وكالة الصحافة المستقلة:
2024-09-30@17:53:46 GMT

كركوك..الصراع الإقليمي هو المهيمن

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

سبتمبر 3, 2023آخر تحديث: سبتمبر 3, 2023

حامد شهاب

بقيت قضية كركوك منذ أزمان طويلة الشغل الشاغل لإهتمام الدول الكبرى ولدول الجوار العراقي ومنها تركيا وإيران على وجه التحديد.

ويعد النفط الموجود فيها أهم مرتكزات هذا الصراع ، بالاضافة الى موقعها الجغرافي كونها تقع وسط منطقة الصراع التركي الايراني للنفاذ بإتجاه سوريا، مرة وفي إضعاف العراق وتمزيق أوصاله مرة أخرى.

أما الأمريكان والبريطانيون والغرب عموما فهم يدفعون باتجاهين متضادين ..مرة يقفون مع العرب ضد هيمنة الكرد على كركوك ، وفي أخرى يقفون مع الكرد ضد هيمنة العرب أو لنقل هيمنة الدولة العراقية على كركوك.

والبريطانيون هم من فتحوا عيون الكرد على كركوك، بعد ظهور انتاج نفطي كبير فيها ، في السبعينات، وكانوا يهددون الحكومة العراقية بالحاق كركوك بالدولة الكردية المرتقبة ان إستطاع لكرد الانفصال عن العراق.

الصراع التركي الإيراني على مناطق شمال العراق المؤدي الى سوريا هو من عقد الأزمة، وكلا الطرفين يريدان أن يكون له هيمنة، وتركيا هي من تعد كركوك إحدى مرتكزاتها التي لن تتخلى عنها في يوم من الأيام.

وهي أي تركيا ما زال عينها على الموصل التي تعدها إحدى المقاطعات التي انفصلت عنها تحت الوصاية البريطانية بعد انهيار الدولة العثمانية ، وكركوك هي معقل التركمان، وتجد تركيا انها مضطرة للتدخل في العراق اذا تعرض تركمانها للإعتداء أو الإزاحة.

في عهد جلال الطالباني كان الثقل الاساس في كركوك للاتحاد الوطني وجماعته هم من لهم الهيمنة والثقل السياسي على مقدراتها ، لكن بعد وفاة الطالباني استغل مسعود البارزاني الفراغ وتفكك الاتحاد الوطني والصراع بين أجنحته للنفاذ الي كركوك وفرض وجوده.

في ٢٠١٧ وفي عهد الدكتور حيدر العبادي استغل الرجل الوضع لصالحه فأعاد كركوك الي الحضن العراقي العربي.

إستغل جماعة الاتحاد تمركز جماعة مسعود بكركوك وتحالفوا مع الحكومة العراقية ضد مسعود.

زيارة اردوغان المرتقبة للعراق والخلاف بين جماعة الاتحاد وجماعة مسعود وجدت فيه تركيا فرصتها لتقوية التركمان مع دعم تحالف عربي كردي للتضييق على التواجد الكردي.

وجد العرب أن التحالف مع التركمان هو من يستطيع ايقاف تمدد مسعود بكركوك ، ولهذا فان تركيا تدفع بقوة نحو تقوية التحالف التركماني العربي كونه الوحيد الذي يحد من طموحات الاكراد بالهيمنة علي كركوك..

إيران مع توجه دعم التحالف العربي التركماني ظاهريا لكنها تدعم اذكاء الصراع في كركوك لاضعاف الدولة العراقية والكرد علي حد سواء، ويبقى همها الأساس تأمين طريقها نحو سوريا .

الأمريكان الذين يسطرون على العراق والمنطقة الان ربما لن يسمحوا للصراع أن يتسع ، لأن الامريكان مهتمون بالشأن السوري والهيمنة على مناطق شمال ووسط سوريا لفرض وجودهم العسكري عليها، ولا يريدون ربما فتح جبهة أخرى تشغلهم عن هذا الهدف.

إيران من جانبها تراقب تطورات الوضع، فهي وان عقدت اتفاقا مع مسعود البارزاني بشأن معارضتها في كردستان، الا انها لن تقف مكتوفة الأيدي، وستقف الى جنب حلفائها من الجماعات العراقية المؤيدة لها ممن تريد أن يكون لها الدور الفاعل في السيطرة على كركوك.

لكن روسيا تدعم توجهات مسعود البارزاني ، وتريد إقامة دولة كردية لروسيا نفوذ عليها، بالرغم من علاقاتها القوية مع الحكومة العراقية، لكنها لن تضحي بعلاقاتها مع جماعة مسعود، في وقت تسعى إسرائيل لدعم فكرة انفصال الأكراد عن العراق، ومد نفوذهم في كركوك، لضمها الى دولتهم المرتقبة.

ويرى مراقبون ان أي تطور دراماتيكي وبخاصة اذا ما غاب مسعود البارزاني وتوفاه الله ، فأنه ليس بمقدور الكرد تحقيق حلمهم، وسيعاني البرزانيون من مظاهر تفككهم وضعفهم ، لعدم وجود شخصية قوية تخلفه يلتف الكرد حولها، وسيكون حلم إقامة دولة كردية  بعد مسعود البارزني أمرا بعيد المنال.

الصراع الأقليمي ربما يكون هو الحاضر الأقوى ..أما الصراع الدولي فقد يحاول اطفاء نيران الأزمة الحالية ، لأن أهدافه الستراتيجية في مناطق أخرى ، وبخاصة في سوريا وهم ايضا في مواجهة غير مباشرة مع إيران، ولهذا سيعمد الأمريكان الى تخفيف التوتر في كركوك ، لأن أي إتساع للعنف والقتال هذه الايام سيكون ليس من مصلحهتم كما أسلفنا.

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: على کرکوک فی کرکوک

إقرأ أيضاً:

كيف سترد فصائل المقاومة العراقية على اغتيال نصر الله؟

بغداد– عادت فصائل المقاومة العراقية إلى الضوء من جديد، بوصفها أحد أركان ما يعرف بمحور المقاومة في المنطقة، بعد إقدام إسرائيل على اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في غارات مكثفة استهدفت مقر قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، بعد عام من قيادته جبهة الإسناد لغزة وتحت شعار "وحدة الساحات".

وأعلنت فصائل عراقية، اليوم الأحد، أنها استهدفت بواسطة الطيران المسيّر "هدفا حيويا" في ميناء مدينة إيلات جنوبي إسرائيل.

وقالت "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيان لها عبر منصة تليغرام، إنها قصفت "هدفا حيويا في أم الرشراش (إيلات) بأراضينا المحتلة، بواسطة الطيران المسيّر"، وتوعدت بالاستمرار في دكّ معاقل من وصفتهم بالأعداء بوتيرة متصاعدة.

وتضمّ "المقاومة الإسلامية في العراق" فصائل أبرزها "كتائب حزب الله العراقي" و"النجباء" و"كتائب سيد الشهداء"، وهي 3 فصائل مستهدفة بعقوبات أميركية.

وتناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي منشورا تحدث عن اجتماع لقادة الفصائل العراقية لدراسة الرد على مقتل الأمين العام لحزب الله، كما أكد على أن الساعات القادمة قد تكون حاسمة.

"لن تمر"

يقول الخبير الإستراتيجي محمد الفيصل، إن حادث اغتيال حسن نصر الله لن يمر بشكل عادي بموجب تفكير وعقلية فصائل المقاومة العراقية، وأنهم سيستمرون في مواجهة مشاريع وهجمات "الكيان الصهيوني".

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، قال الفيصل "حتى هذه اللحظة لم تتضح معالم ردات الفعل بالنسبة لفصائل المقاومة العراقية، ونعتقد أن هذا الحدث لن يمر بشكل عادي". مشيرا إلى "وجود قراءة دقيقة لعملية الاغتيال، وتأن في عملية الرد".

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية قد تتضارب مصالحها مع هجمات واعتداءات إسرائيل، فإن الفيصل يعتقد أن واشنطن ليس لديها مصلحة في الدخول في صراع مباشر مع إيران، مؤكدا أن هناك قناعة لدى زعماء الفصائل العراقية بأن الولايات المتحدة هي الشريك والداعم الأساس لهذه الهجمات.

وفيما يتعلق بدور إيران في هذا الصدد، قال الفيصل "إيران لديها مصالح وأهداف كبيرة في هذه المواجهة، ولكن هناك حلفاء للطرفين هم من يتقاتلون ويدافعون عن مشروع طهران أو عن مشروع واشنطن".

ويرجح الفيصل أن يكون هناك رد محدود على عملية اغتيال السيد حسن نصر الله، إلا أن إيران لن تدخل في صدام مباشر مع واشنطن، كما أن واشنطن لن تدخل في صدام مباشر مع طهرا؛ لأن "هذا الصدام يمثل تحديا كبيرا ويؤدي لاشتعال حريق قد لا نستطيع إطفاءه في الوقت الحاضر أو في المدى القريب".

الرد خارج العراق

من جانبه، أكد المحلل السياسي المقرب من فصائل المقاومة العراقية، إبراهيم السراج، على الأهمية الواضحة لهذه الفصائل في دعم القضية الفلسطينية واستهداف الاحتلال الإسرائيلي.

وقال السراج في تصريح للجزيرة نت إن "فصائل المقاومة الإسلامية العراقية ومنذ انطلاق طوفان الاقصى كان لها موقف واضح لدعم القضية الفلسطينية باستهداف الكيان الصهيوني تارة أو القواعد الأميركية في سوريا تارة أخرى".

وأضاف "فصائل المقاومة بعد استشهاد السيد حسن نصر الله لن تتوقف. هي الآن تجد أن أميركا شريك أساسي في عملية استهداف واغتيال نصر الله. لذلك، أعتقد أن ردة فعلها لن تكون في العراق باعتبار وجود اتفاقية بين بغداد وواشنطن تمهد لخروج القوات المؤقتة في سبتمبر/أيلول 2025 إذا صحت الرواية العراقية".

وتوقع السراج أن هذا الاتفاق سيجنب القواعد الأميركية في العراق الاستهداف من مصادر نيران أو صواريخ باليستية، لكنه أشار إلى أن الاستهداف سيكون ربما على قواعدها في سوريا، مشيرا إلى أن هذا السيناريو وارد بنسبة تصل إلى 80%.

وأوضح السراج أن فصائل المقاومة العراقية ترى أنها ترتبط ارتباطا كبيرا بكل محاور المقاومة في العراق واليمن وإيران، مما يعني وجود غرفة عمليات مشتركة تتولى التنسيق بينها.

وبالتالي، سيكون هناك تنسيق لردة فعل المقاومة العراقية واستمرار الاستهداف "سواء لمستوطنات وقواعد صهيونية أو حتى الوجود الأميركي عبر تخطيط وتنسيق ممنهج، وليس بعملية فوضوية".

وخلص السراج إلى القول "نعتقد أن الفصائل لها القدرة على تحقيق أهداف سواء داخل إسرائيل أو خارجها".

مقالات مشابهة

  • تركيا تواصل ضرباتها الجوية لمواقع العمال الكردستاني شمال العراق
  • تركيا تحيّد قيادياً في حزب العمال الكردستاني شمال العراق
  • كيف سترد فصائل المقاومة العراقية على اغتيال نصر الله؟
  • «دعم حقوق الشعب الفلسطيني»: الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتوسيع الصراع الإقليمي
  • العراق رابع أكبر مستورد من تركيا خلال الشهر الماضي
  • العراق تحت المجهر.. هل تنجح بغداد في تجنب الصراع الإقليمي بعد اغتيال نصر الله؟
  • العراق تحت المجهر.. هل تنجح بغداد في تجنب الصراع الإقليمي بعد اغتيال نصر الله؟- عاجل
  • استهداف قاعدة أمريكية في سوريا من قبل الفصائل العراقية
  • التخطيط تعلن الانتهاء من 70% من أعمال الحصر والترقيم في كركوك
  • كركوك تستعد للتعداد السكاني.. الانتهاء من 70% من أعمال الحصر والترقيم