثل قيمة وممارسة، راسخاً في صلب عقيدتنا الإسلامية وقيمنا العربية وإرثنا الإماراتي، فبالتسامح عشنا وتعايشنا مع الحضارات والثقافات والعقائد والأفكار، وبه يعيش مجتمعنا الإماراتي التنوع الثقافي والتعددية مع أكثر من 200 جنسية وثقافة ولغة تتكامل وتتواصل في دولتنا وعلى ترابنا الوطني.
وأوضح أن منظومة «كلنا شرطة» نجحت في تعزيز ورفع مستوى الوعي الأمني والمجتمعي لدى مختلف شرائح المجتمع، إلى جانب تفعيل الشراكة المجتمعية ودور الفرد في مكافحة الجريمة، وترسيخ مفهوم المواطَنة الإيجابية.
وذكر أنه يتم إشراك المعنيين من أعضاء «كلنا شرطة» لترسيخ مفهوم الوقاية من الجريمة والمسؤولية المجتمعية؛ بهدف تحسين جودة الحياة وإسعاد المجتمع، لافتاً إلى جهود أعضاء «كلنا شرطة» في تحمل مسؤولياتهم تجاه أمن مجتمعهم، من أجل مجتمع أكثر أمناً واستقراراً.
وأضاف أن الورش التي تعقد لأعضاء «كلنا شرطة» تقدم شرحاً وافياً للمشاركين حول أهداف المنظومة، وأهمية تعميق الوعي الأمني لدى الأعضاء دعماً للجهود الرامية للوقاية من الجريمة، كأولوية أساسية من أولويات شرطة أبوظبي، وتأكيد قيم التعايش السلمي والتسامح بين أفراد المجتمع، وتحقيق مزيد من الارتقاء بالأداء الأمني وجودة الخدمات لتبقى أبوظبي واحة للأمن والأمان، والمدينة الأكثر أماناً على مستوى العالم.
التسامح والتعايش يعززان أمن الشعوب
أكدت القيادة العامة لشرطة أبوظبي أن دولة الإمارات نجحت في ترسيخ مكانتها جسراً للتواصل بين شعوب العالم، ووفرت منذ تأسيسها بيئة منفتحة تحترم مختلف الثقافات، وتنبذ التطرف، وتشجع التسامح والتعايش بين مختلف الأطياف إيماناً منها بأن التسامح والتعايش يعززان أمن الشعوب ورفاهية مستقبلها.
وأوضحت أن تجربة دولة الإمارات الرائدة تعد دليلاً قوياً وصريحاً على أن المجتمع المتسامح، هو بكل تأكيد مجتمع ناجح في شتى المجالات، ومجتمع حريص على بث الأمل والتفاؤل في العلاقات بين أصحاب الحضارات والثقافات المتنوعة.
ولفتت إلى إسهامات دولة الإمارات الريادية في غرس الثقة والتسامح بين أطياف المجتمعات وإنجازاتها الكبيرة التي شملت العالم أجمع، في إحلال السلام ونشر الخير والدفاع عن قضايا التعايش عالمياً، وهو ما جعل الدولة تتصدر الدول المتقدمة في نشر السلام والمحبة بين شعوب العالم أجمع.
وأشادت بالإنجازات المتلاحقة التي تحققها دولة الإمارات ضمن رؤيتها الثاقبة في نشر روح التسامح حتى أضحت مثالاً يحتذى به بين شعوب وثقافات العالم، ومن حقها أن تعتز بأنها أصبحت نموذجاً يحتذى به عالمياً في احتضان تجربة تعايش سلمي حقيقي بين شعوب وثقافات العالم، وتشهد وجود كل الأديان والطوائف المعروفة في العالم من خلال 200 جنسية يعيشون جنباً إلى جنب مع مواطني الدولة بسلام ومحبة ليقدموا للعالم مثالاً حيّاً للتسامح والإدماج والتعددية الثقافية.
التسامح والسعادة قيم مترسخة في الشرطة
تنفذ القيادة العامة لشرطة أبوظبي العديد من المبادرات سنوياً لترسيخ مفهوم التسامح بين منتسبيها ونشره في مجتمع دولة الإمارات، ومن أبرز مبادراتها مبادرة «أوتار التسامح» تجسيداً لنهج دولة الإمارات العربية في التسامح وتعزيز التعايش السلمي، وتعميق هذا المفهوم إيجابياً، باعتباره من سمات الهوية الوطنية وأحد أبرز مكونات الموروث الحضاري، واشتملت على تقديم فرقة موسيقى شرطة أبوظبي التابعة لإدارة المراسم والعلاقات العامة معزوفات للنشيد الوطني لمملكة البحرين وجمهورية لبنان وجمهورية موريتانيا والبوسنة والهرسك واليابان وكازاخستان وفنلندا ومملكة تايلاند، تعبيراً عن تقدير الإمارات واحترامها للشعوب الأخرى على نحو يعكس نهجها في التسامح.
كما قدمت مقطوعتين موسيقيتين كلاسيكية وأخرى من تراث الإمارات، حازتا على إعجاب الحضور، وعرض فيلم حول التسامح الذي يعد ثقافة يومية ونهج حياة في الإمارات من خلال المواقف الإنسانية والتعامل الحضاري بين كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
وركزت في ورشة عصف ذهني لسفراء السعادة في شرطة أبوظبي على تقديم مجموعة من المقترحات الهادفة لتعزيز وترسيخ مفهوم التسامح وربطه مع السعادة داخل المؤسسة الشرطية تحت عنوان «التسامح سر من أسرار السعادة»، كون التسامح جزءاً أصيلاً من منظومة السعادة في شرطة أبوظبي، بمشاركة سفراء السعادة من مختلف المناطق الجغرافية للإمارة «أبوظبي والعين والظفرة» في إطار رؤية تركز على تعزيز قيم التسامح بشكل مستدام في الأداء المهني للمؤسسة الشرطية.
واستعرضت أفكار المبادرات التي تسهم في تطوير العلاقة بين عناصر الشرطة ومختلف الجنسيات في مجتمعنا وفق مبادئ التسامح والسعادة، ونشر المفهوم بصورة إيجابية.
وأكد المشاركون مفهوم التسامح، كقيمة أساسية في بناء المجتمعات واستقرار الدول وسعادة الشعوب، وكإرث إنساني «نعتز به فقد ورثناه عن المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ونهج تتبناه القيادة الرشيدة في بناء جسور التواصل بين شعوب العالم وثقافاته».
الإيجابية في التعامل مع الآخرين
أكد الدليل الاسترشادي حول تطبيق التسامح في بيئة العمل أهمية الانفتاح على الآخر بإيجابية، وتقبُّله من دون النظر إلى الفوارق والاختلافات، حيث يمكّن ذلك الموظفين في المؤسسة من إنشاء روابط قوية تقوم على الثقة والاحترام، ويساعد على بناء جسور التواصل والمحبة والتعاون، وبالتالي زيادة إنتاجيتهم وولائهم، وزيادة العلامة التجارية لجهة عملهم، وتقليل الأخطاء التي تنبع من ضعف التواصل.
وأشار إلى أن التسامح في بيئة العمل يعتبر مفتاح الأمان والاستقرار الوظيفي الذي يشكل حالة نفسية إيجابية لدى الموظفين تعكس ثقتهم باستمراريتهم في العمل، الناتج عن ممارسات الجهة وسياساتها العادلة والمريحة تجاه الموظفين. وللأمان الوظيفي فوائد عديدة من بينها تحسين حياة الموظفين الاجتماعية والمهنية، وزيادة الإنتاجية وحماية قيم العمل.
ترسيخ مفهوم التسامح لتعزيز جهود الوقاية من الجريمة
أكدت إدارة الشرطة المجتمعية في شرطة أبوظبي أن من أهدافها الرئيسة العمل على ترسيخ مفهوم التسامح والتعايش السلمي بما يعزز جهود الوقاية من الجريمة.
وأوضحت أن منظومة «كلنا شرطة» نجحت في تعزيز ورفع مستوى الوعي الأمني والمجتمعي لدى مختلف شرائح المجتمع، إلى جانب تفعيل الشراكة المجتمعية ودور الفرد في مكافحة الجريمة وترسيخ مفهوم المواطنة الإيجابية.
وذكرت أنه يتم إشراك المعنيين من أعضاء «كلنا شرطة» لترسيخ مفهوم الوقاية من الجريمة والمسؤولية المجتمعية؛ بهدف تحسين جودة الحياة وإسعاد المجتمع، لافتة إلى جهود أعضاء «كلنا شرطة» في تحمل مسؤولياتهم تجاه أمن مجتمعهم، من أجل مجتمع أكثر أمناً واستقراراً.
وتقدم الورش التي تعقد لأعضاء «كلنا شرطة» شرحاً وافياً للمشاركين حول أهداف المنظومة، وأهمية تعميق الوعي الأمني لدى الأعضاء دعماً للجهود الرامية للوقاية من الجريمة، كأولوية أساسية من أولويات شرطة أبوظبي، وتأكيد قيم التعايش السلمي والتسامح بين أفراد المجتمع، وتحقيق مزيد من الارتقاء بالأداء الأمني وجودة الخدمات لتبقى أبوظبي واحة للأمن والأمان، والمدينة الأكثر أماناً على مستوى العالم.