بقلم/ احمد الشاوش
تجاوز رئيس المؤتمر الشعبي العام صادق امين ابو راس ، حاجز الخوف ، وقفز على الخطوط الحمراء ، وبدهاء السياسي المحترف وفراسة القيادي المسؤول والحزبي المثقف وخبرة رجل الدولة المعتق ، خطف انظار قيادة وقواعد المؤتمر ولفت أنظار الرأي العام بعد ان فجر بالون اختبار للدولة والحكومة وقيادة انصار الله مطالباً بالشفافية في ظرف استثنائي حساس ، يعكس مطالب الشارع قبل قيادات وقواعد حزب المؤتمر الشعبي.
ثلاث قنابل صوتية سياسية رمى بها صادق أمين ابوراس ، في ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام يوم السادس والعشرين من اغسطس 2023م ، حملت ثلاث رسائل خاطفة صارت حديث الشارع بعد أن تضمنت :
الاولى مطالبة أبوراس ، دولة الانصار بتحمل المسؤولية الدستورية والقانونية والاخلاقية والانسانية في طرح تحمل وصرف رواتب موظفي الدولة اليمنية ، بتحرير سند شيك بيد كل موظف بمرتباته للسنوات الماضية يحفظ حقوق كل موظف ، لاسيما في ظل سياسة الهدن وتدفق إيرادات الجمارك والضرائب والزكوات والاتصالات والموانئ وغيرها من الجبايات وهو ما أثاااار حفيظة انصار الله الذين لم يتوقعوا مثل هذا الطرح والرسائل والمطالب الواقعية المثيرة للانصار والشارع اليمني.
الرسالة الثانية التي كان لها وقع الزلزال وصدمت الانصار ورفعت درجة حرارة الايمان هي تصريحات ابوراس الموجعة والمؤلمة والمثيرة التي رحب فيها بالتخلص من المعاهد العلمية وجامعة الايمان واستنكر فتح معاهد وجامعات جديدة بنفس الاسلوب في اشارة الى ديناميت المستقبل.
الرسالة الثالثة تتمثل في اشادة رئيس المؤتمر الشعبي العام صادق أمين أبوراس ، بحضور ومشاركة الشيخ حمير بن عبدالله بن حسين الاحمر في احتفال المؤتمر الشعبي العام ومعنوياته المرتفعة جداً وتصفيقاته الملفتة للانظار ومدى احترام وتقدير وحب الناس له والتي حملت أكثر من رسالة سياسية وقبلية وتنظيمية لاسيما بعد ان حاول البعض تنصيب شخصية أخرى بلا تاريخ.
كلمة ابوراس ، سببت ، "وجع رأس " ، للرئيس مهدي المشاط ، و"دوشه" ، للكثير من قيادات وقواعد انصار الله " الحوثيين ، الذين لم يتعودوا على الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والصوت المخالف والشفافية ، كون الانصار تعودوا على ثقافة الطاعة العمياء في عصر تغير فيه كل شيء حتى بلح الشام وعنب اليمن.. وكلمة وقوة أبو فاس حيرتنا.
والنصيحة التي يجب أن نسديها الى انصار الله ، أن الدولة بمؤسساتها وموظفيها وأحزابها ونُخبها وثرواتها ليست ارثاً تاريخياً أو ملكية خاصة لاي جماعة او حزب او قبيلة ، وانما هي امااااانه بين ايديكم ومسؤولية حملها الانسان انه كان ظلوماً جهولا ، فان احسنتم في ادارة شؤون البلد ووفقتم في حل معاناة الشعب وأوقفتم الفساد وتجاوزتم الاخطاء والعواصف وحواجز الارث الثقافي والتاريخي كسبتم حب الناس ومباركة الشعب ، مالم فالخسارة فادحة.
كما ان الشراكة الحقيقية في ادارة مؤسسات الدولة بين جميع مكونات العمل السياسي والقبول بالآخر هي الحصن الحصين والضمانة المؤكدة لقيم التسامح والتعايش وارساء مداميك الدولة الحديثة وتحقيق الامن والاستقرار والمضي في عجلة التنمية والبناء بعيداً عن نغمات التشكيك والتخوين وتصفية الحسابات وازاحة الاخرين والتهديد بحل هذا الحزب او تلك الجماعة للاختلاف في وجهات النظر أو التلويح بمصادرة ممتلكات الناس حتى وان خالفوكم في الرأي ، لان من شأن ذلك أن يدخل البلد والشعب في دوامة.
والحقيقة التي لاجدال فيها ان انصار الله لم يقفوا بجد أمام القضايا المصيرية مثل الرواتب التي هيجت الشارع وتقديم الخدمات ووقف الفساد ولم يقدموا حلولاً مصيرية ، وانما قدموا فرصة تاريخية لرئيس المؤتمر الشعبي العام أبوراس بأستغلال الفرصة وتوجيه النقد والمطالبة بصرف الرواتب ما اعطاه زخماً شعبياً وسخطاً لدى الانصار.
كنت اتمنى من الرئيس مهدي المشاط في خطابه الذي القاه في محافظة عمران ، أن يكون سياسياً وفطناً وبارعاً ومتوازناً وأكثر حكمة وان لا ينشغل بردود الافعال والتعليقات الساخرة وان يكون عند مستوى المسؤولية عند الحديث عن مرتبات الموظفين بالذااااات نظراً للحساسية المفرطة ، وان يتحدث بلغة الرئيس المسؤول والرجل المنصف والاب الحنون والسياسي الذي يبعث فينا الامل والعزيمة ويُشيد بالشراكة وان كانت جوازاً وبصبر ومعاناة ووحدة الشعب اليمني وجوعه ونضاله وان الدولة والحكومة والشعب في سفينة واحدة تتقاذفها الامواج وانه لابد من البحث عن حلول جذرية لصرف المرتبات عملاً بالدستور والقانون لكسب ود وثقة الشعب وتهدئة النفوس وامتصاص غضب الجبهة الداخلية ولو من باب المزايدة والكلام المعسول حتى يقضي الله امر كان مفعولا .. بعيداً عن رشق الناس بالحماقة والغوغاء والهرطقة ولغة التحدي والاثارة .. واستفزاز .. ان كان هناك مرتبات فهي لرجال الرجال!!؟.
ومن الطريف والغريب أن يتحول موضوع البطاقة والسلع التموينية التي عفى عليها الزمن منذ سنوات من مرتبات الموظفين وصرفت بأسعار زائدة عن السوق الى خطأء فادح وفارق كبير في نظر سيادة الرئيس .
حديث الرئيس مهدي المشاط عن الصمود حقيقة لاجدال فيها ، ولكن الصمود لم يكن مقصوراً على جماعة أنصار الله اوفئة بعينها ، فانصار الله والجيش اليمني والامن وموظفي الدولة حتى أصغر فراش وعامل نظافة بالاضافة الى مخازن اسلحة الدولة في كل مدينة وجبل وقرية ووادي وبدروم وكوادر المؤتمر والاحزاب و القبائل اليمنية وكل اسرة ساهمت في صناعة ذلك الصمود والانتصار بصبر تسع سنوات من الدمار والفقر والجوع والمرض .. اما من فحط ياسيادة الرئيس من بعض الطيور والصقور المهاجرة بداية عاصفة الحزم وماقبلها وما بعدها معروفون..
وشاهد الحال ياسيادة الرئيس ليس كل من يطالب بمرتبه من الدولة أو توفير الخدمات وفقاً للدستور والقانون "حمقى" وليس الاحمق من يخدم العدو .. ولسنا بحاجة الى المزايدة وشق الصف الوطني .. وليس كل صوت يطالب بحقوقه مجرد " هرطقات".. ولا احد يريد ان يحل مشكلة من جانب وينثرها من جانب آخر .. ولانريد السحب على المكشوف لان ايرادات الدولة بحسب بعض خبراء الاقتصاد والسياسيين والكشوفات والتقارير تكفي لصرف الرواتب دون اللجؤ الى طباعة المرتزقة كما ان مخترع البطاقة التموينية قبل فترة قد ضرب فارق بين الشيك والنقد مازالت اثاره الى الان كما اوضحتم يحمل اكثر من علامة تعجب واستفهام.
أخيراً .. الدولة حقوق وواجبات وعلى انصار الله أن يوجدوا الحلول الناجعة لصرف الرواتب لان الزر النووي بأيدهم وباقي الشركاء والوزراء والمسؤولين لايملكون ارادة حقيقية في ادارة شؤون الدولة لانهم كالتيس المستعار ..
حافظوا على الشراكة الحقيقية مع كافة ألوان الطيف السياسي الوطني ، بعيداً عن السخرية وتصنيف الاخرين بالحمقاء والمهرطقين لان الجميع على متن سفينة واحدة ومن مصلحة الجميع الحفاظ عليها ولا داعي لمزايدة طرف على الآخر ، فالتوصل الى كلمة سوى هو الافضل للبقاء مالم فالغرق لايستني أحداً .. فهل م رجل رشيد؟
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: المؤتمر الشعبی العام انصار الله
إقرأ أيضاً:
كم عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل؟
استعرضت قناة المحور قصة الطيور التي أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم -عليه السلام- بتوزيعها على الجبال وتعد من القصص القرآنيّة التي تحمل معاني عميقة ودروسًا عظيمة عن قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، وفي هذا المقال سنتحدث عن عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل، وكذلك سنعرض التفاصيل المرتبطة بهذه القصة كما وردت في القرآن الكريم.
عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعهابناءً على ما ورد في القرآن الكريم في سورة البقرة، فإن عدد الطيور التي أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم أن يوزعها على الجبال هو أربعة طيور. فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
{إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة البقرة: 260]
وهكذا، أمر الله تعالى إبراهيم أن يأخذ أربعة طيور ويقوم بذبحها وتوزيع أجزائها على جبال مختلفة، ثم دعا الطيور لتعود إليه بعد إحيائها بإذن الله.
جاء في القرآن الكريم أن نبي الله إبراهيم -عليه السلام- طلب من الله تعالى أن يُريه كيف يحيي الموتى، فقال: "رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ". فكان السؤال من إبراهيم عليه السلام بناءً على رغبته في زيادة إيمانه وطمأنينة قلبه، ولم يكن من شك في إيمانه بالله وقدرته على الإحياء والإماتة. فأجابه الله تعالى قائلاً: "أَوَلَمْ تُؤْمِن؟"، فأجاب إبراهيم عليه السلام: "بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي".
ثم أمر الله تعالى نبيه إبراهيم أن يأخذ أربعة طيور، ويذبحها، ويقطعها إلى أجزاء، ويوزع كل جزء منها على جبل مختلف. بعد أن فعل إبراهيم عليه السلام ما أمره الله به، دعاهن ليأتين إليه سعيًا، فبعث الله تعالى الروح في هذه الطيور، فأتت إليه سعيًا بعد أن كانت قد ماتت، وذلك لكي يظهر له قدرة الله تعالى على إحياء الموتى ويطمئن قلبه.
هذه الحادثة تعتبر دليلاً عظيماً على قدرة الله تعالى على إحياء الموتى وعلى البعث الذي يحدث في يوم القيامة، وهو أمر يفوق إدراك الإنسان ولكنه يشهد لعظمة الله عز وجل.
دلالة القصة وأهميتهاقصة الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل تأتي لتظهر لنا قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، كما تبرز أهمية اليقين بالله والتأكد من قدرته على كل شيء. ولقد أكد القرآن الكريم في هذه الآية على أن الإيمان بالله يتطلب تسليمًا كاملًا بعظمته، فحتى إبراهيم -عليه السلام- وهو نبي مرسل، طلب من الله أن يُريه كيفية إحياء الموتى لكي يطمئن قلبه.