البوابة نيوز:
2025-04-01@08:14:48 GMT

جاك سوبيلسا يكتب: مالفيناس أم جزر فوكلاند؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

عشت كدبلوماسى فى الأرجنتين.. ويبدو أن هذا الأرخبيل لمعظم مواطنينا ظل مدفونًا فى ممرات التاريخ السرية؛ لكن هذا ليس هو الحال من وجهة نظر لندن وبوينس آيرس.
وحتى اليوم، وفى الثقافة السياسية للأرجنتين، فإن مبدأ «القومية الإقليمية» أكثر تجذرًا من أى وقت مضى. وتواصل دولة الأرجنتين تأكيد رغبتها فى بسط سيادتها على كامل جرفها القارى، بما فى ذلك الشواطئ الشمالية للقارة القطبية الجنوبية.

وتحمل الوزارة لقب «وزير الدولة لجزر مالفيناس وجزر ساندويتش وجورجيا الجنوبية». وتذكر الكتب المدرسية أن جزر فوكلاند «عضو ممزق من جسد الوطن». وفى ١٤ يناير ٢٠٢٢، أعلن وزير الخارجية بيانًا أكد فيه من جديد أن جزر فوكلاند «محتلة بشكل غير قانوني». وفى فبراير سافر الرئيس الأرجنتينى بنفسه إلى روسيا ثم إلى الصين للتعبير عن رغبة بوينس آيرس فى الانضمام إلى مجموعة البريكس والحصول على دعم موسكو وبكين فى الدعوى القضائية. كما تم قبول الأرجنتين رسميًا كعضو فى مجموعة البريكس.
ولكن ماذا عن الحجج التى ساقها الطرفان المعنيان فى هذا الصدد؟
بالنسبة للحجج الجغرافية، فإن كفة الميزان تميل دون أدنى شك لصالح الجانب الأرجنتينى: تنتمى جزر فوكلاند الى نفس البيئة  الجيولوجية مثل باتاغونيا التى تقع على بعد حوالى ٤٧٠ كيلومترًا كما أن البيانات الجغرافية الحيوية سواء من حيث الحيوانات أو النباتات عبر هذا الجرف القارى متطابقة! لكن هذه الاعتبارات قد تبدو ثانوية من الناحية الواقعية. 
.٠. فتؤكد لندن على «الاحتلال المستمر» لهذه الجزر منذ عام ١٨٣٣ وهو أمر صحيح تمامًا ولكن مع «فارق بسيط» وهو أن هذا الاحتلال بدأ بانقلاب، وطرد الحامية الأرجنتينية الموجودة فى بويرتو أرجنتينو وأعيد تسميتها على الفور «بورت ستانلي».
وبالنسبة للمستوطنة فقد كانت بريطانية بالكامل منذ ذلك التاريخ! ولم تتوقف لندن عن إرسال مزارعى الأغنام من أصل اسكتلندى إلى «جزر فوكلاند» التابعة لها إلى جانب وحدات عسكرية قوية. جميع البريطانيين بطبيعة الحال يهمهم بقاءها تابعة لهم: فقد جاءت نتائج استفتاء تقرير المصير الذى نظمته لندن فى مارس ٢٠١٣ لتؤكد رغبة الشعب الانجليزى ولم تكن مفاجاة إذ أعلن أن ٩٨.٨٪ من هؤلاء الرعايا البريطانيين يؤيدون «الإبقاء على جزر فوكلاند تابعة للمملكة المتحدة».


أما عن حجج الجانب الأرجنتينى
الاكتشاف: (على الرغم من أن لندن تتحدى الحقائق) منذ عام ١٥٢٠، سجل طاقم ماجلان اكتشاف الجزر، وهو ما أكده الملاحان الإسبانيان إستيبان جوميز ودييجو دى ريبيرا.
وأعلن الإمبراطور تشارلز الخامس رسميا السيطرة  وبعد قرن من الزمان كان أول إبحار إلى هذه الجزر عام ١٦٩٠ قام به الكابتن الإنجليزى جون سترونج، الذى أطلق على الأرخبيل اسم «جزر فوكلاند» تكريمًا لأدميراله وصديقه اللورد فوكلاند.
ورغم أنه قد تم التصديق عليه خلال صلح أوتريخت من قبل الإنجليز والاعتراف بالمنطقة مرة أخرى على أنها عضو فى الإمبراطورية الإسبانية إلا أن طاقم بوجانفيل الفرنسى فى عام ١٧٦٤ هو الذى استولى على الأرخبيل وأطلقت عليه فرنسا اسم سانت مالو.
ولتجنب ردة فعل إسبانيا اعترفت فرنسا بحق إسبانيا فى احتلال الجزر. وبموجب معاهدة سان لورينزو، قبلت لندن بدورها الوصاية الإسبانية. وعلى ذلك فإن السيادة الإسبانية سوف تمتد دون انقطاع من عام ١٧٧٥ إلى عام ١٨١٦.
وقد حصلت الأرجنتين على استقلالها فى نفس هذا العام وقد اصبحت جزر فوكلاند تحت حماية ثم تحت حكم الأرجنتين واصبحت جزءا لا يتجزأ من الأراضى الموروثة من المدينة القديمة حتى الثالث من يناير عام ١٨٣٣، وعندما قام الكابتن انسلو قائد السفينة الحربية البريطانية كليو وهبط على الأرخبيل وطرد السلطات الأرجنتينية!
تقييم مقارن؟
إذا حاولنا مقارنة حجج الطرفين بشكل موضوعى:
- تعتمد لندن على الاحتلال الفعلى للجزر منذ ما يقرب من قرنين من الزمن وعلى استيطانها. وقد تم تعزيز هذا الموقف بشكل واضح على مدى أربعة عقود ومع اكتشاف رواسب هيدروكربونية بحرية (كما لو كان ذلك بالصدفة!) والاستغلال المتزايد للثروة السمكية فى المنطقة، باتجاه الطريق الاستراتيجى لكيب هورن. بينما تثير بوينس آيرس مجموعة أكثر تنوعًا من الحجج:
- قربها الجغرافى
- التواصل الجيولوجى
- المجال الجغرافى الحيوى
- اكتشاف الأرخبيل
- ميراث الإمبراطورية الإسبانية
- الاحتلال الفعلى حتى عام ١٨٣٣
يبدو أن كفة الميزان تميل إلى الجانب الأرجنتينى، الذى يريد أكثر من أى وقت مضى بدء المفاوضات خاصةً أن الأمم المتحدة تستمع بشكل متزايد إلى بوينس آيرس.. بينما تصم انجلترا آذانها فى وقتنا الحاضر!

معلومات عن الكاتب: 
جاك سوبيلسا هو أحد أشهر علماء الجيوسياسة الفرنسيين.. وهو الرئيس السابق لجامعة السوربون ودبلوماسى سابق وكان الرئيس الأول والوحيد لقسم الجغرافيا السياسية فى فرنسا بجامعة السوربون.. ونشر فى نهاية عام 2021، مع ألكسندر ديل فال عملًا إبداعيًا رائعًا عنوانه «العولمة الخطرة».. يتناول أزمة تبعية جزر فوكلاند.. من خلال الرصد العلمى الدقيق لوقائع تاريخية وأحداث محددة.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأرجنتين

إقرأ أيضاً:

أكثر من 40 دولة تبحث في لندن مكافحة الهجرة غير الشرعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ممثلين من حوالي أربعين دولة، اليوم /الاثنين/؛ لحضور قمة تستمر يومين مخصصة لمكافحة الهجرة غير الشرعية.


ويحضر الاجتماع وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيللو ونظيرته الألمانية نانسي فايسر، بالإضافة إلى ممثلين عن بقية أوروبا ودول آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا الشمالية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وهذه القضية ذات أولوية بالنسبة للندن. ويفتتح رئيس حكومة حزب العمال هذه "القمة الدولية الكبرى الأولى التي يتم تنظيمها في المملكة المتحدة لمعالجة حالة الطوارئ المتعلقة بالهجرة غير الشرعية"، والتي ستعقد بقيادة وزيرة الداخلية إيفيت كوبر.
وكان رئيس الوزراء، الذي تولى منصبه في يوليو الماضي، قد وعد مثل حكومة المحافظين السابقة بالقضاء على ظاهرة "القوارب الصغيرة" من خلال مكافحة شبكات التهريب. ومع ذلك، فقد شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من العام رقمًا قياسيًا جديدًا للوافدين، حيث عبر ما مجموعه 5،840 شخص بحر المانش الفاصل على قوارب، حسبما أوردت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
ويتضمن جدول أعمال المناقشات التعاون بين الدول لتفكيك شبكات تهريب المهاجرين، خاصة إلى المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. 
وأصدرت وزارة الداخلية البريطانية بيانا صحفيا تضمن مقتطفات من خطاب رئيس الوزراء "أنا ببساطة لا أعتقد أنه من المستحيل معالجة الجريمة المنظمة المرتبطة بالهجرة.. نحن بحاجة إلى توحيد مواردنا ومشاركة معلوماتنا الاستخبارية وتكتيكاتنا ومعالجة المشكلة في المنبع".
وتعد هذه القمة استمرارًا للمناقشات التي أجرتها إيفيت كوبر، في ديسمبر، مع نظرائها البلجيكيين والألمانيين والفرنسيين والهولنديين. ثم وقعت الدول الخمس خطة عمل مشتركة تهدف إلى تعزيز التعاون لمكافحة شبكات تهريب المهاجرين.
وستضم قمة هذا الأسبوع ممثلين من دول مغادرة المهاجرين، مثل فيتنام والعراق، بالإضافة إلى دول العبور، مثل تلك الموجودة في البلقان. وسيحضر أيضًا رئيس قوة الحدود، الوكالة المسئولة عن عمليات مراقبة الحدود في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" ووكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون "اليوروبول" ومنظمة الشرطة الجنائية الإفريقية "أفريبول".
ووفقا لوزارة الداخلية البريطانية، سيناقش الوزراء المعدات والبنية التحتية والوثائق المزورة التي تستخدمها العصابات الإجرامية لتهريب الأشخاص. كما سينظرون في أداء القطاعات ويسعون إلى "تأسيس إجماع عالمي بشأن مكافحة" تجنيد المهاجرين عبر الإنترنت. ويريد البريطانيون أيضًا أن يبحثوا مع الصين إمكانية توقف بكين عن تصدير المحركات وقطع الغيار الأخرى للقوارب الصغيرة المستخدمة في عبور بحر المانش.
ويتعرض كير ستارمر لضغوط، في مواجهة صعود حزب الإصلاح "Reform UK" البريطاني المناهض للهجرة الذي يتزعمه نايجل فاراج، والذي حصل على حوالي أربعة ملايين صوت في الانتخابات العامة التي جرت في يوليو، وهي نتيجة غير مسبوقة لحزب يميني متطرف. وشبه رئيس الوزراء مهربي المهاجرين غير الشرعيين بـ "الإرهابيين". وقدمت حكومته مشروع قانون يمنح سلطات إنفاذ القانون سلطات مماثلة لتلك التي تتمتع بها في الحرب ضد الإرهاب من أجل مكافحة هذه الشبكات.
وفي فبراير، شددت الحكومة قواعد الحصول على الجنسية لتجعلها أمرا مستحيلا تقريبًا على أي شخص يصل إلى المملكة المتحدة بشكل غير قانوني. كما أعلنت عن قواعد أكثر صرامة بشأن قانون العمل. وقالت إيفيت كوبر، الأحد، في بيان صحفي صادر عن وزارتها، إن "غض الطرف عن العمل غير القانوني يصب في مصلحة المهربين الذين يحاولون إقناع المهاجرين بالسفر على قوارب متهالكة ومكتظة من خلال الوعود بالعمل والحياة في المملكة المتحدة". وفي المجمل، وصل أكثر من 157.770 مهاجر إلى المملكة المتحدة عبر القناة في قوارب صغيرة منذ أن بدأت الحكومة في جمع البيانات في عام 2018.
 

مقالات مشابهة

  • مهبط طائرات ''غامض'' بات جاهزا في إحدى الجزر اليمنية وامريكا تنقل 4 قاذفات الى المحيط الهندي
  • بقيمة 20 مليار دولار.. الأرجنتين تطلب قرضا جديدا من صندوق النقد الدولي
  • «ديربي شمال لندن» في هونج كونج يُغضب جماهير توتنهام
  • أكثر من 40 دولة تبحث في لندن مكافحة الهجرة غير الشرعية
  • بريطانيا تستضيف قمة دولية لمكافحة تهريب البشر
  • تأهل كريستال بالاس ونوتنغهام فوريست لنصف النهائي
  • العراق مشاركاً.. لندن تستضيف اول قمة دولية لمكافحة تهريب البشر
  • بقيمة 20 مليار دولار.. الأرجنتين تطلب قرضاً جديداً من صندوق النقد الدولي
  • كريستال بالاس إلى نصف نهائي كأس إنجلترا
  • للمرة 23..صندوق النقد ينقذ الأرجنتين من تعثرها بـ20 مليار دولار