البوابة نيوز:
2025-03-17@08:35:02 GMT

رولان لومباردى يكتب: وداعًا.. أسامة خليل

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

ولد أسامة خليل فى القاهرة عام ١٩٤٩.. شاعر وفيلسوف ولغوى، وكان مديرًا لإصدار سباس سركيب Espace le Scribe الذى يصدر من دار لارماتان فى باريس.. ببالغ الحزن والأسى، علمنا بوفاته يوم الأحد قبل الماضى، فى عيد ميلاده الرابع والسبعين، ورحل لينضم إلى جنة الشعراء.
أثناء نشر أحد أعماله العديدة «رسائل إليها»، ربما كان هادى جبنون قد عبر بأجمل الكلمات التي وصف بها أسامة: «أسامة خليل يحمل فى داخله آلهة مصر القديمة التى شهدتها هذه المنطقة تزدهر وتختفي! إنها خاصية (سؤال الكلمات)، التى عادت إلى دلالاتها الأصلية، لتكشف لنا ما تخفيه.

. الشاعر يؤكد لكنه لا يخلو من الشك».. هذه السطور القليلة تلخص تمامًا شخصية العزيز أسامة وتكشف لنا عمق روحه.
أسامة خليل، المتعاون بلا كلل على الرغم من مشاكله الصحية، وقبل كل شيء صديق مخلص، كان حاضرًا إلى جانب الدكتور عبد الرحيم على فى حفل إطلاق مركز دراسات الشرق الأوسط فى باريس (CEMO) فى عام ٢٠١٧، وأيضا كان متواجدًا، كالعادة دائمًا، فى مناسبة إطلاق موقع «لو ديالوج».. كما كان متحمسًا لهذا الإعلام الجديد وهذه المبادرة التى تهدف إلى أن تكون جسرًا بين ثقافتنا العربية والغربية، والتى جسدها بنفسه بشكل رائع.


فى الواقع، بالإضافة إلى كونه مترجمًا فرنسيًا عربيًا لا يقدر بثمن ومتميزًا، فقد كان فى هاتين اللغتين، الفرنسية والعربية، مؤلفًا غزير الإنتاج، وعالمًا عظيمًا، وباحثًا كبيرا، شغوفًا ورائعًا.. مبدعًا بالكلمات الطيبة والجميلة فى لغة موليير!
شخصيًا لن أنسى أبدًا، ونحن نحتسى القهوة، أحاديثنا الفلسفية والسياسية الطويلة.. بحر من العلوم لم ينضب مطلقًا ويتسم دائمًا بروح الدعابة الأسطورية وابتسامته الشهيرة خاصةً عندما يسخر من لغتى العربية والتى تكونت من مزيج غريب من العربية الفصحى التى تعلمتها فى مصر والعربية المغاربية التى اكتسبتها فى شبابى، فى منطقتى الشعبية مرسيليا.. كانت تصحيحاته، الدقيقة دائمًا، واليقظة، فى كل مرة بداية لدروس طويلة ممتعة وغنية بقدر ما كانت ثمينة !
من أكبرنا إلى أصغرنا.. كل من التقى به أحبه، كان وسيبقى العم اللطيف والودود.. كان أسامة، الفيلسوف واللغوى، موسيقيًا وشاعرًا غنائيًا موهوبًا، وقبل كل شيء، شاعرًا عظيمًا!


بالنيابة عن جميع أعضاء وفرق مركز CEMO وموقع لوديالوج، فى مصر وفرنسا، أتقدم والدكتور عبد الرحيم على بأصدق تعازينا وحزننا لعائلة أسامة خليل.. وداعًا عزيزى أسامة، فغيابك سيترك فراغًا عميقًا لا يطاق فى قلوبنا.
معلومات عن الكاتب:
رولان لومباردى رئيس تحرير موقع «لو ديالوج»، حاصل على درجة الدكتوراه فى التاريخ، وتتركز اهتماماته فى قضايا الجغرافيا السياسية والشرق األوسط والعلاقات الدولية وأحدث مؤلفاته «بوتين العرب» و«هل نحن فى نهاية العالم» وكتاب «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت مصر».. اعتذر عن عدم كتابة افتتاحية العدد التى تتناول موضوعًا سياسيًا، وفضل أن يوجه تحية إجلال وإكبار إلى روح الشاعر والفيلسوف والأديب أسامة خليل الذى رحل الأحد قبل الماضى 27 أغسطس.


 

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اسامة خليل أسامة خلیل

إقرأ أيضاً:

محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. اتفاقيات شراكة ناجعة

يمضي مسار اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة للإمارات مع دول العالم، بثبات وقوة، كما أنه حقق قفزات نوعية في فترة زمنية قصيرة. 
البرنامج الذي أُطلق في عام 2021، أنجز حتى اليوم 20 اتفاقية، وفي غضون فترة قصيرة أيضاً، دخلت ست اتفاقيات نطاق التنفيذ، كما أن البرنامج يساهم بقوة متصاعدة في تحقيق هدف الإمارات الاستراتيجي في رفع مستوى التجارة غير النفطية إلى 4 تريليونات درهم بحلول عام 2031. 
في نهاية العام الماضي، لامست هذه التجارة فعلاً 3 تريليونات درهم، لتحقق القطاعات غير النفطية فيها نمواً بلغ 14.6%. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن التجارة العالمية للسلع سجلت نمواً السنة الماضية بلغ 2% فقط.
برنامج اتفاقيات الشراكة الشاملة، وفر في الفترة الماضية مزيداً من المزايا التي صبت في صالح الحراك على الجانب الإماراتي، في مقدمتها رفع حجم التبادل التجاري للدولة، والوصول إلى الأسواق سريعة النمو. كما دعم قطاعات عدة على الساحة الإماراتية، منها «مثلاً» الخدمات المالية والصناعات الخضراء والخدمات اللوجستية والطاقة النظيفة وتطبيقات التكنولوجيا والزراعة والنظم الغذائية المستدامة. 
إلى جانب قطاعات أخرى، تعزز الوصول إلى الهدف الأهم، وهو تكريس التنوع الاقتصادي، ورفع مساهمته بصورة متواصلة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
فالخطة الاستراتيجية التي وضعت منذ سنوات تستهدف تحويل الإمارات إلى عاصمة عالمية للاستثمار والابتكار الاقتصادي، بفعل الحراك التنموي العام، وهي تتمتع بقوة في الوقت الراهن كمركز مالي وتجاري واقتصادي متطور.
من هنا، يمكن النظر إلى برنامج الشراكات الاقتصادية الكبير. فتنظيم العمل التجاري بين الإمارات وشركائها وفق أسس مرنة ومتطورة بالطبع، يرفع تلقائياً من قيمة الصادرات الإماراتية، كما يعزز الاستثمارات بصورة قوية، إلى جانب توفير الدعم للشركات من كل الأحجام، لا سيما الصغيرة والمتوسطة، عبر فتح أسواق جديدة ومتنوعة أمامها. اليوم بلغ عدد اتفاقيات الشراكة 20، والحراك مستمر لرفع عددها في الأعوام المقبلة. 
فتوسيع شبكة الشركاء التجاريين والاستثماريين عالمياً، يوفر تسهيلاً مباشراً لتدفقات تجارة السلع غير النفطية والخدمات، ويبقى هذا هدفاً رئيسياً في الاستراتيجية العامة للبلاد، ويفتح آفاقاً متواصلة معززة للحراك التنموي الشامل.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. القطاع غير النفطي يحلق محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع

مقالات مشابهة

  • أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الإثنين 17-3-2025.. فيديو
  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. اتفاقيات شراكة ناجعة
  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
  • محمد فراج: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار للدبلوماسية المصرية والعربية
  • بحضور الآلاف .. مجلس الشمس يزف 3 أخبار سارة لأعضاء النادي
  • أسعار العملات الأجنبية والعربية مقابل الجنيه اليوم 15 مارس
  • رسالة وداع مؤثرة من سماح القرشي إلى حلمي بكر
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: ثمن الكلام
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس الأفكار
  • أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الجمعة 14-3-2025.. فيديو