إزالة جولة وفصل شوارع.. الحوثي يعبث بمعالم الحديدة
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
تمارس ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، عبثا ممنهجا بشوارع وأزقة ومعالم مدينة الحديدة، وذلك في إطار مخطط على ما يبدو يهدف إلى القضاء على هوية المدينة.
الحديدة التي كانت حتى قبل العام 2015 تلقب بعروس البحر الأحمر تحولت في عهد الميليشيات إلى مدينة منكوبة بفعل المتارس والثكنات العسكرية والخنادق التي استحدثتها خوفا من أي عملية عسكرية لتحريرها.
جولة كمران التي تتوسط أربعة شوارع رئيسية في مركز المحافظة، قامت جماعة الحوثي، اليوم الأحد، بإزالة مظلة المرور، سعياً منها لإلغاء الجولة وبناء رصيف لإغلاقها، الأمر الذي سيفاقم معاناة المواطنين وتنقلاتهم بمشاوير طويلة.
الشوارع التي تتوسطها الجولة هي شوارع صنعاء الممتد جنوباً من جولة حديدة لاند، إلى حديقة الشعب شمالاً، ومن شارع زايد الممتد من جولة الساعة شرقاً إلى شارع صنعاء مكان جولة كمران، ومن شارع جمال الممتد من الكورنيش غرباً وحتى نهاية مطاف كمران الواقعة وسط المدينة وهي مداخل ومنافد رئيسية وأكثر حيوية للتنقل في مداخل الحديدة.
وقال سكان محليون، إن رجل المرور تفاجأ باختفاء مظلة جولة كمران، تقاطع شارع جمال شارع المطار شارع صنعاء شارع زايد، استعداداً لبناء رصيف بدلاً عن الجولة.
ولقي ذلك استنكارا شعبياً واستهجاناً واسعاً من قبل نشطاء تهاميين، مؤكدين أن هذا العبث الذي تقوم به مليشيا الحوثي يعد جرماً بحد ذاته، وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة في الحركة المرورية لدى المواطنين.
وتساءلوا: إذا افترضنا كم ستكون مسافة الوصول من شارع جمال إلى شارع زايد بعد إغلاق الجولة؟!
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يمر الطريق السريع المغبر الذي يؤدي إلى سيدهبور، في ولاية غوجارات بغرب الهند، عبر مناظر طبيعية قاحلة، متجاوزًا المطاعم على الطرقات وقطعان الإبل، من دون أن يلمّح كثيرًا لما تخبئه هذه البلدة التاريخية.
في قلب سيدهبور، يمتد شارع تصطف على جانبيه قصور فاخرة تتكونّ من ثلاثة وأربعة طوابق، تُعرف باسم "Haveli"، وتزهو بألوان باهتة من درجات قوس القزح، بدءًا من الأزرق الفيروزي والوردي الفاتح وصولا إلى الأخضر الفستقي.
ويُعرف هذا الشارع محليًا باسم "Paris Galli" أو "شارع باريس"، حيث ينقل الزوار إلى مدينة أوروبية بطرازها المعماري النيوكلاسيكي الفاخر ومزيجها المتناغم من فنون الآرت ديكو، والأساليب الهندية الهجينة.
وتبعد سيدهبور أقل من ثلاث ساعات بالسيارة عن عاصمة ولاية غوجارات، أحمد آباد، لكنها لا تزال بعيدة عن أنظار المسافرين وعشاق العمارة.
ويبدو الحي المحيط بشارع "Paris Galli" مهجورًا إلى حد كبير، باستثناء بعض المارة الذين كانوا يرتدون غطاء الرأس الملوّن المميز والقبعات الذهبية والبيضاء التي يرتديها أفراد فرقة البهرة الداودية، وهي طائفة شيعية مسلمة استقرت لأول مرة في هذا الجزء من غرب الهند في القرن الحادي عشر.
ويُعرف البهرة بأنهم مجتمع تجاري مترابط نشأ في مصر، ثم تنقّل عبر شمال إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا للتجارة في التوابل، والأحجار الكريمة، والعطور.
بعد ذلك، انتقل مقر الطائفة من اليمن إلى سيدهبور، حيث استعرض أتباعها ازدهارهم وثروتهم من خلال بناء مئات المنازل الفاخرة في النصف الأول من القرن العشرين. وأُطلق على هذه التجمّعات السكنية اسم "Bohrawads"، وسعى أصحاب هذه القصور للتفوق على بعضهم البعض عبر تعليق الثريات الفخمة، واستخدام الزجاج البلجيكي، وقطع الأثاث القديمة، أو من خلال إقامة الولائم الفاخرة.
ذكر المعماري زوياب كادي المولود في سيدهبور أنه قد تكون الروابط التجارية الوثيقة للمجتمع مع أوروبا قد أثّرت على الحس المعماري. وكان مهراجا المنطقة حينذاك، سياجيراو غايكواد الثالث، معروفًا بحبه للعمارة الأوروبية. وقد وضع قواعد تخطيط صارمة مستوحاة من المخطِط الحضري الاسكتلندي باتريك غيديس (الذي عاش في الهند بين عامي 1914 و1924)، ما أدى إلى تشكيل شوارع ذات طابع معماري موحّد بشكل لافت.
وقال كادي إن البهرة قدموا مساعدتهم للمجتمعات الأخرى خلال مجاعة وقعت في أوائل القرن العشرين، وبمثابة ردّ للجميل، "قام مهراجا ولاية بارودا بإهدائهم قطعة أرض، حيث كانوا يواجهون أزمة سكن".
وأضاف: "على هذه الأرض، بدأوا في بناء هذه المباني الرائعة، التي كان يجب أن تلتزم بقواعد تخطيط المدن الصارمة".
تقع هذه القصور الطويلة والضيقة بشكل رئيسي في منطقة نجامبورا، حيث يتواجد شارع "Paris Galli"، وهي مصنوعة غالبا من الخشب، بالإضافة إلى الجص والطوب. وتتميز التصاميم بأسطح الجملون، وأعمدة وزخارف، وأبواب منحوتة، ونوافذ مزخرفة ومتدلية تبرز من واجهة كل قصر.