رحيل هادئ يليق بإنسانيته التي تمتع بها، وظهرت في قصائده التي تغنت بها الأجيال، حفظها محبيه عن ظهر قلب، هو الشاعر كريم العراقي، الذي رحل عن عالمنا أمس الأول بشكل مفاجئ وصادم للعالم العربي، ونعاه عشرات الفنانين العرب، منهم صديقه الفنان كاظم الساهر، الذي غنى له أكثر من 100 أغنية.

قصة قصيدة «لا تَشْكُ للناس جُرْحًَا أَنْتَ صَاحِبُهُ» لكريم العراقي

«لا تَشْكُ للناس جُرْحًَا أَنْتَ صَاحِبُهُ، لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألَمُ».

. كانت القصيدة الأشد وقعا على مسامع الجميع، إذ كتبها الشاعر الراحل كريم العراقي وهو على سرير المرض عقب إصابته بالسرطان، لكن اللعين لم يفجعه بقدر ما تحداه، خاصة في أيامه الأخير، حيث ألف مجموعة قصائد اسماها «على سرير الأمل»، وفق تصريحه لـ«غيث»، مقدم برنامج «قلبي اطمأن»، في حلقة لم تذع في رمضان الماضي.

أسرار كثيرة كشفها الشاعر الراحل كريم العراقي، في حلقته التي لم تذع في رمضان الماضي، وقرر فريق برنامج «قلبي اطمأن»، إذاعتها على موقع الفيدوهات الشهير «يوتيوب» قبل ساعات قليلة، لتحصد آلاف المشاهدات، لما لها من وقع إنساني، إذ تحدث الراحل عن أيامه مع المرض، وكيف أنه كتب الكثير من القصائد وهو على سرير المرض، وبيده «العلاج الكيماوي».

«وأنا في عز الألم تجيلي نوبة من نوبات الكتابة، وأنا مركب الكيماوي في إيدي، فكانت دايما الورقة أمامي والقلم بيدي ومحلول الكيماوي باليد الأخرى».. قالها الشاعر كريم العراقي لـ«غيث»، في حلقته التي كان مقررا إذاعتها في رمضان المقبل، مشيرا إلى أنه كان يستغل الساعات الطويلة أثناء تلقيه العلاج في الكتابة: «كنت بستغل الوقت الطويل ده والحقنة في جسمي وأكتب، كنت بتحدى المرض بالكتابة، وكنت بقول مخليش الكيماوي يخرب حياتي».

كريم العراقي كتب قصائد «على سرير الأمل» في المستشفى

تحدى الراحل كريم العراقي مرضه بكتابة العديد من القصائد، وفق حديثه: «الكتابة كانت بتهون عليا وبتصبرني، بجانب دعوات الناس اللي حاوطتني، ورب العلمين اللي عارف ما في قلوبنا، ولما اتعرض عليا أكتب لبرنامج قلبي اطمأن، قلت مش هعتذر، دا شيء إنساني ولازم أعبر بالأغاني دي حدود العالم، وكنت فخور لما كتبت الناس للناس، ودي الحاجة اللي هتقعد للناس، حسيت بخشوع وقلت هقترح على غيث إنه يقول كريم العراقي ينهض من سرير المرض بعد 4 سنوات، ليشارك في البرنامج، شايل أوراقي وعدتي وأقول أنا واحد من كادر البرنامج اللي نزل دموع الفرح والحزن سويا، بحب البرنامج وإني بقيت جزء منه عبر مرضي ومن سريري».

وردا على تساؤل ما هي رسالة الشاعر؟، قال كريم العراقي، إن رسالته إنسانية في المقام الأول: «الشاعر لازم يكون له رسايل عديدة، أولها حفاظك على أن تكون صادق مع نفسك، آمنت برسالتي وأنه لازم يكون الشعر يشبهني في سلوكي في كل شيء، كتبت القصائد التي تعبر عني، وأنا فخور بنجاحي، لإني وضعت أمام أشياء كثيرة وأنا في عز المرض ونجحت فيه، ووفقت في توصيل العديد من القصائد والأوبريت للناس، وأعمالي التي رافقت ألمي هي شفائي أكثر من الأدوية، وأنا في شوق لسماع هذه الحلقة».

وفاة الشاعر كريم العراقي

وثمن فريق عمل برنامج «قلبي اطمأن»، لقاءه مع كريم العراقي وموافقته على تصوير الحلقة التي لم تذع وهو على سرير المرض، حيث قال «غيث»: «أنا فخور وفريق العمل بتصوير هذه الحلقة رغم تعبك، لكن إنسانيتك فاقت الحدود».

وتوفي الشاعر كريم العراقي عن عمر ناهز 68 عاما فجر الجمعة الماضية، داخل أحد المستشفيات في مدينة أبو ظبي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كريم العراقي وفاة كريم العراقي الشاعر كريم العراقي الشاعر کریم العراقی

إقرأ أيضاً:

جزائرية وسعودي يتأهلان في الحلقة الثالثة من «أمير الشعراء»

تأهل الشاعر حسين علي آل عمار من المملكة العربية السعودية، والشاعرة نجوى عبيدات من الجزائر، إلى المرحلة الثانية من برنامج «أمير الشعراء» بموسمه الحادي عشر، الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث، وبثت حلقته الثالثة مساء أمس «الخميس» على قناتي «أبوظبي» و«بينونة» من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي.

وتنافس في الحلقة أربعة شعراء هم أحمد إمام من مصر، وحسين علي آل عمار من السعودية، والـمختار عبدالله صلاحي من موريتانيا، ونجوى عبيدات من الجزائر، أمام لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو.

حضر الحلقة الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور محمد أبو الفضل بدران، والدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، والفنان السوري أسعد فضة، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.

وأعلنت لجنة التحكيم في ختام الأمسية قرارها بتأهل الشاعر حسين علي آل عمار بحصوله على 44 درجة من 50، والشاعرة نجوى عبيدات الحاصلة على 43 درجة من 50، فيما حصل أحمد إمام على 42 درجة، والـمختار عبدالله صلاحي على 32 درجة، وسينتقل الفائز منهما بتصويت الجمهور خلال هذا الأسبوع، إلى المرحلة التالية.

وكانت نتيجة تصويت الجمهور في الحلقة الماضية أسفرت عن تأهل الشاعر جبريل آدم جبريل من تشاد بحصوله على مجموع 80 نقطة من 100، لينتقل إلى المرحلة الثانية رفقة الشاعرين عبدالرحمن الحميري من الإمارات، وعبدالسلام سعيد أبو حجر من ليبيا، المتأهلين في الحلقة الماضية بقرار لجنة التحكيم.

وكان أول شعراء الأمسية التي قدمها الإعلامي نيشان، الشاعر أحمد إمام من مصر، وقصيدته «سَفَر»، التي قال الدكتور على بن تميم إنها اتشحت في أبياتها الأولى بالالتباس والوحشة والحيرة، وامتزجت فيها النار بالنور، وهو ما قال إنه يمثل طبيعة، كما قدم قراءة في أبيات القصيدة ومعانيها، فيما وصف الدكتور محمد حجو القصيدة بأن فيها قدراً وافراً من المتعة والجمال، مشيراً إلى بعض ملامح التناص الديني فيها، لكنه قال إن ما يؤخذ على القصيدة هو جنوحها إلى التفاوت في شعرية أبياتها، فأحياناً تسمو في التعبير، وأحياناً تضعف فيها البنية الفنية.

الدكتور وهب روميّة من جهته أشاد بالقصيدة وتراكيبها اللغوية والبلاغية، ووصفها بأنها تسمو بالضرورات إلى آفاق روحية رحبة، لكنّ فيها تقشفاً بلاغياً واضحاً، وقال إنه بالرغم من هذا التقشف فهي قصيدة ممتازة ونموذج للقصيدة التي تقل فيها الصور فتنهض عناصرها التعويضية بوظيفة الصورة الغائبة.

الشاعر الثاني حسين علي آل عمار من السعودية جاءت قصيدته بعنوان «قَابَ حُلم أو أبعَد» وقال الدكتور محمد حجو إن فيها ملمحاً فلسفياً تأملياً شفافاً ينتظم بناءها الفكري، يتمثل في صراع الذات ومشقتها النفسية للعبور من براءة الطفولة إلى لوثة الحياة.

وأضاف أنه بغض النظر عن بعض التعبيرات اللغوية التي لا تناسب قوة وجمال القصيدة، فإن فيها طاقة تعبيرية جمالية متدفقة تدل على التمكن من اللغة.

من جانبه قال الدكتور وهب روميّة إن الشاعر عبّر عن موضوع القصيدة مستعيراً لغة المتصوفة وتقاليدهم ممزوجةً بمعاناة الشعراء في رحلة الكشف الشعري، فيما ناقش الدكتور علي بن تميم موضوع القصيدة وقدّم عدداً الملاحظات حول ما يعوزها ليصبح موضوعها أكثر إقناعاً وواقعية.ثالث شعراء الأمسية الـمختار عبدالله صلاحي من موريتانيا ألقى قصيدته «سَبحٌ في الحُلم» التي أشار الدكتور وهب روميّة إلي أن عنوانها يحيل إلى الحلم لكن أبياتها ما عدا بيتين تطغى عليها رؤية عقلية صارمة، كما أشار إلى أن ذات الشاعر لا تكاد تظهر في القصيدة إلا معتمدة على الآخر، وهو ما قال إنه يخالف روح العصر الحديث التي تبرز الذات الفردية.

الدكتور علي بن تميم من جانبه أشاد باستخدام الشاعر لفكرة القرين عن طريق شطر الذات إلى شطرين واقعي ومجازي، فيما تناول الدكتور محمد حجو بالتحليل عدداً من الإشارات التناصية التي حفلت بها القصيدة، مشيراً إلى أن بعضها لم يرق إلى التعبير عن القيمة الرمزية المتوخاة فبدا كأنه حشو في النص، الذي قال إنه برغم لغته المتينة والمتماسكة لم يستطع ربط القارئ بسياق العنوان الجميل والموحي.

وكانت الشاعرة نجوى عبيدات من الجزائر آخر المتنافسين في الليلة بقصيدتها «بُرنُسٌ لأوجاعِ الغُربة» التي أشاد بها الدكتور علي بن تميم وقال نحن إزاء شاعرة تحاول التعبير عن قضايا المرأة العربية وأوجاعها وأحلامها، مشيراً إلى أن ذكر «البرنس» في القصيدة جعل التجربة شخصية أكثر، مما يثير التساؤل هل نحن أمام تجربة شخصية أم عامة؟ وعاد ليؤكد وضوح البعد النسوي في القصيدة.

وقدم الدكتور محمد حجو بعض الملاحظات اللغوية لتصحيح عدد من التركيبات في القصيدة، ووقف بالتحليل على ما ورد في القصيدة من جماليات، فيما وصف الدكتور وهب روميّة القصيدة بأنها تعبر عن أحلام شاعرة وأشواقها إلى وجود أكمل وأنقى في واقع كئيب، وقدم عدداً من الملاحظات بينت جماليات القصيدة ودلالاتها.

وتحدث المشاركون في الأمسية، عن الشعراء الذين تأثرت تجاربهم الشعرية بهم وبشعرهم، فقال أحمد إمام إنه توقف كثيراً عند تجربة الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، وديوانه «مدينة بلا قلب»، الذي أكد أنه غير وجهة نظره عن الكتابة الشعرية، بينما تحدث حسين علي آل عمار عن تأثره بالدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي (1940-210م) ووصفه بأنه قامة أدبية فارعة لا يخطئها الضوء.

من جهته تحدث الـمختار عبدالله صلاحي عن الدكتور محمد ولد عبدي، ناصحاً الشباب بقراءة شعره وأن يتطرقوا للموضوعات التي تطرق إليها، فيما اختارت نجوى عبيدات الحديث عن الشاعر الشعبي ياسين أوعابد، وقالت إنه يلمس الروح والقلب من خلال قصائده التي يتغنى بها الشارع الجزائري، ويصور من خلالها هموم الإنسان البسيط.

واستضافت الحلقة المباشرة الثالثة الفنانين أحمد الزميلي ومحمد بشار اللذين قدما لوحة موسيقية تغنيا فيها بأبيات متنوعة من عيون الشعر العربي في حقبه المختلفة، كما أعربا عن سعادتهما بالمشاركة بالأداء في «أمير الشعراء» هذا الموسم، وتناولا النمط الموسيقي الذي يؤديانه وعلاقته بالأغاني التراثية العربية.

مقالات مشابهة

  • حنان تطلب الخلع.. زوجي بيسرق ملابس بنت خالتي من الحمام
  • بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بالجولاني؟
  • عمرو مصطفى: «ألحاني مش هديها لأي مطرب وهتفضل لي وأنا بس اللي هغنيها»
  • طاقته الاستيعابية أكثر من 500 سرير .. تجهيز مركز لإيواء المشردين في العاصمة صنعاء
  • جروس يعقد جلسة مع لاعبي الزمالك قبل لقاء طلائع الجيش| ماذا قال؟
  • الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقافي السوفياتي بالروسية؟
  • ماذا دار في أول لقاء رسمي بين الولايات المتحدة والشرع؟
  • لماذا حاول كريم محمود عبد العزيز إخفاء بناته خلال عرض فيلم «الهنا اللي انا فيه»؟ | فيديو
  • جزائرية وسعودي يتأهلان في الحلقة الثالثة من «أمير الشعراء»
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: حري بنا أن نطيع أمر نبينا الكريم ونذب عن ملته وشريعته.. وخير الناس أنفعهم للناس