دعا ستيفان رول، رئيس قسم الأبحاث حول أفريقيا والشرق الأوسط في "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية" (GIISA)، كلا من ألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى الاستفادة من "تباين المصالح" بين مصر والسعودية والإمارات، باعتباره "فرصة لممارسة نفوذهما على التطورات في المنطقة".

وأضاف رول، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "على مدى السنوات العشر الماضية، مارس التحالف الفعلي لحكومات مصر والسعودية والإمارات تأثيرا كبيرا على التطورات في الشرق الأوسط".

وتابع أن "الهدف المشترك كان هو منع التحول الديمقراطي، ووقف صعود الإسلام السياسي، ومواجهة نفوذ إيران وتركيا في المنطقة، لكن التدخلات السياسية الإقليمية المشتركة (للدول الثلاث) لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن".

"كما ظهرت إلى السطح في الأشهر الأخيرة اختلافات بشأن العلاقات الثنائية بين هذه الدول العربية، وأصبحت احتمالات الصراع واضحة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والسياسية الإقليمية، ومن المرجح أن تتزايد في المستقبل"، بحسب رول.

ومضى قائلا إنه "بالنسبة لألمانيا والاتحاد الأوروبي، فإن هذه الاختلافات في المصالح بين الدول الثلاث توفر الفرصة لتحقيق أهدافهما الخاصة في المنطقة".

اقرأ أيضاً

خلافات بن سلمان وبن زايد.. التفاصيل الكاملة لكواليس 6 أشهر بين "أعدقاء الخليج"

إصلاح اقتصاد مصر

"وتوجد اختلافات جوهرية بين الدول العربية الثلاث والأوروبيين، خاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، ولكن في سياقات أخرى، يوجد تقارب في المصالح بين ألمانيا وشركائها الأوروبيين وواحدة أو أكثر من هذه الحكومات الثلاث، وعلى هذا الأساس ينبغي استكشاف إمكانية التعاون أو توسيع التعاون القائم"، كما أضاف رول.

وموضحا، تابع: "الأوروبيون ومملكتا الخليج  يشتركون في الاهتمام بالإصلاحات كوسيلة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد المصري المترنح. وفي حالة انزلاق مصر إلى الإفلاس، فإن السعودية والإمارات، باعتبارهما أكبر دائني القاهرة، ستعانيان من أضرار اقتصادية كبيرة".

وأردف: "وبالنسبة للأوروبيين، فإن إفلاس مصر، الدولة العربية الأكثر اكتظاظا بالسكان (أكثر من 105 ملايين نسمة) سيكون كارثيا، وخاصة بسبب الاضطرابات الاجتماعية وضغوط الهجرة المصاحبة لها (إلى أوروبا)".

و"لذلك، فمن المهم أن يضغط الجانبان على القاهرة لحملها على تنفيذ الإصلاحات على سبيل المثال في سياق اتفاق (القرض الأخير مع) صندوق النقد الدولي. والشرط الأساسي هو سحب الجيش من الاقتصاد المصري، وهو ما لا يبدو أن إدارة (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي مستعدة للقيام به حتى الآن"، وفقا لرول.

واستدرك: "لكن ممالك الخليج أدركت الآن أنه (انتهاء هيمنة الجيش على الاقتصاد) ضروري أيضا، ومن خلال نهج مشترك ومنسق مع الرياض وأبوظبي، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يمارس ضغوطا أكبر بكثير على القاهرة مما هو عليه الحال حتى الآن".

اقرأ أيضاً

ف.تايمز: السعودية غاضبة والإمارات متوقفة وقطر مترددة.. مصر تكافح لبيع أصولها

إنهاء حرب السودان

رول قال أيضا إن "لدى الأوروبيين مصالح مماثلة لتلك التي لدى السعودية فيما يتعلق بحل الصراع في السودان".

وللشهر الخامس، تتواصل في السودان (الجار الجنوبي لمصر) اشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية؛ ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم.

وأضاف أنه "بالنسبة للرياض، يعد الاستقرار والأمن في منطقة البحر الأحمر أمرا ضروريا، ليس فقط فيما يتعلق بالشحن ولكن أيضا لتنفيذ خططها التنموية الطموحة، وخاصة توسيع السياحة الساحلية، ومن المهم أيضا حماية الاستثمارات التي تمت بالفعل في الاقتصاد السوداني".

و"على عكس القاهرة (تدعم الجيش السوداني) وأبوظبي (يتردد أنها تساند "الدعم السريع")، اللتين ترتبط مصالحهما بأحد طرفي الصراع، تحافظ السعودية على علاقات جيدة مع كل من الجيش والدعم السريع"، كما أضاف رول.

واعتبر أنه "من غير المرجح أن يكون للرياض أي مصلحة في قيام مصر أو الإمارات  بتوسيع نفوذهما في السودان في حالة تحقيق حلفائهما مكاسب عسكرية على الأرض.. والتفوق العسكري لأحد طرفي الصراع لن يشكل تطورا إيجابيا؛ فالجمود العسكري يتيح الفرصة لتعزيز دور القوى المدنية كوسيط بين الجانبين".

وزاد رول بأنه "حتى الآن، لم تكن جهود الوساطة السعودية ناجحة، ولكن مع ذلك ينبغي للأوروبيين أن يستمروا في دعم مثل هذه المبادرات، كما ينبغي عليهم الضغط على الرياض لضمان إعطاء أولوية أعلى في السياسة الخارجية لحل الصراع السوداني".

وفي 6 مايو/ أيار الماضي، بدأت السعودية والولايات المتحدة برعاية محادثات بين الجيش و"الدعم السريع"، أسفرت عن اتفاق في جدة بين الجانبين لحماية المدنيين، بالإضافة إلى أكثر من هدنة جرى خرقها وتبادل الطرفان اتهامات، ما دفع البلدين إلى تعليق المفاوضات.

اقرأ أيضاً

السودان.. صدام مصري إماراتي محتمل وقلق خليجي وفشل أمريكي

المصدر | ستيفان رول/ المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصالح أوروبا ألمانيا مصر السعودية الإمارات فیما یتعلق حتى الآن أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذر من ارتفاع مخاطر المجاعة ونقص تمويل جهود الإغاثة في السودان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذرت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان "كليمنتاين نكويتا – سلامي"، من تفاقم الأوضاع بالسودان، وارتفاع مخاطر المجاعة، والنقص الخطير في تمويل جهود الإغاثة، خاصة مع اقتراب الصراع الوحشي في السودان من إكمال عامه الثاني.


وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، دعت "كليمنتاين نكويتا – سلامي" المجتمع الدولي إلى تجديد دعمه لملايين المتضررين من هذه الأزمة. وقالت: "الناس في وضع يائس. يجب عدم نسيان الرجال والنساء والأطفال في السودان الذين وجدوا أنفسهم في هذا الوضع الصعب للغاية في هذه اللحظة الحرجة".
ووفقًا لمنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، فإنه منذ اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، شهد السودان دمارا غير مسبوق. فقد تم تهجير أكثر من 12 مليون شخص، مما يجعلها أسوأ أزمة نزوح في العالم.
وقالت "نكويتا – سلامي"،:" إن الوضع الإنساني كارثي، مؤكدة أن بعد عامين من النزاع، كنا نأمل أن نكون قد تمكنا من تقديم المساعدة الإنسانية بشكل شامل لكل من يحتاجها، لكننا ما زلنا نكافح، إذ تسعى الأمم المتحدة وشركاؤها هذا العام إلى جمع 4.2 مليار دولار لتقديم الدعم إلى نحو 30 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، إلا أن التمويل لا يزال بعيدا عن المطلوب". 
وقالت المسؤولة الأممية إن بعض المانحين سيقومون بتقليص الموارد المتاحة، معربة عن قلقها من عدم حصول العاملين الإنسانيين على مستوى التمويل الذي يمكنهم من تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان.
ووسط الفوضى التي تعم السودان، يواصل العاملون في المجال الإنساني تقديم المساعدات الحيوية، رغم القيود الشديدة على الوصول، واستمرار العنف، والعقبات اللوجستية. 
وأكدت المنسقة الأممية أن مدينة الفاشر لا تزال تحت الحصار، وقالت إن السكان المدنيين "محاصرون منذ عدة أشهر، وهم يواجهون قصفا يوميا وتشريدا وتدهورا سريعا في الأوضاع الإنسانية".
وعبّرت عن قلقها البالغ إزاء تأكيد المجاعة في مخيم زمزم شمال دارفور، وصفت الوضع هناك بالـ "كارثي"، مشيرة إلى النقص الحاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية.. وقالت إن أسعار السلع الأساسية "ارتفعت بشكل كبير، ما جعل المواد الضرورية خارج متناول معظم الأسر"، وقد تم تأكيد حدوث المجاعة في مخيم زمزم المتاخم لمدينة الفاشر أغسطس 2023، وأُعيد تأكيدها مجددا في ديسمبر من العام الماضي.
وذكّرت المسؤولة الأممية بأن مناطق أخرى مثل الخرطوم، وكردفان، والنيل الأزرق معرضة أيضا للخطر، وأضافت: "نعمل ضد الزمن لمحاولة منع انتشار المجاعة".
ورغم غياب الحل السياسي، شددت "نكويتا – سلامي" على أن العمل الإنساني لا يمكن أن ينتظر، وأكدت أنه في ظل غياب وقف إطلاق النار، "نواصل المضي قدما في الاستجابة الإنسانية.
كما أكدت على الحاجة الماسة إلى تدابير حماية في ظل انتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهشاشة أوضاع الأطفال. وأضافت: "نواصل التأكيد على ضرورة حماية المدنيين، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. هذا شيء لم نره بعد، وما زلنا نطالب به".
وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية أن الأمم المتحدة وشركاءها يحاولون إيصال المساعدات عبر الخطوط الأمامية والحدود، مشددة على ضرورة الحفاظ على أكبر عدد ممكن من هذه الخيارات، وضمان وجود اتفاقات مع جميع الجماعات المسلحة حتى نتمكن من توصيل المساعدات بشكل واسع وسريع إلى المناطق المتضررة بشدة.
وأشارت "نكويتا – سلامي" إلى أن الأمم المتحدة لا تعمل وحدها، بل تتعاون مع منظمات غير حكومية دولية، وشبكة وطنية كبيرة من المنظمات غير الحكومية – بعضها بقيادة نساء. ووصفت هؤلاء بأنهم في "الخطوط الأمامية".
ورغم التحديات الجسيمة وانعدام الأمن، يظل العاملون الإنسانيون ملتزمين بالعمل، بحسب المسؤولة الأممية، وقالت إنهم "مستعدون – ولديهم الوسائل والطرق – للوصول" حتى في أماكن الصراع. إلا أنها أكدت أن ثمن ذلك كان باهظا، وقالت إن عدد العاملين الإنسانيين الذين فقدوا حياتهم خلال الصراع "غير مقبول". 
ومع تفاقم الكارثة الإنسانية، وجهت "نكويتا – سلامي" رسالة واضحة وعاجلة إلى العالم، حيث قالت: "ما زلنا بحاجة إلى جهد هائل. ما زلنا بحاجة إلى دعم من المجتمع الدولي من حيث الموارد، وما زلنا بحاجة إلى مزيد من التسهيلات من جميع الجماعات المسلحة المشاركة في هذا الصراع".
 

مقالات مشابهة

  • البحر الأحمر وباب المندب… مفاتيح الصراع مع القوى العظمى
  • الأمم المتحدة تحذر من ارتفاع مخاطر المجاعة ونقص تمويل جهود الإغاثة في السودان
  • أثار تفاعلاً.. رونالدو يرقص العرضة السعودية في مباراة النصر والرياض
  • نجم الجيش المغربي على رادار الأهلي .. وإعلامي يكشف مميزاته
  • السعودية.. لقطة مثيرة للجدل لرونالدو في مباراة النصر والرياض
  • الأمم المتحدة: 30 مليون سوداني بحاجة للمساعدات
  • الصليب الأحمر يناشد أطراف الصراع السوداني التزام «إعلان جدة»
  • الإمارات تفند أمام «العدل الدولية» اتهامات السودان الزائفة
  • السعودية ستشهد كسوفا كليا للشمس في أغسطس 2027
  • تحذير أممي من التداعيات الإنسانية في دارفور