الأسبوع:
2025-04-17@13:43:39 GMT

خيارات فرنسا في النيجر

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

خيارات فرنسا في النيجر

مع الانقلابات العسكرية التي طبعت الحياة السياسية في دول غرب أفريقيا، لتصبح تلك الانقلابات العسكرية هي القاعدة التي يتبنى من خلالها العسكريون خطابات مناهضة، ومعادية للقوى الاستعمارية والغرب، وبخاصة فرنسا التي أصبحت مكروهةً من شعوب دول غرب أفريقيا، مقابل الترحيب بروسيا تلك الدولة التي تمثلها قوات فاجنر في أفريقيا، فبعد انقلاب مالي وبوركينا فاسو يأتي انقلاب العسكريين برئاسة عبد الرحمن تشياني في النيجر ليقضي على آخر الأوراق الهامة لفرنسا في تلك المنطقة، وليأتي انقلاب الجابون مؤخرًا ليقضي على آخر أوراق ومصالح فرنسا في أفريقيا، فمنذ انقلاب النيجر لم تنجح الدبلوماسية الفرنسية في التعامل مع الانقلاب على غرار الدول الأخرى كأمريكا التي تعاملت بحرفية لضمان مصالحها في النيجر، وذلك بعد أن طالبت فرنسا دول الإيكواس بالتدخل العسكري في النيجر لاستعادة الرئيس محمد بازوم، ولم تعترف بالانقلابيين لخروجهم عن الديمقراطية، وانتهاكهم للدستور، ما مكن المجلس العسكري والشعب من رفع شعارات معادية لفرنسا أمام السفارة الفرنسية والقاعدة العسكرية بالنيجر، ومطالبة المجلس العسكري السفير الفرنسي بمغادرة البلاد، وإعطائه مهلة ٤٨ ساعة لتنفيذ القرار، الذي رفضته الحكومة الفرنسية باعتباره خارجًا من حكومة غير شرعية بالبلاد، ما جعل الوجود الفرنسي بالنيجر في مرمى نيران المجلس العسكري والشعب في النيجر الذين يعتبرون فرنسا قوة استعمارية وناهبة لثروات البلاد، وهذه الأوقات العصيبة التي تشعر بها فرنسا بعد خيبة أملها في دول غرب أفريقيا تعكس بما لا يدع مجالاً للشك مخاطر البقاء الفرنسي في النيجر، ما يعني تهديد المصالح الفرنسية هناك، وتهديد وجودها في معقلها العسكري في النيجر بعد إسقاط حليفها الرئيس محمد بازوم.

وحول خيارات وأوراق فرنسا المتبقية في النيجر، يري الخبراء والمحللون أن الرئيس إيمانويل ماكرون لم ينجح من خلال خطاباته، وزياراته لأفريقيا في كسب ود الدول الإفريقية، بل زاد من معاداة الأفارقة لفرنسا، ودليلهم على ذلك أن السياسة الفرنسية رفضت الانقلاب، وأيدت الحل العسكري في حين أن كثيرًا من الدول الإقليمية، ومنها بعض دول الإكواس، وبعض دول الغرب وأمريكا رفضت الحل العسكري وأيدت الحوار، ومنها المبادرة الجزائرية المرحب بها دوليًّا، ما أدى إلى ظهور انقسامات إقليمية ودولية ما بين مؤيد ومعارض للانقلاب، وبين مؤيد للحوار، وبين مؤيد للحل العسكري عن طريق تدخل دول الإيكواس بمساندة فرنسا، ما زاد من كراهية شعب النيجر لفرنسا، وبالمقابل فإن أمريكا على سبيل المثال قد تعاملت مع الموقف بحرفية عالية، للحفاظ على مصالحها وقاعدتها العسكرية هناك، ودليلهم على ذلك تعيين أمريكا سفيرة أمريكية مؤخرًا بالنيجر، وإرسالها لفيكتوريا نولاند المسئولة الثالثة بالخارجية الأمريكية من أجل الحوار مع الانقلابيين، والتي أعطت الأولوية للمصالح الأمريكية، ما جعل فرنسا دون غيرها من الدول تخسر موقعها الاستراتيجي في النيجر، ولتخسر خيارات البقاء هناك، وتهديدها في حالة المساس بوجودها باستخدام الحل العسكري انطلاقًا من قاعدتها العسكرية، وجنودها في النيجر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فی النیجر

إقرأ أيضاً:

الجزائر تطرد 12 دبلوماسيا من السفارة الفرنسية

أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم الاثنين أن 12 موظفا في السفارة الفرنسية بالجزائر أشخاصا غير مرغوب فيهم وإلزامهم بمغاردة البلد العربي في غضون 48 ساعة.

وقال بيان الخارجية "اتخذت الجزائر بصفة سيادية قرارا باعتبار اثنى عشر (12) موظفا عاملين بالسفارة الفرنسية وممثلياتها القنصلية بالجزائر والمنتمين لأسلاك تحت وصاية وزارة الداخلية لهذا البلد أشخاصا غير مرغوب فيهم مع إلزامهم بمغادرة التراب الوطني في غضون 48 ساعة".

وأوضحت الخارجية الجزائرية أن القرار يأتي على إثر الاعتقال الاستعراضي والتشهيري في الطريق العام الذي قامت به المصالح التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية بتاريخ 8 أبريل 2025، في حق موظف قنصلي لدولة ذات سيادة، معتمد بفرنسا. 

وقالت الخارجية الجزائرية في لبنها "إن هذا الإجراء المشين والذي يصبو من خلاله وزير الداخلية الفرنسي إلى إهانة الجزائر، تم القيام به في تجاهل صريح للصفة التي يتمتع بها هذا الموظف القنصلي ودونما أدنى مراعاة للأعراف والمواثيق الدبلوماسية وفي انتهاك صارخ للاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة".

ولفت البيان إلى أن الجزائر تذكر بأن هذا التصرف المتطاول على سيادتها لا يمثل إلا نتيجة للموقف السلبي والمخزي المستمر لوزير الداخلية الفرنسي تجاه الجزائر. 4

وأشارت إلى أن هذا الوزير الذي يجيد الممارسات القذرة لأغراض شخصية بحتة، يفتقد بشكل فاضح لأدنى حسن سياسي، إن القيام باعتقال مهين لموظف قنصلي محمي بالحصانات والامتيازات المرتبطة بصفته ومعاملته بطريقة مشينة ومخزية على شاكلة سارق، يتحمل بموجبه الوزير المذكور المسؤولية الكاملة للمنحى الذي ستأخذه العلاقات بين الجزائر وفرنسا في الوقت الذي بدأت فيه هذه العلاقات دخول مرحلة من التهدئة إثر الاتصال الهاتفي بين قائدي

البلدين والذي أعقبته زيارة وزير خارجية فرنسا إلى الجزائر.

واختتم البيان بالقول إن الجزائر تؤكد أن أي تصرف آخر يتطاول على سيادتها من طرف وزير الداخلية الفرنسي سيقابل برد حازم ومناسب على أساس مبدأ المعاملة بالمثل.

مقالات مشابهة

  • وفد نيجيري يسعى لفتح الحدود واستعادة النشاط الاقتصادي مع النيجر
  • المالية تناقش خيارات إعادة إطلاق سوق دمشق للأوراق المالية
  • ورقة في يد الصين تضعف خيارات واشنطن في الحرب التجارية.. ما قصتها؟
  • أزمة دبلوماسية جديدة| الجزائر تطرد 12 موظفًا من السفارة الفرنسية .. وباريس تتوعد بالرد
  • عاجل | الرئاسة الفرنسية: قرار بطرد 12 من موظفي الشبكة القنصلية والدبلوماسية الجزائرية في فرنسا
  • الجزائر تطرد 12 دبلوماسيا من السفارة الفرنسية
  • باريس تدعو الجزائر إلى العدول عن قرار طرد موظفين في السفارة الفرنسية
  • وزير الداخلية الفرنسي : المغرب بلد صديق وشريك ثمين لفرنسا
  • الكرملين: أبطال العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا سيشاركون في العرض العسكري بيوم النصر
  • توترات جديدة في العلاقات بين فرنسا والجزائر بعد قرار السلطات الجزائرية طرد 12 موظفا في السفارة الفرنسية