الأسبوع:
2024-12-27@03:37:16 GMT

الحصانة الجماهيرية لمن؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

الحصانة الجماهيرية لمن؟

انتشرت مؤخرا منشورات وتغريدات تتضامن مع المغني المغربي " سعد لمجرد"، وتدافع عنه بعد إصدار محكمة فرنسية حكمًا بسجنه ست سنوات لإدانته بضرب امرأة واغتصابها. بل رأينا المعجبين بالفنان يكذبون الضحية ويلومونها لكونها رافقت المغنى إلى غرفته فى أحد فنادق باريس حيث وقعت الجريمة. وبالتالى فإن الحكم القضائى لم يكن كافيا لتصديق الضحية ونزع الحصانة الجماهيرية عن الفنان.

وهنا نتساءل عن الدوافع الدائمة خلف تكذيب الضحية، ولماذا يميل البعض إلى التمسك بمواقفهم الداعمة للمعتدى.

يأتي هذا للتمييز المستمر ضد النساء، والذي له جذور ضاربة فى تاريخ الحضارة البشرية. وتكفي نظرة سريعة إلى تراث الإنسانية بين الميثولوجيا والأديان إلى ملاحظة مستوى الكراهية الموجهة إلى النساء، والتى تتسبب فى الكثير من الأحيان في تحميلهن مسؤولية تعرضهن للاغتصاب والعنف. وعلى سبيل المثال نجد فى نسخة من أسطورة " ميدوزا الإغريقية" يغتصب الإله "بوسيدون" ميدوزا فى معبد الإلهة أثينا التى تحول خصل شعر" ميدوزا" إلى أفاعٍ عقابا لها على غوايتها. وعلى الرغم من تصاعد النقد الموجه إلى تعاطى الأديان مع المرأة خصوصا خلال القرن العشرين بالتزامن مع توالي موجات الحركة النسوية لا يزال التمييز المستند إلى خلفية دينية سائدا على نطاق واسع.

من هذا المنظور نفسه لا يزال البعض يلقى على الضحية مسؤولية تعرضها للانتهاك الجنسى، أو التعليق على ملابسها واعتبارها تستدرج الرجال. ويأتى ذلك من اعتياد النظر الدائم إلى المرأة كموضوع لرغبة الرجل، فوجودها بذاته سبب لفتنة الرجل وغوايته ووقوعه فى المعاصى. ولهذا نجد أن المجتمعات المتدينة والمحافظة ترفض التعاطف مع الضحية، فإذا لم تجد المرأة مشكلة فى مرافقة الرجل إلى غرفة الفندق فهذا يكون كافيا لإدانتها، وهنا يصبح الاغتصاب أو الاعتداء الجنسى أمرا طبيعيا أو متوقعا. وهنا لن تكون هناك حاجة للتضامن مع الضحية أو الدفاع عنها.

من جهته اعتبر الفيلسوف الألماني " تيودور أدورنو" أن لوم الضحية عموما وليس فقط فى حالات العنف الجنسى واحدة من خصائص الشخصية الفاشية، ففى كتابه المشترك مع كتاب آخرين ( الشخصية السلطوية ــ 1950 ــ ) اعتبر أن الشخص ذا الميول الفاشية يحمل فى نفسه ازدراء لكل ماهو ضعيف أو يتعرض للتمييز مقابل تمجيده لكل ماهو قوي وعنيف. ولا يزال الرجل القوي متعدد العلاقات، والذى فى رصيده العديد من الغزوات الجنسية يتمتع بشعبية على نطاق واسع فى المجتمعات العربية والغربية على الرغم من التشكيك المتزايد فى السنوات الأخيرة في الصورة النمطية للذكورة والأنوثة على السواء.

فى معظم أحداث العنف الجنسى يتمتع الرجل بموقع أعلى من المرأة، فيكون أستاذا جامعيا أو مديرًا فى العمل أو رجلا ثريا وصاحب نفوذ. فى حالة الفنان المغربي " سعد لمجرد" نحن أمام فنان ذى شهرة وشعبية واسعتين، وأمام فتاة فى العشرين من عمرها لا يعرف عنها شيئا. هذه الفجوة بين المعتدي والضحية تمكن الأول وتمنحه حصانة جماهيرية. فى حين تترك الضحية فى موقع أكثر هشاشة وعزلة. ولهذا نقول في المحصلة إن الناس يميلون إلى تبرئة المشاهير الذين يحبونهم، ولهذا يكون هؤلاء منزهين عن الأخطاء. وهنا لا يستطيع الناس التفريق بين فن هؤلاء المشاهير وقيمته لديهم، وبين أخلاقهم وسلوكياتهم.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

منظمة أمريكية: الصحافي أوستن تايس لا يزال "على قيد الحياة"

قالت منظمة "هوستيدج إيد وورلدوايد" الأمريكية غير الحكومية، اليوم الثلاثاء، إنها على ثقة بأن الصحافي أوستن تايس الذي فقد أثره في سوريا العام 2012، ما زال على قيد الحياة، لكنها لم تكشف أي معلومات ملموسة حول مكان تواجده.

وقال رئيس المنظمة، نزار زكا: "لدينا معلومات تفيد بأن أوستن كان لا يزال على قيد الحياة حتى يناير (كانون الثاني) 2024، والرئيس الأمريكي قال في أغسطس (آب) الماضي إنه على قيد الحياة أيضاً. ونحن على ثقة بأنه مازال على قيد الحياة اليوم".

US journalist Austin Tice, missing in Syria since 2012, is believed to be alive, according to Hostage Aid Worldwide. The group cited data confirming his status up to January 2024, echoing President Biden's August remarks. Efforts continue to locate him.#AustinTice… pic.twitter.com/XwZtiHw9Z0

— NewsX World (@NewsX) December 24, 2024

وفي سياق متصل، أضافت المنظمة أن الأسقف السوري الأمريكي يوحنا إبراهيم، المفقود في سوريا منذ عام 2013، كان محتجزاً لدى السلطات في عهد  بشار الأسد. 

وأوضح نزار زكا أن "يوحنا إبراهيم مواطن أمريكي. وشوهد في العام 2018 في الفرع 291 في دمشق".

يذكر أن رجل الدين البارز في حلب للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، خُطف برفقة أسقف حلب للروم الأرثوذكس، بولس يازجي في أبريل (نيسان) 2013 قرب حلب. واتَّهمت السلطات السورية يومها "جهاديين شيشان" بخطفهما.


مقالات مشابهة

  • 76 عامًا ولا يزال النص العظيم ملهمًا
  • هشام ماجد ضمن الأكثرر بحثًا في 2024 من خلال فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة"
  • وتعاتب الضحية ويترك الجلاد
  • قريبا جدا .. الجميع عراة قبل يوم القيامة
  • لهذا السبب يعشق الرجل المرأة الصعبة .. جاذبية لا تُقاوم
  • أمن الجيزة يكثف جهوده لانتشال الضحية الثانية في التنقيب عن الآثار بأبورواش
  • الريسوني: الاجتهاد الرسمي يتجه نحو التضييق على الرجل.. وقد تضطر المرأة لدفع مهر كبير لتجد زوجا
  • كواليس مسرحية «الباشا» لـ كريم عبد العزيز وهنا الزاهد
  • ضياء رشوان: بدء حملة "اتحقق.. قبل ما تصدق" للتوعية الجماهيرية من مخاطر الشائعات
  • منظمة أمريكية: الصحافي أوستن تايس لا يزال "على قيد الحياة"