لجريدة عمان:
2024-10-02@00:03:07 GMT

نوافذ: البعثات الداخلية والانسحاب!

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

أسوأ ما قد يُجابهه شاب صغير السن، مُقبل على أول سلمة في حياته التعليمية بعد الدبلوم العام، أن يضطر إلى التخلي عن فرصته -التي سترسم معالم مستقبله وستغير حياته- لا لشيء سوى أنّ أسرته لا تستطيع أن تدفع مصاريف إقامته ومواصلاته ومصروف جيبه!

ولا أتكلم هنا عن طلبة متخاذلين، بل عن أولئك الذين حصلوا على مقاعدهم التعليمية بعد تنافسٍ مُضنٍ تحت بند البعثات الداخلية، تلك التي قُدرت هذا العام بنحو (١٠٨٩٠) مقعدا، وهو -كما يتبدى للمراقب عن كثب- رقم كبير جدا مقارنة بالبعثات الخارجية التي لم تتعد (٥٥٠) مقعدا !

ورغم ما تبعثه كلمة «بعثة» من بهجة وفرح، فإنّه، وللأسف الشديد، فرح منقوص، إذ لا توجد أي عدالة بين الفرصتين، فالبعثات الخارجية تتكفل الحكومة بكامل مصاريفها من رسوم دراسية ونقل وإسكان ومصروف جيب، بينما البعثات الداخلية لا تتكفل إلا بتوفير المقعد الدراسي، الأمر الذي سيجعل العديد من أسر ذوي الدخل المحدود -على وجه الخصوص- تفكر ألف مرّة قبل أن تُقدم على خطوة إرسال أبنائها!

ولذا علينا ألا نتفاجأ من سيناريوهات الانسحاب، ليس لأنّ الطلبة سيخفقون في الدراسة، ولكن لأنّ بعض الأهالي لا يستطيعون تحمل فداحة المبالغ الطائلة التي ستقع على عاتقهم!

علينا أن نتذكر أنّ أكثر من ٩ آلاف طالب وطالبة حصلوا هذا العام على معدل ٩٠٪ وأكثر، مما يعني أنّ فرص أغلبهم كانت ضمن البعثات الداخلية!

ولذا ليس علينا أن نتفاجأ بمعرفة أنّ الحاصلين على نسبة ٩٧٪ لم يتمكنوا من الحصول على فرصة الابتعاث الخارجي، كما ليس لنا أن نندهش بوجود من أحرزوا ٩٩٪ ولم يتمكنوا من دخول كلية الطب مثلا، فقد بلغ هذه النسبة الخيالية (٢٨٧) طالبا وطالبة! مما يعني أنّ الكثير من النسب العالية والتي حُصدت عقب أوقات عصيبة كابدها الطالب وذووه، ذهبت لا محالة إلى البعثات الداخلية.

ورغم استحقاقهم لتكريم جهودهم -نظرا لنسبهم المرتفعة التي حازوا عليها- فإنّهم سيكابدون شقاء تكاليف مغادرة منازلهم وليس الجميع على استعداد لذلك!

والسؤال: لماذا لا تتساوى امتيازات البعثات الداخلية والخارجية، لاسيما لأولئك الذين سيغادرون قراهم البعيدة مضطرين لأن يوفروا لأنفسهم عيشا كريما، أولئك الذين يمنعهم الحياء من طرق الأبواب للاستجداء أو طلب المعونات من الفرق الخيرية!

وإن كان من الصعب إحاطة الجميع بامتياز راتب شهري أو حتى توفير السكن والمواصلات ومصروف الجيب، فينبغي بصورة أساسية النظر بعين الرأفة والاستحقاق للأسر من ذوي الدخل المحدود والأسر المُعسرة، تلك التي تُعلقُ آمالها على هذا الابن أو هذه الابنة من أجل تغيير واقع حياتهم المرير. وإلا فإننا سنكرس الجهل والطبقية بصورة مُجحفة، لأنّ المقتدر سوف يبذل ما لديه من مال لقاء تعليم أبنائه بينما سيتنازل الفقير عن هذه الفرصة كمن يلم شباك صيده الفارغة بحسرة! أو سيضطر لأن يراكم ديونا فوق إمكانياته الهشّة! فمهما كانت تكلفة التعليم باهظة على حد تعبير الصحفي والتر كرونكايت، فهي لا شيء إزاء تكلفة شعب جاهل!

السؤال الآخر يتعلق مجددا بتقليص البعثات الخارجية وزيادة البعثات الداخلية، كدعم حكومي للطلبة من جهة ولمؤسسات التعليم الخاصة بالسلطنة من جهة أخرى: فهل تُحقق هذه الجهات المطمح التعليمي الذي تصبو إليه خطط المستقبل المنتظرة ؟ ومن سيرمم نقص التخصصات غير المتوفرة في البلد أمام محدودية الابتعاث للخارج؟

وألم يكن من الأفضل طوال هذه السنين أن تُبصر النور جامعة حكومية أخرى، أمام تدفق الأجيال السنوي والتغيرات التي تعصف بأنماط التعليم واختصاصاته على مستوى العالم؟

لقد بتنا نتحدث عن (٥١) ألف طالب وطالبة تخرجوا العام المنصرم وهو رقم مرشح للازدياد من عام لآخر! فهل سندور طويلا في فلك حلول مُرقعة من هذا النوع ؟

من المرجح -كما قرأنا في تجارب بلدان أخرى- أنّه وعندما يصبح التعليم في مقدمة أولويات أيّ بلد يصبو إلى التغيير، وعندما تُستثمر الموارد فيه بسخاء، من المرجح حقا أن تحدث معجزة ما، وهذا ما ننتظره بأمل هائل.

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البعثات الداخلیة

إقرأ أيضاً:

مركز تطوير التعليم بجامعة أسيوط ينظم دورات تدريبية "المراجعة الداخلية والخارجية للامتحانات"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد مركز تطوير التعليم الجامعي بجامعة أسيوط، سلسلة من الدورات التدريبية، بعنوان: "المراجعة الداخلية والخارجية للامتحانات"، والتي تم تنفيذها داخل عدد من كليات الجامعة، وهي: التربية للطفولة المبكرة، والعلوم، والآداب، والزراعة.

جاء ذلك إشراف الدكتور عمر سيد خليل مدير المركز، والدكتور حسن محمد الهواري مستشار رئيس الجامعة لشئون نظم المعلومات الجامعية، والمراجع بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد.

وأوضح الدكتور أحمد المنشاوي؛ أن سلسلة الدورات التدريبية تستهدف تعزيز جودة التعليم، وتحسين المخرجات التعليمية للجامعة، مؤكداً علي أهمية موضوعات البرنامج التدريبي؛ في التوعية بأهمية المراجعة الداخلية والخارجية، داخل المؤسسات التعليمية؛ لتحقيق الجودة والتميز، وضبط الأداء، والرقابة الداخلية، فضلاً عن تنمية القدرات، وتبادل الخبرات بين أعضاء هيئة التدريس، والعاملين بمختلف قطاعات الجامعة.

وأشار الدكتور عمر سيد خليل؛ إلي أن الدورة التدريبية تضمنت؛ مناقشة أهداف المراجعة الداخلية، والتي تتمثل في؛ التأكد من أن الامتحانات تغطي جميع الأهداف التعليمية والمحتويات؛ التي تم تدريسها خلال الفصل الدراسي، بالإضافة إلى وضوح الأسئلة لجميع الطلاب، وفحص توزيع الدرجات بطريقة سليمة؛ للتأكد من أن التقييم يعكس مستوي الأداء الأكاديمي بدقة، كما تضمن المراجعة الداخلية أيضاً؛ تنوع الأسئلة ما بين (الموضوعية، المقالات، المسائل التطبيقية)، فضلاً عن التحقق من عدالة، ودقة عمليات التصحيح؛ بمعايير تقييم موحدة، ومعتمدة.

وتناولت الدورة التدريبية؛ أهداف المراجعة الخارجية؛ لضمان أن عمليات الامتحانات والنتائج تتسم بالشفافية والنزاهة، وأن معايير التقييم متوافقة مع المعايير الوطنية الدولية، وكذلك تعزيز مصداقية المؤسسة التعليمية من خلال ضمان تقييم الامتحانات من أطراف محايدة، والتأكد من أن الامتحانات تلتزم بالمعايير الأكاديمية الوطنية أو الدولية، وأنها تعكس مستوي التعليم المقدم، وتغطي جميع الأهداف التعليمية والمحتويات، التي تم تدريسها خلال الفصل الدراسي.

 الجدير بالذكر؛ أن الدورات التدريبية شهدت حضور لفيف من وكلاء الكليات المشاركة، إلي جانب أعضاء مجلس إدارة مركز تطوير التعليم الجامعي.
 

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يستقبل المشاركين في ورشة أداء شرطة الأمم المتحدة الـ3 التي تستضيفها الداخلية
  • تركيا: على إسرائيل إنهاء هجومها في لبنان على الفور والانسحاب من أراضيه
  • هل تنهي الوساطة الخارجية أزمة البنك المركزي في ليبيا التي أدت إلى خفض إنتاج البلاد من النفط؟
  • «الخارجية» تعبر عن قلق مصر إزاء التطورات الأخيرة في السودان الشقيق
  • الخارجية: مصر تستنكر حادث قصف مقر سفير الإمارات بالسودان
  • الخارجية السودانية تنفي اتهامات الإمارات بقصف مقر سفيرها في الخرطوم
  • توقيف رجل بالسويد حطم نوافذ في السفارة المغربية
  • أسماء المرشحين للدورة الثانية للمنح الخارجية الجامعية
  • مركز تطوير التعليم بجامعة أسيوط ينظم دورات تدريبية "المراجعة الداخلية والخارجية للامتحانات"
  • وزير الداخلية: ندرك حجم التحديات التي تحيط بالوطن ونكثف الجهود لتحقيق الأمن الشامل