بلاد الشام ومصر : كتلة حارة سريعة من مصدر افريقي يتبعها كتلة معتدلة تؤثر على المنطقة
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
#سواليف
نتيجة للتقلبات السريعة التي يشهدها #الغلاف_الجوي في النصف الشمالي من الأرض بفعل عوامل مناخية وتغيرات مفاجئة في انظمة الضغط الجوي وعوامل جوية اخرى ظهرت لأول مرة خلال الاشهر القليلة الماضية , فان النماذج العددية المتخصصة بالتنبؤات الجوية تعاني حالياً من ارباك في اصدار توقعات قريبة من الواقع ودقيقة خصوصاً في المدى المتوسط والبعيد , ويأتي هذا تزامناً مع نشوء العديد من الاعاصير والعواصف في المحيط الاطلسي والمحيط الهادي في آن واحد .
من المتوقع ان يتوجه الاعصار فرانكلين بعد ان وصل الى الفئة الخامسة وتجاوزت سرعة الرياح فيه حاجز 250كم /س والذي اثر على السواحل الامريكية الشرقية صوب شمال المحيط الاطلسي ثم الى شرقه قبالة السواحل الغربية الاوروبية بعد ان تراجعت قوته وتحول الى عاصفة , ليندمج وسط هذا الاسبوع مع كتلة هوائية باردة نسبياً تسطير على الجزء الغربي من القارة الاوروبية واجزاء من الشمال الغربي الافريقي , وفي الجزء الشرقي من القارة الاوروبية سيؤدي اندفاع كتلة هوائية معتدلة الحرارة صوب البحر الابيض المتوسط الى دفع مرتفع جوي من شمال القارة الافريقية الى وسط وشمال القارة الاوروبية .
هذه الوضعية تزامناً مع تعمق الحوض معتدل الحرارة صوب ليبيا والتي سيتشكل على اثرها #منخفض_جوي مبكر يؤثر بشكل رئيسي على شمال ليبيا واجزاء من تونس ويعمل على تساقط الامطار شمال البلاد , ستؤدي الى دفع كتلة هوائية حارة صوب مصر وكامل بلاد الشام مع نهاية الاسبوع , مما سيرفع من درجات الحرارة بصورة كبيرة وملحوظة ايام الخميس والجمعة والسبت في الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان على ان تبدأ بالانحسار تدريجياً مع يوم الاحد الموافق 10/ ايلول / 2023.
#اجواء_حارة بشكل لافت ستعيشها دول #بلاد_الشام و #مصر :
اعتباراً من يوم الخميس المقبل الموافق 7 / ايلول / 2023 ستبدأ كتلة هوائية حارة قادمة من افريقيا بالتعمق صوب المنطقة والسيطرة على اجوائها , لتسجل درجات الحرارة ارتفاعاً كبيراً بحيث تتجاوز الحرارة معدلاتها بأكثر من 8 درجات مئوية خصوصاً يومي الجمعة والسبت .
ستؤدي الكتلة الهوائية الحارة الى خلق ما يعرف بالقبة الحرارية فوق الاراضي المصرية ليكون تأثيرها شديد ومرتفع على ان تصنف كموجة حارة لاهبة فوق الاراضي المصرية , بينما يكون التأثير اقل على دول بلاد الشام .
يوم الاثنين من الاسبوع المقبل من المتوقع ان تسجل درجات الحرارة انخفاض كبير وملحوظ فوق بلاد الشام ومصر نظراً لتوجه الكتلة الهوائية معتدلة الحرارة من ليبيا صوب الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط , على ان ينحسر تأثير الكتلة الحارة تماماً وتعيش المنطقة اجواء منعشة .
والله تعالى اعلى واعلم
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الغلاف الجوي منخفض جوي بلاد الشام مصر کتلة هوائیة بلاد الشام
إقرأ أيضاً:
في مديح «البلدان» و«رعاة البلاد»
«سايرين البلاد» هو تعبير تعوّده سكان العاصمة ممن أتوا من ولايات بعيدة عنها، متصلين ببلدة أو قرية بعيدة يعودون إليها صلة للأرحام بين الحين والحين، وهكذا يميل الناس إلى سكنى العواصم لما في العواصم من فرص متاحة، وإمكانيات متعددة، ما تتضمن من تنوع عمراني وكثافة تواصلية وتلوّن سكاني وفقا لاختلاف ثقافة مقيمي العواصم المكونة تشكيلا من كل لون وكل نوع بخلفيات ثقافية اجتماعية متباينة وطبائع مختلفة، يريد الأغلبية سكنى العواصم -بلاشك- سعيًا للتنافس وإثبات الذات على مسرح مدني رحب، لا يضيق بالأفراد ولا تنقصه المؤسسات والخدمات، هنالك حيث ارتفاع الأجور والتعارف والشهرة ومُمَكِّنَاتِ الظهور، لكن للعواصم سلبياتها كذلك متمثلة في صخب الحياة وتهافتها، الروتين اليومي المتسارع بين ضجيج المركبات الكثيرة وازدحام الطرق المتشعبة، المهمات اليومية التي تأكل الوقت تماما كما تأكل العمر، وما لم يكن المرء ذكيا قادرا على صنع التوازن بين الضرورات الحتمية والكماليات اليومية، التكامل بين مستلزمات العقل وحاجات الروح واستراحات القلب المتوالية فهو واقع لا محالة فريسة سهلة للأمراض النفسية العصبية من أرقٍ واكتئابٍ وقلقٍ وتوترٍ وعُصَاب. قد ينجو من كل ذلك إن كان «راعي بلاد» متمرّس أمسك العصا من الوسط موفقا بين إيجابيات العواصم ومتنفس «البلدان» مراوحا بين طموحه في تحقق أحلامه الوظيفية في العاصمة وتحقق راحته النفسية في «البلدان» حيث الطبيعة والفضاء المفتوح، حيث الأهل هم المجتمع والألفة هي أمان المكان والزمان. لا يعني ذلك بالضرورة الحكم بعدم إمكانية ذلك في العاصمة، لكنه السعي الصحي للتغيير والتبدل، ومن استطاع تحقيق تلك المعادلات في العاصمة فليُقدِم دون تردد، سيّما إن لم يكن «راعي بلاد» وبلاده هي ذاتها العاصمة.
يتساءل المرء مع كل تغيرات الحياة وتبدلات الواقع اليومي: هل ما زالت مقارنات العواصم والقرى أو الأرياف قائمة؟ وهل يمكن تفعيل دور العواصم خدمة للأطراف بعيدا عن الفكرة التقليدية التي تقضي بتوحش المركزية في التهام الفرص والكفاءات مع معاناة الأطراف والهوامش في القرى والمدن الصغيرة من التهميش والإهمال؟
مقالتي اليوم بعيدا عن الإطراء على العواصم وتمجيد المركزية تحاول تأمل الأطراف حيث القرى والأرياف، حيث «رعاة البلدان» -وفقا للتعبير الشعبي- مستشعرون مسؤولياتهم تجاه «بلدانهم» ملتزمون بتطويرها والنهوض بالممكن من قدراتهم ومهاراتهم وحتى ثرواتهم لتنميتها وعيا وإنسانا ومكانا، أما أولئك الذين لم يقوا شح أنفسهم، فاستأثروا بفرديتهم عن المواطنة الحقة، وبعزلتهم الأنانية عن مجتمعاتهم الفخورة بهم المتباهية بنجاحاتهم وبلوغ طموحاتهم رغم ابتعادهم وتنكرهم، وقد يعودون إليها بعد أمد طويل سعيا لمجد مجتمعي أخير حيث لن يعرفهم مكان أكثر من المكان الذي تَعَهدهم طفولةً وشبابا، واحتفى بأسمائهم وأحلامهم حضورا وغيابا، وقد يجدون مبتغاهم حينها رغم كل شيء أو أنهم يعودون بما قدموا من نكرانٍ وبُعْدٍ عتابا من «بلاد» أرهقتها حسرة عقوق الأبناء، وتعاقب الأنواء. أزور «البلدان» في عماننا السخيّة دوما فيسرني بِرّ وإخلاص بنيها المؤمنين بأنهم أجمل وأنبل مخلصين لقراهم و«بلدانهم»، وبأنها أجمل بهم ومعهم بنيانا وإنسانا، أولئك المبادرون بمشروعات ترفيهية وأخرى تنموية، مبادرات تطوعية، جمعيات خيرية وفرق أهلية تنهض بهمتهم لتوثيق بصمة قبليّة ريفيّة رائعة لمكان أجمل بإنسان أنبل.
مجلس «البلاد» العام أو «السبلة» مستقبلا أهله في مناسباتهم فرحا أو ترحا، كما يستقبل فعالياتهم الثقافية والاجتماعية بتناغم في كل وقت، وبعد أن اقتصر على الرجال ردحا من الزمن اتسع بوعي وإيجابية أهله ليستقبل الفعاليات الثقافية والتربوية النسائية كذلك، فِرَقُ «البلاد» الأهليّة التي أسسها بعض الأهل تعهد بعضهم الآخر بتوفير مقرها مجانا وآخر لتمويل أنشطتها ترويجا ودعما، التاجر المتعثر في بداياته ستقيل عثرته يد من أهالي «البلاد» حبا وكرما إذ لا ترضى الجماعة بخسارة أفرادها الساعين لخيرها، وتكبر «البلاد» وتتسع لشراكات أروع مع «البلدان» المجاورة لأن «البلاد بلادنا والكل أهل» وتقوى هذه لتقوى تلك بشراكة رائعة لاتحاد اجتماعي اقتصادي جغرافي نحبه.
ختاما: أتمنى من المراكز الرئيسة دعم «البلدان» السخية الطيبة بكل الممكن من أسباب التنمية والتطوير اقتصاديا واجتماعيا، والتسهيل بعيدا عن التعجيز، وتذليل كل العقبات لتجاوز كافة التحديات وصولا لتفعيل حقيقي لمسارات اللامركزية الإيجابية، على كل منا احترام وتقدير الجهد المُضاعف المبذول إخلاصا وحبا لهذه الأرض وهذه البلاد، خصوصا في الولايات البعيدة عن العاصمة، ولن يتأتى ذلك التقدير دون الحرص على تكامل مجتمعي يؤمن بأن الوطن لوحة واحدة نرسمها جميعا ولا تجمل دون حرص الجميع على كل تفاصيلها، من كل زواياها بكل ألوانها، ولا ننسى أننا نتكامل بتناغم اختلافنا الإيجابي الرائع بين أرياف وحواضر، سهول وجبال، شواطئ ورمال، نساء ورجال كلنا لعمان وعمان لنا.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية