مع الانقلابات العسكرية التي طبعت الحياة السياسية في دول غرب أفريقيا، لتصبح تلك الانقلابات العسكرية هي القاعدة التي يتبنى من خلالها العسكريون خطابات مناهضة، ومعادية للقوى الاستعمارية والغرب، وبخاصة فرنسا التي أصبحت مكروهةً من شعوب دول غرب أفريقيا، مقابل الترحيب بروسيا تلك الدولة التي تمثلها قوات فاجنر في أفريقيا، فبعد انقلاب مالي وبوركينا فاسو يأتي انقلاب العسكريين برئاسة عبد الرحمن تشياني في النيجر ليقضي على آخر الأوراق الهامة لفرنسا في تلك المنطقة، وليأتي انقلاب الجابون مؤخرًا ليقضي على آخر أوراق ومصالح فرنسا في أفريقيا، فمنذ انقلاب النيجر لم تنجح الدبلوماسية الفرنسية في التعامل مع الانقلاب على غرار الدول الأخرى كأمريكا التي تعاملت بحرفية لضمان مصالحها في النيجر، وذلك بعد أن طالبت فرنسا دول الإيكواس بالتدخل العسكري في النيجر لاستعادة الرئيس محمد بازوم، ولم تعترف بالانقلابيين لخروجهم عن الديمقراطية، وانتهاكهم للدستور، ما مكن المجلس العسكري والشعب من رفع شعارات معادية لفرنسا أمام السفارة الفرنسية والقاعدة العسكرية بالنيجر، ومطالبة المجلس العسكري السفير الفرنسي بمغادرة البلاد، وإعطائه مهلة ٤٨ ساعة لتنفيذ القرار، الذي رفضته الحكومة الفرنسية باعتباره خارجًا من حكومة غير شرعية بالبلاد، ما جعل الوجود الفرنسي بالنيجر في مرمى نيران المجلس العسكري والشعب في النيجر الذين يعتبرون فرنسا قوة استعمارية وناهبة لثروات البلاد، وهذه الأوقات العصيبة التي تشعر بها فرنسا بعد خيبة أملها في دول غرب أفريقيا تعكس بما لا يدع مجالاً للشك مخاطر البقاء الفرنسي في النيجر، ما يعني تهديد المصالح الفرنسية هناك، وتهديد وجودها في معقلها العسكري في النيجر بعد إسقاط حليفها الرئيس محمد بازوم.
وحول خيارات وأوراق فرنسا المتبقية في النيجر، يري الخبراء والمحللون أن الرئيس إيمانويل ماكرون لم ينجح من خلال خطاباته، وزياراته لأفريقيا في كسب ود الدول الإفريقية، بل زاد من معاداة الأفارقة لفرنسا، ودليلهم على ذلك أن السياسة الفرنسية رفضت الانقلاب، وأيدت الحل العسكري في حين أن كثيرًا من الدول الإقليمية، ومنها بعض دول الإكواس، وبعض دول الغرب وأمريكا رفضت الحل العسكري وأيدت الحوار، ومنها المبادرة الجزائرية المرحب بها دوليًّا، ما أدى إلى ظهور انقسامات إقليمية ودولية ما بين مؤيد ومعارض للانقلاب، وبين مؤيد للحوار، وبين مؤيد للحل العسكري عن طريق تدخل دول الإيكواس بمساندة فرنسا، ما زاد من كراهية شعب النيجر لفرنسا، وبالمقابل فإن أمريكا على سبيل المثال قد تعاملت مع الموقف بحرفية عالية، للحفاظ على مصالحها وقاعدتها العسكرية هناك، ودليلهم على ذلك تعيين أمريكا سفيرة أمريكية مؤخرًا بالنيجر، وإرسالها لفيكتوريا نولاند المسئولة الثالثة بالخارجية الأمريكية من أجل الحوار مع الانقلابيين، والتي أعطت الأولوية للمصالح الأمريكية، ما جعل فرنسا دون غيرها من الدول تخسر موقعها الاستراتيجي في النيجر، ولتخسر خيارات البقاء هناك، وتهديدها في حالة المساس بوجودها باستخدام الحل العسكري انطلاقًا من قاعدتها العسكرية، وجنودها في النيجر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فی النیجر
إقرأ أيضاً:
وزير الجيوش الفرنسي في جولة لثلاث دول خليجية
يبدأ وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو مساء السبت جولة على بلدان الخليج حيث سيتطرّق خصوصا إلى الحرب في لبنان وغزة وسيعمل على "صون" المصالح الاستراتيجية لفرنسا في المنطقة، بحسب بيان صادر عن الوزارة.
اقرأ ايضاًتهديدات إسرائيلية بشن غارات على جميع لبنان كل ساعتينوتبدأ جولته في قطر حيث سيجتمع الأحد بنظيره سعود بن عبد الرحمن آل ثاني. وتأتي الزيارة بعدما أعلنت قطر حيث المكتب السياسي لحركة حماس، تعليق وساطتها بين إسرائيل والحركة الفلسطينية.
وطوال أشهر، شاركت قطر إلى جانب الولايات المتحدة ومصر في جهود وساطة لوضع حدّ للحرب المدمّرة في غزة التي اندلعت في أعقاب شنّ حماس هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
ويتبادل الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني الاتهامات بعرقلة أيّ اتفاق على وقف لإطلاق النار.
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قد أفاد بأن "قطر ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية".
وتندرج زيارة سيباستيان لوكورنو "في سياق الالتزام المشترك لفرنسا وقطر بالأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأدنى والأوسط، فضلا عن توطيد التعاون الثنائي في مجال الدفاع"، وفق ما جاء في بيان السبت لوزارة الجيوش الفرنسية.
ومن قطر، ينتقل الوزير الفرنسي إلى السعودية للاجتماع بنظيره خالد بن سلمان.
ومن شأن هذا اللقاء أن يمهّد لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة بين 2 و4 كانون الأول (ديسمبر). وتهدف زيارة الرئيس الفرنسي التي أعلن عنها مساء الجمعة إلى توطيد الشراكة القائمة بين البلدين في مجالات عدّة، من الدفاع إلى اقتصاد المستقبل.
اقرأ ايضاًمجزرة جديدة.. شهداء وجرحى بقصف مدرسة نازحين في غزةوالثلاثاء، يحطّ سيباستيان لوكورنو في الإمارات، الشريك الاستراتيجي لفرنسا، للقاء نظيره محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي.
وسيزور في هذه المناسبة فوج الفرسان الخامس المتمركز في قاعدة في قلب الصحراء الإماراتية.
وجاء في البيان أن هذه الكتيبة "تشارك في مهمات التعاون الثنائي مع بلدان المنطقة وتساهم في الإعداد العملياتي للوحدات المرسلة من فرنسا" في سياق معارك بأسلحة مختلفة في مناطق صحراوية وأخرى حضرية.
Via SyndiGate.info
Copyright � 2022 An-Nahar Newspaper All rights reserved.
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند وزير الجيوش الفرنسي في جولة لثلاث دول خليجية تصدر في يومه الأول.. ترمب يعد أوامر تنفيذية لإيران حزب الله يقصف حيفا.. أضرار في المباني والمركبات مجلس الوزراء الأردني يقر حزمة قوانين اقتصادية للمرة الأولى تهديدات إسرائيلية بشن غارات على جميع لبنان كل ساعتين Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter