فيليب دوفول محامٍ ومتخصص فى العلاقات الدولية وعلى دراية جيدة بالقضايا الجيوسياسية المتعلقة بأوكرانيا وروسيا. ويجيب هذا الأسبوع على أسئلة موقع لوديالوج حول هذا الصراع الرهيب وتداعياته الدولية، خاصةً أنه عاد لتوه من روسيا.. ويتحدث أيضا عن أفريقيا، تلك القارة التى تقربت أكثر فأكثر للبريكس وروسيا بينما يبدو أن فرنسا قد «فقدت محبتها فى القلوب» إلى الأبد!
 

فى هذا الحوار مع فيليب دوفول، الذى عاد مؤخرا من روسيا، نتناول العديد من النقاط الساخنة فى الدوائر السياسية العالمية فى الوقت الذي  يعيش فيه العالم حالة من الغليان، ليس فقط منذ الحرب فى أوكرانيا- التى هى فى الواقع مواجهة الغرب الأطلسى مع روسيا من خلال الوسطاء الأوكراني- ولكن منذ سنوات عديدة ونحن نواجه هذه الظاهرة التى استهان بها الغربيون لفترة طويلة، إننا امام قضية المطالبة بالتعددية القطبية التى أطلقتها الدول الناشئة، كما أننا نجد مجموعة البريكس المتنامية، وكذلك التطور المتزايد المؤيد لروسيا والمؤيد للصين فى العالم العربى وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

فيليب دوفول هو محامٍ ذو خبرة فى قضايا الإرهاب. وقد حصل على تدريب مكثف فى قضايا الأمن والدفاع بعد أن كان مدققًا فى مركز  INHESJ فى عام 2008، ثم حصل على الدورة الوطنية السادسة والستين لـ IHEDN فى عام 2014. مزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالى:

لوديالوج: لنبدأ بالأحداث الجارية الروسية الأوكرانية، ولا سيما أخبار وفاة بريجوجين.. ما هو رأيك فى تحطم الطائرة الذى شبهه الغرب بعملية اغتيال أرادها بوتين لرفيق دربه السابق الذى تمرد والذى لم يغفر له خيانته؟
فيليب دوفول: لا شك أن الإعلان عن اختفاء بريجوجين، فى ٢٣ أغسطس فى تحطم طائرة خاصة من طراز أمبراير ليجاسي-٦٠٠ فى منطقة تيفير شمال غرب موسكو، يفتح الباب أمام الكثير من الشائعات والتكهنات. ومن المؤكد أنه منذ المسيرة من أجل العدالة فى ٢٣ يونيو الماضى، فقد تشوهت وبهتت صورة قائد مجموعة فاجنر بشكل كبير فى أعين النظام الروسى، الذى أعتبر هذا العمل نوعا من الخيانة العظمى، حتى ولو كان هذا الرجل قد انتصر فى معركة بخموت.
وأكدت عدة مصادر مقربة من مجموعة فاجنر اختفاء بريجوجين واتهام الرئيس فلاديمير بوتين بشكل مباشر. وتشير الدول الغربية بأصابع الاتهام إلى النظام الحاكم الروسى دون تردد. من المؤكد أن بريجوجين كان له أعداء كثيرون، سواء على الجانب الأوكرانى أوفى الدوائر العسكرية العليا فى روسيا، لكن لا شيء يشير حتى الآن إلى سبب هذا الحادث وشوهد بريجوجين للمرة الأخيرة فى منطقة الساحل، ربما على حدود جنوب مالى بالقرب من النيجر، ليعلن استئناف القتال ضد الإسلاميين مع جماعة فاجنر فى المنطقة.
وحتى يومنا هذا، لم تقرر الإيوكاس  شن أى تدخل عسكرى ضد الانقلابيين فى النيجر بالرغم من أن رئيس ساحل العاج كان يؤيد بشدة هذا الأمر بدعم من فرنسا. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة، مثل روسيا، لا تريد حلًا مسلحًا وتخشى تصعيد الصراع الذى قد يتسبب فى زعزعة الاستقرار السياسى فى جميع أنحاء منطقة الساحل وحتى خارجها.
لوديالوج: بالنسبة إلى الحرب الأوكرانية.. هل تخشى، مثل بعض الخبراء - ولا سيما المحللة السابقة لـ SGDSN آنا بوفريوفى مقال نشر فى لوديالوج - تصعيدا عاما بين الناتو وروسيا، وحتى- خلال الأشهر القادمة- حدوث تعبئة لدول الناتو التى دخلت فى حالة حرب مع موسكو؟
فيليب دوفول: كما ذكرنا فى السؤال الأول، فإن امتداد الصراع أمر وارد تماما بل إن هناك خطرين: الأول قد يكون امتدادًا للصراع بين الحدود البيلاروسية وبولندا فى ضوء تصريحات السلطات البولندية وتحركات القوات على طول الحدود. وقد يؤدى ذلك إلى تطبيق المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسى، حيث يتعين على جميع الأعضاء تقديم دعمهم للدولة العضوالتى دخلت فى صراع وهوما سيكون بمثابة بداية حرب عالمية ثالثة مع امتداد الصراع النووى.
أما الخطر الثانى، المذكور أيضًا فى السؤال الأول، فهو خطر قصف محطة زابوريزجيا للطاقة النووية، وهوإغراء يائس لأوكرانيا بعد إخفاقاتها فى الهجوم المضاد. وسوف تعتبر الولايات المتحدة ذلك نوع من الهجوم النووى، حتى ولوتم تنفيذه من قبل حلفائها الأوكرانيين. سيكون من الصعب للغاية إثبات من يقف وراء هذه المأساة. لكن هذا سيعرض جزءا من الأراضى الأوكرانية لمخاطر التلوث فى عموم المنطقة الروسية والأوروبية حسب المفاعلات المتضررة واتجاه الرياح وقت الانفجار وبعده.
لوديالوج: وماذا عن الهجوم المضاد؟ من يجب تصديقه؟ هل سيتمكن الروس من الصمود لفترة طويلة وهم يعلمون أن العقوبات ستضرهم بتراجع الروبل وتراجع أسعار النفط والغاز إلى مستويات ما قبل الحرب لعدة أشهر بالفعل، الأمر الذى سيشل الموارد المالية الروسية وخاصة بمعرفة أن خطوط الغاز سيبيريا ٢ التى تربط الصين لم تنته بعد وبالتالى فإن روسيا لم تعوض خسارة السوق الأوروبية؟
فيليب دوفول: لقد أصبحت هذه الحرب الروسية الأوكرانية صراعا استنزافيا مع خط أمامى يزيد طوله على ١٠٠٠ كيلومتر. وعلى سبيل المقارنة، كان خط المواجهة خلال الحرب العالمية الأولى فى فرنسا ضد ألمانيا ٦٠٠ كيلومتر. ومنذ عدة أشهر، قامت روسيا بتعديل استراتيجيتها بالكامل، وقبل كل شيء، حددت خطوط دفاعها على ستة مستويات، والتى أثبتت فاعليتها منذ يونى الماضى.
فى هذه الأثناء، مكّنت التعبئة الروسية الجزئية من تعزيز خط المواجهة حتى لوكانت الخسائر كبيرة جدًا ولكنها أقل بكثير من الخسائر الأوكرانية المقدرة بـ ٣٠٠ ألف قتيل وعدد مماثل من الجرحى.
وقد نجح الرئيس فلاديمير بوتين فى إقناع شعبه بأهمية العملية الخاصة، ويحظى بدعم أكثر من ٨٠٪ وفقًا لمعاهد الاستطلاع الغربية ولم تتأثر روسيا بشكل كبير بما يقرب من ١٤ ألف عقوبة تستهدف البلاد. صحيح أن هناك تغييرا فى قيمة الروبل وارتفاعًا فى الأسعار وانخفاضًا فى أسعار النفط، لكن ذلك لم يعد يؤثر على الاقتصاد الروسى أكثر من ذلك، والذى بحسب التقديرات سيحقق فى عام ٢٠٢٤ نموًا أعلى من نمو الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، والتى يبدو أنها أكثر تأثرًا بتلك العقوبات.
ونحن نرى هذا بشكل خاص فى فرنسا مع الانفجار فى أسعار الكهرباء الذى له تأثير رهيب على الشركات الصغيرة والمتوسطة فى فرنسا. علاوة على ذلك، تمت تصفية العديد منها فى عام ٢٠٢٣. يضاف إلى ذلك تسجيل تضخم بنسبة ١١٪ على مستوى المنتجات الغذائية فى فرنسا مما يؤدى إلى إفقار الطبقة المتوسطة الدنيا فى فرنسا. تمتلك روسيا كميات هائلة من المواد الخام التى لا تنضب تقريبًا وهوما لا ينطبق على الاتحاد الأوروبى. وفيما يتعلق بالهجوم المضاد الأوكرانى الذى بدأ منذ يونيو الماضى، لم تسترد كييف سوى ١٤ كيلومترًا مربعًا بعد قتال عنيف. ويمكن التأكد فى اتجاه زابوريزجيا، بعد قصف عنيف، أن القوات المسلحة الأوكرانية سيطرت على معظم قرية رابوتينووتقدمت إلى منطقة نوفوبروكوبوفكا. وقصفت القوات الروسية الوحدات الأوكرانية فى نوفودانيلوفكا، ومالايا توكماشكا، وإيجوروفكا، وبيلوجورى، وتشاروفنى، وجولايبول، وجولايبول، وزاليشى، وكراسنايا، وبولتافكا. وقصفت القوات المسلحة الأوكرانية نيستيرنياك وكوبانى وفيربوفوى ونوفوبوكروفكا. وفى موقع أوجليدار، حاولت القوات الأوكرانية بدعم من المدفعية، التقدم نحومنطقة بريوتنى وستاريلنوفكا، دون نجاح حقيقى. قصفت القوات المسلحة الروسية القوات المسلحة الأوكرانية فى ماكاروفكا، وفريمفكا، ومودنى، وغولدن نيفا، وبريتشيستوفكا، وأوغليدار، وفوديان (يجب عدم الخلط بينها وبين المنطقة التى تحمل الاسم نفسه شمال شرق دونيتسك). ضرب الجيش الأوكرانى الوحدات الروسية فى ديزيريه شيرى وكيرمينشيك ونوفودونتسكى.
على جبهة دونيتسك، قامت القوات المسلحة الروسية، بدعم من المدفعية، بعمليات هجومية فى مارينكا، كما هاجمت المواقع الأوكرانية جنوب أفدييفكا وصمدوا أمام قصف وحدات القوات المسلحة الأوكرانية فى نوفوميهايلوفكا، وكونستانتينوفكا (يجب عدم الخلط بينه وبين المنطقة التى تحمل نفس الاسم جنوب غرب باخموت)، وإيكاتيرينوفكا، وإليزافيتوفكا، وأنتونوفكا، وبوبيدا، وكراسنوجوروفكا. اشتبكت المدفعية الأوكرانية فى دونيتسك وجورلوفكا.
وفى اتجاه باخموت، تقدمت القوات المسلحة الأوكرانية قليلًا فى منطقة كليكيفكا، واحتلت المواقع الأمامية للقوات المسلحة الروسية غرب القرية. كما قصفت القوات الروسية القوات المسلحة الأوكرانية فى إيفانوفسكى وبوغدانوفكا وأوريخوفوفاسيليفكا ومينكوفكا وفيدوروفكا وزفانوفكا وسيفيرسك وفيسيلوم (منطقة تقع شمال شرق سوليدار) الذين وجدوا أنفسهم تحت ضربات كورديوموفكا وأندريفكا وبخموت.
لوديالوج: وماذا عن السعودية؟
فيليب دوفول: فى الحقيقة، موقف المملكة العربية السعودية، على الرغم من أنه لا يزال دقيقًا فى دعمها لروسيا، إلا أنه يتحرك بسرعة بعيدًا عن المجال الأمريكى وهى ترغب فى وضع نفسها كقوة دافعة فى المحادثات وحل النزاعات بعد أن استضافت اجتماعا حول أوكرانيا فى جدة فى ٤ أغسطس، فى محاولة جديدة لفرض قوتها والظهور كوسيط على الساحة الدولية.
وقد تمت دعوة ثلاثين دولة، باستثناء روسيا، وفقًا لدبلوماسيين مطلعين على الاستعدادات والذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، لمناقشة المسألة الأوكرانية. ووفقا لهم، فإن الرياض حريصة بشكل خاص على استقبال البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا، أعضاء مجموعة البريكس (مع روسيا) الذين، على عكس الغرب، لم يقفوا إلى جانب أوكرانيا دون دعم الغزوالروسى الذى بدأ فى فبراير ٢٠٢٢.
ونتيجة لذلك، فإن اتباع الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة يوفر فرصًا جديدة لدول الخليج لكى تلعب دور المساعى الحميدة فى تسوية الصراع الروسى الأوكرانى.
لوديالوج: ماذا كان رد فعلك أو شعورك تجاه قمة الناتو التى انعقدت يومى ١١ و١٢ يوليو فى فيلنيوس؟
فيليب دوفول: انعقد اجتماع الناتو فى الفترة من ١١ إلى ١٢ يوليو فى فيلنيوس، على بعد بضع مئات من الكيلومترات من سانت بطرسبرج كنوع من التحدى لروسيا وكانت هذه القمة فرصة لإرسال رسالة قوية إلى أوكرانيا وتقديم وعود لها بأنها ستصبح عضوًا فى الناتو بناءً على طلب الرئيس فولوديمير زيلينسكى بمجرد انتهاء الحرب وذلك لإثناء موسكوعن شن هجمات جديدة.
ومع ذلك، فإن الدول الأعضاء فى التحالف لم تجتمع على كيفية صياغة دعوة الانضمام إلى كييف. ففى حين تريد دول البلطيق وبولندا وفرنسا دعوة صريحة وسريعة، فإن الولايات المتحدة وألمانيا تظلان حذرتين. وقال الرئيس جوبايدن فى مقابلة مع شبكة سى إن إن: «لا أعتقد أن أوكرانيا مستعدة لأن تكون جزءا من حلف شمال الأطلسي»، مبينا أنه غير مستعد للالتزام بجدول زمنى محدد بشأن هذا الأمر.
ونشعر هنا ببعض الحرج للرئيس الديمقراطى الأمريكى وفريقه الذين قدم دعمًا عسكريًا وماليًا هائلًا لأوكرانيا قبل وقت طويل من بدء الصراع فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢.
لوديالوج: هل ستكون هذه انتكاسة أم ابتعادًا عن الرئيس زيلينسكى، الذى وعد بهجوم مضاد انتهى بالفشل  وبخسارة العديد من الجنود والمركبات العسكرية التى سلمتها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا؟
فيليب دوفول: بحسب بعض الخبراء العسكريين، فإن الخسائر البشرية على الجانب الأوكرانى تصل إلى ٣٠٠ ألف رجل بالاضافة إلى عدد من الجرحى ومن المؤكد أن هذه الملاحظة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من جانب الأركان الحربية الأمريكية التى يجب أن تكون لديها شكوك معينة حول اختيارات الأركان الأوكرانية.
كما لا يمكننا أن نستبعد خطر امتداد الصراع إلى الحدود البيلاروسية بمبادرة من البولنديين، وهوما يمكن أن يعطى بعدا آخر للصراع مثل خطر قصف الأوكرانيين لمحطة الطاقة النووية فى زابوريجيا، الأمر الذى من شأنه أن يعطى الصراع تطورًا نوويًا والذى يمكن أن يكون عملًا يائسًا بعد فشل هجومهم المضاد...


لوديالوج: هل سيغير كثيرا انضمام السويد الذى تم رفع الحظر عنه  وكذلك مع انضمام فنلندا  وهل ستكون روسيا قادرة على القيام بالأسوأ فى مواجهة هذا التطويق شبه الكامل فى بحر البلطيق؟
فيليب دوفول: ينبغى على السويد الآن أن تصبح هى العضو الثانى والثلاثين فى منظمة حلف شمال الأطلسى بمجرد موافقة البرلمان التركى وكذلك المجر، التى أعلنت بالفعل دعمها. ولكن دعم تركيا لم يكن بلا شروط أودون التنازل لمصلحة المجر. ويمثل الإعلان عن هذا الاتفاق خاتمة ١٨ شهرًا من المفاوضات الصعبة بين ستوكهولم وأنقرة والتى اشترطت فى البداية أن تعطى الضوء الأخضر بتسليم تركيا العشرات من النشطاء من اللاجئين الأكراد فى السويد.
وقد التقى الرئيس التركى رجب طيب أردوجان والأمين العام لحلف شمال الأطلسى جينس ستولتنبرج ورئيس الوزراء السويدى أولاف كريسترسون أمام الصحافة فى وقت مبكر من مساء يوم الاثنين، ١٠ يوليو، لإضفاء الطابع الرسمى على دعم تركيا لعضوية الناتو ودعم السويد لدخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبى.
تبرز تركيا كحكم وكقوة إقليمية تفرض سياستها الخارجية بطريقة ماهرة ومسيطرة للغاية. وهو أمر متناقض تمامًا فى لعبة تحالفات الناتو. وتمنع تركيا الوصول إلى البحر الأسود من خلال منع اسطول الناتوالوصول إلى مضيق البوسفور وتزود أوكرانيا بطائرات بدون طيار ومعدات عسكرية، ولا تتبع العقوبات التجارية ضد روسيا.
وتزود تركيا نفسها بمعدات عسكرية مضادة للطائرات من روسيا وتقوم بعمليات عسكرية ضد القواعد العسكرية الكردية فى سوريا.
يمكننا القول بأن تركيا تقود اللعبة بل وتسمح لنفسها بتهديد دول الاتحاد الأوروبى مثل مطالبتها بالسيادة على الجزر اليونانية، سواء إقليميا أومؤخرا فى فرنسا وقت أعمال الشغب فى يوليو، حيث تدخلت أنقرة وأدانت عنصرية الشرطة الفرنسية تجاه الاسلاميين. ولا ننسى أن أكثر من ٨٠٠ ألف مواطن تركى يقيمون فى فرنسا، معظمهم يحملون جنسية مزدوجة. إضافة إلى ذلك فإن أئمة مساجد الطاعة التركية يعتمدون بشكل مباشر على أنقرة.
لوديالوج: فى الواقع، تركيا ليس لديها ما تحسد عليه الجزائر فيما يتعلق بالتدخل فى الشئون الداخلية لفرنسا واستغلال السكان المهاجرين المسلمين: ما رأيك فى ذلك؟
فيليب دوفول: تعرضت فرنسا لانتقادات شديدة من قبل رئيس الجمهورية الجزائرية وذلك عقب وفاة الشاب نائل، من أصل جزائرى، بمدينة نانتير فى الربيع الماضى إثر إطلاق النار عليه من قبل الشرطة. وكان هذا الشاب معروفا لدى الشرطة بسلوكه الإجرامى إلا أن الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون لم يتردد فى ذكر الأصل الجزائرى للشاب الذى كان يحمل أيضا الجنسية الفرنسية، متهما بذلك الشرطة الفرنسية بالعنصرية.
فهل يجب أن نتذكر هنا أن الشرطة الجزائرية ليست نموذجا للاحترام الجمهورى وأن المواطنين ذوى الجنسية الفرنسية الجزائرية المزدوجة لا يريدون حقا خوض معركة مع إدارة الشرطة الجزائرية عندما يذهبون إلى الجزائر.
تبدو السلطات السياسية الفرنسية مرتبكة بشأن واقع الدول التى يمكن أن تتحول إلى دول «معادية» أوترى (الجزائر وتركيا) ك“أعداء» يتمتعون بقوة إزعاج حقيقية فى حالة تكرار أعمال الشغب وهوما يمكن أن تشجعه وتدعمه فى حالة تكرار ذلك، وهوالأمر الذى يعد محتملًا فى المستقبل القريب.
لوديالوج: على الرغم من أن الأوروبيين قد توصلوا أخيرا إلى اتفاق بشأن إدارة المهاجرين ولم يعودوا يقللون من الرئيس التونسي  قيس سعيد، وذلك بعد مبادرة إيطالية من جيورجيا ميلونى التى ذهبت إلى تونس مع روتى وفان دير لاين، هل مازلت ترى تقاربا بين دول أفريقيا والمغرب العربى مع روسيا وحتى الصين؟
فيليب دوفول: أصبحت مسألة الهجرة قضية أساسية فى العلاقات الدبلوماسية والجيوسياسية مع الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى والقارة الأفريقية ككل. وقد رأينا ذلك فى الرحلة الأخيرة التى قامت بها جورجيا ميلونى مع رئيس الوزراء الهولندى السابق وخاصة رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى أورسولا فان دير لاين إلى تونس خلال لقائهما مع رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد. وقد أبدى الأخير استعداده لمعارضة جذرية لمسألة انتقال المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى إلى بلاده. وهذا يثبت أن هذه الظاهرة ستكون طويلة الأمد وستكون موضع تبادلات أو ضغوط من دول شمال أفريقيا ضد دول البحر الأبيض المتوسط فى الاتحاد الأوروبى، مثل تركيا بدلًا من ألمانيا.
ويجب هنا استخدام الصرامة والحزم لأن موجة الهجرة أمر متوقع بما تحمله من مخاطر ومآس، مثل غرق ستة مهاجرين فى القنال الإنجليزى يوم الجمعة الماضى. ويجب على الاتحاد الأوروبى أن يستلهم من مثال نيوزيلندا وأستراليا وحظر هذه المناطق البحرية ضد القوارب التى تمثل ثروة للمهربين ومأساة لأولئك الذين يخاطرون بالقدوم بشكل غير قانونى.
ومشاكل الهجرة هذه لا تهم روسيا والصين بأى حال من الأحوال، الأمر الذى يسمح لهاتين القوتين بتقديم التبادلات دون تعويضات الهجرة.
تنجذب الدول الأفريقية أكثر فأكثر إلى الاتفاقيات والتقاربات السياسية مع روسيا والصين، خاصة وأن هاتين الدولتين ليس لهما أى ماض استعمارى مع القارة الأفريقية. وهذا ما يفسر هذه التسهيلات التى حصلتا عليها روسيا والصين من خلال الاتفاقيات الاقتصادية والدعم الأمنى والمساهمات التكنولوجية أيضًا، خاصة وأن بعض الدول الأفريقية تتعرض لأزمات سياسية وتهديد إسلامى فى منطقة الساحل، كما أظهرت الأحداث الجارية فى النيجر مع الانقلاب العسكرى الذى حشدت فيه الدول الـ١٥  الأعضاء فى منظمة الإيكواس.


هناك قضايا كثيرة على المحك تعتمد على خيارات حل هذه الأزمة؛ فإذا حدث تدخل عسكرى فى النيجر، فمن المؤكد أن هناك دوامة من المرجح أن تؤثر على العديد من البلدان الأفريقية.
لوديالوج: دعنا نتناول مسألة مجموعة البريكس: أنتم على اتصال دائم بالسلطات الروسية وسلطات العديد من البلدان الأفريقية، فهل ترون عزلة دولية متزايدة لروسيا كما توحى حقيقة استسلام جنوب أفريقيا للغرب من خلال عدم دعوة بوتين إلى قمة البريكس أوعلى العكس من ذلك زيادة عدد الدول الراغبة فى الانضمام إلى البريكس والتعاون للالتفاف على العقوبات ومن ثم المشاركة فى بناء عالم متعدد الأقطاب غير خاضع للولايات المتحدة ودول والغرب؟
فيليب دوفول:  فيما يتعلق باجتماع البريكس فى نهاية أغسسطس، لم يتغير شيء فيما يتعلق بمكانة روسيا داخل هذه المنظمة التى تتمثل مهمتها فى تقديم بديل آخر للهيمنة الأمريكية والغربية على الاقتصاد العالمى من خلال فرض الدولار واليورو فى التجارة الدولية. وهى صيغة تروق للعديد من البلدان الناشئة فى أفريقيا، فضلا عن العديد من البلدان فى الشرق الأوسط وآسيا. وإذا كان الرئيس فلاديمير بوتين قد قرر عدم الذهاب إلى بريتوريا بعد الآن، فإن وزير خارجيته سيرجى لافروف كان هناك، وتحدث الرئيس الروسى فى المؤتمر عبر الفيديو كونفرانس. لذلك لا يوجد أى تغيير، بل سنلاحظ ازدراء للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى أراد الذهاب إلى الاجتماع، لكن رفضته جنوب أفريقيا، بناء على طلب روسيا الاتحادية.
لا ينبغى التغاضى عن أن العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وفرنسا مقطوعة تمامًا. ومع ذلك، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أنه يستطيع، فى ظل ظروف معينة، استئناف الاتصال مع نظيره الروسى. ولكن لن تكون الأمور بهذه البساطة فى أعقاب موقفه الغامض تجاه روسيا.
إنه أمر مؤسف، لأن فرنسا كان بوسعها أن تلعب دورًا مهيمنًا فى الحوار والدبلوماسية من أجل تهدئة الصراع وتسويته. إن موقف فرنسا «فى نفس الوقت»، وخاصة تبعيتها الأطلسية، يجعلها تفقد دورها فى هذا العالم الجيوسياسى الجديد متعدد الأقطاب والذى سيكون هو المهيمن فى العقود القادمة.

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روسيا القوات المسلحة الأوکرانیة فى الاتحاد الأوروبى الولایات المتحدة الأوکرانیة فى الأمر الذى من البلدان العدید من من روسیا مع روسیا فى منطقة فى فرنسا امتداد ا یمکن أن من خلال فى عام

إقرأ أيضاً:

قبل قمة بوتين ـ مودي المنتظرة بموسكو.. العلاقات الروسية الهندية وتأثيره على التجارة الدولية بالأرقام

دفعت العقوبات الأمريكية إلى تطوير التسويات التجارية بين روسيا والهند والعديد من الدول إلى العملات الوطنية متخلين بذلك عن استخدام الدولار كعملة دولية في التداول.

إقرأ المزيد روسيا ضمن الدول الأكثر دخلا في العالم وفلسطين تدخل قائمة الأقل دخلا في تقرير البنك الدولي 2024

وأدت العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا منذ انطلاق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا إلى جولة جديدة من إلغاء الدولار في العالم، ساهمت في تحويل الجزء الأكبر من التجارة الخارجية الروسية إلى التسويات بالعملات الوطنية، بما في ذلك التبادل التجاري  المتنامي بين روسيا والهند.

التبادل التجاري بين روسيا والهند في الربع الأول من العام 2024..

بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند خلال الربع الأول من العام الجاري بداية من شهر يناير وصولا إلى مارس رقما قياسيا بلغ 17.5 مليار دولار، وكان الشهر الرئيسي "للربح" هو مارس، وفقا لبيانات وزارة الصناعة والتجارة الهندية.

وبهذه الارقام فقد سجلت التجارة الروسية الهندية نموا بنسبة 5% على أساس سنوي، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 17.5 مليار دولار، وكان الارتفاع السابق 17 مليار دولار في الربع الثاني من العام الماضي.

وفي شهر يناير سجل حجم التجارة الروسية الهندية 6 مليارات دولار، وفي فبراير 5.2 مليار، وفي  شهر مارس ارتفع الرقم بنسبة 7.6% على أساس سنوي ليصل إلى 6.3 مليار دولار، وهو أقل قليلا من الرقم القياسي المسجل في شهر مايو من العام 2023 والذي بلغ 6.33 مليار دولار.

وفي الوقت نفسه، زودت روسيا الهند ببضائع بقيمة 16.3 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من العام، مقارنة بـ 15.6 مليار دولار في ذات الفترة من العام الماضي.

وقد سمح هذا لروسيا بالبقاء المورد الرئيسي الثاني للسلع إلى الهند، متقدمة على الصين بإمدادات تبلغ قيمتها 24.8 مليار دولار.

هذا وارتفعت صادرات البضائع الهندية إلى روسيا بنسبة 22% في الفترة من يناير إلى مارس، لتصل إلى 1.2 مليار دولار.

وتحتل روسيا المركز الـ28 في قائمة المستوردين من الهند، أما أكبر خمسة مستوردين رئيسيين للبضائع الهندية فهم: الولايات المتحدة (20.8 مليار دولار)، الإمارات (10.9 مليار دولار)، هولندا (6.8 مليار دولار)، سنغافورة (5.5 مليار دولار)، والصين (4.7 مليار دولار).

التبادل التجاري بين روسيا والهند في الربع الأول من العام 2023..

إقرأ المزيد موسكو تؤكد.. محاولة هزيمة روسيا فشلت

وفي عام 2023 احتلت الهند المركز الثاني من حيث الحصة في إجمالي حجم التجارة الروسية بنسبة 9.1% أي ما يعادل 65 مليار دولار ونتيجة لذلك، أصبحت موسكو رابع أكبر شريك تجاري لنيودلهي، أما في العام 2021 فقد شكلت التجارة مع الهند 1.7% فقط من حجم التجارة الروسية.

ويعود هذا النمو في الأساس إلى الزيادة الحادة في الإمدادات الروسية إلى الهند وتحديدا النفط والمنتجات النفطية حيث(بلغت مشترياتها 49 مليار دولار في العام الماضي).

واستوردت الهند أيضا الفحم الروسي بما يعادل 4 مليارات دولار، والأسمدة - 2.4 مليار دولار، والماس  1.1 مليار دولار، وزيت عباد الشمس ما يزيد  عن مليار دولار، وفقا لبيانات وزارة التجارة الهندية للعام 2023

وفي نهاية العام 2023، زادت واردات الهند من المنتجات الروسية 1.8 مرة لتصل إلى 60.1 مليار دولار، وكانت روسيا المورد الرئيسي الثاني للسلع إلى الهند، متقدمة على الصين فقط بإمدادات تبلغ قيمتها 100 مليار دولار.

وزادت صادرات السلع الهندية 1.4 مرة لتصل إلى 4 مليارات دولار، وهنا ارتفعت روسيا بـ7 مراكز خلال العام وأصبحت في المرتبة الثلاثين.

وتشمل المراكز الخمسة الأولى الولايات المتحدة (76 مليار دولار)، والإمارات (33 مليار دولار)، وهولندا (23 مليار دولار)، والصين (16 مليار دولار)، وبريطانيا (12 مليار دولار).

كيف تعمل آلية الدفع بالروبل والروبية؟..

وأشار ألكسندر فيرانتشوك، الباحث الرئيسي في أكاديمية الإدارة الوطنية الروسية بأن الميزان التجاري الروسي مع الهند يتميز بفائض كبير، فالصادرات الروسية إلى الهند أعلى بحوالي 10 مرات من الواردات"، وقد خلق هذا صعوبات في عمليات الدفع نظرا لمحدودية قابلية تحويل الروبية الهندية.

ويقول فيرانتشوك إنه يمكن تحويل الروبية إلى عملة أجنبية فقط داخل الهند في البورصة أو في البنوك المعتمدة، ويتطلب التحويل بكميات كبيرة إذنا من الجهة التنظيمية المحلية. إذا أراد المصدر الروسي تحويل الروبيات المستلمة إلى روبلات في حساب "فسترو"، فعليه انتظار توفر العملة الروسية في البنك الهندي، بسبب عدم التوازن بين الصادرات والواردات، وذلك وفقا لما أشارت إليه شركة الاستشارات والمراجعة "ديلوفوي بروفيل" في عام 2023.

إقرأ المزيد التهديد الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية

نتيجة لذلك، تتراكم الروبيات لدى المصدرين الروس دون إمكانية تحويلها أو استخدامها، ومع ذلك، تبين أن مشكلة "الروبية العالقة" مبالغ فيها إلى حد كبير، وأن وأكثر من 80% من الواردات الهندية من روسيا عبارة عن نفط، لكن المستوردين الهنود لا يدفعون ثمنه بالروبية، كما يقول المحللون في المعهد الروسي للطاقة والتمويل.

وأكدت صحيفة الأعمال الهندية The Hindu Business Line في فبراير 2024 أن المدفوعات بالروبية للصادرات الروسية لا تنطبق إلا على مجموعة معينة من السلع، ولكن ليس النفط.

وذكرت الصحيفة أنه أرصدة الشركات الروسية بالروبية في حسابات فوسترو لدى البنوك الهندية بلغت ما يعادل 8 مليارات دولار، ولكن تم تسييلها إلى حد كبير منذ ذلك الحين.

وأشار السفير الروسي لدى الهند دينيس أليبوف في مارس الماضي إلى أن الآلية الثنائية بين روسيا والهند للتسويات المتبادلة بالعملات الوطنية تشهد تحسنا مستمرا.

وقال إيفان نوسوف، مدير فرع "سبير بنك" في الهند، في الجلسة الروسية الهندية في المنتدى الاقتصادي الدولي لسانت بطرسبورغ (SPIEF) يوم 23 ينايرالماضي، إن أي روبية عالقة في السوق الروسية يتم تحويلها الآن إلى روبل.

ووفقا له، فإن إرسال روبية من الهند إلى روسيا ومن روسيا إلى الهند، وتحويلها إلى روبل في السوق الروسية ليس بالأمر الصعب.

كيف تبتعد الهند عن الدولار في التجارة الخارجية..؟

وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي الأخيرة، تحتل الهند المرتبة الثالثة من حيث حصتها في الناتج المحلي الإجمالي العالمي (بعد الصين والولايات المتحدة بنسبة 7.6%، ولكن بحلول عام 2030 سترتفع حصتها إلى 9.2%، في حين ستنخفض الفجوة مع الصين من 11.1% إلى 10.3%.

وعلى مدى العقد الماضي، كانت الهند تنتهج سياسة التدويل البطيء للروبية، ففي عام 2022 سمحت الحكومة الهندية رسميا باستخدام الروبية في مدفوعات التجارة الدولية.

ولتحقيق ذلك، سمح بنك الاحتياطي الهندي RBI للبنوك المحلية المعتمدة بفتح حسابات "فوسترو" خاصة للبنوك المراسلة الأجنبية بالروبية.

تعمل الآلية  على النحو التالي: يقوم المستوردون الهنود بتسديد مدفوعات السلع الموردة بالروبية، والتي يتم إيداعها في حساب بنك فوسترو الخاص بالبلد الشريك.

إقرأ المزيد الرئيس السابق للبنك الدولي يتوقع حدوث كارثة مالية للولايات المتحدة بحلول عام 2025

يمكن استخدام الروبية الموجودة في هذه الحسابات لدفع ثمن الإمدادات من المصدرين الهنود، ويمكن أيضا استخدام الأرصدة لاستثمارات غير المقيمين في الأوراق المالية الحكومية الهندية أو المشاريع الاقتصادية في البلاد.

سمح بنك الاحتياطي الهندي للبنوك من 22 دولة بفتح حسابات  "فوسترو"الخاصة، وكانت روسيا من بين هذه الدول حيث بدأت مثل هذه التسويات بين موسكو ونيودلهي في ديسمبر 2022.

اتفاقيات هندية للتبادل التجاري بالروبية خلال العام 2023..

تعمل الهند بنشاط على إبرام اتفاقيات ثنائية بشأن المدفوعات عبر الحدود بالعملات الوطنية.

وفي عام 2023، وقع البنك المركزي الهندي مذكرة تفاهم مع زملائه من الإمارات لتنظيم نظام تسويات متبادلة بالروبية والدرهم الإماراتي، وبعد ذلك تمت أول عملية شراء للنفط في الإمارات من خلال الدفع بالروبية، وفي ربيع عام 2024، تم إبرام مذكرات مماثلة مع إندونيسيا ونيجيريا.

وذكرت وكالة "رويترز"نقلا عن مصادر قريبة من السلطات الهندية، أن هذه الخطوات ذات طبيعة استراتيجية وتهدف إلى تعزيز التسويات التجارية بالعملات الوطنية، في المقام الأول مع الدول التي يكون للهند معها رصيد سلبي في التجارة المتبادلة.

وأوضحت المصادر أن مثل هذه الاتفاقيات لا تعزز الدور العالمي للروبية فحسب، بل تمنع أيضا تدفق الدولار من الاقتصاد الهندي (وهو ما قد يحدث إذا تم الدفع بالدولار)، وبالتالي انخفاض قيمة الروبية.

وبشكل عام، بلغ العجز التجاري للهند في السلع نحو 240 مليار دولار في عام 2023، أي ما يعادل  6.7% من الناتج المحلي الإجمالي.

كيف تتقدم عملية إلغاء الدولرة في جميع أنحاء العالم؟..

تاريخيا سيطر الدولار على جوانب مختلفة من الاقتصاد العالمي، وبذلك، شكلت في عام 2021 حوالي 60% من جميع احتياطيات البنوك المركزية في العالم، وحوالي نصف  الفواتير في التجارة الدولية تم إصدارها بالدولار، ونحو 40% من المدفوعات عبر الحدود باستخدام نظام سويفت تمت بالعملة الأمريكية. 

وأثارت الأحداث الجيوسياسية لعام 2022 موجة جديدة من الرغبة العالمية من تقليل الاعتماد على الدولار، وفي الوقت نفسه، كان حجب الاحتياطيات الرسمية الروسية  ليس بالدولار وحسب بل وباليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني، ما يعني أن جميع عملات دول مجموعة السبع أصبحت في "سامة" بالنسبة لروسيا، وعليه واجهت موسكو مسألة تقليل الاعتماد على عملات الدول غير الصديقة.

بالنسبة لبعض المؤشرات، كانت عملية التخلص من الدولرة في العالم تسير تدريجياً حتى قبل اشتداد الأزمة الأوكرانية فمثلا، إذا كانت حصة الدولار في الاحتياطيات (وفقا لحسابات بنك ING المستندة إلى بيانات صندوق النقد الدولي) تبلغ 66.3% في عام 2015 (بعد إزالة تأثير تقلبات أسعار الصرف)، فقد انخفضت هذه النسبة إلى 58.4% بحلول عام 2023.

إقرأ المزيد رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يؤكد الفشل في تقليل التضخم بشكل يؤخر خفض نسبة الفائدة العام الحالي

ووفقا للبنك الأمريكي "جيه بي مورغان"، فإن السيناريو الأكثر ترجيحا في العقود المقبلة هو التخلص الجزئي من الدولار، حيث سيتولى اليوان بعض الوظائف الحالية للدولار بين الدول خارج الكتلة الغربية.

وقد زاد اليوان الصيني حصته في الاحتياطيات العالمية بمقدار 2.6% خلال الفترة الممتدة بين عامي  2015 إلى 2021، بالرغم من أنها انخفضت بمقدار 0.3% خلال عامي 2022-2023.

لكن العالم يظهر أيضا علامات على تنويع أوسع مع تزايد استخدام "العملات الاحتياطية غير التقليدية" مثل الدرهم الإماراتي، خاصة بعد توسع تحالف البريكس اعتبارا من عام 2024.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • بكين تعلق على ادعاءات اعتماد روسيا الكامل على الصين
  • قبل قمة بوتين ـ مودي المنتظرة بموسكو.. العلاقات الروسية الهندية وتأثيره على التجارة الدولية بالأرقام
  • روسيا تعلن تدمير طائرات سوخوي-27 مقاتلة في أوكرانيا
  • أوكرانيا: روسيا تطلق النارعلى حدود منطقتي سومي وتشرنيهيف 37 مرة
  • بعد الحرب الطاحنة و السيطرة على بلدتين.. روسيا تعلن تدمير 11 مسيرة و5 مقاتلات أوكرانية وتكشف تفاصيل العملية
  • رئيس وزراء السويد السابق يحدد هوية دولة ستفر إليها سلطات كييف بعد انتصار روسيا
  • «القاهرة الإخبارية»: أوكرانيا تصد ما لا يقل عن 100 عملية توغل للقوات الروسية
  • روسيا تعلن سيطرتها على قريتين في دونيتسك الأوكرانية
  • روسيا : السيطرة على قريتين في منطقة دونيتسك الأوكرانية
  • روسيا تعلن سيطرتها على قريتين في منطقة دونيتسك الأوكرانية