جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-30@01:11:18 GMT

التحديات بين التفكير والصياح

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

التحديات بين التفكير والصياح

 

أحمد بن موسى البلوشي

التحديات هي "مواقف أو ظروف تُواجه الأفراد في جوانب مُختلفة من الحياة، ويتعين على هؤلاء الأفراد أن يتعاملوا معها ويتغلبوا عليها لتحقيق أهدافهم أو التكيف معها حسب المُعطيات الموجودة".

التحديات جزء لا يتجزأ من الحياة، وفرصة جيدة للنمو والتعلم، يمكن أن تساعدنا على تطوير مهاراتنا وقدراتنا، وتجعلنا أكثر مرونة وقوة، فكل الناس في هذه الحياة يمرون بتحديات متنوعة نتيجة لظروف وأسباب مختلفة؛ سواءً كانت هذه التحديات شخصية، أو مهنية، أو اجتماعية، أو صحية، أو تعليمية وغيرها من التحديات الأخرى، والأهم في الموضوع كيف يمكننا أن نتعامل ونتغلب على هذه التحديات بشرط أن تتوافق ردود الفعل مع السياق وطبيعة التحديات، ومن المهم أيضًا أن نكون قادرين على التعامل مع التحديات بشكل صحيح وبناء لضمان تحقيق الأهداف والنجاح في الحياة.

ردُود الفعل على التحديات تختلف من شخص لآخر، بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل؛ بما في ذلك الخلفية الشخصية، والتجارب السابقة، والمهارات، والقدرات، والمواقف. والأشخاص الذين لديهم تفكير إيجابي هم أكثر عرضة للنجاح في التعامل مع التحديات، لأنَّ التفكير الإيجابي يسمح لهم بالتغلب على المشاعر السلبية، مثل القلق والخوف، ويساعدهم على التركيز على الحلول بدلاً من المشكلات. كما إن استخدام المهارات والموارد المتاحة بذكاء أمر مهم لتحقيق النجاح. يجب على الأشخاص الذين يواجهون تحديات أن يفكروا بعناية في المهارات والموارد التي لديهم، وأن يستخدموها بطرق فعَّالة. التعلم من التجارب السابقة أيضًا أمر مهم؛ يُمكن أن يساعدهم على تجنب الأخطاء التي ارتكبوها في الماضي، ويمكنهم أيضًا استخدام خبراتهم السابقة للتغلب على التحديات الجديدة. العمل بشكل منظم نحو إيجاد حلول فعالة أمر أساسي للنجاح. يجب على الناس الذين يواجهون تحديات أن يحددوا أهدافًا واقعية، وأن يقسموا التحديات الكبيرة إلى أهداف أصغر وأكثر قابلية للتحقيق، وأن يخططوا لخطواتهم بعناية.

هناك الكثير من الأشخاص الذين يستخدمون التحديات كفرصة للنمو والتطور، ويشعرون بالحماس والتحفيز للتغلب على التحدي واستخدامه كفرصة لتعزيز مهاراتهم وخبراتهم. ولكن ما نُشاهده من بعض الأشخاص عندما يواجهون أحد هذه التحديات، أنهم يقومون بمواجهتها بالصراخ والتهويل وإثارة الرأي العام، دون أن يُساعدوا أنفسهم في التغلب عليها من خلال العمل والعزيمة والاجتهاد. إذا كان لديك تحدٍ في الحياة، فمن الأفضل أولًا أن تبدأ بفهم جذور وأسباب هذا التحدي الذي تواجهه، واستخدم عقلك في التفكير والتحليل لهذه المشكلة؛ فالتفكير الإيجابي يزيد من دافعك وإصرارك لمواجهة هذه التحديات. ويمكن أيضًا الاستفادة من خبرات الآخرين؛ حيث يُمكن أن يكون هناك أشخاص آخرون قد مروا بتحديات مشابهة، فابحث عنهم وعن تجاربهم واستفد منها. لا تُغلق الباب أمام تفكيرك ولا تقف مكتوف الأيدي، ولا تنتظر من يبحث لك عن حل لمواجهة هذه التحديات، فالصراخ في معظم الأحيان تكون لها تأثيرات سلبية على الجمهور.

من المهم أن نتذكر أن التحديات ليست بالضرورة سلبية. في الواقع، يمكن أن تكون إيجابية إذا استخدمناها كنقطة قوة. يمكن أن تساعدنا على أن نصبح أشخاصًا أفضل، وأكثر قدرة على التعامل مع التحديات التي تواجهنا في المستقبل.

إن التعامل مع التحديات عملية مستمرة، ولن نتمكن من التغلب على جميع التحديات التي تواجهنا في الحياة، ولكن يُمكننا تعلم كيفية التعامل معها بشكل أكثر فعالية. وكلما تعاملنا مع المزيد من التحديات، زادت قدرتنا على التغلب عليها في المستقبل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التحديات التي تقف عائقاً أمام طريق التنمية في العراق

يونيو 27, 2024آخر تحديث: يونيو 27, 2024

محمد حسن الساعدي

بات التأثير الذي سيولده طريق التنمية واقعاً على البلدان الجارة للعراق بالتساوي مع الدول العظمى على حد سواء، حيث سيؤثر بصورة سلبية على ديناميكية القوة والتأثير بين العراق والجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ بدأت هذه الدول بالتنافس على شبكات النقل على الطريق التنموي حيث ستحظى إيران بموقع استراتيجي مهم يتيح لها أن تسيطر على شبكة النقليات(السكك الحديدية) ولكن وسط العقبات السياسية والتحديات التي تتعرض لها منطقة الشرق الاوسط، والعقوبات الدولية تجاه طهران تجعل العراق يحظى بفرصة أكبر وأهم من إيران لربط هذا المشروع مع العالم.

يبرز العراق بسرعة كبديل عن إيران كونه مجهز بأحداث المنشآت الحيوية كميناء الفاو والذي سيسمح للعراق بأن يصبح واجهة رئيسية للسلع الدولية، وعلى الرغم من كون العراق وإيران ليسوا الاعبان الاساسيان في إعادة تشكيل البيئة اللوجستية في الخليج، إذ أدى التنافس المتزايد بين تركيا وإيران الى دعم أنقرة علناً لميناء الفاو مما يقوض بشكل مباشر هيمنة إيران على حركة الملاحة في الخليج.

مشروع التنمية يهدف الى تحويل الاتصال الاقليمي والخدمات اللوجستية من خلال رفض طرق التجارة القائمة مثل مبادرة الحزام والطريق الصيني وكذلك الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الاوسط واوربا لصالح علاقات اقتصادية وتجارية بين العالم ودول المنطقة، ولقد أبدت دول مجلس التعاون الخليجي مقل قطر والامارات رغبتها الشديدة في الانضمام الى هذا الطريق، وقدمت كل الامكانيات اللوجستية والمالية من أجل إنجاح هذا المشروع الحيوي الذي سيساهم بشكل مباشر في إبراز طريق التنمية الدولي أمام المبادرات الاخرى، وترسيخ مكانته كمركز عبو أقليمي يهدف الى إظهار المنطقة عموماً والعراق تحديداً أهميته الاستراتيجية للتجارة العالمية.

بالرغم من المعطيات على الارض والتي تؤكد أهمية العراق بان يكون موقع استراتيجي للطريق إلا أن هناك عدة عوامل تعيق طموحات العراق بدءاً من البنية التحتية التي تحتاج الى نهضة تنموية بالإضافة الى طرق النقل المتهرئة والتي لا تقارن بطرق النقل الاقليمية الحالية كتركيا والامارات، ولعل الامر الاهم هو التنافس الجيوسياسي بين الصين والولايات المتحدة، حيث سعت واشنطن الى إقامة علاقات وثيقة مع السعودية وذلك من أجل إيجاد التوازن المطلوب في المنطقة.

ربما سيجد العراق صعوبة في تنمية اقتصاده وسط لعبة الشد والجذب الذي تمارسه القوى المتصارعة، إذ سيحتاج الى التفاوض على كل العقبات التي ستعترض طريق التنمية، كما هو الحال بالنسبة لإقليم كردستان وطبيعة الجغرافيا ووعورة الجبال الأمر الذي من شأنه إطالة الاطر الزمنية للمشروع وربما ارتفاع تكاليف أنشاءه، وعلى فرض استبعاد أقيم كردستان فأنه قد يثير تساؤلات كثيرة ومهمة عن اهمية الرسائل السياسية للمشروع وتداعياته الاقتصادية، وبنفس الوقت يجده الاكراد تحايل على حكومة الاقليم ومعاقبة للأكراد واسترضاء للأتراك.

على الرغم من كون طريق التنمية ما زال في بداياته إلا أنه يمثل فرصة كبيرة الفوائد ويواجه مجموعة من التحديات الشديدة المحتملة والتي يمكن أن تعق نجاحه، لأن المشروع يتطلب ضخ اموال كبيرة لكي ينجح وأن مشاركة الدول المجاورة للعراق وخاصة تركيا أمر بالغ الاهمية لنجاح هذا المشروع، وان على العراق أن يعالج الاضطرابات السياسية والقضايا الامنية التي لاتزال تشكل عائقاً أمام إنشاءه، الاضافة الى محاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة كافة، مما يحتاج الى تغييرات شاملة تعزز المساءلة وتحسن الشفافية وتعزز انظمة الحكم في البلاد.

 

 

مرتبط

مقالات مشابهة

  • إلهام شاهين لـ البوابة نيوز: "30 يونيو" أنقذتنا من تجار الدين
  • المهارات الحياتية: في الحياة الطبيعية وأثناء الحروب، وأهميتها للأطفال
  • حظك اليوم.. توقعات برج الأسد 29 يونيو 2024
  • كم عدد الأشخاص الذين شاهدوا مناظرة بايدن وترامب؟
  • «لو ما عرفتش تحلها».. مدرس يشرح كيفية التعامل مع الأسئلة الصعبة في الفيزياء
  • 9 نصائح لنمو طفلك بصحة جسدية ونفسية سليمة
  • إسرائيل ليست مستعدة للحرب مع حزب الله.. رسالة من مسؤول تكشف الواقع
  • مصطفى بكري: خونة يرتدون ملابس الوطنية.. والسيسي يشعر بمعاناة المصريين (فيديو)
  • التحديات التي تقف عائقاً أمام طريق التنمية في العراق
  • الحرارة الشديدة خطر على المصابين بأمراض نفسية