من أول مهمة عربية لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، إلى أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر "المستكشف راشد"، وصولاً إلى أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.. محطات فارقة، وقصص نجاح ملهمة سيخلدها التاريخ، تكتبها دولة الإمارات بحروف من نور، في سجل الدول الرائدة في ارتياد الفضاء وعلومه.

ومع انتهاء المهمة التاريخية لرائد الفضاء سلطان النيادي على متن المحطة الدولية، التي استغرقت 6 أشهر، تواصل الإمارات مسيرتها الرائدة في قطاع الفضاء لتحقيق المزيد من الإنجازات، عبر إطلاق المشاريع والبرامج التي ترسخ مكانتها العالمية في هذا المجال.


الإمارات لرواد الفضاء

وفي ظل هذه الإنجازات التاريخية، يستمر برنامج الإمارات لرواد الفضاء في التحضير لمهمات فضائية مستقبلية، بما يسهم في تعزيز المنجزات العلمية للبرنامج، الذي تسعى الدولة من خلاله إلى تأهيل وبناء كفاءات إماراتية في مجال العلوم المتقدمة، كجزء من استراتيجية الدولة لإعداد الأجيال الشابة. 

ويعمل برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي أطُلق في 2017، على إعداد طواقم من رواد الفضاء الإماراتيين، استعداداً لخوض مهمات مأهولة إلى الفضاء، وهو الأول من نوعه في العالم العربي، ويقدم التدريبات والخبرات والتأهيل اللازم للكوادر الإماراتية لتمثيل الدولة والعالم العربي في بعثات الفضاء المستقبلية، وإجراء تجارب علمية تدعم مسيرة استكشاف الفضاء عالمياً.

الدفعة الأولى

وفي 2018، اختار البرنامج رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي من بين 4 آلاف متقدم لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، ليشكلا معاً الدفعة الأولى من البرنامج، وفي 25 سبتمبر (أيلول) 2019 نفذ هزاع المنصوري، أول مهمة علمية إماراتية مأهولة إلى الفضاء، على متن محطة الفضاء الدولية، تحت شعار "طموح زايد".

هذا المنظر الساحر من أجمل المشاهد التي ستبقى في بالي ????
من هنا.. من العالم العربي انطلقت قبل مئات السنين حضارة كلها علوم واكتشافات، وإن شاء الله شبابنا سيبني من هذا الإرث مستقبلًا واعدًا.. pic.twitter.com/5Q4sRcAcLw

— Sultan AlNeyadi (@Astro_Alneyadi) September 1, 2023 الدفعة الثانية

وفي 2021، أُعلن عن الدفعة الثانية من البرنامج، وكان من بينها أول رائدة فضاء عربية وهي نورا المطروشي، إلى جانب رائد الفضاء محمد الملا، من بين 4305 متقدم، وانضما إلى برنامج "ناسا لرواد الفضاء لعام 2021"، ضمن اتفاقية تعاون مشترك بين الإمارات والولايات المتحدة، حيث تدربا في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة "ناسا".

وأطلق مركز محمد بن راشد للفضاء، في أبريل (نيسان) 2022، أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، التي جعلت الإمارات رقم 11 عالمياً التي ترسل رواد فضاء بمهمات طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، وفي يوليو (تموز) 2022، أعلن رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن اختيار سلطان النيادي لهذه المهمة.

200 تجربة علمية

وفي هذا السياق، شارك رائد الفضاء سلطان النيادي، بنحو 200 تجربة علمية، خلال تواجده على متن محطة الفضاء الدولية، جرت بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية وجامعات إماراتية، وتوزعت على مجالات مختلفة، مثل: زراعة النباتات، والعلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء وسلوكيات السوائل، وعلم المواد وإنتاج البلورات، وغيرها.

كما نجح سلطان النيادي في خوض أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب خارج محطة الفضاء الدولية، استغرقت 7 ساعات ودقيقة واحدة، وأجرى خلالها سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، وأعمال صيانة للمحطة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني محطة الفضاء الدولیة سلطان النیادی أول مهمة

إقرأ أيضاً:

نظرة في حركات التمرد والدولة نحو التسوية التاريخية (نموذج مناوي وكيكل)

نظرة في حركات التمرد والدولة نحو التسوية التاريخية
(نموذج مناوي وكيكل)
____________________________
تاريخ حركات التمرد والدولة في السودان هو قصة طويلة، أسبابها كثيرة ومبرراتها تظل محل نظر وتحليل ودوافعها أيضا متنوعة، لقد اتخذت غالب هذه الحركات المظهر الإقليمي والمناطقي والعرقي ولكن جزء من الحركة الحزبية ذهب في هذا الاتجاه في بعض المراحل، وذلك مثل تجربة الجبهة الوطنية ١٩٧٦م التي هاجمت الخرطوم ضد نظام النميري والتي كان فيها أنصار حزب والأمة وفصيل من الحزب الاتحادي الديمقراطي وحركة الأخوان المسلمين، كان التمرد حتى تلك الحقبة نهاية السبعينات يأخذ (اتجاه مطلبي) بهدف تحقيق مطالب معينة من النظام أو بهدف تغيير نظام الحكم.

مع العام ١٩٨٣م ونشأة الحركة الشعبية لتحرير السودان، حدثت نقلة نوعية في طبيعة التمرد فتغير المنحى المطلبي لمنحى أكثر حدة وهو مطلب تغيير الدولة نفسها واستهداف عناصر تاريخية في تكوينها وذلك في إطار سردية كاملة لتاريخ السودان وهويته وثقافته وانحيازاته وإعادة موضعة السودان على النقيض من صلته بالثقافة الإسلامية والعربية. وهذا معنى عبارة (تحرير) وهي مفهوم آيدلوجي عقائدي، هذه اللافتة التحريرية أصبحت موضة في السودان خلال الثمانينات والتسعينات والألفية الجديدة.

إن موضة حركات التحرير هذه حوت بداخلها على تيارات أكثر براغماتية وعملية بداخلها، تهدف هذه العناصر للسلطة وتحقيق مطالب وهي أقل عقائدية من غيرها، والمهم ملاحظته أن العامل الخارجي في التمويل والتسليح كان أساسيا وتعددت مصادره بين الغرب والخليج ودول الجوار، إسرائيل وفرنسا وشبكات التمويل الغربي الأمريكي وواجهاتها كانت من أهم مصادر المال والسلاح لحركات التحرير هذه.

سبعة عقود من تاريخ الدولة كانت كافية لكشف حقيقة واضحة هي: وهم حركات التحرير هذه ووهم عقائديتها وقدرتها التدميرية والتخريبية. من كشف هذه الحقيقة هو مليشيا الدعم السريع، فمليشيا الدعم السريع اليوم هي حركة تحرير مماثلة للحركة الشعبية، وتحالفهما ليس تحالفا عرضيا بل هو تفاهم عميق يكشفه الهدف الاستراتيجي لحركات التمرد في نسختها المتطرفة،وهو: هدم وتفكيك وحصار الدولة السودانية وإعادة موضعتها في سياق رؤية استراتيجية صهيونية غربية.

إذا عدنا لمن سميناهم العناصر الأكثر عملية ويراغماتية في هذه الحركات، فهي عناصر في جوهرها لا تحمل عداء عميقا وعقائديا للدولة وإن استخدمت ذات شعارات حركات التمرد ووسائلهم، وهم في مستوى ما تستطيع قوة الدفع الذاتي المستقل لهم أن تساوم الدولة، وتتفق معها بعيدا عن مصالح خارجية ولذلك فإن تحالفهم مع الدولة ليس أمرا عرضيا بل يمثل وجود عناصر كثيرة داخل الحركات التحريرية تتحرك بأفق معارضة النظام وليس أفق هدم الدولة.
لكن البراغماتية والعملية أمور لا يمكن التعويل عليها استراتيجيا، لابد لهؤلاء من قطع نظري وآيدلوجي مع المصادر الفكرية والآيدلوجية لعداء الدولة بهدف هدمها، فكرة مثل (تحرير السودان) بالمعنى المطروح في أدبيات السودان الجديد هي فكرة تدميرية وعنصرية وعنيفة ومضللة. وثمارها اللعينة كشفتها مليشيا الدعم السريع للجميع.

يمكن مواصلة هذا الحديث طويلا في مقال آخر، ولكن يجب إنهاء المكتوب هنا للوصول لخلاصات وهي:
إن النظر في نموذج (حركة كيكل) والنظر لنموذج (حركة مناوي) مثلا، يشير لأنهما اليوم يقفان مع الدولة ويحملان موقفا عمليا داعما لها، ثمة خطوط مناطقية وإثنية تجمع مقاتليهما لكنها خطوط يمكن أن تتموضع في اتجاه رؤية وطنية، الخطورة أن (حركة مناوي) وحركات التحرير عموما إذا لم تنجز مهمة المراجعة مع مشروع السودان الجديد التدميري ونظرته التقسيمية العرقية فإنها ستظل تحمل بذورا تدميرية تزيد من نعرات المواجهة والحرب في السودان، بجانب القابلية الدائمة لتلقي الدعم الخارجي في أي مرحلة مستقبلا، لذا فإن (نموذج كيكل) هنا أكثر تطورا لأنه أكثر قابلية للإندماج عمليا في الدولة، ولأنه نموذج مقطوع الصلة بمنابع آيدلوجيا السودان الجديد، في المقابل فإن نموذج حركة مناوي أكثر خبرة سياسية بحكم تاريخ التفاوض والسلام لكن ثقافته السياسية تحتاج لعمل كثير من أجل دفعها لتجاوز طرق الابتزاز لخطاب السودان الجديد. في المقابل فإن طرح نموذج كيكل كحركة تحرير فيه تراجع للوراء وانتكاسة لا يجب أن تحدث.

هذه نظرة موضوعية أما من حيث المقاربة الحقوقية والأخلاقية فلقد ارتكبت حركات الكفاح المسلح تاريخيا جرائم حقيقية مثلها وكل الحركات، منذ الحركة الشعبية وحادثة أسقاط طائرة مدنية وجرائم عرقية ضد قبائل في الجنوب وقبائل استوائية وقبيلة المورلي وغيرها، وحركات دارفور جميعها ارتكبت هذه الجرائم، وتجاوزها من آلة الدعاية الغربية كان لغرض سياسي فقط، ولا تزال حركات الحلو وعبدالواحد النور ترتكب الجرائم. هناك جرائم موثقة في حرب دارفور لحركة مناوي وغيرها ولا ننسى فقد كان اسم (جنجويد) يشمل حركة مناوي في وقت من الأوقات، فقد كان اسم جنحويد يستخدم أحيانا بمعنى عابر عرقيا ليعبر عن مجموعة من المجرمين المتفلتين، وهذا الأمر تحديدا ورد في ورقة صادرة من (مشروع مسح الأسلحة الصغيرة) بعنوان (الحرب الأخرى: الصراع العربي الداخلي في دارفور) الصادر العام 2010م للصحفية المتخصصة (جولي فلينت)

ما يهمنا اليوم هو إعادة النظر في هذعةه الحركات ذات الطابع الإقليمي والإثني كفرصة لتسوية تاريخية مع الدولة ومؤسساتها لبناء مستقبل السودان، وهذه التسوية التاريخية تحتاج لرؤية وطنية وسردية عميقة تفهم تاريخ الصراع وتشرح طبيعة العدو، التسوية هنا ليست هدفا مثاليا معلقا في السماء، وليست نتيجة لخضوع وابتزار من هنا أو هناك، بل هي(ضرورة موضوعية) لمصير سوداني مشترك بجانب إرادة في بناء دولة وطنية قوية.

بطبيعة الحال هناك أعداء لهذا المنظور من الحركات عميقة العداء للدولة مثل جماعة الحلو وعبدالواحد وهمت النموذج الأكثر عقائدية ضد الدولة ومركباتها التاريخية، وهناك عداء أيضا من تيارات ليبرالية متصلة تماما بالرؤية الغربية وتتبنى فكر السودان الجديد مثل جماعة تقدم والقحاتة وغيرهم، وكذلك هناك رفض من تيارات (السودان الجديد المضادة) مثل تيار جماعة الإنفصال في الوسط والشمال الذي نشأ أساسا كرد فعل لحركات التحرير هذه.

إن تعظيم قوة الاتجاه التاريخي لتأسيس الدولة والسودان الواحد وفق جدليته وتركيبته التاريخية هي الأقوى موضوعيا ولديها فرصة كبيرة من خلال النصر في هذه الحرب، وتحتاج لتعميق منظورها بالمراجعة والفكر والعمل.

هشام عثمان الشواني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نظرة في حركات التمرد والدولة نحو التسوية التاريخية (نموذج مناوي وكيكل)
  • سلطان القاسمي يتبادل التهاني بشهر رمضان مع أعضاء السلطة القضائية في الشارقة
  • 27 لاعباً في قائمة منتخب الإمارات لمباراتي إيران وكوريا الشمالية
  • 3 مواقع وطنية تاريخية في الإمارات.. ما قصتها؟
  • اليابان تطلق مهمة لتنظيف الفضاء من "الصواريخ الميتة"
  • رئيس الدولة يتبادل التهاني بشهر رمضان مع حكام الإمارات .. ويعلن مزرعة الشيخ زايد التاريخية في الخوانيج موقعاً وطنياً
  • رئيس الدولة يتبادل التهاني بشهر رمضان مع حكام الإمارات
  • رئيس الدولة يتبادل التهاني بشهر رمضان مع حكام الإمارات ويعلن مزرعة الشيخ زايد التاريخية في الخوانيج موقعاً وطنياً
  • حدث في 3 رمضان.. تعرف على أهم الأحداث التاريخية التى وقعت فيه
  • الإمارات.. 5 نصائح مهمة لتعزيز إنتاجية الموظف خلال رمضان