الأسبوع:
2024-09-28@17:18:32 GMT

الفن السابع

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

الفن السابع

لا ينسى أحد فيلم (نهر الحب) وأبطاله عمالقة الإبداع رستم وفاتن وعمر، وأحداثه العاطفية التي نجحت في تحقيق تعاطف المتفرج مع نوال -الخائنة حسب المعايير الأخلاقية- وجعله ينظر إليها كزوجة مسكينة مظلومة، تعيش في كنف زوج يتسم بالقسوة والشدة ولا يملك أدنى قدر من العاطفة، استغل خطأ أخيها وسيلةً لابتزازه والزواج منها، وتعانى من حياة باردة بلا حب.

لم يجرِّم صناع الفيلم الأخ ممدوح المختلس بل جعلوا منه خاطئًا مضطرًّا، ولم يجد أي غضاضة أو يشعر بانتقاص رجولته حينما قبل تضحية أخته بنفسها من أجله وأسرته، وزواجها تحت ضغط الابتزاز من طاهر باشا القاسي المستغل كبير السن، وكذلك لم يعترض فيما بعد على علاقتها خارج إطار الزواج وإنما رحَّب بوجود حبيبها وبارك حبهما!! ولم ينتقده المُشاهِد في كل ذلك!! فالفيلم -المأخوذ عن رواية أنا كارنينا، تولوستوي- يقدم الزوجة كبطلة مضحية بنفسها، مغلوبة على أمرها، ومحرومة من الحب، يتعاطف معها كل المحيطين بها ماعدا الزوج الأناني والأخريات الغيورات، ووفقًا لذلك رُسمت كل مواقف أبطال العمل بما يتناسب مع هذا الهدف، وتقديم المبرر الدرامي لذلك متمثلًا في إهمال الزوج للجانب العاطفي، وقسوته في معاملتها، وتهديده بعقاب أخيها، واللجوء للمؤامرات، ومراقبتها للحصول على دليل يؤكد خيانتها، فلم يقدمِ الفيلم زوجًا مخدوعًا تخونه زوجته، بل قدَّم وحشًا كاسرًا قاسيًا مستبدًّا لا يستحق تعاطف المشاهدين!!

أما البطل الرومانسي، الكابتن خالد، فارس أحلام كل العذارى بالفيلم، فلا لوم عليه لوقوعه في حب امرأة متزوجة، ومطاردتها، والسفر معها إلى الخارج -حتى وإن أظهرتِ المَشاهِد والحوارات عذرية علاقتهما- لتعويض حرمان البطلة من المشاعر، والتمتع بحبهما غير المشروع بعيدًا عن عيون الرقباء، وحينما جاءتِ النهاية باستشهاده، لم تكن عقابًا على مسلكه وإنما حتمية درامية للخروج من مأزق رفض الزوج للطلاق.

لاحظ عزيزي القارئ أني أتحدث عن فيلم من روائع السينما المصرية (والأمثلة عديدة) وليس عن أفلام هابطة مبتذلة، مما يؤكد أن سحر الفن ينتصر أحيانًا على المعايير الأخلاقية، فيتعاطف المُشاهِد مع خائن أو مجرم أو عاهرة.. إلخ، في دلالة واضحة على تأثير الفن في تأجيج المشاعر، واستثارة العاطفة، ومداعبة أهواء القلب بعيدًا عن أحكام العقل والمنطق والتفكير السليم، والتعاليم الدينية، والمعايير الأخلاقية، والتقاليد الاجتماعية، فالمتلقي يتجاوب عاطفيًا، ويتفاعل وجدانيًا، مع أبطال العمل الفني دون أي تفكير عقلاني.

متى ينتبه السادة المعنيون بالقوى الناعمة إلى تأثيرها اللامحدود في الجماهير ومنظومة القيم السائدة، وأهمية توجيهها لتدعيم وترسيخ أفكار ومعايير إيجابية بدلًا من ضياع تأثيرها هراء؟! ألا يمكن استغلال هذه السبل التأثيرية من أجل مجتمع أفضل؟!

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

“بلومبرغ”: هجوم حماس في السابع من أكتوبر حوّل خطاب التطبيع إلى أحلام

الثورة نت/..

أكدت شبكة “بلومبرغ” الإعلامية الأمريكية، أنّ رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، “الذي جاء قبل عام إلى الأمم المتحدة وهو يتفاخر ببركات السلام مع العالم العربي، يعود الآن والمنطقة على شفا حرب شاملة”.

وفي تعليقها على زيارته إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت “بلومبرغ” اليوم الخميس: إنّ نتنياهو “سيواجه وجهاً لوجه حقيقةً مفادها أن العداء تجاه حكومته – وتجاهه شخصياً – بلغ أعلى مستوياته منذ سنوات”.

وأضافت: إن العديد من زعماء العالم، انتقدوا “الحملة العسكرية الصهيونية في قطاع غزة، فيما قام واحد على الأقل، بتوبيخه بالاسم”.

ووصل رئيس الوزراء الصهيوني إلى نيويورك، اليوم الخميس، بعد تأجيل رحلته “للإشراف على أيام من الغارات الجوية ضد حزب الله، والتي قتلت أكثر من 600 شخص”، بحسب “بلومبرغ”.

واعتبرت “بلومبرغ” أن ما جرى في نيويورك، هو “تذكير صارخ بكيفية تأثير هجوم حماس على الكيان الصهيوني في السابع من أكتوبر، والحملة العسكرية الصهيونية اللاحقة في قطاع غزة، على المنطقة”، وأنه “جعل خطاب نتنياهو قبل عام، بشأن التطبيع، يبدو وكأنه خيال”.

وتأتي مشاركة نتنياهو في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا العام، بعد شنّ العدو الصهيوني حرباً واسعة على قطاع غزة، استخدم فيها كل أنواع الأسلحة، من الغارات الجوية، إلى التجويع، ومنع دخول الأدوية وغيرها من الأفعال التي وصلت إلى حد الادعاء على رئيس حكومة العدو، ووزير حربه، بارتكاب جرائم حرب، من قبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.

إضافةً لشن “جيش” العدو الصهيوني، سلسلة اعتداءات واسعة على لبنان، تصاعدت خلال الأيام الأخيرة مع عدوان صهيوني واسع على كافة المناطق اللبنانية، خلّف حتى الآن مئات الشهداء وآلاف الجرحى والوحدات السكنية المدمرة والمتضررة.

مقالات مشابهة

  • خلاف بسبب نفقة الفرش والغطاء بين زوج وزوجته بالجيزة.. التفاصيل
  • «MBC» تعرض الإعلان الدعائي للموسم السابع من Arabs Got Talent
  • الجنجويد والفصل السابع في الانجيل
  • ميلان.. نهاية «غبار العاصفة»!
  • موعد عرض الموسم السابع من "آرابز جوت تالنت".. شاهد البرومو الرسمي
  • بماذا علقت حماس على خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة؟
  • أسلم في السجن ويصر على براءته.. أمريكي يزلزل المشاعر برسالة قبل إعدامه
  • “بلومبرغ”: هجوم حماس في السابع من أكتوبر حوّل خطاب التطبيع إلى أحلام
  • مكتبة الاسكندرية تحتفل للعام السابع عشر ب “ العلوم فى مصر القديمة”
  • هل يهدد طموح الزوج المهني استقرار الأسرة؟ نصائح للحفاظ على العلاقة