شبكة انباء العراق:
2024-08-02@18:00:50 GMT

الصوت والكلمة .. يرحلان في جنازة واحدة

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

بقلم: فراس الغضبان الحمداني ..
ياس خضر صوت فراتي أثير غنى للأرض والوطن والقلوب ، غادرنا بعد رحلة عراقية محفوفة بالأغاني والحزن وعاش فترات متقلبة من تاريخ العراق الحضاري وكان معبراً عن الإنسان المحب لبلده وربما يكون رحيله في فترة تشبه فترات الجفاف
حين يغيب المطر
وتيبس الأرض والشجر
وتذبل الورود
ويغيب النهر
حين لا حياة
وحين يأفل القمر
عاش ياس خضر فترة إزدهار الأغنية العراقية التي مزجت بين الغناء الريفي وغناء المدينة وتفرد بأداء مختلف عن غيره بالرغم من معاصرته لأسماء مهمة كحميد منصور وسعدون جابر وقحطان العطار وكمال محمد وسعدون جابر وفؤاد سالم ورياض أحمد وسواهم من روائع الفنانين الذين شهدوا مراحل سياسية صعبة وحروب وحصارات وكانوا جزءاً من المحنة التي غالبها العراقيون وغالبتهم وكسروها حيناً وكسرتهم حيناً حتى عادوا أقوياء شجعان ، لكن وللأسف فحين يغيب جيل مبدع لا يمكن تعويضه فمن يعوض صوتاً كياس خضر أبدع في التلفزيون وليس في الملاهي الليلية والنوادي الخاصة حيث ترمى النقود على رؤوسهم ، بل يرحل الفنان الكبير ويترك مكانه أرضاً لا يستطيع أحد أن يقف عليها فليس لديه أقدام راسخة ولا يتمكن أحداً أن يملأ مكانه مهما حاول أن يكون مبدعاً وقوياً في الصوت واللحن والكلمة ، فنحن منذ عقدين قاحلين نجد الفن معذباً يائساً محبطاً لا يكاد يهتدي إلى مكانته الحقيقية في المجتمع مع إنتشار التفاهة والإنحطاط والدونية وزمن الفاشستنات والبلوغرات وبنات الليل وسيدات البث المباشر والخلاعة والنابحون .


ولعلها صدفة وقدر أن يرحل الصوت في نفس وقت رحيل الكلمة فالصوت الحقيقي حين يرحل لا يعود للكلمة من معنى والأفضل أن يرحلا سوية ويعيشا في فضاء الذاكرة وعتاب الزمن والأيام الخوالي والحنين إلى الأزمنة الجميلة فالأصوات ماتت والشعراء رحلوا فقد رحل عريان السيد خلف ورحل كاظم إسماعيل الكاطع ورحل من الجيل الذي تعلم منهم رحيم المالكي وسمير صبيح ، وها هو كريم العراقي شاعر الكلمة المبدعة يرحل بعد صراع مع المرض ويترك كلماته تطرق مسامعنا وتخترق قلوبنا الحزينة النابضة بالرغبة بالجمال والمحبة والسلام حيث الكلمات تحارب التخلف والفساد والسلاح والهمجية وزراعة الشر الذي يقتات عليها المأبونون والسراق والذين يتكاثرون كالبكتريا في المياه الراكدة التي تنتشر وتصيب الناس بالمرض والخيبات والأوجاع التي تهتك الأجساد و الأرواح والضمائر .
أبدع ياس خضر في أغاني لا مثيل لها في ذاكرة الفن الغنائي العراقي كالبنفسج وإعزاز وتايبين ومسافرين والهدل ومغربين وأحبك ودنيانا شكد متغيرة وكذاب وما يصل إلى ثلاثة وأربعين أغنية حفظتها الذاكرة العراقية وشكلت أرثاً ثقافياً جميلا ورائعاً ، وقد كتب كريم العراقي روائع القصائد العاطفية والوطنية ، وقد جاء في سيرته إن كريم العراقي ولد في منطقة الشاكرية كرادة مريم في بغداد عام 1955، وظهرت موهبته منذ الطفولة حيث بدأ الكتابة والنشر منذ كان طالباً في المرحلة الإبتدائية في عدد من المجلات العراقية ومنها الراصد ، الإذاعة والتليفزيون ، إبن البلد ، وغيرها وحصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد .
عمل كريم العراقي معلماً في مدارس بغداد لسنوات عدة ، ثم عمل مشرفاً متخصصاً في كتابة الأوبريت المدرسي .
بدأ كتابة الأغاني في منتصف السبعينات ، إذ قدم أغنيتين للأطفال هما الشميسة ، ويا خالتي الخياطة . وفي مطلع الثمانينيات حدثت له نقلة فنية كبرى بالتعاون مع المطرب العراقي الأشهر سعدون جابر ، ومن بعدها تعاون خلال مسيرته الفنية مع مجموعة من أبرز المطربين العرب ومنهم : صابر الرباعي ، فضل شاكر ، ديانا حداد ، وسميرة سعيد ، وأصالة نصري .
كان كريم العراقي أشهر من كتبوا أغاني المطرب العراقي كاظم الساهر ، حيث قدم له العديد من الأعمال منها يا الحبيب ، دلع ، المستبدة ، أفراح ، كل ما تكبر تحلى ، وغيرها . ولعب مع الساهر دوراً كبيراً في إنتشار الأغاني العراقية بكافة ربوع الوطن العربي . وداعاً لأعذب صوت وأجمل كلمة .
Fialhmdany19572021@gmail.com

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات کریم العراقی

إقرأ أيضاً:

ما قصة انتقال قادة الفصائل العراقية إلى طهران على وجه السرعة؟ - عاجل

بغداد اليوم- بغداد

كشف مصدر مقرب من قادة الفصائل العراقية، اليوم الجمعة (2 آب 2024)، كواليس "انتقال قادة الصف الأول الى طهران على وجه السرعة". 

وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "الانباء عن انتقال قادة الصف الأول من الفصائل العراقية إلى طهران على وجه السرعة بعد ضربة جرف النصر شمال بابل قبل يومين غير دقيق وهم موجودون ضمن قواطع يمارسون واجباتهم الوطنية".

وأضاف ان "الحقيقة بان ممثلي الفصائل العراقية شاركوا في مراسيم تشييع مسؤول المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية التي جرت في طهران"، مؤكدا بان "قادة الفصائل موجودون وهم يدرسون خطط الرد على العدوان الاخير".

وأشار الى ان "الرد سيأتي حتما، لأننا نتعامل مع عدو غادر يمارس اكاذيبه وهو يحاول البقاء في العراق رغم كل القرارات الرافضة لوجوده".

وبين ان "قادة الفصائل يؤمنون بان الاغتيالات هو مسار الشهداء ولن تدفعهم عن التراجع عن مهام مقاومة الكيان الصهوني والضغط باتجاه اخراج القوات الامريكية من البلاد".

مقالات مشابهة

  • زواج البغداديات من غير البغدادي والعكس.. مختصّة تعلق: أخمدت نار الفتنة
  • كاساس يصل بغداد اليوم لوضع برنامج إعداد المنتخب العراقي وزيادة قيمة عقده
  • ما قصة انتقال قادة الفصائل العراقية إلى طهران على وجه السرعة؟
  • ما قصة انتقال قادة الفصائل العراقية إلى طهران على وجه السرعة؟ - عاجل
  • المنتخب الأولمبي العراقي يعود إلى بغداد عصر اليوم
  • مسئول عراقي: الهجوم الأمريكي على بابل يقوض مساعي الأمن والاستقرار
  • الجيش العراقي: قصف التحالف الدولي لمواقع أمنية في بابل «جريمة نكراء»
  • عاجل| الجيش العراقي: قصف المواقع الأمنية يمثل تجاوزا خطيرا وغير محسوب النتائج
  • الجيش العراقي يعلن استهداف التحالف الدولي لمواقع عسكرية شمال بابل
  • بعد هزيمة المغرب.. شنيشل يعتذر عن الاستمرار مع الأولمبي