لجريدة عمان:
2025-03-17@06:56:13 GMT

المنطق.. حالة تسويغية لإرضاء العامة

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

يَحُلُّ الـ «منطق» بمسميات كثيرة، وتحت عناوين كثيرة، وهو في كل أحواله لن يخرج عن مفهوم الـ «قناعة» فما أقتنع به هو منطق، بالنسبة لي، ولذلك تاه مفهوم المنطق كتطبيق، وأصبح توظيفه خاضعا لما يريد أن يصل إليه الفرد، المجموعة، الدولة، المجتمع الدولي، وفق أجندات كل واحد من هؤلاء. ولذا لا يتصور أن يكون هناك منطقا عالميا في أي شأن من شؤون الحياة يتفق عليه الجميع، ويرضى الجميع بما يؤول إليه؛ حتى وإن أسند بتعريف علمي، ففي كل أحواله لن يخرج عن مبدأ الربح والخسارة، وإلا لو احتكم الجميع إلى منطق واحد في أي شأن من شؤون الحياة ما حدث ما حدث، ولعاش الناس في أمن وسلام واطمئنان.

ألم يقل عنه بأنه «إدراك الكليات» و«الدراسة المنهجية لشكل الاستدلال الصحيح، وقوانين المعرفة الحقيقية الأكثر شيوعًا» - حسب التعريف - فهذه كلها جوانب تنظيرية؛ ربما؛ لتقريب الفهم النظري لا أكثر، أما ممارسات الواقع فهي بعيدة كلية عن ذلك.

والذي أستغربه من هذه التعريفات، وكأن واضعيها يتحدثون من برج عاجي، هذا بخلاف الفوقية التي يشرفون من خلالها عند وضع التعريفات، والمسألة ببساطة هي: أن كل ما يحيط بنا، أو نمارسه كسلوك، هو عبارة عن مجموعة أفكار اقتنعنا بها، أو لم نقتنع منبثقة عن منطق تم الترويج له بحرفية متقنة، حتى أصبح التسليم له، لا يحتاج إلى جلسة حوارية عن ماهيته الموضوعية، ذلك أن المنطق - كما يوصف - بأنه هو أبو الأفكار، وأن كل الأفكار المنبثقة عن منطق ما، هي خارجة من تحت ردائه، ولأنه منطق يتم في المقابل، التسليم له تسليما مطلقا «اغمض عينيك واتبعني».. كما أن المنطق يظل هو المادة التي يدغدغ بها عاطفة العامة لقبول الأفكار، فالجمهور العريض لا تستوقفه الأسئلة كثيرا، وقد لا يهتم بموضوعية الفكرة المراد تنفيذها وسموها كحصيلة معرفية، أو توظيفها، فهو يذهب إلى النتائج مباشرة، سواء أكانت نتائج مادية مقبوضة، أو نتائج معنوية محسوسة، ولذلك تنتشي نفوس أصحاب الرسائل المروجون لمنطق ما، وتبتهج كثيرا عند التفكير لتوظيف فكرة ما، حيث يذهبون إلى صناعة منطق قبل المطالبة بتنفيذ الفكرة/ الأفكار، لتوهمهم أن الجمهور أول ما يذهب إليه هو السؤال عن منطق الفكرة، وأن هذا الجمهور يحرص على أن يكون المنطق متوافقا مع قناعاته، فيذهب إلى تنفيذ مجمل الأفكار بعد ذلك.

والواقع أن الجمهور يذهب مباشرة إلى النتائج العامة المتحققة، وهي النتائج المعبرة عن المنطق المنبثقة منه مجمل الأفكار التي تم تنفيذها على أرض الواقع، فالباحث عن عمل، قد لا يلتفت كثيرا إلى مبررات الضائقة الاقتصادية، وهي الناتجة عن منطق أن «توفر الوظائف معتمد على مدى قدرة المؤسسات على توفير الرواتب لموظفيها؛ وبغير ذلك لا يمكن أن توظف أعدادا كثيرة لن تقدر على توفير المخصصات المالية لهم في نهاية كل شهر» فما يهمه هو أن يتوظف وفقط، والمشارك في انتخابات المجالس التشريعية القائمة على منطق السلطة التشريعية؛ ما يهمه هنا هو إيصال صوته إلى صانع القرار، سواء الوسيلة «سلطة تشريعية» أو فرد له القدرة على إيصال هذا الصوت، هنا لا يهتم بـ «إدراك الكليات» ولا «الاستدلال الصحيح لقوانين المعرفة التشريعية» فهذا كله من مهمات الخبراء، والمتخصصين الذين لهم القدرة على التنظير في هذه الجوانب كلها.

قد تكون مشكلة المنطق أنه جامد، ولا يقبل التغيير كثيرا، بينما؛ في المقابل؛ أن ظروف الحياة متجددة ومتغيرة، وتتصادم بصورة مستمرة مع الثبات الذي يكون عليه المنطق، وعودة على المثال أعلاه - التوظيف - ففي فكر الباحث عن عمل أن تعمل المؤسسات على البحث عن وسائل أخرى للاستثمار الذي يتيح لها سيولة مادية تستطيع من خلالها أن تستوعب العدد الكبير من الموظفين، وليس البقاء على مصدر دخل واحد فقط، ولذلك فهناك معركة «حامية الوطيس» بين الطرفين، فالأحلام المدغدغة لعاطفة الجمهور، والتي يرسمها المنطق مع بداية النشأة تبدأ في التراجع، وذلك لأن جميع المسوغات التي ذكرت عند لحظة الميلاد؛ لن تكون منطقية في مرحلة متأخرة من عمر الحياة، والسبب أن هناك مستجدات تحدث في ديناميكية الحياة اليومية، تتصادم مع كل الثوابت القائمة على المنطق في مرحلة متقدمة عند نشأة الفكرة، ولذلك يظل هناك جدل قائم بين المراحل، وقد يشير إلى نفس المعنى الذي يذهب إلى مفهوم «صراع الأجيال» أو بمعناه الكبير «صراع الحضارات» ومن يراقب الواقع بدقة يجد هذا الأمر واضحا جليا في كل جوانب الحياة اليومية، ولنأخذ مثلا آخر؛ قريبا منا، وهي العائلة الممتدة؛ ومنطقها على أنها الحارس الأمين لأخلاقيات المجتمع منذ النشأة، وحتى مراحل ما بعد سن الرشد، فهناك قناعة كبيرة بهذا المنطق، ولذلك عمرت طويلا، حيث نظر إلى نتائجها مثل: قدرتها على تبني الأخلاق السامية، والتربية السليمة، والتكاتف الاجتماعي، ولكن لأن الحياة متغيرة، ومتجددة؛ كما أسلفت؛ لم يعد للعائلة الممتدة اليوم تلك المكانة التي كانت تحتلها في زمن ما؛ حيث حلت مكانها العائلة النووية، أو الأسرة النووية المُشَكَّلَةُ من «والدين، وطفل أو طفلين أو ثلاثة بالكثير» وأن مجمل نتائجها الاجتماعية من تأسيس القيم التربوية والسلوكية، تنازعها عليها اليوم مجموعة من المؤسسات بما يسمى بـ «محاضن التربية»حيث تتولى هذه المحاضن تصدير مختلف القيم، حتى يكاد أن لا يكون أي دور للأبوين في هذا التشكل القيمي الجديد، مع وجود تسارع غير طبيعي في مجريات الحياة اليومية، حيث يقضي كلا الوالدين جزءا كبيرا من وقتيهما في الوظيفة التي تمتد فترة عملها ثلثي النهار في بعض الوظائف.

شُرْعِنَتْ مع بداية تشكل الوعي الجمعي في كثير من بقاع العالم بما يسمى بـ «النظريات» في مختلف فروع العلوم: النظريات الاجتماعية، النظريات الاقتصادية، النظريات السياسية، النظريات الثقافية النظريات الإعلامية، المذاهب في الديانات المختلفة، النظريات الرأسمالية، النظريات الشيوعية، وفي كل هذه النظريات وجد مرتكز يسمى المنطق ترتكز عليه هذه النظرية أو تلك، وسوقت هذه النظريات على أنها الحل الأمثل لموضوعاتها التي تنادي بها، واشتغلت عليها الميكنة السياسية أكثر من غيرها، وانخرط الفهم العام للجمهور إلى ضرورة تبنيها والأخذ بها، بصفتها المخرج من تداعيات ما يتناقض مع مفهومها، وعلى هذا الفهم تم تجيير الأطماع والحروب، واستغلال الشعوب، تحت مسوغات جانبية كثيرة، مَنْطَقَهَا القويُّ، وفرضها على الضعيف لتحقيق مآربه الخاصة، فاحتلت الدول، وانتهكت الحقوق الإنسانية، وشرد الملايين من شعوب العالم من بلدانها، وسرقت ثرواتها على مسمع ومرأى من الجميع، وإمعانا في تسويق ما يسمى بـ «منطق الحماية الدولية للشعوب المستضعفة، وعدم تدخل الدول في شؤون بعضها البعض، وعدم الاعتداء» أنشئت منظمات دولية تستبطن السم الزعاف للبشرية جمعاء؛ تحت عناوين كثيرة تسويغية الهدف المعلن إرضاء الجمهور؛ وغير المعلن هي أوكار لرسم الدسائس، وسرقة الثروات، وامتهان وإذلال الشعوب المغلوب على أمرها تحت غطاء «الشرعية الدولية» ومن هذه المسوغات المعلنة: (الحماية من المخاطر، إشاعة الأمن، المحافظة على حقوق الإنسان، حماية المرأة والطفل، عدم احتلال الشعوب، إشاعة الأمن والسلم الدوليين) ومسميات كثيرة مغرية تسيل لعاب الضعفاء، وتبرر التسلط والهيمنة للأقوياء، ولذلك وظف المنطق الذي برر لإنشاء هذه المنظمات «الظالمة» للتستر على التوظيف السيئ له، ولم تجن الشعوب؛ إلا الهوان، والظلم، والتشتت.

ولكن ما يثلج الصدر أن الشعوب تدرك مجمل مسوغات المشروعات التي ينادى بها باسم المنطق، ولذلك فهي تنتفض المرة تلو الأخرى حتى توقف هذا النزيف الذي يراق على أرصفة الظلم والقهر، وكما يقال: «للظلم جولة وللحق جولات، وعلى الباغي تدور الدوائر» ولأن الحياة قائمة على التغيير، متجاوزة حالات الجمود الذي يتضمنه المنطق، كما هي قائمة على الحق والظلم، فسوق يظل الصراع قائما، وستظل الصورة تراوح نفسها بين هزيمة ونصر، وبين غروب في بقعة ما، وشروق في بقعة آخر، وهذه مغالبة تعيشها البشرية منذ نشأتها الأولى، ولن تتوقف عند حد معين، وسيظل الإنسان هو الفاعل الأسمى فيها، وهو الذي يدير دفتها نحو المهالك والمآسي مرة، ونحو السمو والارتقاء مرات عديدة.

أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ولاد الشمس.. دراما مؤلمة تكشف قسوة الحياة في دور الأيتام

يسلط مسلسل "ولاد الشمس" الضوء على واقع مؤلم يعكس معاناة الأطفال داخل دور الأيتام، حيث تدور الأحداث حول 4 شباب نشؤوا في دار رعاية تحت إدارة مدير قاس يستغلهم ويعرضهم لشتى أنواع العذاب.

من خلال شخصيات "ولعة"، و"مفتاح"، و"ألمظ"، و"قطايف"، يكشف المسلسل عن الحياة القاسية التي يعيشها هؤلاء الشباب، ونضالهم المستمر للهروب من هذا السجن وكسر قيود الاستغلال والقهر المفروضة عليهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سائقو شاحنات المساعدات بالعريش يقضون رمضان بصفوف انتظار فتح المعابرlist 2 of 2لماذا يُعد التمر "كنزا"؟ استخداماته من الغذاء إلى مستحضرات التجميل والوقود الحيويend of list

المسلسل من إخراج محمد عبد العزيز، ويضم نخبة من النجوم، حيث يجسد أحمد مالك دور "ولعة"، وطه دسوقي دور "مفتاح"، بينما يلعب محمود حميدة دور "بابا ماجد"، المدير المتسلط الذي يحكم الدار بقبضة من حديد. كما يشارك في البطولة كل من فرح يوسف، وجلا هشام، ومريم الجندي، ومعتز هشام، في عمل درامي يكشف الوجه الخفي لمؤسسات الرعاية.

قصة إنسانية وأداء يشبه الواقع

نجح المسلسل في ملامسة مشاعر المشاهدين من خلال تسليط الضوء على معاناة الأطفال في ظل هذه الظروف القاسية، حيث عكس الواقع المرير الذي يعيشه العديد من الأطفال داخل مؤسسات الرعاية.

ولم يكتفِ العمل بعرض هذه المآسي، بل حفّز الجمهور على التفكير في أهمية تحسين أوضاع دور الأيتام، وضمان حماية الأطفال من الاستغلال والتعذيب. كما قدم رسالة قوية حول حقوق الطفل وضرورة حمايته من أي نوع من الأذى، مما جعله عملا يحمل بُعدا إنسانيا عميقا.

إعلان

تميز كل من طه دسوقي وأحمد مالك بأداء استثنائي في تجسيد شخصيتين متناقضتين تمامًا، حيث استطاع كل منهما إبراز جوانب مختلفة من الصراع النفسي والتفاعل بينهما.

لعب طه دسوقي دور "مفتاح"، الشاب الهادئ الذي يعتمد على العقل والتفكير قبل اتخاذ أي خطوة، مما جعله الشخصية الأكثر اتزانًا في مواجهة الأزمات، حيث أبدع في إظهار سماته المتأنية والرصينة.

على الجانب الآخر، قدم أحمد مالك شخصية "ولعة"، الشاب المندفع والعنيف، الذي لا يتردد في اللجوء إلى القوة للتعبير عن مشاعره ومواقفه. ومع تصاعد الأحداث، تتضح العلاقة التكاملية بينهما، حيث يصبح كل منهما جزءا مكملا للآخر في الأداء وردود الفعل، مما أضفى على المسلسل مزيدًا من العمق والواقعية.

الشرير الأنيق وأداء متوقع

أدى محمود حميدة في المسلسل شخصية "بابا ماجد" الشرير بمهارة عالية، وجسّد شخصية أنيقة وشريرة في الوقت نفسه. استغل حميدة قدراته التمثيلية ليظهر "بابا ماجد" كشخص يفرض سلطته بهدوء، ويستغل الأطفال في دار الأيتام لمصالحه الشخصية.

جعل حميدة الشخصية مليئة بالدهاء والبرود، وأبدع في نقل فكرة الشر المغلف بمظهر أنيق، كما أظهر براعة في التلاعب بالمواقف المختلفة لصالحه، ورغم الأداء القوي له، فإن هناك بعض المبالغة في التعبير عن الشر، ما أثر على مصداقية الشخصية في بعض المشاهد.

بالإضافة إلى تكرار بعض الحركات والتعبيرات، ما جعل حميدة يفقد عنصر المفاجأة. وفي مشاهد أخرى جاء تركيز حميدة على الأناقة، مبالغا فيه أيضا ليبدو كشخصية سطحية إلى حد ما، بدلا من كونه شخصية عميقة ومليئة بالتفاصيل والتعقيدات.

إيقاع بطيء وحبكة متوقعة

نجح مسلسل "ولاد الشمس" في جذب الانتباه وتقديم حكاية تلامس الواقع، لكن إيقاع المسلسل جاء بطيئا إلى حد ما، ما جعل الأحداث تبدو مترهلة، خصوصا في المشاهد التي تتطور فيها الأحداث، وتسبب في فتور بعض المشاهدين، مع سهولة توقع ردود فعل بعض الشخصيات، وتزايد الصدف غير المنطقية في أحداث المسلسل، ما تسبب في انفصال المشاهد عن الأحداث.

إعلان

ليست فقط الحبكة المتوقعة أهم عيوب المسلسل، لكن المعالجة السطحية إلى حد ما دون تعمق في موضع المسلسل الأساسي وهو حقوق الأيتام واستغلال دور الأيتام لهم.

فقد جاءت فكرة المسلسل الأصلية، كأنها فكرة ثانوية تدور كخلفية لقصة الأبطال الأصليين، سواء القصص العاطفية أو الرغبة في التحرر من قبضة "بابا ماجد" والبحث عن حياة جديدة، ما جعل الرسالة الأهم من المسلسل تتوارى إلى حد كبير.

مشاهد معتمة وإضاءة قاتمة

تميز تصوير مسلسل "ولاد الشمس" باختيار دقيق لموقع دار الأيتام وعمارته التي أظهرته كمكان معتم ومغلق، يعيش فيه الأطفال الأيتام، ليعكس البيئة القاسية والضاغطة التي يعيش فيها الأطفال، كما استخدمت الإضاءة بصورة متقنة، لتظهر العالم القاتم للأيتام، وتسلط الضوء على الحالة النفسية للشخصيات وعلى معاناتهم.

خاصة أن المكان على اتساعه، صمم ليشبه السجن في الكثير من تفاصيله، فالممرات الطويلة تعطي شعورا بالاختناق، بينما أضفت السقوف العالية إحساسا بالعزلة والبعد عن العالم الخارجي، لترسيخ حالة الخوف والتوتر التي يعيشها الأطفال داخل الدار.

وأسهمت الديكورات والألوان الباهتة والظلال الثقيلة القامة في تعزيز الأجواء المقبضة للمكان، بالإضافة إلى النوافذ المغلقة طوال الوقت، التي تضفي إحساسا بالحصار، وكأن الأطفال لا يمكنهم الهرب أو النجاة من هذا المكان، كما يؤكد على فكرة القسوة والظلم والعزلة.

مقالات مشابهة

  • رجل يعود إلى الحياة في مشرحة بأذربيجان
  • هتنزل تاني.. الأرصاد تحذر المواطنين: لا تنخدعوا بارتفاع درجات الحرارة
  • الحياة تعود إلى سوق أم درمان.. الوالي يزف اابشريات
  • الهلال الأحمر يعيد الحياة لـ معتمر جزائري في 120 ثانية
  • يعالون: نتنياهو يماطل بتنفيذ الاتفاق لإرضاء سموتريتش
  • إحسان الترك.. رحيل فنان لم تحمِه الهيبة من قسوة الحياة
  • 14 الف نازح من ابناء الساحل السوري الى منطق الشمال
  • ولاد الشمس.. دراما مؤلمة تكشف قسوة الحياة في دور الأيتام
  • ولد الرشيد: الإستثمارات حسنت جودة الحياة في العيون
  • كارثة بيئية وصحية تهدد الحياة في غزة جراء تجمع المياه العادمة