لجريدة عمان:
2024-11-28@01:51:12 GMT

روح المال

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

لا شك أن المال يلعب دورا مهما جدا في حياتنا، فهو لم يعد مجرد وسيلة للتبادل، لكنه بات مقياسا للقيمة، ورمزا للنجاح، ولديه طريقة فريدة لعكس قيمنا وأولوياتنا، ذلك أنه عندما نستخدمه لدعم القضايا التي نؤمن بها، فإننا بذلك نمنحه هدفا ومعنى، وهذا بالضبط ما يقصد بروح المال، في كتاب جميل للناشطة الاجتماعية بمجال العمل الخيري لين تويست الذي أعود لقراءته هذه الأيام استعدادا لجلسة نقاشية مع إحدى المبادرات المجتمعية في مجال تمكين الناشئين، ذلك أن المال أكبر بكثير من العملات الورقية والمعدنية التي نبادل بها السلع والخدمات التي نستخدمها، ومفتاح ذلك هو النية، بمعنى أن نضع نية نبيلة لعملية الكسب والإنفاق تتجاوز تراكم المقتنيات والممتلكات، من خلال توجيه مواردنا المالية بوعي نحو أهداف سامية تمنحنا ذلك الشعور العميق بالإنجاز، فالمال يصبح أداة قوية للخير عندما نستخدمه لمساعدة الآخرين، مهما كان حجم العطاء فتأثيره عميق على الأفراد والمجتمعات، من خلال معالجة القضايا المجتمعية ودعم القضايا النبيلة.

يمكن للمال في هذه الحالة أن يعيش أكثر من مالكه، ويصبح وسيلة لإيجاد إرث وتأثير دائم، ولنا في وقف سيدنا عثمان بن عفان أسوة، يمكن أن يضمن التخطيط المدروس والمساعي الخيرية استمرار فائدة المال للمجتمع بعد فترة طويلة من رحيلنا، كما ترتبط روح المال بالوسيلة التي اكتسب من خلالها، فرب العزة يقول في محكم الآيات (وَیل لِّلمُطَفِّفِینَ، الذِینَ إِذَا اكتَالُوا عَلَى النَّاسِ یَستَوفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُم أَو وَّزَنُوهُم یُخسِرُونَ)، فالمال الذي يكسب على حساب الآخرين، والذي يخالف الممارسات المالية المسؤولة والمستدامة مع الأهداف المجتمعية الأوسع، ويضر بالبيئة أو العدالة الاجتماعية هو مال بلا روح.

وبالتالي فإن روح المال تتجاوز دوره كمجرد عملة، فهو يكمن في النوايا والقيم التي نلبسه إياها بحيث يصبح قوة للخير، ويشكل حياتنا بطرق تتجاوز الثروات المادية، وتثري أرواحنا، ويترك أثرا طيبا وإيجابيا على العالم، في نهاية المطاف، تدعونا روح المال إلى إعادة تعريف علاقتنا بالثروة واستخدامها كأداة لجعل الحياة أكثر جدوى.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزير الزراعة يعلن إطلاق رزمة مشاريع بقيمة تتجاوز الـ 5 مليون شيكل

أعلن وزير الزراعة الفلسطيني رزق اسليمية عن إطلاق رزمة مشاريع تنموية بقيمة تتجاوز 5 مليون شيكل، لدعم القطاع الزراعي وتعزيز صمود المزارعين، وذلك خلال جولته التفقدية لمحافظة طوباس والأغوار الشمالية يوم أمس.

وأضاف سليمية في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، ان محافظة طوباس والأغوار الشمالية هي عاصمة الأمن الغذائي الفلسطيني، الأمر الذي يجعلها مستهدفة من قبل المستوطنين وسلطات الاحتلال.

واشار وزير الزراعة إلى أنه تم توزيع 1000 طن أعلاف ومشروع البذار العلفية لتغطية 8000 دونم، وتأهيل 320 حظيرة وتوفير معدات ودعم 250 مزارعاً لتأهيل البيوت البلاستيكية وتوزيع خزانات المياه المتحركة في المحافظة.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • “الفولي” يناقش تطوير الأنشطة العلمية بالمراكز الاستكشافية لتعزيز الثقافة المجتمعية
  • وزير الري: إمدادات المياه في غزة تقلصت بنسبة تتجاوز ٩٥% بسبب الحرب
  • الهيئة الإنجيلية تفتتح دار «رجاء للجميع» لنشر القيم المجتمعية الجمعة المقبلة
  • تربية نوعية أسيوط تنظم ورش فنية للإفادة المجتمعية بمدارس المحافظة
  • المحكمة ترفض الإفراج عن سما المصري في قضية التعدي على القيم المجتمعية
  • وزير الأشغال العامة والإسكان: نسعى نحو تلبية التطلعات المجتمعية العمرانية
  • إدارة أمن تعز تدشن مهام الشرطة المجتمعية والإدارات والأقسام الأمنية
  • تفاصيل اختبارات وظائف السعودية للمصريين.. برواتب تتجاوز 100 ألف جنيه
  • وزير الاقتصاد اللبناني: تكلفة الحرب تتجاوز 20 مليار دولار
  • وزير الزراعة يعلن إطلاق رزمة مشاريع بقيمة تتجاوز الـ 5 مليون شيكل