الأسبوع:
2024-10-06@09:57:26 GMT

خيارات فرنسا في النيجر

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

خيارات فرنسا في النيجر

مع الانقلابات العسكرية التي طبعت الحياة السياسية في دول غرب أفريقيا، لتصبح تلك الانقلابات العسكرية هي القاعدة التي يتبنى من خلالها العسكريون خطابات مناهضة، ومعادية للقوى الاستعمارية والغرب، وبخاصة فرنسا التي أصبحت مكروهةً من شعوب دول غرب أفريقيا، مقابل الترحيب بروسيا تلك الدولة التي تمثلها قوات فاجنر في أفريقيا، فبعد انقلاب مالي وبوركينا فاسو يأتي انقلاب العسكريين برئاسة عبد الرحمن تشياني في النيجر ليقضي على آخر الأوراق الهامة لفرنسا في تلك المنطقة، وليأتي انقلاب الجابون مؤخرًا ليقضي على آخر أوراق ومصالح فرنسا في أفريقيا، فمنذ انقلاب النيجر لم تنجح الدبلوماسية الفرنسية في التعامل مع الانقلاب على غرار الدول الأخرى كأمريكا التي تعاملت بحرفية لضمان مصالحها في النيجر، وذلك بعد أن طالبت فرنسا دول الإيكواس بالتدخل العسكري في النيجر لاستعادة الرئيس محمد بازوم، ولم تعترف بالانقلابيين لخروجهم عن الديمقراطية، وانتهاكهم للدستور، ما مكن المجلس العسكري والشعب من رفع شعارات معادية لفرنسا أمام السفارة الفرنسية والقاعدة العسكرية بالنيجر، ومطالبة المجلس العسكري السفير الفرنسي بمغادرة البلاد، وإعطائه مهلة ٤٨ ساعة لتنفيذ القرار، الذي رفضته الحكومة الفرنسية باعتباره خارجًا من حكومة غير شرعية بالبلاد، ما جعل الوجود الفرنسي بالنيجر في مرمى نيران المجلس العسكري والشعب في النيجر الذين يعتبرون فرنسا قوة استعمارية وناهبة لثروات البلاد، وهذه الأوقات العصيبة التي تشعر بها فرنسا بعد خيبة أملها في دول غرب أفريقيا تعكس بما لا يدع مجالاً للشك مخاطر البقاء الفرنسي في النيجر، ما يعني تهديد المصالح الفرنسية هناك، وتهديد وجودها في معقلها العسكري في النيجر بعد إسقاط حليفها الرئيس محمد بازوم.

وحول خيارات وأوراق فرنسا المتبقية في النيجر، يري الخبراء والمحللون أن الرئيس إيمانويل ماكرون لم ينجح من خلال خطاباته، وزياراته لأفريقيا في كسب ود الدول الإفريقية، بل زاد من معاداة الأفارقة لفرنسا، ودليلهم على ذلك أن السياسة الفرنسية رفضت الانقلاب، وأيدت الحل العسكري في حين أن كثيرًا من الدول الإقليمية، ومنها بعض دول الإكواس، وبعض دول الغرب وأمريكا رفضت الحل العسكري وأيدت الحوار، ومنها المبادرة الجزائرية المرحب بها دوليًّا، ما أدى إلى ظهور انقسامات إقليمية ودولية ما بين مؤيد ومعارض للانقلاب، وبين مؤيد للحوار، وبين مؤيد للحل العسكري عن طريق تدخل دول الإيكواس بمساندة فرنسا، ما زاد من كراهية شعب النيجر لفرنسا، وبالمقابل فإن أمريكا على سبيل المثال قد تعاملت مع الموقف بحرفية عالية، للحفاظ على مصالحها وقاعدتها العسكرية هناك، ودليلهم على ذلك تعيين أمريكا سفيرة أمريكية مؤخرًا بالنيجر، وإرسالها لفيكتوريا نولاند المسئولة الثالثة بالخارجية الأمريكية من أجل الحوار مع الانقلابيين، والتي أعطت الأولوية للمصالح الأمريكية، ما جعل فرنسا دون غيرها من الدول تخسر موقعها الاستراتيجي في النيجر، ولتخسر خيارات البقاء هناك، وتهديدها في حالة المساس بوجودها باستخدام الحل العسكري انطلاقًا من قاعدتها العسكرية، وجنودها في النيجر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فی النیجر

إقرأ أيضاً:

بعد إضعاف حزب الله وحماس.. لا خيارات جيدة أمام إيران

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنه مع وجود اثنين من أقوى حلفاء إيران، حزب الله وحماس، في صراع مصيري للبقاء، فقدت طهران ركيزة أساسية من استراتيجية الردع التي تتبعها، مما أعطى إسرائيل فرصة لضرب من تراه أخطر أعدائها.

والثلاثاء، أطلقت إيران واحدة من أكبر الهجمات بالصواريخ الباليستية في تاريخ الحروب، مستهدفة مواقع في جميع أنحاء إسرائيل، في عملية قالت إنها تأتي انتقاما لمقتل قائدي المجموعتين المسلحتين، حسن نصر الله من حزب الله وإسماعيل هنية من حماس.

"المفارقة"

ووعدت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بـ"رد قوي" على الهجوم، حيث صرح بنيامين نتانياهو، بأن طهران  ارتكبت "خطأ كبيراً وستدفع ثمنه". 

وتشير الصحيفة إلى أن من المفارقات البارزة خلال التطورات الأخيرة، أن الوكيلان حزب الله، وبدرجة أقل من حماس، كان يُفترض أن يشكلا رادعا لإسرائيل عن شن أي هجوم مباشر على إيران، غير أنهما يواجهان صراعا من أجل البقاء.

وأوضحت أن إسرائيل نجحت في إضعاف هاتين المنظمتين المسلحتين، اللتين تصنفهما الولايات المتحدة كجماعتين إرهابيتين، مما فتح الباب أمام احتمال توجيه ضربة أشد وأوسع نطاقا.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت: "حزب الله وحماس مشلولان مؤقتا وإيران مكشوفة، مضيفا : "الآن هم عراة، ليس لديهم القدرة على حماية أنفسهم. إسرائيل لديها أعظم فرصة في 50 عاما لتغيير وجه الشرق الأوسط".

وتم القضاء على حماس كقوة قتالية من خلال حملة إسرائيلية استمرت ما يقرب من عام في غزة، جاءت ردا على هجوم من الجماعة المسلحة في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل.

وحزب الله، الذي يقصف شمال إسرائيل، منذ الثامن من أكتوبر، في حالة من الفوضى بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي قطعت رأس قيادته ودمرت جزءا كبيرا من مخزونه من الأسلحة.

مع اشتداد التصعيد والقصف.. رحلات هروب يائسة من جنوبي لبنان كثَّف الجيش الإسرائيلي قصفه ضد مواقع لجماعة حزب الله منذ 23 سبتمبر، وذلك بهدف إعادة سكان شمال إسرائيل، الذين نزحوا جراء تبادل إطلاق النار عبر الحدود مع لبنان، إلى منازلهم.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قائلاً: "إيران لم تتعلم درسا بسيطا - أولئك الذين يهاجمون دولة إسرائيل يدفعون ثمنا باهظا".

وأطلقت إيران حوالي 200 صاروخ على إسرائيل يوم الثلاثاء، بعد أن قتلت إسرائيل معظم القيادة العليا لحزب الله، خلال الأسبوعين الماضيين، وبدأت القوات البرية الإسرائيلية، التقدم عبر الحدود لتفكيك تحصينات حزب الله في جنوب لبنان.

"خياران سيئان"

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فقد قدّم اغتيال نصر الله في 27 سبتمبر، وهو شخصية بارزة أشرفت على حزب الله لأكثر من ثلاثة عقود، خيارين لإيران.

أحدهما كان عدم التدخل بينما يتم تفكيك "جوهرة محور المقاومة"، وهو مسار كان سيعني خسارة كبيرة لطهران مع وكلائها الآخرين من اليمن إلى سوريا إلى العراق.

وكان القرار الذي اتخذته في النهاية - إطلاق ضربة الصواريخ، الثلاثاء على تل أبيب والقواعد الجوية الإسرائيلية، ما يعني أن إيران تواجه الآن احتمال التعرض لضربات مدمرة لبنيتها التحتية العسكرية أو المدنية، مما يفتح حلقة تصعيد ضد عدو أكثر قوة.

وقال اللواء المتقاعد، يعقوب عميدرور، الذي عمل مستشاراً للأمن القومي لنتانياهو: "واجه الإيرانيون خيارين سيئين، واختاروا أحدهما".

وأضاف: "إذا أظهرت إسرائيل أنها يمكنها اختراق النظام الإيراني وتدمير أهداف مهمة في إيران، فسيكون لدى الإيرانيين مشكلة أكبر وانتكاسة أخرى لأحلامهم".

بايدن يعارض ضرب المواقع النووية الإيرانية بايدن يعارض ضرب المواقع النووية الإيرانية

بدورها، قالت دينا إسفنديار، المستشارة الأولى لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: "الأمر لا يبدو جيداً من وجهة نظر طهران: إنها عالقة حقاً بين المطرقة والسندان".

وأضافت: "هم فقط لا يريدون السير في نومهم إلى حرب يعرفون أنهم لن يتمكنوا من الفوز بها".

وأثارت الضربات الأخيرة الموجهة لإيران وحلفائها حالة من النشوة لدى بعض المسؤولين وصناع القرار الإسرائيليين. وقد ولّد هذا إغراء متزايداً، ليس فقط لإعادة تشكيل المشهد السياسي اللبناني الذي طالما هيمن عليه حزب الله، بل أيضا لاستكشاف إمكانية إحداث تغيير جذري في النظام الإيراني نفسه.

وقال نتانياهو في خطابه هذا الأسبوع "للشعب الفارسي النبيل": "عندما تتحرر إيران أخيرا  وتلك اللحظة ستأتي قريبا جدا أكثر مما يعتقد الناس، سيكون كل شيء مختلفا".

في المقابل، يحذر نديم حوري، المدير التنفيذي لمركر أبحاث مبادرة الإصلاح العربي، من مخاطر مثل "هذا التجاوز"، والذي قال إنه "يذكره بالتورط الإسرائيلي الكارثي في لبنان عام 1982، الذي أدى إلى إنشاء حزب الله، والغزو الأميركي للعراق عام 2003ّ".

ويؤكد حوري أن الخطر الماثل الآن هو الانجرار وراء "وهم هذه لحظة تاريخية، فلنعد تشكيل الشرق الأوسط'".

ويضيف محذراً: "لقد أثبت التاريخ أن مثل هذه المساعي غالباً ما تكون حمقاء ومأساوية، وتزداد تعقيداً وفداحة مع كل محاولة جديدة".

مقالات مشابهة

  • ما هي القواعد العسكرية الإسرائيلية التي استهدفتها إيران في ضرباتها؟
  • الرئيس الفرنسي يحث على وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي تستخدم في غزة
  • تفاصيل زيارة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار لفرنسا
  • استثمارات وتوسعات جديدة ولقاءات ثنائية.. حصيلة زيارة رئيس الهيئة العامة للاستثمار لفرنسا
  • فرنسا تجدد التأكيد على تشبثها الراسخ بشراكتها الاستثنائية مع المغرب (الخارجية الفرنسية)
  • «الأنباء الفرنسية»: «حزب الله» يعلن دفن حسن نصر الله في مكان سري
  • الرئيس السيسي و«بن زايد» يشهدان العرض العسكري لخريجي الأكاديمية العسكرية
  • الرئيس السيسي يمنح أوائل خريجي الكليات العسكرية نوط الواجب العسكري
  • بعد إضعاف حزب الله وحماس.. لا خيارات جيدة أمام إيران
  • خيارات جماعة الحوثي بعد اغتيال نصرالله