ضمن عروض «التجريبي».. العرض التونسي «ما يراوش» يبحث عن الوعي في بصيرة العميان
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
على خشبة مسرح الجمهورية، عاش عشاق أبو الفنون، مع المسرحية العرائسية «ما يراوش» للمخرج محمد منير العرقي، المُستلهمة من مسرحية «العميان» للكاتب البلجيكي موريس ميترلنك الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1911، وذلك ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين، وبحضور لجنة التحكيم.
ويدور العرض حول مجموعة من فاقدي البصر، يتوهون في الغابة، ويتلمّسون ظلامها ويتجاذبون أطراف الحديث، فيما يختفي دليلهم الذي وعدهم بالشمس والشاطئ، وعلى إيقاع سؤال «كيف سيتصرّفون في مكان غريب مفعم بالعتمة»، تتواتر الأحداث في تداعٍ حر وجماعي أحيانا.
وفي العرض تجد مجموعة من العميان نفسها ذات مساء لما خرجت من ملجئها صحبة مرشدها الذي أصر على إخراجها بنية التنعّم بدفء الشمس قبل أن يحل فصل الشتاء.. المرشد المبصر وعدهم بشمس وشاطئ وضفاف لكنه تغيب فجأة ولم يعد.. الليل يرخي سدوله والعميان في غابة موحشة وغريبة في مكان ما من جزيرة نائية يسترقون السمع ويستدلون بما تصلهم من أصوات الغاب، بوم وخفافيش وفحيح وحفيف أشجار وضجيج لم يتعودوا على سماعه.
ويحاول العرض الإجابة عن عدة تساؤلات منها: كيف نكتسب الوعي؟ وكيف نكف عن التذمر من القوى الطبيعية وكيف نجادل المرشد الدليل المسؤول وصاحب السلطة؟ متى نثور على الوضع لأن حياتنا متعلقة ومتوقفة على ذلك؟ كيف نكون؟ عاد المرشد الراعي جثة هامدة بل انه لم يغادرهم قط ولكن عميهم حال دون معرفتهم ذلك كلب الملجأ قادهم إليه.. الخطر قادم إنه سكن فيهم وشل تفكيرهم، الأمل يكبر مع طفل رضيع يرى القادم وبإمكانه مواجهة المصير.
ما يراوش«ما يراوش» من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس، عن نص ودراماتورج وإخراج لمحمد منير العرقي بمساعدة صبري عبداللاوي، وتمثيل وتحريك العرائس لكلّ من هيثم وناسي، فاطمة الزهراء المرواني، أسامة الماكني، هناء الوسلاتي، أسامة الحنايني، ضياء المنصوري، إيهاب بن رمضان، أميمة المجادي، محمد الطاهر العابد، عبدالسلام الجمل، عن سينوغرافيا حسان السلامي، وكوريغرافيا حافظ زليط.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي مهرجان المسرح مسرحية
إقرأ أيضاً:
ما أسباب انتشار التوحد بعصرنا الحالي؟ وما أعراضه وكيف يمكن علاجه؟
وسلط برنامج "للقصة بقية" في حلقته بتاريخ (2024/12/23) الضوء على أسباب انتشار مرض التوحد في العالم العربي، وأسباب ظهور هذه الأعراض على الكبار أيضا، وكيف يمكن علاج ودمج المتوحدين في محيطهم الاجتماعي؟
وعرضت الحلقة -التي حملت عنوان "تحديات التوحد"- نماذج لأطفال متوحدين وحجم المعاناة التي يعانيها الأهالي جراء ذلك في بعض الدول العربية، حيث تشير دراسات إلى أن الذكور معرضون للإصابة بالتوحد أكثر من الإناث بمعدل 4 أضعاف.
وتشير الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في عام 2023 إلى أن واحدا من كل 100 طفل في العالم مصاب بطيف التوحد.
آراء مختصين
يقول استشاري طب الأطفال حسين جروان للجزيرة إن اضطراب طيف التوحد هو خلل عصبي بمراحل تطورية من حيث استخدام اللغة والتواصل الاجتماعي مع الآخرين.
ويعرف التوحد بأنه اضطراب عصبي يظهر في الطفولة المبكرة ويؤدي إلى الميل للأعمال الروتينية ويؤثر على التفاعلات الاجتماعية وطرق التعلم.
وتشير الأبحاث إلى غياب أسباب محددة لاضطرابات طيف التوحد، لكن علماء عزوها إلى عوامل فسيولوجية ونفسية واجتماعية ووراثية، في حين ألمحت دراسة حديثة إلى أن إصابة الأم بعدوى فيروسية خلال الحمل قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالتوحد.
إعلانبدوره، يعتقد أخصائي الطب النفسي سامي ريشا أنه من الضروري تشخيص الأطفال بشأن الإصابة بمرض التوحد بعمر السنتين في العصر الحالي.
وأرجع ريشا أسباب انتشار الحالات المصابة بالتوحد إلى عوامل طبيعية تؤثر على نمو الطفل وقت الحمل، والتزايد في تناول أدوية الأعصاب وقت الحمل، إلى جانب التلوث والتغيرات المناخية.
من جانبها، تقول الدكتورة سنابل عاكف الأخرس، وهي أخصائية في الطب النفسي واضطراب الطيف التوحدي، إن العامل الوراثي يلعب دورا في الإصابة بالتوحد، وكذلك طريقة المعيشة في الحياة مثل تقدم عمر الوالدين في عمر الإخصاب.
وحسب الأخرس، تحمي الرضاعة الطبيعية الطفل من مرض التوحد، في حين تسهم الحالة النفسية للمرأة وقلقها أثناء شهور الحمل والأمراض التي تصيبها خلال هذه الفترة في الإصابة بالتوحد.
وخلال الحلقة، استعرض ياسر عكروش والد الشاب الأردني حمزة الأسباب والعوامل التي أدت إلى نجاح نجله في قهر مرض التوحد، حيث أسس مركزا لرعاية المصابين بالتوحد ودمجهم في المجتمع وتقديم دورات متخصصة للأهالي.
وقال والد عكروش إنه يرغب في أن يكون ابنه حمزة قدوة لمن يعانون مثله من التوحد، مشددا على ضرورة ألا يخجل الآباء من أبنائهم التوحديين مهما كان وضعهم الصحي والنفسي.
وسلطت الحلقة أيضا الضوء على معاناة أطفال التوحد في قطاع غزة، والانتكاسة التي تعرضوا لها بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الحالية كل المراكز المعنية برعايتهم.
التوحد وأعراضهوحسب أطباء، فإن من أعراض التوحد ضعف التواصل البصري والتأخر في المهارات اللغوية والمعرفية ووجود اضطرابات سلوكية والميل للانعزال.
وكشفت دراسات أن مرض التوحد قد يصيب بعض الكبار، مما قد يعيق أداء بعض المهام مثل التواصل مع الآخرين وتفهم مشاعرهم.
وأشار أطباء إلى أن من بين أعراض التوحد لدى الكبار الارتباك والقلق الدائم وصعوبة التحدث، إلى جانب العمل الفردي.
إعلانومن غير المعتاد -وفق مختصين- وصول الشخص لمرحلة البلوغ من دون تشخيص التوحد، لكن أعراضه قد تتأخر في بعض الحالات.
يذكر أن باحثين في السويد طوّروا نموذجا يعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنه توقع إصابة الأطفال بالتوحد، في وقت تمكن فيه علماء روس وصينيون من تطوير خوارزمية ذكاء اصطناعي تسهل الكشف عن التوحد من خلال فحص بيانات التخطيط الكهربائي للدماغ.
ووفق علماء، فإنه لم يثبت بعد إمكانية الشفاء التام من التوحد، وقالوا إن العلاج يكون عبر برامج تأهيلية مصممة حسب درجة إصابة كل حالة.
23/12/2024