الاحتلال يتهم إيران بإنشاء بنية تحتية لاغتيال شخصيات إسرائيلية
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
بعد سلسلة الاغتيالات التي نفذها جهاز الموساد في قلب إيران، ظل الإيرانيون يبحثون عن الانتقام في الداخل الإسرائيلي، كجزء من حرب الظلال متعددة الأبعاد التي يشنها الشاباك والموساد ضد المخابرات الإيرانية، والتي تعمل على جمع المعلومات، وتهريب الأسلحة، وتمويل وتوجيه الهجمات، بهدف "خلق الفوضى في إسرائيل".
أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع واللا، ذكر أن "سلسلة الاغتيالات لكبار الشخصيات الإيرانية دلّ على اختراق إسرائيلي كبير لكل التشكيلات في البلاد مترامية الأطراف، بما فيها الدوائر الأمنية المشددة، ثم جاءت ضربات أكثر إيلاما، من خلال مسؤولية الموساد عن تخريب ومهاجمة منشآت عسكرية، والقضاء على مهندسين وعلماء ورؤساء مشاريع سرية في قلب إيران، فيما قرر الإيرانيون الانتقام، وخصصوا ميزانية وموارد كبيرة لتحقيق هذه الغاية، بتكثيف الجهود لإيذاء الإسرائيليين المقيمين خارج إسرائيل: في تركيا ودول أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا، وحتى الإمارات".
التغلغل الأمني
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "مرة تلو الأخرى، تم إحباط البنى التحتية التي بناها الإيرانيون من قبل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، رغم وقوعهم في مشاكل مع الدول الأجنبية التي أرادوا تنفيذ هجمات على أراضيها، لكن الفشل ظل يطارد الإيرانيين لعدم تحصيل ثمن من إسرائيل مقابل سلسلة الاغتيالات، ما دفعهم لتحديد هدف واضح للغاية يتمثل في استثمار جهد استخباراتي في العمق الإسرائيلي، بجانب الجهد الكبير جداً لحماية النظام لمنع التغلغل الإسرائيلي في إيران، وإحباط الاغتيالات كما حدث في السنوات الأخيرة".
وأوضح أن "التغيير تمثل في سياسة أجهزة الاستخبارات الإيرانية بإرسال الأسلحة باتجاه إسرائيل، ولهذا الغرض تستخدم العديد من الرسل، وليس بالضرورة المنظمات المعادية فقط، ما أوجد في إسرائيل في 2016، وكجزء من التخطيط للخطة المتعددة السنوات، فقد قدم كبار مسؤولي الشاباك للجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء اتجاها للعمل وتكثيفه تحت عنوان "إيران هنا"، على خلفية تفاهم استخباراتي، مفاده أنه مع مرور الوقت لن يتمكن الإيرانيون من استيعاب الضربات الإسرائيلية، وسيحاولون نقل الثقل من الخارج إلى إسرائيل، من خلال الاستعداد تنظيماً وهيكلة وأساليب عمل ضد الأساليب الجديدة التي ظهرت في عوالم التجسس".
وأشار إلى أنه "قبل عامين، وكجزء من التغيير التنظيمي الذي قاده رونين بار رئيس الشاباك، تقرر تحويل قسم مكافحة التجسس إلى قسم خاص بشعبة مكافحة التهديدات من الدول، العاملة بالتعاون مع مختلف مناطق الشاباك، وجميع الهيئات في مجتمع الاستخبارات، مع أن بناء القوة الجديدة في الشاباك جعل الجناح الجديد وكالة الاستخبارات الوحيدة في إسرائيل التي يمكنها النظر في البنى التحتية الإيرانية لتحديد أساليب التدابير المضادة، لا سيما عقب زيادة مكانة إيران بعد اندلاع حرب أوكرانيا وروسيا، واعتماد الأخيرة على منظومات الأسلحة الإيرانية".
تحويل الأموال
وأوضح أن "تقديرات الشاباك تتحدث عن أن المخابرات الإيرانية تكثف جهودها للإضرار بإسرائيل من عدة محاور، بما فيها الأردن، عقب كشف بنية تحتية لتهريب العبوات الناسفة، وإرسال الأموال لتمويل العمليات المسلحة في لبنان وسوريا وغزة وداخل إسرائيل، الجزء الأكبر منها يمرّ عبر الصرافين والمهربين والوسطاء إلى حماس والجهاد الإسلامي والمنظمات الصغيرة والمنظمات الجديدة مثل عرين الأسود في نابلس ومسلحي مخيم جنين، وتشمل الطريقة التدريجية تحويل الأموال والمساعدة في تهريب الأسلحة والذخائر والتجنيد والتوجيه لكل هجوم، والتشجيع على تنفيذ هجمات إضافية".
وأكد أن "الجهاز الأمني الإسرائيلي يرصد عمل المخابرات الإيرانية بأساليب متنوعة، وفي عدة ساحات لتهريب الأسلحة، وتحويل الأموال، بعدة طرق: أولاها الاستفادة من الوضع غير المستقر في الضفة الغربية، لأسباب سياسية واقتصادية بشكل رئيسي، وضعف السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية غير الفعالة، من أجل ضخّ مبالغ كبيرة جدا من الأموال لتمويل الأنشطة والهجمات المسلحة، ومنذ بداية العام أحبط الشاباك أكثر من 300 عملية إطلاق نار، ومحاولات فيلق القدس لتجنيد شبان الضفة الغربية لتنفيذ أنشطة معادية، والتواصل معهم عبر برنامج مشفر وبريد إلكتروني مخصص لجمع معلومات حول أنشطة جيش الاحتلال".
وكشف أن "الطريق الثاني تم تعريفه بأنه "مستهدف" وحساس، ويتضمن أعمالا ملموسة هي محاولات لإنتاج هجمات ضد شخصيات بارزة في إسرائيل، مع اختيار طريقة الجمع على الهدف والتنفيذ واختيار توقيت الهجوم، وهي في تزايد ملحوظ، بجانب المحاولات لتنفيذ هجمات معادية، بالاستعانة باستخبارات كلاسيكية تشمل أساليب تجسس مختلفة ضد إسرائيل، مع وجود بنى تحتية كثيرة ومتنوعة للإيرانيين لجمع المعلومات الاستخبارية في عصر الشبكات الاجتماعية والتقنيات المتقدمة، وجزء من الجهد يهدف إلى جمع قواعد بيانات وشركات مختارة ومناطق جغرافية وقواعد عسكرية وبنى تحتية، وازدياد التجسس على أفراد في إسرائيل".
وأشار إلى أنه "في معظم الحالات ضمن إطار التجسس الإيراني، فإن جامعي المعلومات في إسرائيل لا يعرفون أنهم يجمعون معلومات استخباراتية للإيرانيين، وقليل جداً من العملاء يعرفون أن عملهم يخدمهم، ما يشير إلى رغبة إيران في استعادة سيطرتها على المنطقة، وللانتقام من إسرائيل بسبب تصرفاتها ضدها من خلال نقل الأسلحة للخلايا النائمة للمنظمة في إسرائيل من أجل تسليحها لوقت الحاجة، لإيذاء كبار الشخصيات في إسرائيل وضباط الجيش والسياسيين، سواء بغرض الاختطاف أو تحديد أماكن حساسة داخل إسرائيل من أجل إطلاق الصواريخ عليها في زمن الحرب".
فضلا عن ما تقدم، فإن المخابرات الاسرائيلية تتهم إيران بالتركيز على التأثير داخل دولة الاحتلال، وتعميق التوتر فيها، بالتزامن مع تصاعد احتجاجاتها، على خلفية تحريض جامح على شبكات التواصل، وتوزيع المنشورات التي تتضمن محتوى تحريضيا، ولوحات إعلانية معلقة، وطباعة رسائل على القمصان، والأسوأ هو التشجيع المباشر على العنف، تمهيدا لإحداث الفوضى فيها، ما سيزيد من انشغال الحكومة والجهاز الأمني بالمشاكل الداخلية، ويقلّل من الانشغال بإيران ووكلائها، بجانب زيادة نفوذها في الفضاء الإلكتروني لعدة أغراض، أهمها جمع المعلومات الاستخبارية وتعطيل الأنظمة والتجنيد والتنشيط والتحريض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاغتيالات إيران الاحتلال إيران الاحتلال اغتيالات صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمة بنى تحتية لنقل أسلحة لحزب الله
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024، مهاجمة بنى تحتية، على الحدود السورية اللبنانية، بادعاء أنها تُستخدم لنقل أسلحة لحزب الله من سورية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن "طائرات مقاتِلة تابعة للقوات الجوية، هاجمت في وقت سابق اليوم الجمعة، بنى تحتية عند معبر جانتا على الحدود السورية اللبنانية، والتي كانت تستخدم لنقل الأسلحة عبر سورية إلى حزب الله".
وذكر أن حزب الله كان "يستخدم البنية التحتية المدنية، لتنفيذ أعمال ونقل أسلحة مصممة، لتنفيذ هجمات ضد مواطني إسرائيل".
ولفت إلى أن "الوحدة 4400، تقود جهود حزب الله، والمسؤولة عن تهريب الأسلحة إلى الأراضي اللبنانية من إيران ووكلائها، وتعمل على زيادة مخزون المنظمة من الأسلحة قدر الإمكان".
وادعى أن الوحدة المذكورة، "قامت منذ تأسيسها، ببناء 4400 محاور عديدة وإستراتيجية على الحدود السورية اللبنانية".
وأعلن الجيش اللبناني، انسحاب القوات الإسرائيلية التي توغلت في 3 بلدات جنوبية، تبعد عن الحدود نحو 6 كيلومترات.
وقال الجيش في بيان، الخميس "إلحاقا بالبيان السابق المتعلق بتوغل قوات تابعة للعدو الإسرائيلي في القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير، انسحبت هذه القوات".
وذكر أن عناصر من الجيش اللبناني أزالوا سواتر ترابية أقامتها قوات إسرائيلية لإغلاق إحدى الطرق في وادي الحجير، وأعادوا فتح الطريق.
وأكد الجيش أن "انسحاب القوات الإسرائيلية جاء بعد سلسلة اتصالات أجرتها اللجنة الدولية الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار".
وتضم اللجنة الخماسية ممثلين عن الجيش اللبناني وإسرائيل وقوة حفظ السلام الأممية المؤقتة "يونيفيل"، إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا، وهما الدولتان الوسيطتان في اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الجيش اللبناني، إن "قيادته تتابع الوضع بالتنسيق مع اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار".
وفي وقت سابق الخميس، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بأن آليات تابعة للجيش الإسرائيلي توغلت عبر وادي الحجير إلى بلدة القنطرة جنوب لبنان، في خرق جديد لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" ليتجاوز عدد خروقات الجيش الإسرائيلي إلى 300 منذ سريان الاتفاق قبل 30 يوما.
ومنذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و63 شهيداـ و16 ألفا و663 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
المصدر : وكالة سوا