وكالة الصحافة المستقلة:
2025-01-29@20:14:58 GMT

كركوك..الصراع الإقليمي هو المهيمن

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

سبتمبر 3, 2023آخر تحديث: سبتمبر 3, 2023

حامد شهاب

بقيت قضية كركوك منذ أزمان طويلة الشغل الشاغل لإهتمام الدول الكبرى ولدول الجوار العراقي ومنها تركيا وإيران على وجه التحديد.

ويعد النفط الموجود فيها أهم مرتكزات هذا الصراع ، بالاضافة الى موقعها الجغرافي كونها تقع وسط منطقة الصراع التركي الايراني للنفاذ بإتجاه سوريا، مرة وفي إضعاف العراق وتمزيق أوصاله مرة أخرى.

أما الأمريكان والبريطانيون والغرب عموما فهم يدفعون باتجاهين متضادين ..مرة يقفون مع العرب ضد هيمنة الكرد على كركوك ، وفي أخرى يقفون مع الكرد ضد هيمنة العرب أو لنقل هيمنة الدولة العراقية على كركوك.

والبريطانيون هم من فتحوا عيون الكرد على كركوك، بعد ظهور انتاج نفطي كبير فيها ، في السبعينات، وكانوا يهددون الحكومة العراقية بالحاق كركوك بالدولة الكردية المرتقبة ان إستطاع لكرد الانفصال عن العراق.

الصراع التركي الإيراني على مناطق شمال العراق المؤدي الى سوريا هو من عقد الأزمة، وكلا الطرفين يريدان أن يكون له هيمنة، وتركيا هي من تعد كركوك إحدى مرتكزاتها التي لن تتخلى عنها في يوم من الأيام.

وهي أي تركيا ما زال عينها على الموصل التي تعدها إحدى المقاطعات التي انفصلت عنها تحت الوصاية البريطانية بعد انهيار الدولة العثمانية ، وكركوك هي معقل التركمان، وتجد تركيا انها مضطرة للتدخل في العراق اذا تعرض تركمانها للإعتداء أو الإزاحة.

في عهد جلال الطالباني كان الثقل الاساس في كركوك للاتحاد الوطني وجماعته هم من لهم الهيمنة والثقل السياسي على مقدراتها ، لكن بعد وفاة الطالباني استغل مسعود البارزاني الفراغ وتفكك الاتحاد الوطني والصراع بين أجنحته للنفاذ الي كركوك وفرض وجوده.

في ٢٠١٧ وفي عهد الدكتور حيدر العبادي استغل الرجل الوضع لصالحه فأعاد كركوك الي الحضن العراقي العربي.

إستغل جماعة الاتحاد تمركز جماعة مسعود بكركوك وتحالفوا مع الحكومة العراقية ضد مسعود.

زيارة اردوغان المرتقبة للعراق والخلاف بين جماعة الاتحاد وجماعة مسعود وجدت فيه تركيا فرصتها لتقوية التركمان مع دعم تحالف عربي كردي للتضييق على التواجد الكردي.

وجد العرب أن التحالف مع التركمان هو من يستطيع ايقاف تمدد مسعود بكركوك ، ولهذا فان تركيا تدفع بقوة نحو تقوية التحالف التركماني العربي كونه الوحيد الذي يحد من طموحات الاكراد بالهيمنة علي كركوك..

إيران مع توجه دعم التحالف العربي التركماني ظاهريا لكنها تدعم اذكاء الصراع في كركوك لاضعاف الدولة العراقية والكرد علي حد سواء، ويبقى همها الأساس تأمين طريقها نحو سوريا .

الأمريكان الذين يسطرون على العراق والمنطقة الان ربما لن يسمحوا للصراع أن يتسع ، لأن الامريكان مهتمون بالشأن السوري والهيمنة على مناطق شمال ووسط سوريا لفرض وجودهم العسكري عليها، ولا يريدون ربما فتح جبهة أخرى تشغلهم عن هذا الهدف.

إيران من جانبها تراقب تطورات الوضع، فهي وان عقدت اتفاقا مع مسعود البارزاني بشأن معارضتها في كردستان، الا انها لن تقف مكتوفة الأيدي، وستقف الى جنب حلفائها من الجماعات العراقية المؤيدة لها ممن تريد أن يكون لها الدور الفاعل في السيطرة على كركوك.

لكن روسيا تدعم توجهات مسعود البارزاني ، وتريد إقامة دولة كردية لروسيا نفوذ عليها، بالرغم من علاقاتها القوية مع الحكومة العراقية، لكنها لن تضحي بعلاقاتها مع جماعة مسعود، في وقت تسعى إسرائيل لدعم فكرة انفصال الأكراد عن العراق، ومد نفوذهم في كركوك، لضمها الى دولتهم المرتقبة.

ويرى مراقبون ان أي تطور دراماتيكي وبخاصة اذا ما غاب مسعود البارزاني وتوفاه الله ، فأنه ليس بمقدور الكرد تحقيق حلمهم، وسيعاني البرزانيون من مظاهر تفككهم وضعفهم ، لعدم وجود شخصية قوية تخلفه يلتف الكرد حولها، وسيكون حلم إقامة دولة كردية  بعد مسعود البارزني أمرا بعيد المنال.

الصراع الأقليمي ربما يكون هو الحاضر الأقوى ..أما الصراع الدولي فقد يحاول اطفاء نيران الأزمة الحالية ، لأن أهدافه الستراتيجية في مناطق أخرى ، وبخاصة في سوريا وهم ايضا في مواجهة غير مباشرة مع إيران، ولهذا سيعمد الأمريكان الى تخفيف التوتر في كركوك ، لأن أي إتساع للعنف والقتال هذه الايام سيكون ليس من مصلحهتم كما أسلفنا.

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: على کرکوک فی کرکوک

إقرأ أيضاً:

حزب طالباني: تركيا لها أطماع تأريخية في العراق

آخر تحديث: 29 يناير 2025 - 1:42 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- اتهم عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث السورجي، الأربعاء، تركيا بالسعي لتوسيع نفوذها الإقليمي على حساب الأراضي العراقية، مشيرًا إلى أن تواجدها العسكري في العراق يُعد جزءًا من استراتيجية تستهدف السيطرة على محافظتي نينوى وكركوك.وأوضح السورجي في تصريح  صحفي، أن “الذريعة التي تقدمها أنقرة لوجود قواتها في العراق هي محاربة حزب العمال الكردستاني في شمال البلاد، إلا أن الهدف الحقيقي يتجاوز ذلك، حيث تسعى تركيا إلى تحقيق أطماع تاريخية في محافظة الموصل، التي تعتبرها جزءًا من أراضيها وتزعم أنه تم اغتصابها من قبل الجيش البريطاني”.وأشار إلى أن “تركيا تمتلك حاليًا أكبر معسكر عسكري لها في العراق، وهو معسكر زليكان، الذي يبعد أقل من 15 كيلومترًا عن حدود بلدية الموصل، مما يؤكد نواياها في التوغل والانتشار في الشمال”.وأضاف أن “الأطماع التركية لا تقتصر على العراق، بل تشمل زعزعة استقرار الدول الإقليمية الأخرى مثل سوريا، والتدخل في ليبيا واليونان وقبرص، في إطار سعيها لتحقيق نفوذ واسع في المنطقة”.وطالب “الحكومة باتخاذ خطوات حازمة تجاه هذه التحركات”، مؤكدًا أن “صمت قد يشجع تركيا على المضي قدمًا في مشروعها التوسعي”.يُذكر أن القوات التركية تنفذ بين الحين والآخر عمليات قصف جوي ومدفعي في إقليم كردستان، بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني، إلا أن المؤشرات تدل على سعيها للسيطرة على مزيد من الأراضي في الإقليم.

مقالات مشابهة

  • من سوريا إلى العراق: تركيا تعيد إنتاج سيناريو التمدد والنفوذ
  • الخارجية العراقية : نرفض أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني
  • حزب طالباني: تركيا لها أطماع تأريخية في العراق
  • العراق في عيون الصحافة الإسرائيلية.. تُهم جديدة بدعم الفصائل العراقية لـحزب الله
  • تركيا…مقتل 15 مسلحاً كردياً في سوريا والعراق
  • تركيا: هدفنا رفع التبادل التجاري مع العراق إلى 30 مليار دولار
  • تركيا تعلن قتل 15 عمالياً في العراق وسوريا
  • صادرات تركيا من الحبوب الى العراق تحقق أرقاما قياسية
  • «سوق أبوظبي» و«الأوراق المالية العراقية» يعززان التعاون في ممارسات التداول
  • تحذير إسرائيلي من دور أردوغان في سوريا.. يسعى لتعزيز نفوذه الإقليمي