الأسبوع:
2025-02-07@09:36:00 GMT

الفن السابع

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

الفن السابع

لا ينسى أحد فيلم (نهر الحب) وأبطاله عمالقة الإبداع رستم وفاتن وعمر، وأحداثه العاطفية التي نجحت في تحقيق تعاطف المتفرج مع نوال -الخائنة حسب المعايير الأخلاقية- وجعله ينظر إليها كزوجة مسكينة مظلومة، تعيش في كنف زوج يتسم بالقسوة والشدة ولا يملك أدنى قدر من العاطفة، استغل خطأ أخيها وسيلةً لابتزازه والزواج منها، وتعانى من حياة باردة بلا حب.

لم يجرِّم صناع الفيلم الأخ ممدوح المختلس بل جعلوا منه خاطئًا مضطرًّا، ولم يجد أي غضاضة أو يشعر بانتقاص رجولته حينما قبل تضحية أخته بنفسها من أجله وأسرته، وزواجها تحت ضغط الابتزاز من طاهر باشا القاسي المستغل كبير السن، وكذلك لم يعترض فيما بعد على علاقتها خارج إطار الزواج وإنما رحَّب بوجود حبيبها وبارك حبهما!! ولم ينتقده المُشاهِد في كل ذلك!! فالفيلم -المأخوذ عن رواية أنا كارنينا، تولوستوي- يقدم الزوجة كبطلة مضحية بنفسها، مغلوبة على أمرها، ومحرومة من الحب، يتعاطف معها كل المحيطين بها ماعدا الزوج الأناني والأخريات الغيورات، ووفقًا لذلك رُسمت كل مواقف أبطال العمل بما يتناسب مع هذا الهدف، وتقديم المبرر الدرامي لذلك متمثلًا في إهمال الزوج للجانب العاطفي، وقسوته في معاملتها، وتهديده بعقاب أخيها، واللجوء للمؤامرات، ومراقبتها للحصول على دليل يؤكد خيانتها، فلم يقدمِ الفيلم زوجًا مخدوعًا تخونه زوجته، بل قدَّم وحشًا كاسرًا قاسيًا مستبدًّا لا يستحق تعاطف المشاهدين!!

أما البطل الرومانسي، الكابتن خالد، فارس أحلام كل العذارى بالفيلم، فلا لوم عليه لوقوعه في حب امرأة متزوجة، ومطاردتها، والسفر معها إلى الخارج -حتى وإن أظهرتِ المَشاهِد والحوارات عذرية علاقتهما- لتعويض حرمان البطلة من المشاعر، والتمتع بحبهما غير المشروع بعيدًا عن عيون الرقباء، وحينما جاءتِ النهاية باستشهاده، لم تكن عقابًا على مسلكه وإنما حتمية درامية للخروج من مأزق رفض الزوج للطلاق.

لاحظ عزيزي القارئ أني أتحدث عن فيلم من روائع السينما المصرية (والأمثلة عديدة) وليس عن أفلام هابطة مبتذلة، مما يؤكد أن سحر الفن ينتصر أحيانًا على المعايير الأخلاقية، فيتعاطف المُشاهِد مع خائن أو مجرم أو عاهرة.. إلخ، في دلالة واضحة على تأثير الفن في تأجيج المشاعر، واستثارة العاطفة، ومداعبة أهواء القلب بعيدًا عن أحكام العقل والمنطق والتفكير السليم، والتعاليم الدينية، والمعايير الأخلاقية، والتقاليد الاجتماعية، فالمتلقي يتجاوب عاطفيًا، ويتفاعل وجدانيًا، مع أبطال العمل الفني دون أي تفكير عقلاني.

متى ينتبه السادة المعنيون بالقوى الناعمة إلى تأثيرها اللامحدود في الجماهير ومنظومة القيم السائدة، وأهمية توجيهها لتدعيم وترسيخ أفكار ومعايير إيجابية بدلًا من ضياع تأثيرها هراء؟! ألا يمكن استغلال هذه السبل التأثيرية من أجل مجتمع أفضل؟!

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

مأساة فى عين شمس ..عامل يمزق جسد «شريكة العمر»

ذات ليلة شتوية هادئة وبينما كانت الأجواء فى منطقة عين شمس تسير بشكل طبيعى، الظلام قد خيم على المكان، الهدوء يسود المنطقة، لكن فجأة تحول الهدوء إلى صراخ وعويل.. وإذ بصوت صراخ وأنين واستغاثة تدوى من داخل أحد المساكن ليشق أجواء الهدوء، إذ شهدت المنطقة جريمة قتل مروعة راح ضحيتها ربة منزل.. هرع الجيران فى هلع وفزع قاصدين شقة جيرانهم لإنقاذهم لعل أن يكون قد أصابهم مكروه، انقطع الصوت، وصعق الأهالى بمشهد جثة «جارتهم» فى العقد الثالث من عمرها غارقة فى دمائها.

لم يكن مرتكب جريمة قتل الزوجة سارقًا أو ناقمًا أو شخصًا غريبًا، بل كان زوجها هو الذى أنهى حياتها إلى الأبد بسبب خلافات زوجية بينهما، لتفارق الزوجة ويتم إلقاء القبض على الزوج الذى سطر مأساة بشعة لن تمحى من الذاكرة. 

وفى مشهد مُفزع تّحول هدوء المدينة إلى حزن وفزع إذ تعالت أصوات الصراخ والبكاء، التف السكان حول جثة الضحية محاولين إنقاذها ونقلها إلى المستشفى، ولكنها كانت النهاية الابدية الدماء أغرقت أرجاء الشقة، وعلى الفور أخطروا الأجهزة الأمنية بالمأساة، لحظات قليلة من البلاغ ودوت أصوات «سرينة» سيارات الشرطة والإسعاف، قد حضرت لمكان الجريمة، وتم العثور على جثة القتيلة، وحضرت قوة أمنية من مباحث قسم شرطة عين شمس إلى مسرح الجريمة، ومن خلال الفحص وجمع المعلومات، حيث عُثر على جثة ربة منزل، عمرها 33 عامًا، مصابة بجروح متفرقة فى الذقن والرأس، إضافة إلى كدمات واضحة.

تم نقل الجثة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، ودلت التحريات أن الزوج، 35 عامًا، هو مرتكب الجريمة، حيث أقدم على قتل زوجته لخلافات أسرية ،وتمكنت مباحث القاهرة من إلقاء القبض عليه وعلل المتهم ارتكابه لقتل زوجته بدافع الشك فى سلوكها.

وفتحت النيابة العامة تحقيقات موسعة فى هذه المأساة البشعة، وباشرت التحقيق مع المتهم بقتل زوجته وقررت حبسه ، وأمرت النيابة بإعداد تقرير مفصل عن سبب الوفاة، كما كلفت المباحث الجنائية بسرعة إنهاء التحريات حول الواقعة للوقوف على ملابساتها، وتم إيداع جثة الضحية داخل المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، وطالبت مصلحة الطب الشرعى بإعداد تقرير بأسباب الوفاة والتصريح بدفن جثة المجنى عليها عقب استيفاء كافة الإجراءات القانونية اللازمة.

انساق الزوج المتهم وراء شيطانة اللعين الذى سول له قتل زوجته، فأرداها قتيلةً، وفارقت الحياة تاركة وراءهما الحسرة والأسى فى قلوب أسرتها ومحبيها، وتم إيداع الزوج القاتل خلف القضبان يصرخ نادما على قتل شريكة حياته ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الآوان.

 

مقالات مشابهة

  • مأساة فى عين شمس ..عامل يمزق جسد «شريكة العمر»
  • الأخلاق والاحتراف
  • هيومن رايتس ووتش: تهجير الفلسطينيين يعد انتهاكًا شنيعًا من الناحية الأخلاقية
  • “هيومن رايتس”: تهجير الفلسطينيين سيكون عملا شنيعا من الناحية الأخلاقية
  • دفن جثة سوداني سقط من الطابق السابع في الطالبية
  • نادية الجندي تهنئ زينة بعيد ميلادها
  • ريال مدريد يُهنئ رونالدو بعيد ميلاده ال 40
  • "العناية بالأطفال وزرع القيم الأخلاقية بهم".. ندوات بأوقاف الفيوم 
  • كارول سماحة تلامس القلوب بـ”كتير بخاف”.. كليب رومانسي يفيض بالمشاعر!
  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره السيرلانكي بعيد الاستقلال