البوابة نيوز:
2024-10-06@10:59:39 GMT

ديفيد سفوركادا يكتب: فرنسا.. والأمن الداخلى

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

اليوم، وعلى مشهد من الجميع، أصبحت العديد من المدن الفرنسية مناطق تتمتع بجميع الحقوق حيث تسيطر عليها عصابات من المنحرفين الأكثر أو الأقل أهمية وخليط من «رجال العصابات» الحقيقيين وأطفال فقراء بلا معالم. ونجد أيضا حاملى لواء الإسلام السياسى والسلفيين والإخوان على اتصال وثيق مع حثالة الاتجار بجميع أنواعه.

هذا الخليط المتفجر من شأنه أن يؤدى إلى كل أعمال العنف، إلى كل الاعتداءات، إلى كل «الانفصالية».
فى أغسطس ٢٠٢٣، تشهد منظقة نيم وفاة الطفل الصغير فايد، وهو طفل يبلغ من العمر عشر سنوات سقط أثناء تبادل إطلاق النار بين تجار المخدرات. وبعد خمسة أيام من هذه المأساة فى منطقة بيسيفين التى ينتمى إليها هذا الطفل قام حوالى أربعين شخصًا بمسيرة بيضاء تكريمًا له. إن مقتل هذا الطفل واللامبالاة التى أحاطت به فى حيه بل وفى كل الأحياء أيضًا أصبحت قطرة دم جعلت مزهرية الغضب تفيض..  على رئيس الجمهورية ووزير الداخلية أن يكفا عن تخديرنا بعباراتهما الصغيرة ويتعين علينا أن نتخلص من الخوف من «ماذا سيقول الناس» أو عبارة «مهما كان الثمن» الشهيرة العزيزة على إيمانويل ماكرون.
ومهما كانت التكلفة فلا بد من استرداد الأراضى المفقودة من الجمهورية. ذلك الاسترداد الذى يجب أن تكون مرحلته الأولى هى استعادة النظام من خلال القضاء على جميع مثيرى الشغب والمتواطئين معهم. وللقيام بذلك يجب ألا نخاف من تأمل تاريخنا واستلهام نجاحاته. ففى حالة حرب إما القتال بقوة وإلا فمن الأفضل أن تستسلم على الفور. ينبغى أن تكون «معركة الجزائر» نموذجًا لنا سواء فى الطريقة التى تمت  بها أو فى نتيجتها.. [مع نهاية عام ١٩٥٦ كانت الحرب الأهلية فى الجزائر والتى استمرت مدة عامين قد أثرت على البلاد وتدهور الوضع الأمنى تماما فى الجزائر العاصمة إذ تزايدت الهجمات مما أسفر عن عشرات القتلى ومئات الجرحى. فى مواجهة هذا التدهور وجدت الحكومة نفسها مرهقة والشرطة عاجزة عن استخدام أدواتها المعتادة مما استلزم استدعاء الجيش وفرقة المظلات العاشرة على وجه الدقة فى محاولة لاستعادة الأمن والعمل على استعادة الثقة فى أنحاء البلاد. وفى أقل من عام تم استعادة الوضع وأصبح النظام أكثر فاعلية. أثار هذا الإجراء بالأمس واليوم جدلًا خاصةً فيما يتعلق ببعض الأساليب المستخدمة والمستهجنة عبر استخدام التعذيب لكنه فى المجمل لا يؤدى إلا إلى صدمة أنصار مبدأ عدم التدخل].
ويجب إعلان حالة الطوارئ ومنح السلطات صلاحيات لاتخاذ كل الإجراءات الاستثنائية لاستعادة النظام وحماية الأشخاص والممتلكات والحفاظ على الأراضى. نشر القوات لتأمين المناطق المحددة مما يسمح بالعمل فى فرق (شرطة الجمارك والقضاء) مما يسمح بإجراء عمليات التفتيش والاحتجاز لدى الشرطة والمصادرة والاعتقال والطرد من البلاد. إنها مسألة العمل ضد كل أولئك الذين يشاركون، قريبين أو بعيدين، فى كل أنواع الاتجار غير المشروع و/أو نشر الإسلام السياسى. ويجب أن يعاقب المتورطون بأشد العقوبات بالإضافة إلى مصادرة جميع الممتلكات التى لا يصعب تتبع مصدرها. أما عن الأجانب فيتم طردهم بعد مصادرة جميع ممتلكاتهم الموجودة على الأراضى. كما يجب أن يتحمل الأطفال والمراهقون تدريجيًا مسئوليات تتناسب مع أعمارهم. وتعليمهم الطريقة الصحيحة للوصول بهم إلى النضج الحقيقى. ولذلك فهم مسئولون عن أفعالهم. ومن ثم، وكما هو منصوص عليه على وجه الخصوص فى المادة ١٢٤٢ من القانون المدنى فى الفقرة ٤ منها: «يتحمل الأب والأم، بقدر ما يمارسان السلطة الأبوية، مسئولية مشتركة وفردية عن الضرر الذى يلحقه أطفالهما القصر الذين يعيشون معهم». ولهذا السبب قد يخضع الوالدان أيضًا لإجراء طرد نهائى فى حالة ارتكاب القاصر الأجنبى جريمة  على أراضى الجمهورية.
أخيرًا، وكما هو الحال  فى إنجلترا فيما يتعلق بإجراءات الطرد يجب على فرنسا أن تعمل على أن يشمل قرار الطرد أفراد الأسرة الذين يعتمدون ماليًا على الجانى الأجنبى.
يتردد فى أذنى أصوات «النفوس الطيبة» أو «الأرواح الضعيفة» تصرخ ضد هذه الإجراءات، لكنهم أنفسهم الذين يجبروننا على اتخاذ مثل هذه الإجراءات بعد أن أصبحوا غير قادرين على مواجهة تفكيك التراب الوطنى.. سيأتى وقت يتعين عليك فيه اتخاذ إجراء.. وسيأتى وقت يجب ألا ترتعش أيدى صانع القرار «مهما كان الثمن» الذى يسبق إعادة إعمار هذه الأمة الذى تحدث إلينا عنه رينان.

معلومات عن الكاتب: 
ديفيد سافوركادا.. ضابط سابق فى البحرية الفرنسية، ومدرب فى عدة جهات أمنية خاصة، وعضو فى العديد من الجمعيات الوطنية. يشغل حاليًا منصب الأمين العام لمركز الدراسات والأبحاث حول البونابرتية ورئيس حركة «النداء من أجل الشعب».. يتناول قضية خروج مناطق عديدة فى فرنسا من تحت سيطرة الدولة وتنامى دور رجال العصابات وتغلغل الإخوان فى تلك المدن.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المدن الفرنسية

إقرأ أيضاً:

بين الانتصار والاغتيال دروس لإنقاذ الوطن

حرب أكتوبر 1973 ملحمة تاريخية انتصرت على واقع مرير وحطمت أسطورة الجيش الذى لايقهر: ستبقى حرب أكتوبر المجيدة من الحروب التى سيتحدث عنها التاريخ لكونها أعظم ملحمة عسكرية قادها ببسالة الرئيس السادات وكانت بمثابة زلزال حدث للمرة الأولى فى تاريخ الصهيونية وذلك وقت عبور عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة المصرية إلى الضفة الشرقية لقناة السويس يوم السادس من أكتوبر 1973 لإستعادة أغلى بقعة فى الوطن وهى سيناء، كما إستعادة مصر حينها هيبتها وكرامتها وإحترامها أمام العالم.

وقرر الرئيس السادات، اتخاذ قرار الهجوم بشكل مفاجئ على الجيش الإسرائيلى يوم السبت السادس من أكتوبر تزامناً وقت الهجوم يوم عيد الغفران اليهودى الذى يحتفل به اليهود و الذى وافق العاشر من رمضان حيث يصوم المسلمون، وكان هذا القرار مخطط لإحباط الجيش الصهيونى عن المقاومة، وتحقيق عنصر المفاجئة للعدو، وكان هذا مدعوماً من جانب الرئيس السادات فى خططه مع المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية والتخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن والإستخبارات الإسرائيلية، كما حددا الجيشان المصرى والسورى موعد الهجوم فى الساعة الثانية بعد الظهر وبدأت الحرب بكل بسالة وإصرار على الإنتصار، حيث شنت القوات المصرية هجوماً شاملاً وإقتحمت قناة السويس بمائتى وعشرون طائرة حربية مصرية نفذت ضربات جوية على الأهداف الإسرائيلى شرق القناة وحققت نسبة عظيمة من أهدافها الموضوعة وشلت حركة الجيش الإسرائيلى، وتدفقت القوات المصرية الباسلة عبر القناة عابرة خط باريف متقدمة شرقاً حتى نجحت فى السيطرة على المواقع الإسرائيلية بالأرض المحتلة، ليقوم الأبطال برفع العلم المصرى فوق أرض سيناء، ليشاهد العالم كله إنتصار الجيش المصرى وهزيمة العدو.

تلك الحرب التى جسدت بسالة الجيش المصرى فى استرداد أرض الوطن، ليثبت عدة نجاحات سيقف التاريخ أمامها، كما تحققت إنجازات شارك فيها الجميع عسكريين ومدنيين بكافة طبقات الشعب المصرى، ومن أبرزها، أولاً: تحطيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر، ثانياً: إسترداد روح العزة والكرامة، ثالثاً: أهمية التضامن العربى فى وجه الإحتلال ومعاونيه، رابعاً: تعمير أرض الفيروز والعمل على تحويلها إلى منطقة إستراتيجية متكاملة، مع إسترداد السيادة الكاملة على قناة السويس وعودة الملاحة لها لينتج نصراً إقتصادياً عظيماً يعم بالنفع والخير، خامساً: تحريك قضايا المنطقة والاتجاه بها نحو الحل السلمى إذ قرر مجلس الأمن البدء فوراً فى التفاوض بين الأطراف لنصل إلى معاهدات السلام.

ظلت مصر تحتفل بذلك التاريخ المجيد وصولاً لليوم المشئوم وقت إغتيال الرئيس السادات الموافق السادس من أكتوبر عام 1981 أثناء العرض العسكرى بمنطقة مدينة نصر بالقاهرة إحتفالاً بإنتصارات أكتوبر، حيث قام بتنفيذ عملية الإغتيال مجموعة من العناصر التابعة للجماعات التكفرية الإرهابية.

ونجد تاريخ النضال المصرى يحمل بين طياته العديد من الرسائل الهامة لبناء الوطن والتغلب على نقاط الضعف والعمل على النهوض والبناء لبقاء الوطن شامخ قوى لايهزم، وبإعتراف العالم بقوة وبسالة الجيش المصرى العظيم فى حرب أكتوبر يلزمنا حبنا للوطن بجعل يوم النصر كل عام إحتفالاً مختلفاً يحمل رسائل هامة للشعب والأجيال الجديدة أهمها:

أولا: لابد أن نعلم أبنائنا وأحفادنا جيل بعد جيل قصة الكفاح ومرارة الهزيمة وعظمة الإنتصار التحرر من كل إستبداد والنهوض والصحوة الدائمة التى لابد أن يشعر بها كل مواطن شريف غيور على تراب بلده.

ثانيا: ضرورة تنشأت الأجيال الجديدة على البسالة والمواجهة حين يتطلب الأمر، فلولا نصر أكتوبر ماكان هناك مستقبل جيد للأجيال المتعاقبة، فقد ولدت الأجيال فى وطن منتصر حر ذات سيادة، يسير بخطى ثابتة لإقامة مشروعات عملاقة ومسرية تنمية مستدامة، تحظى بالريادة والإحترام والتقدير من كافة دول العالم.

ثالثا: الحرص كل عام من الإحتفال بنصر أكتوبر بتطوير الخطاب الإعلامى ليواكب التحديات التى تعصف بالأجيال الجديدة، وضرورة بث الإنتماء لكل مؤسسات الدولة وإحترام القيادة السياسية والإلتحام معها والوقوف على قلب رجل واحد.

رابعا: القناعة التامة التى لابد أن تزرع داخل عقول شباب الوطن أن التيارات المسماه «بالإسلامية» كلها واحد تستقى معلوماتها من نهر واحد لذلك كانت هناك شراكة بين جماعة الأخوان الإرهابية والتنظيمات المسلحة فى عملية إغتيال الرئيس السادات «رجل الحرب والسلام»، ومهما حاولت تلك الجماعات الإرهابية تضليل الشباب وطمس جرائمها وتورطها فى إراقة دماء شرفاء الوطن لن نسمح لتلك الجماعات بوجودها داخل المجتمع لأنهم ليس لهم عهد ولا كلمة خونة يسرى الغدر فى دمائهم.

أخيراً ستبقى مصر أصل الحضارات، صاحبة أعرق المؤسسات على مر التاريخ، ولايخفى لاأحد دور الجيش المصرى منذ العهد القديم ليثبت أنه خير أجناد الأرض الذى زرع بذور الحرية والكرامة والعزة داخل تراب الوطن الغالى ليكتب التاريخ الإنجازات وشموخ الأبطال البواسل ليقود الأجيال إلى الحرية والكرامة والتحرير.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: "حرب أكتوبر ليست أخر حروبنا"
  • د. منجي علي بدر يكتب: الذكرى 51 لنصر أكتوبر العظيم
  • أشرف غريب يكتب: لماذا انتصرت مصر في حرب أكتوبر؟
  • عبقرية الإعلام المصرى على أرض الميدان
  • بين الانتصار والاغتيال دروس لإنقاذ الوطن
  • النائب علاء عابد يكتب: إسرائيل.. كيان سايكوباثي
  • معارك ذات الكبارى وآخر اليد
  • عصابة فوق القانون!
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • الشاطر حسن