الأسبوع:
2025-03-04@08:37:39 GMT

الحصانة الجماهيرية لمن؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

الحصانة الجماهيرية لمن؟

انتشرت مؤخرا منشورات وتغريدات تتضامن مع المغني المغربي " سعد لمجرد"، وتدافع عنه بعد إصدار محكمة فرنسية حكمًا بسجنه ست سنوات لإدانته بضرب امرأة واغتصابها. بل رأينا المعجبين بالفنان يكذبون الضحية ويلومونها لكونها رافقت المغنى إلى غرفته فى أحد فنادق باريس حيث وقعت الجريمة. وبالتالى فإن الحكم القضائى لم يكن كافيا لتصديق الضحية ونزع الحصانة الجماهيرية عن الفنان.

وهنا نتساءل عن الدوافع الدائمة خلف تكذيب الضحية، ولماذا يميل البعض إلى التمسك بمواقفهم الداعمة للمعتدى.

يأتي هذا للتمييز المستمر ضد النساء، والذي له جذور ضاربة فى تاريخ الحضارة البشرية. وتكفي نظرة سريعة إلى تراث الإنسانية بين الميثولوجيا والأديان إلى ملاحظة مستوى الكراهية الموجهة إلى النساء، والتى تتسبب فى الكثير من الأحيان في تحميلهن مسؤولية تعرضهن للاغتصاب والعنف. وعلى سبيل المثال نجد فى نسخة من أسطورة " ميدوزا الإغريقية" يغتصب الإله "بوسيدون" ميدوزا فى معبد الإلهة أثينا التى تحول خصل شعر" ميدوزا" إلى أفاعٍ عقابا لها على غوايتها. وعلى الرغم من تصاعد النقد الموجه إلى تعاطى الأديان مع المرأة خصوصا خلال القرن العشرين بالتزامن مع توالي موجات الحركة النسوية لا يزال التمييز المستند إلى خلفية دينية سائدا على نطاق واسع.

من هذا المنظور نفسه لا يزال البعض يلقى على الضحية مسؤولية تعرضها للانتهاك الجنسى، أو التعليق على ملابسها واعتبارها تستدرج الرجال. ويأتى ذلك من اعتياد النظر الدائم إلى المرأة كموضوع لرغبة الرجل، فوجودها بذاته سبب لفتنة الرجل وغوايته ووقوعه فى المعاصى. ولهذا نجد أن المجتمعات المتدينة والمحافظة ترفض التعاطف مع الضحية، فإذا لم تجد المرأة مشكلة فى مرافقة الرجل إلى غرفة الفندق فهذا يكون كافيا لإدانتها، وهنا يصبح الاغتصاب أو الاعتداء الجنسى أمرا طبيعيا أو متوقعا. وهنا لن تكون هناك حاجة للتضامن مع الضحية أو الدفاع عنها.

من جهته اعتبر الفيلسوف الألماني " تيودور أدورنو" أن لوم الضحية عموما وليس فقط فى حالات العنف الجنسى واحدة من خصائص الشخصية الفاشية، ففى كتابه المشترك مع كتاب آخرين ( الشخصية السلطوية ــ 1950 ــ ) اعتبر أن الشخص ذا الميول الفاشية يحمل فى نفسه ازدراء لكل ماهو ضعيف أو يتعرض للتمييز مقابل تمجيده لكل ماهو قوي وعنيف. ولا يزال الرجل القوي متعدد العلاقات، والذى فى رصيده العديد من الغزوات الجنسية يتمتع بشعبية على نطاق واسع فى المجتمعات العربية والغربية على الرغم من التشكيك المتزايد فى السنوات الأخيرة في الصورة النمطية للذكورة والأنوثة على السواء.

فى معظم أحداث العنف الجنسى يتمتع الرجل بموقع أعلى من المرأة، فيكون أستاذا جامعيا أو مديرًا فى العمل أو رجلا ثريا وصاحب نفوذ. فى حالة الفنان المغربي " سعد لمجرد" نحن أمام فنان ذى شهرة وشعبية واسعتين، وأمام فتاة فى العشرين من عمرها لا يعرف عنها شيئا. هذه الفجوة بين المعتدي والضحية تمكن الأول وتمنحه حصانة جماهيرية. فى حين تترك الضحية فى موقع أكثر هشاشة وعزلة. ولهذا نقول في المحصلة إن الناس يميلون إلى تبرئة المشاهير الذين يحبونهم، ولهذا يكون هؤلاء منزهين عن الأخطاء. وهنا لا يستطيع الناس التفريق بين فن هؤلاء المشاهير وقيمته لديهم، وبين أخلاقهم وسلوكياتهم.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

وجدي الصحاف

وجدي الصحاف …
لن أخفيكم سرا اني كنت شديد الفرح عندما تولي وجدي صالح لجنة ازالة التمكين لكني صدمت في الرجل بعدها.
فالرجل كثير الكلام قليل الأفعال متردد في القرارات.
خرج علينا يحدثنا عن املاك ال البشير و يغض النظر عن ال دقلو و غيرهم حتي ان دوره في ازلة التمكين كان متردد.
ناهيك عن غضه النظر عن اموال هي للشعب السوداني تمت المضاربة بها في أسواق القمح العالمي بدولار مكسور و اعتمد علي تسويات لا تغني و لا تثمن من جوع و لم يتكلف عناء النظر في ملفات ملاعب الغولف الفاخرة او حتي املاك اسرة ال دقلو او الدعم السريع عملا بان الشريك عين شمس.
يخرج اليوم الصحاف السوداني منتقدا للعمامرة بكل جهل متناسيا ان للعمامرة تاريخ مشرق في افريقا ايان عمله كممثل خاص للامين العام في ليبريا حيث نجح الرجل في انفاذ اكبر برنامج لنزع ااسلاح و للدمج و التسريح
وهذا امر لن يفهمه من كان يتلقي العزاء في عزت الدوري و الشعب السوداني يئن في مثقبة الانتقال.
وجدي صالح المحامي الذي كان ينزع الاموال دون تهم و عمل جاهدا لتحويل مفوضية مستحقة دستوريا الي لجنة سياسية قاصدا لا يحق له الحديث عن الحيادية.
ان كانت اولي مهام الصالح وجدي ازالة التمكين فقد فشل حتي مع محاولته خلق تمكين بديل
العمامرة نجح فب الانتقال بليبريا حتي شهدت انتخابت دمقراطية و انتخابات كلمة ترعب الوجدي صالح
ناهيك انها اتت ب الين جونسون كاول رئيسة لليبريا
و طبعا لن نري رئيس منتخب او حتي رئيسة لمن يتحدث عن الدمقراطية متمترسا بافكار البعث..
يا وجدي صفة الطلول بلاغة الفدم
فجعل تفكيك لابنة الكرم
قل لمن يبكني علي رسم درس
واقفا ما ضر لو كان جلس
و البركة فيكم في البعث و الدوري يا وجدي
هيثم مكاوي
طبيب و صحفي سوداني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!
  • الإمارات بين العمالة وألاعيب الهيمنة
  • الرئيس الأمريكي يُعلّق على قول الرئيس الأوكراني إن إنهاء الحرب “لا يزال بعيداً للغاية” .. ترامب: هذا أسوأ تصريح لزيلينسكي ولن نتحمله لفترة أطول
  • أنقذ حياة 2.4 مليون طفل.. وفاة الرجل ذو الذراع الذهبية
  • "النكش اشتغل".. بعد عرض أول حلقتين من برنامج رامز إيلون مصر.. ياسمين عبدالعزيز ترد بـ" الفشار".. وهنا الزاهد: "من لا أخلاق له.. لا قيمة له"
  • نجل شقيق الضحية الثانية لسفاح الإسكندرية يكشف التفاصيل الأخيرة في حياتها: «كانت واعية وحنونة»
  • رامز إيلون مصر يوقع بالفنان أحمد فهمي «الضحية الثانية»
  • أرسلان: عمق الدروز كان ولا يزال وسيبقى عربياً أصيلاً مهما كثرت الأقاويل
  • وجدي الصحاف
  • الكاتبة يسرى عباس في أول تصريح لها حول طريق إجباري: المسلسل يضم لأول مرة 17 وجها نسائيا ويظهر المرأة في مواجهة الرجل