جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-12@13:27:39 GMT

إلى متى يبقى رئيس النادي هو النادي؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

إلى متى يبقى رئيس النادي هو النادي؟

 

د. أحمد العمري

نعرف جميعًا وأصبحنا أكثر اقتناعًا أن الرياضة هي ما يُعرِّف بالدول وشعوبها وهي الإعلام والصوت الصاخب الوحيد والأوحد في العالم، والمثل عندنا واضح وصريح، هل عرف العالم البرازيل على أنها دولة كبيرة ومهمة أو منتجة للألبان أو حتى فيها غابات الأمازون؟! أبدًا؛ بل عرفها بكرة القدم ومن في العالم اليوم لا يعرف البرازيل؟!

لقد سطّر أبطالها الرياضيون أمجادها ابتداءً بالأسطورة "بيليه"، مرورًا بالدكتور سقراط؛ وصولًا إلى نيمار بعد العديد من الأبطال والأساطير، هكذا هي الرياضة تُعرِّف بالبلاد والعباد وتصنع الأمجاد.

لقد كنت قبل يومين في حديث مع أحد القادة الرياضيين الذين حضروا تتويج محمد المالكي، وقد ذكر لي أن عينيه اغرورقتا بالدموع عندما عُزف السلام السلطاني المجيد ورفع اسم عمان عاليًا خفاقًا، وهكذا حصل عندما مثلنا الكابتن محمد بن عامر الكثيري في سحب قرعة كأس العالم، وكان هداف كأس العالم للشباب في الإكوادور وأفضل لاعب للعالم حينها.

هؤلاء وغيرهم حققوا إنجازات لأوطانهم وهم أفراد، فما بالك إذا تحقق الإنجاز من قبل فرقة أو عدد من الأشخاص أو نادٍ أو منتخب، المؤكد أن الفرحة ستكون أشمل والسعاده ستعم الجميع.

إننا في كرة القدم العمانية والواقع المؤسف لها، لاحظت انسحاب أندية لها صولات وجولات وبطولات في الكرة العمانية من النشاط الرياضي والكروي لقلة الإمكانيات. فعندما يأتي رئيس نادي مقتدر إلى رئاسة أي نادٍ يبدأ في الإنفاق من حر ماله الشخصي على النادي، ويكون هو الكل في الكل، لكن عندما يُغادر هذا الشخص كرسي الرئاسة لأي سبب من الأسباب تأتي إدارة بعده ليس لديها الملاءة المالية أو الإمكانيات، كما كان الرئيس السابق، تحاول أن تُبقي الفريق على مستواه، فتلجأ إلى الاقتراض لتذهب في الأخير وتترك النادي بمديونية لا يقدر من يأتي بعده الوفاء بها؛ فيدخل النادي في دوامة الآلام والمواجع وربما يعتزل النشاط برمته بسبب الديون.

ثم أين التعاضد المجتمعي ووقوف الجميع مع ناديه في المنشط والمكره، فلماذا هذا وكيف الوضع هكذا؟ هل هناك من حلول؟!

نعم، الحلول موجودة. وقد أعددت شخصيًا مذكرة بذلك للجهة المعنية التي كنت أنتمي إليها ولم تلق أي استجابة في ذلك، حتى سبقتنا الشقيقة السعودية، وكنت أتمنى لو أن عُمان أخذت به ويكون لنا شرف السبق، لكن لا يمنع أن نعيد ما دام للمصلحة العامة.

إننا لا نريد دوريا عالميا كما يحدث في الشقيقة الكبرى السعودية، وفقهم الله، أو أن أن يتواجد رونالدو وبنزيما ونيمار وبونو وغيرهم من الأساطير العالمية في دورينا، ولا حتى نريد المصروفات الخيالية التي تُنفق على الدوريات الأخرى؛ بل نريد أمرًا بسيطًا ومقدورًا عليه؛ لأن اللاعب العماني قنوع، وبمجهودات أبناء عمان الأشاوس والماجدات العمانيات نحقق الإنجازات الاقليمية والقارية والعالمية.

لقد وصلنا ولله الحمد اننا نصدِّر لاعبينا ومدربينا إلى الدوريات الإقليمية، وها هو الكابتن رشيد جابر يدرب نادي الوحدات الأردني.

هنا نتساءل: لماذا لا تتبنى الشركات الكبرى الأندية، وخاصة شركات الاتصالات والبنوك وشركات النفط وشركات جهاز الاستثمار وغيرها، وتتولى ضخ استثمارات تعود بنتائج إيجابية على الجميع.

ماذا سيحصل حينها؟ النتيجه أنَّ كرة القدم العمانية ستتطور وتنمو وتعبر الإطار المحلي إلى النطاق الإقليمي الخليجي والعربي والآسيوي، وإن شاء الله تصل إلى العالمية.

هكذا نكون بنينا في السليم على غرار الماضي القديم والمستقبل المأمول، لكن أن نبقى على وضعنا، فهذا ما لا يقبله المنطق ولا العقل.

إننا نقترب من نهاية 2023 ومقبلون على بداية 2024، وما زال لا يوجد عندنا نظام "الفار" مما يجعلنا نحمِّل حكامنا الأبرياء ما يمكن تحمله وما لا يمكن تحمله.

ألم يحن الوقت أن نتحرك حكومة وشعبًا وأندية رياضية واجتماعية وشركات لتعديل المسار وتوجيه البوصلة في الاتجاه الصحيح، خاصة ونحن نشهد نهضة متجددة وتفاؤلا وعزما وإصرارا؟!

حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأندية العمانية والاستثمار الرياضي

 

 

رامي بن سالم البوسعيدي 

في ظل التحولات الاقتصادية التي تشهدها سلطنة عُمان وتوجهها نحو تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، أصبح من الضروري النظر إلى الرياضة كقطاع استثماري واعد يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.
والأندية الرياضية العُمانية -التي لطالما اعتمدت على الدعم الحكومي- أغلبها تواجه تحديات مالية كبيرة تعيق قدرتها على تحقيق التميز الرياضي والتنمية المستدامة، وهذا ما لمسناه في كثير من الأندية، وهو ما تسبب حتى في تقليص قدرتها على تنفيذ أنشطة ثقافية ورياضية وشبابية، لذا يعد التحول إلى نموذج استثماري يعتمد على الخصخصة وتطوير إدارة الأندية حلاً فعالًا لتجاوز هذه التحديات وفتح آفاق جديدة للنمو والنجاح.
تحويل الأندية العُمانية إلى كيانات استثمارية يُمكن أن يبدأ من خصخصتها وتحويلها إلى شركات رياضية خاضعة لقوانين التجارة والاستثمار، وهذا التحوُّل يعني فصل الإدارة الرياضية عن الحكومة ومنح القطاع الخاص فرصة المشاركة في إدارة وتطوير الأندية، ويمكن للأندية أن تطرح أسهمها للاكتتاب العام؛ مما يُتيح للمستثمرين المحليين والدوليين فرصة المشاركة في تمويلها وتحقيق أرباح من خلال العوائد الاستثمارية، هذه الخطوة لا تسهم فقط في تحسين الأداء الرياضي؛ بل تخلق بيئة اقتصادية متكاملة تشجع على الابتكار والاستثمار في مجالات أخرى مرتبطة بالرياضة.
تجربة الأندية الأوروبية تمثل نموذجًا يُحتذى به في هذا الجانب، على سبيل المثال نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي يعد مثالًا بارزًا على نجاح الخصخصة والاستثمار في الرياضة، عندما تحول النادي إلى شركة مساهمة عامة، تمكن من جذب استثمارات ضخمة ساهمت في تحسين بنيته التحتية وتطوير أدائه الرياضي، فضلًا عن تعزيز مكانته كعلامة تجارية عالمية، هذا النجاح لم يقتصر على مانشستر يونايتد فحسب، بل شمل العديد من الأندية الأوروبية التي أصبحت تعتمد على استراتيجيات تسويقية واستثمارية مبتكرة لتحقيق الاستدامة المالية، وهو ما اتجهت له بعض الأندية العربية، وقد يكون بنماذج أخرى، ولكنها بذات الأهداف.
محليًا يمكن للأندية الاستفادة من هذه التجارب العالمية وتكييفها بما يتناسب مع البيئة المحلية، وتحويل الأندية إلى شركات رياضية سيُعزِّز من قدرتها على بناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص وجذب الرعايات التجارية، والاستفادة من التقنيات الحديثة في تحسين الأداء الرياضي والتواصل مع الجماهير، كما أن تطوير البنية الأساسية الرياضية من خلال استثمارات خاصة سيجعل سلطنة عمان وجهة رياضية قادرة على استضافة فعاليات دولية؛ مما يُسهم في تنشيط السياحة وتعزيز الاقتصاد الوطني.
النظر إلى الرياضة كقطاع ترفيهي فقط لم يعُد مُناسبًا للمرحلة الحالية، الرياضة أصبحت صناعة متكاملة تسهم في توفير فرص عمل وجذب الاستثمارات وتحقيق عوائد اقتصادية كبيرة، وإذا تم تنفيذ خطط الخصخصة والاستثمار في الأندية العُمانية بشكل استراتيجي ومدروس، فإن ذلك سيضع الرياضة في قلب الاقتصاد الوطني ويجعلها محركًا للتنمية المستدامة، وعلى الحكومة والقطاع الخاص العمل معًا لوضع إطار قانوني وتنظيمي يدعم هذه التحولات، مع ضمان الشفافية والحوكمة الجيدة في إدارة الأندية لتحقيق التوازن بين الأهداف الرياضية والاقتصادية.
ومن النتائج المتوقَّعة لهذا التوجه نحو الخصخصة والاستثمار في الأندية العُمانية، هو تأسيس دوري محترفين قوي يتمتع ببيئة تنافسية عالية وقادرة على جذب أفضل المواهب المحلية والدولية، ووجود دوري محترفين يسهم في تحسين مستوى الأندية واللاعبين، كما يفتح المجال أمام الاستثمارات التجارية من خلال حقوق البث التلفزيوني وبيع التذاكر والرعايات التجارية، وهذا التطور يرفع من قيمة الرياضة كمنتج اقتصادي يُسهم في جذب جماهير أوسع وتعزيز مكانة سلطنة عمان على الخريطة الرياضية الإقليمية والدولية.
ويُسهم هذا التحول في بناء قاعدة رياضية متينة تدعم المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات العمرية؛ حيث ستصبح الأندية أكثر قدرة على تطوير الأكاديميات واكتشاف المواهب ورعايتها، كما يؤدي الاستثمار في البنية الأساسية الرياضية إلى توفير منشآت متطورة تستضيف الفعاليات المحلية والدولية؛ مما يُعزِّز من السياحة الرياضية ويرفد الاقتصاد الوطني بعوائد جديدة، هذا النموذج المتكامل سيخلق منظومة رياضية مستدامة تخدم طموحات سلطنة عمان على المستويين الرياضي والاقتصادي.
ختامًا نؤكد أن التحول إلى نموذج استثماري ليس مجرد خيار، بل ضرورة تفرضها التغيرات الاقتصادية العالمية ومتطلبات التنمية في سلطنة عُمان، والرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل أداة اقتصادية واجتماعية تعزز من مكانة الدول وتسهم في تنويع اقتصاداتها، خاصة وأن الأندية العُمانية تمتلك المقومات لتكون جزءًا من هذا التحول، إذا ما تم تبني رؤية استثمارية طموحة تُعيد تعريف دورها وتضعها على طريق النجاح والاستدامة الاقتصادية.
 

مقالات مشابهة

  • رئيس سانتوس يتوجه إلى المملكة للتفاوض بشأن بيع النادي للاستثمارات العامة
  • رئيس الحكومة اللبنانية: نريد استعادة ثقة المواطنين.. ونعمل على إنجاز الانسحاب الإسرائيلي في موعده
  • عبدالمنعم سعيد: نحن أمام لحظة حرجة.. والقرار الفلسطيني لا يجب أن يبقى بيد حماس
  • عبدالمنعم السعيد: نحن أمام لحظة حرجة.. والقرار الفلسطيني لا يجب أن يبقى بيد حماس
  • مفكر سياسي: نحن أمام لحظة حرجة.. والقرار الفلسطيني لا يجب أن يبقى بيد حماس
  • ترامب: نريد نقل مليوني شخص من غزة وهذا ليس صعبا ولا يعد تطهيرا عرقيا
  • المجلس الوطني الأرثوذكسي هنأ الحكومة: نريد دولة القانون والمساواة والعدالة
  • ترامب: نريد من أوكرانيا معادن نادرة بقيمة 500 مليار دولار
  • الأندية العمانية والاستثمار الرياضي
  • يقتل وليس له اسم .. مأساة مرض يصيب طـ.ـفلا بريطانيا من بين 23 حالة في العالم