لجريدة عمان:
2025-02-01@04:52:10 GMT

روح المال

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

لا شك أن المال يلعب دورا مهما جدا في حياتنا، فهو لم يعد مجرد وسيلة للتبادل، لكنه بات مقياسا للقيمة، ورمزا للنجاح، ولديه طريقة فريدة لعكس قيمنا وأولوياتنا، ذلك أنه عندما نستخدمه لدعم القضايا التي نؤمن بها، فإننا بذلك نمنحه هدفا ومعنى، وهذا بالضبط ما يقصد بروح المال، في كتاب جميل للناشطة الاجتماعية بمجال العمل الخيري لين تويست الذي أعود لقراءته هذه الأيام استعدادا لجلسة نقاشية مع إحدى المبادرات المجتمعية في مجال تمكين الناشئين، ذلك أن المال أكبر بكثير من العملات الورقية والمعدنية التي نبادل بها السلع والخدمات التي نستخدمها، ومفتاح ذلك هو النية، بمعنى أن نضع نية نبيلة لعملية الكسب والإنفاق تتجاوز تراكم المقتنيات والممتلكات، من خلال توجيه مواردنا المالية بوعي نحو أهداف سامية تمنحنا ذلك الشعور العميق بالإنجاز، فالمال يصبح أداة قوية للخير عندما نستخدمه لمساعدة الآخرين، مهما كان حجم العطاء فتأثيره عميق على الأفراد والمجتمعات، من خلال معالجة القضايا المجتمعية ودعم القضايا النبيلة.

يمكن للمال في هذه الحالة أن يعيش أكثر من مالكه، ويصبح وسيلة لإيجاد إرث وتأثير دائم، ولنا في وقف سيدنا عثمان بن عفان أسوة، يمكن أن يضمن التخطيط المدروس والمساعي الخيرية استمرار فائدة المال للمجتمع بعد فترة طويلة من رحيلنا، كما ترتبط روح المال بالوسيلة التي اكتسب من خلالها، فرب العزة يقول في محكم الآيات (وَیل لِّلمُطَفِّفِینَ، الذِینَ إِذَا اكتَالُوا عَلَى النَّاسِ یَستَوفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُم أَو وَّزَنُوهُم یُخسِرُونَ)، فالمال الذي يكسب على حساب الآخرين، والذي يخالف الممارسات المالية المسؤولة والمستدامة مع الأهداف المجتمعية الأوسع، ويضر بالبيئة أو العدالة الاجتماعية هو مال بلا روح.

وبالتالي فإن روح المال تتجاوز دوره كمجرد عملة، فهو يكمن في النوايا والقيم التي نلبسه إياها بحيث يصبح قوة للخير، ويشكل حياتنا بطرق تتجاوز الثروات المادية، وتثري أرواحنا، ويترك أثرا طيبا وإيجابيا على العالم، في نهاية المطاف، تدعونا روح المال إلى إعادة تعريف علاقتنا بالثروة واستخدامها كأداة لجعل الحياة أكثر جدوى.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رئيس البرلمان العربي بثمن دور ليبيا في دعم القضايا العربية

ثمن محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، دعم دولة ليبيا الدائم لكافة القضايا العربية، وحرصها على تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك على كافة المستويات وبلورة موقف عربي موحد للدفاع عن قضايا الأمة في كافة المحافل الإقليمية والدولية، مؤكدًا في الوقت ذاته دعم البرلمان العربي لكل ما يخدم الأمن والاستقرار في ليبيا ويحافظ على وحدتها الوطنية وأمنها القومي، الذي يمثل جزءً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.

جاء ذلك خلال لقاء رئيس البرلمان العربي مع السفير عبدالمطلب ثابت مندوب دولة ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية، بحضور نواب ليبيا في البرلمان العربي، الدكتورة أحلام اللافي رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب بالبرلمان العربي، والنائب أبو صلاح شلبي عضو البرلمان العربي، والنائب حسن البرغوثي عضو البرلمان العربي.

وشدد "اليماحي" خلال اللقاء على حرص البرلمان العربي على تعزيز العلاقات مع مجلس النواب الليبي خلال المرحلة القادمة على كافة المستويات، مشيدًا بجهود نواب ليبيا الأعضاء بالبرلمان العربي في النهوض بالعمل البرلماني العربي المشترك، من خلال مبادراتهم الفعالة وإسهاماتهم البنّاءة، وحرصهم الشديد على تعزيز التضامن العربي.

من جانبه أكد السفير عبدالمطلب ثابت مندوب دولة ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية حرص بلاده بكافة أجهزتها ومؤسساتها الحكومية والبرلمانية على دعم العمل العربي المشترك، ودعم الدور الذي يقوم به البرلمان العربي، باعتباره مظلة برلمانية عربية تمثل صوت الشعب العربي وتخدم مصالحه، معربًا عن استعداد مندوبية ليبيا لدى جامعة الدول العربية للتعاون الكامل مع البرلمان العربي خلال المرحلة المقبلة بما يساهم في تعزيز دوره في خدمة مصالح الشعب العربي والدفاع عن قضاياه.

من جانبهم رحب النواب الليبيون أعضاء البرلمان العربي برئيس البرلمان العربي في زيارته لمقر مندوبية ليبيا لدى جامعة الدول العربية، مؤكدين أنهم سيواصلون العمل لدعم البرلمان العربي والنهوض به على كافة المستويات، ومؤكدين أن دولة ليبيا داعمة بشكل كبير للبرلمان العربي منذ مرحلة التأسيس وحريصة على استمرار دعمها للبرلمان العربي بشكل دائم، وتعزيز دوره في منظومة العمل العربي المشترك.

وأعرب السفير عبدالمطلب ثابت ونواب ليبيا في البرلمان العربي عن تطلعهم لزيارة رئيس البرلمان العربي إلى ليبيا في القريب العاجل، لزيادة وتيرة التنسيق المشترك بين البرلمان العربي ودولة ليبيا على كافة المستويات.

حضر اللقاء من الأمانة العامة للبرلمان العربي الدكتور كريم السيد مدير مركز الدبلوماسية البرلمانية العربية، والدكتور أشرف عبدالعزيز المستشار السياسي لرئيس البرلمان العربي ومدير إدارة العلاقات الخارجية.

مقالات مشابهة

  • لبحث القضايا المشتركة.. وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الروسي
  • الأوراق المالية: مذكرة التفاهم مع مصر تهدف لتعزيز الأطر التنظيمية لأسواق المال
  • قضية القضايا
  • مبيعات البنك المركزي العراقي من الحوالات الخارجية تتجاوز 97%
  • تعاون إماراتي ماليزي لمعالجة القضايا الإقليمية
  • مروان آل علي: ملتزمون بدعم الشراكات المجتمعية
  • «سند السنع» تعزّز الهوية وتبرز القيم المجتمعية
  • رئيس البرلمان العربي بثمن دور ليبيا في دعم القضايا العربية
  • حوالات البنك المركزي العراقي تتجاوز 96% في مزاد اليوم
  • المحاكم الابتدائية متأخرة عن "الاستئناف" في رقمنة ملفات القضايا