فرانشيسكو دى ريميجيس يكتب: «عملية روما».. إيطاليا تختار دور «جسر» التواصل بين دول حوض البحر المتوسط
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
إنها ليست مجرد مسألة القرب الجغرافى حيث ظهرت إحدى العلامات الأولى للعلاقة الخاصة التى تنضج بسرعة بين إيطاليا ودول البحر المتوسط والشرق الأوسط تحديدا فى ٢٣ يوليو فى روما، عندما افتتحت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلونى ما أسمته بـ"الحوار بين جهتين فى نفس المستوى ومتساويتين وبينهما احترام متبادل»..
شاركت أكثر من عشرين دولة فى روما، فى مقر وزارة الخارجية فى ٢٣ يوليو، فى المؤتمر الدولى الأول حول التنمية والهجرة الذى تروج له الحكومة الإيطالية. وخلال هذه القمة، تحدثت رئيسة الوزراء عن حق عن الفرص المشتركة التى يتعين استكشافها بين أوروبا وأفريقيا، وقد فعلت ذلك باعتراف: لقد ذكرت ميلونى بصراحة شديدة أن أوروبا، فى الماضى، لم تنظر دائمًا إلى مشاكل بقية دول العالم وأن الغرب أعطى فى بعض الأحيان الانطباع بأنه يهتم بإعطاء الدروس بدلا من مساعدة البلدان الأفريقية. ولعل انعدام الثقة هذا أدى أيضًا إلى صعوبة حل القضايا الاستراتيجية، بدءًا بقضية الهجرة. وقالت رئيسة الوزراء: «لقد تعاملنا دائما مع ملف الهجرة غير الشرعية كموضوع يخلق المعارضة والخلاف فى وجهات النظر بين دول المغادرة والعبور من جهة ودول المقصد من جهة أخرى، وعلينا أن نتغير».
منذ بداية العام، وصل أكثر من ١٠٠ ألف مهاجر إلى إيطاليا، فى ثمانية أشهر فقط، عبر البحر المتوسط: وهذا هو أعلى رقم منذ عام ٢٠١٧. لكننا نتحدث عن الأشخاص وليس الأرقام. وأوروبا، التى لم تراقب حتى الآن إلا، أدركت، بفضل الإجراءات الإيطالية قبل كل شيء، أنه من الضرورى تغيير النهج من أجل محاولة معالجة هذه الظاهرة بطريقة مشتركة، سواء بين الشركاء الأوروبيين السبعة والعشرين أو مع بلدان الاتحاد الأوروبي وفي ديسمبر الماضى، جرت بالفعل حوارات متوسطية فى روما، بمشاركة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلونى وبالفعل، بهذه المناسبة، أصبح من الواضح أن حكومتها تريد المساهمة فى تعزيز آليات التعاون الإقليمى، من خلال إضافة مفاهيم كانت متخلفة حتى السنوات الأخيرة: الاعتماد المتبادل، والمرونة، والتعاون. منذ ذلك اليوم، التزمت إيطاليا التزامًا راسخًا تجاه هذه الحكومة بتعزيز دورها فى منطقة البحر المتوسط، مدركة أن منطقة الاستقرار والرخاء المشترك - التى سيتم إنشاؤها معًا - هى الطريقة الوحيدة للتغلب بشكل فعال على تحديات الغذاء. الأمن والصحة وتغير المناخ.
نهج حكومة ميلونى فى العلاقات مع أفريقيا
دائما ما تدافع إيطاليا عن اتباع نهج شامل وبناء فى مواجهة هذه التحديات، وقد رحبت الحكومة الجديدة باعتماد الاتحاد الأوروبى «الأجندة الجديدة للبحر المتوسط» والتى، إلى جانب الالتزامات المالية المناسبة، قادرة على إعادة إطلاق الشراكة من خلال تحفيز الشراكة. وهذا بالفعل نهج أكثر عدالة، وانتعاش أكثر استدامة وأكثر اهتماما باحتياجات السكان. وكانت إيطاليا رائدة فى هذه الاستراتيجية، والعنصر الثانى لاستراتيجية أكثر تعقيدًا، ويتمثل ذلك فى مجموعة من الإجراءات الإيطالية التى تهدف إلى تعزيز أجندة إيجابية فى منطقة البحر المتوسط الأوسع، تم تقديم ذلك فى روما، فى ٢٣ يوليو، خلال هذا المؤتمر الذى ووصفته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بـ «الخطوة الأولى».. ما الذى تم التوصل إليه خلال هذا المؤتمر الذى شاركت فيه، من بين دول أخرى، الجزائر ومصر وليبيا والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية؟
استراتيجية مشتركة وخطة ماتى
من خلال مؤتمر روما، لم يحاول ميلونى بناء تحالف شامل لمحاربة الهجرة غير الشرعية أو إبطاء تدفقات الهجرة غير الشرعية فحسب، بل حاول أيضًا خلق ظروف تنمية فى بلدان المنشأ والعبور للاتجار بالبشر، بحيث يمكن وقف عمليات المغادرة فى بلدان أخرى وجمع المؤتمر ٢٠ زعيما من جميع دول الشاطئ الجنوبى للبحر المتوسط «الموسع» والشرق الأوسط والخليج تقريبا، والدول الساحلية الأولى للاتحاد الأوروبى وبعض الشركاء فى منطقة الساحل والقرن الأفريقى، فضلا عن ذلك المؤسسات الأوروبية ممثلة برئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين دون أن ننسى المؤسسات المالية الدولية. وذلك للتعامل مع حالات الطوارئ وإطلاق استراتيجية تنمية مشتركة.
واتفق المشاركون على إطلاق أموال لدعم مشاريع التنمية فيما أسمته رئيسة الوزراء جيورجيا ميلونى «عملية روما»، والتى ستستمر عدة سنوات.. ومن ثم رحبت ميلونى بالتزام دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة فى الرئيس محمد بن زايد آل نهيان بتقديم ١٠٠ مليون دولار، وقالت إن الخطوة التالية ستكون تنظيم مؤتمر للمانحين. وفى ١٦ يوليو، وقع الاتحاد الأوروبى وتونس أيضا مذكرة تفاهم لإطلاق «شراكة استراتيجية وعالمية» حول الهجرة غير الشرعية والتنمية الاقتصادية والطاقات المتجددة. وفى المؤتمر، خففت ميلونى من لهجة الماضى (اليمينية)، قائلة إن الحكومة الإيطالية مستعدة لاستقبال المزيد من الأشخاص عبر القنوات القانونية، مشددة على أن «أوروبا وإيطاليا بحاجة إلى الهجرة».
وقالت ميلونى إنه يتعين بذل المزيد من الجهود لمنع المهاجرين من محاولة عبور البحر المتوسط بشكل محفوف بالمخاطر بوسائل غير مصرح بها. وقالت ميلونى: «تحاول إيطاليا إدارة ظاهرة الهجرة بطريقة تناسب جميع الدول الأوروبية».
المقاربة الجديدة للهجرة الجماعية
وأسفرت قمة روما عن إطلاق «عملية روما»: «منصة عمل جماعية» تهدف إلى تنسيق نهج مشترك لسياسات الهجرة. سيتم الانتهاء من التفاصيل فى إطار «خطة العمل» المقررة خلال مواعيد مختلفة خلال الفصل الدراسى الثانى، مثل المؤتمر الإيطالى الأفريقى فى نوفمبر (المؤتمر الذى سيقدم خطة ماتى التى طال انتظارها)، واجتماع مجموعة العشرين فى نوفمبر. ومن المتوقع عقد الهند وCOP٢٨ فى دولة الإمارات العربية المتحدة بين نوفمبر وديسمبر.
وقالت ميلونى «على مر السنين مررنا المشكلة إلى جيراننا، وفى رأيى، هذا ليس النموذج الذى نريده؛ فنحن نعمل على البعد الخارجى وعلى شراكات استراتيجية مع الدول الأفريقية، لتكون قادرة على التعامل مع ظاهرة تدفق الهجرة ولكن عبر القنوات القانونية». وبحسب رئيسة الوزراء الإيطالية، فإن مفهوم التضامن لا يمكن أن يتمثل فى «السماح لجميع المهاجرين بالدخول» ومن ثم «عدم الاعتناء بهم». متاح ؛ هناك مبادئ توجيهية ذات أولوية، وعلينا أن نركز على الاستثمارات الاستراتيجية والبنى التحتية، لأن هذه هى الطريقة الأكثر استدامة للتعاون. وقالت «إننا نبحث عن تقارب مصالحنا لأنها الطريقة الوحيدة التى لدينا لربط مصائرنا»، كما تطرقت إلى مدى تأثير دول الخليج الحاضرة فى المؤتمر وعلاقات صداقتها القوية مع الدول الأفريقية.
فرنسا أصبحت أقل شعبية فى أفريقيا
قد يتولد لدى المرء فى بعض الأحيان انطباع بأن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أصبح حذرًا على نحو متزايد إزاء النهج الإيطالى الجديد وخطة ماتى التى أعلنتها ميلونى (المرحلة الثانية بعد تنظيم مؤتمر روما). لأنه إذا تقدمت إيطاليا فى أفريقيا بروح «غير مستغلة»، فإن فرنسا تبدو مضطرة إلى التراجع وليس فقط بسبب نشاط روما، التى قدمت نموذجا جديدا لفهم الشراكة: «الحياة والآمال والمخاوف والمعاناة». ولكن أيضًا بسبب سلسلة من العوامل الأخرى، التى يكافح الإليزيه للتعامل معها. على سبيل المثال، تفشل باريس فى تطبيع علاقاتها مع المغرب والجزائر، رغم المحاولات المختلفة؛ لقد تم طردها فجأة من مالى فى الصيف الماضى، بعد ٩ سنوات من الانتشار العسكرى ضد الإرهاب، واليوم أصبحت البلاد فى فلك روسيا (مع وجود لواء فاجنر على الأرض). وقد حدث نفس النمط مؤخرًا فى النيجر والجابون؛ لذلك، يبدو أن هناك تراجعًا فى الهيمنة الفرنسية.. نهاية فرانسا-أفريقيا.
للحصول على فكرة واضحة، ما عليك سوى إعادة الشريط إلى شهر مارس الماضى: المظاهرات فى الجابون وأنجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ضد زيارة ماكرون. فى الواقع، هناك استياء عام فى أفريقيا تجاه «أبناء العمومة»، لدرجة أن السلطات فى مالى، فى نوفمبر ٢٠٢٢، قررت حظر أنشطة المنظمات غير الحكومية الفرنسية.. فشل عسكرى، وسياسى ودبلوماسى، وهذا صحيح حتى فى ليبيا، حيث اشتهرت باريس باغتيال القذافى.. وبالتالى فإن احتياجات النفط والغاز تتعارض مع الوعى الذى توفره الحداثة لأفريقيا: لقد طور الشباب ضميرًا نقديًا. وكان التأثير المرتد للاستعمار (كما هى الحال فى الضواحى الباريسية) سببًا فى تفاقم مسألة الطاقة.
على سبيل الاستنتاج
اضطرت فرنسا إلى الركض واللحاق بدبلوماسييها فى مهمة مستحيلة: على سبيل المثال، تقويم محور باريس-الرباط، الذى يعانى من مشاكل واضحة لدرجة أن السلطات الفرنسية تضطر إلى الدفاع عن تأثير اللغة الفرنسية ودعمها أمام اللغة الإنجليزية التى تنافسها بقوة فى الفترة الأخيرة فى المغرب حيث يتضح جليا أن الشباب المغربى بدا يفضل الإنجليزية لأنها تثير لديه المزيد من الحماس والطموح.. «المغرب لم يعد يقبل النظرة الأبوية لفرنسا»، هذا ما لخصه أحد الدبلوماسيين يوم ١٤ يوليو خلال العيد الوطنى الفرنسى فى الرباط. أما مع الجزائر فالوضع أسوأ.. وقد بلغت التوترات ذروتها مع طرد الصحفيين الفرنسيين، بينما تسعى إيطاليا، أكبر مستورد للغاز فى الاتحاد الأوروبى، إلى إنشاء ممرات جديدة للطاقة. ولذلك فإن قدرة روما على الاستماع مفضلة. ويُنظر إلى «عملية روما» باعتبارها نوعًا من الاختبار. وفى الأشهر المقبلة، سيكون من المهم مراقبة وتفسير نشاط الحكومة الإيطالية، التى منذ الإعلان عن خطة ماتى، التى سيتم تقديمها فى أكتوبر أو نوفمبر، تعيد رسم التوازنات الأوروبية فى جنوب البلاد وتحديدا منطقة البحر المتوسط والاتحاد الأوروبى.
معلومات عن الكاتب
فرانشيسكو دى ريميجيس.. صحفى إيطالى فى صحيفة «الجورنال» الإيطالية» متخصص فى القضايا الدولية والسياسة الفرنسية والهجرة والعالم العربى، يكتب عن المؤتمر الذى شهدته روما لمناقشة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وما نتج عنه من نتائج مهمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشرق الأوسط الهجرة غیر الشرعیة الحکومة الإیطالیة الاتحاد الأوروبى رئیسة الوزراء البحر المتوسط فى روما
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: وما نيلُ المطالب بالتمنى !!
قالها شاعرنا العظيم " أمير الشعراء " "أحمد شوقى"
وتغنت بها الراحله العظيمه "أم كلثوم"، بعد أن صاغ لحنها الموسيقار الراحل العظيم "رياض السنباطى" !
هكذا كانت الأغنيه شعرًا ولحنا وأداءًا، شيىء عظيم متكامل ورائع، لها صدى فى نفوسنا أبدى، منذ سماعها وحتى مماتنا إن شاء الله !
وما زال المضمون للكلمات ثابت، حيث الأمانى لا تُطْلَبْ إلا من الله العزيز الحكيم فى دعواتنا، والإستمرار فى الدعاء كما دعانا الله إلى ذلك !
ولكن فى الدنيا، لا بد من السعى والكفاح والعمل الجاد وترك ( الفهلوه ) والإتكال على الغير، والإعتماد على الأمثال الشعبيه " الخائبه " مثل " إجرى جرى الوحوش، غير رزقك لن تحوش " ومثل خائب أخر يقول " نام وإرتاح يأتيك النجاح "، منين يا حسره ؟
من أين يمكن أن تحصل على نجاح، أو رزق لن تسعى إليه أو تَجِدْ فى سبيل الحصول عليه، إلا ببركة سواد عيونك !! ما شاء الله !!
ومع ذلك هناك أمثال قريبه من الواقع كأن تقول " أعقلها وتوكل على الله !! وغيرها من مقولات منطقيه وتقترب من العقل والواقع !
ولكن هناك موقف أفكر فيه كثيرًا ولا أجد له إجابات بليغه أو مقنعه !!
لماذا نحن متأخرون ؟ لماذا نحن فى مصاف الدول الناميه " النائمه " !!؟ لماذا نبدأ أى مشوار " بالمشوار "، أى بسرعه وإندفاع، وكأن ما نصبوا إليه، وخططنا من أجله سهل المنال وسوف نحققه ومتأكدين من الحصول عليه !
ثم فجأه نخفت !! ونتباطأ !! وتنطفىء جذوة النار التى كانت مشتعله ومتوهجه !! لماذا لا نستكمل أى مشوار بنفس الهمة التى بدأنا بها !! ؟ وهكذا يحدث فى جميع مناحى حياتنا كمصريون !! ولعل من الأحداث العامه التى يمكن الإستدلال بها أو عليها لهذه الظاهره " السيئه !!" وهى ليست حصرًا ولكن على سبيل الذكر " التنميه والإستثمار، والمؤتمر الإقتصادى فى شرم الشيخ والذى عقدنا عليه الأمال، وصرح كبارنا من ساسه ووزراء حتى رئيس الجمهوريه بأن هذا المؤتمر مفتاح الفرج لمصر !! أين البقيه ؟ أين نحن اليوم من هذا المؤتمر ؟ أين نتائجه وأين قانون الإستثمار ؟ أين لائحته التنفيذيه ؟ لا إجابه وما زال المسئولين فى أما كنهم !!شيىء من الخيال !!
فالإصلاح الإقتصادى وبرنامج الخصخصه !!أين هذا الإصلاح، وأين هذا البرنامج ؟ وسياسة الدوله الداعيه للقضاء على الفساد !! أين الدوله من الفساد ؟ كلها عناوين جباره، بلا شك قطعنا فيها أشواطًا وبدأت بالمؤتمرات والندوات والبدء فى وضع تشريعات، وأقمنا لها الهيئات والوزارات، وقمنا بتكليف من نراهم هم القادرون على تحقيق الأهداف فى مراكز المسئوليه !!
ثم ماذا بعد !!؟ خفتت الأضواء ! وقلت الحراره !! وبردت الأجواء !! وإنكمشت الإعلانات والإعلام، والأصوات، والدردشه، وسيطرت على "التوك شو"، موضوعات أخرى أكثر تفاهه وأكثر كذبًا وإفتراءًا على الغير، أو على بعضنا البعض، حالة من العبث وحاله من الإستهتار بمستقبل هذا الوطن، للأسف الشديد !!
ولعلنا نرى من تولى المسئوليه ما زال فى منصبه يتمتع بالإمتيازات الإضافيه التى نالها، وابتعد عن الهدف الذى جاء من أجله، "واتوجع" قلبه عليه !! ولعل بنظرة سريعه على الماضى، وتصور لما سيحدث فى المستقبل، بلا شك،إذ سنرى الإنتقادات، ثم إستدعاءات من النيابه العامه أو حتى وكيل " كراكون " وإرتعاش فى الأيدى،وإنسحاب إلى مكان كان يحتله سابقه،وإكتفاء بالدفاع عن النفس وعن من حوله، والكل "متفرج " منهم من يَشَمْت !! ومنهم من "يمصمص" شفاهه، المهم أننا لن نصل إلى ما كنا نريده، أو خططنا له وإذ التمنى من الله هو الباقى وليس فى الدنيا !! للأسف الشديد يمكننا تحقيق الأمانى !! بل ربما فى الأخرة!!
[email protected]