تصاعدت حالة من الهجوم الشديد على قيادات هيئة تحرير الشام الإرهابية (جبهة النصرة سابقا) بعدما جمدت الهيئة صلاحيات أبو مارية القحطاني الذراع اليمني لزعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، وفرضت عليه إقامة جبرية، بالتزامن مع إلقاء القبض على عدة عناصر شاركت القحطاني في تشكيل خلية داخل هيئة التحرير لنقل أخبارها واسرارها لصالح قوات جهات مختلفة منها قوات التحالف الدولي وروسيا وقوات النظام أيضا، بحسب الاتهامات الموجهة لخلية العمالة.

قبل يومين، قاد فصيل يسمى "كتيبة معاوية بن أبي سفيان" تابع لهيئة التحرير هجوما هو الأعنف من نوعه منذ سنوات، ضد قوات النظام السوري، وذلك أيضا على وقع اتهامات من مليشيات محلية تقطن منطقة نفوذ الهيئة، وتتهم الأخيرة بأنها توقفت عن الجهاد ضد الأعداء.

وفي هذا الإطار، يرى مراقبون أن العملية الأخيرة لهيئة التحرير والتي أسفرت عن مقتل 16 جنديا سوريا، كانت عملية للرد على الاتهامات الموجهة للهيئة الإرهابية، ولتفنيد الرأي القائل بأنها تخلت عن الجهاد ضد قوات النظام السوري، وأيضا للتغطية على الخلية التي تم الكشف عنها مؤخرا واعترفت بها الهيئة، في محاولة لوقف تداول القضية على مواقع التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام المحلية التي تزيد من اشتعال المسألة، بينما تطالب مليشيات أخرى تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي بضرورة محاكمة هذه الخلية التي تسببت في مقتل العديد من قياداتها وعناصرها، مثل تنظيم "حُراس الدين" التابع للقاعدة.   

وأصدر تنظيم الحراس بيانا، في وقت سابق، بعنوان "نحن أولياء الدم" طالب خلاله هيئة تحرير الشام بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق مع الموقوفين لدى الهيئة بخصوص مقتل قيادات من صفوفها.

وجاء في البيان: "بعد التطورات الأخيرة في الساحة الشامية التي أدت إلى اكتشاف جهات عميلة للتحالف الصهيوصليبي وغيرهم من أعداء الإسلام في بلاد الشام، فإننا نطالب بتحقيق مستقل يشرف عليه خيرة مجاهدي الشام، وقضاء مستقل يقوم به خيرة القضاة من أهل الشام بحق هؤلاء الجواسيس والعملاء القابعين في سجون الفئة التي تدعي سيطرتها على المناطق المحررة".

وسط هذه الأجواء، شن فصيل معاوية بن أبي سفيان التابع لهيئة تحرير الشام الإرهابية، في منطقة نفوذ النظام السوري في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، حيث قتل 16 جنديا و15آخرين، وتعتبر هذه الحصيلة البشرية الأكبر منذ بدء هيئة تحرير الشام عملياتها في شهر نوفمبر من العام الماضي، بحسب بيانات صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويعتقد رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري، أن روسيا قد تتجه لتنفيذ غارات ضد الهيئة لأن الهجوم الدمي إذا تكرر ضد النظام فإنه سيفقد الكثير من مناطق السيطرة في محيط منطقة "بوتين وأردوغان" التي من المفترض أنها تشهد هدوء كامل منذ يناير عام 2020.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هيئة تحرير الشام الإرهابية جبهة النصرة التحالف الدولي هیئة تحریر الشام النظام السوری

إقرأ أيضاً:

زعيمان قبليان: المشرف الحوثي في الضالع التقى بمشايخ قبليين ووجه تُهم الخيانة والتخابر لكل من يحتفل بعيد 26 سبتمبر

كشف زعيمان قبليان لوكالة "خبر"، عن إطلاق المشرف الحوثي على محافظة الضالع (جنوبي اليمن)، تهم الخيانة والتخابر ضد كل من يحتفل بالعيد الوطني 26 سبتمبر، موجها تهديدات مُهينة لمشايخ القبائل أثناء لقاءه بهم.

وفي21 سبتمبر/ أيلول 2014م، نفذت مليشيا الحوثي انقلابا بقوة السلاح على النظام الجمهوري، لدعم لوجستي إيراني واسناد أمريكي، مكّنها من السيطرة على صنعاء، وبدء توسعها نحو بقية المحافظات، ما أدّى إلى اندلاع حرب في البلاد مطلع 2015، لم تُحسم حتى اللحظة، بسبب استمرار ذلك الدعم والاسناد، وأيضاً التخادم (الحوثي- الأممي).

وحسب الزعيمان اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما لتواجدهما في مناطق سيطرة الحوثي، قال المشرف "أحمد ثابت المرَّاني" -المُنحدر من محافظة صعدة معقل زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي- للمشايخ القبليين أثناء مقابلتهم في فعالية "المولد النبوي" التي أُقيمت قبل أيام في مدينة "دمت" التي تتخذ منها المليشيا عاصمة للمحافظة: "إن الاحتفال الشعبي الواسع والمُبكر بعيد ثورة 26 سبتمبر هو تحريض وخيانة" لما أسماها "ثورة 21 سبتمبر وقائدها عبدالملك بدر الدين الحوثي".

وتخضع مديريتي دمت وجُبن، واجزاء من مديريات قعطبة، الحُشا، والازارق، لسيطرة مليشيا الحوثي، وعيّنت المدعو "المرَّاني"، مشرفا عليها في 25 نوفمبر 2023م، خلفا للمدعو "أبو أحمد حطبة" الذي ينحدر من محافظة عمران.

الزعيمان اللذان ينحدر أحدهما من "دمت" والآخر من "قعطبة"، وتحدث كل منهما منفرداً لوكالة "خبر"، افادا بأن المشرف الحوثي كان عقد سلسلة لقاءات سريعة على هامش فعالية المولد النبوي، بمشايخ كل عُزلة من عزل المديريات على إنفراد، وتحدث إليهم بنبرة تهديد مُهنية.

ووفقا للزعيمين القبليين، أضاف المشرف "المرَّاني": "لسنا ضد الاحتفال بثورة 26 سبتمبر، ولكن الأولى -حالياً- هو 21 سبتمبر، وعلى الجميع الاحتفال وأحياء المناسبة، وبعد الانتهاء من ذلك سنحتفل جميعاً بـ26 سبتمبر، وغير ذلك هو تخادم مع أجندات المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، وخلاياها في الحكومة المدعومة من التحالف"، حد زعمه.

وحسب حقوقيون، تتخذ المليشيا الحوثية من هذه المزاعم والتهم، غطاء لقمع واختطاف اليمنيين المحتفيين بذكرى ثورتهم 26 سبتمبر، والمناهضين للمشروع الطائفي المستورد من إيران.

ولفت الزعيمان القبليان، إلى أن مشرف الحوثي شدّد على المشايخ، بحث أبناء قراهم وبمختلف شرائحهم على التفاعل مع الأنشطة الحوثية سواءً على مواقع التواصل أو في المدارس والجلسات العامة وغيرها، استجابة لتوجيهات عبدالملك الحوثي، معتبراً مخالفة ذلك "خيانة وطنية".

في السياق، أكد حقوقيون وناشطون من أبناء تلك المناطق، أن "هذه التهديدات المُهينة والتهم الحوثية، تتكرر سنوياً، ويرافقها حملات اعتقالات واسعة تطال الأحرار في عموم البلاد، تزامناً مع ذكرى انقلاب (21 سبتمبر 2014)، في مساع لطمس أم الثورات (ثورة 26 سبتمبر 1962)، ولكنها لن تثنهم من التمسك بأهداف ومبادئ وقيم ثورة 26 سبتمبر، التي أطاحت بالنظام الكهنوتي".

وحسب تقارير حقوقية، ارتبكت المليشيا طيلة عقد من الانقلاب ابشع الجرائم، واستحدثت منافذ جمركية برية في مناطق عديدة تخضع لسيطرتها ضاعفت المعاناة، وارتفعت الاسعار لأكثر من عشرة اضعاف، وسط رفض مطلق لدفع مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها، علاوة على استحواذها على المناصب والوظائف، وفرض قيود على الحريات، ونهب كافة الإيرادات.

كما أختطفت المليشيا آلاف السياسيين والعسكريين والناشطين والمدنيين الأبرياء، ولا زالت تواصل شن حملات اختطافات واسعة بحق كل من يعارض فكرها، أو يرفض التجاوب مع دعواتها، وتلفيق تهما كيدية ضد الضحايا، أبرزها الخيانة الوطنية، والتخادم والتخابر مع أمريكا وإسرائيل والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. ما زاد ذلك من صحوة ابناء الشعب وتمسكهم بثورتهم الأم 26 سبتمبر -حسب تسميتهم لها-، والاحتفال المُبكر بها سنوياً.

مقالات مشابهة

  • رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية يكشف تفاصيل مجزرة جديدة لإسرائيل في لبنان (فيديو)
  • زعيمان قبليان: المشرف الحوثي في الضالع التقى بمشايخ قبليين ووجه تُهم الخيانة والتخابر لكل من يحتفل بعيد 26 سبتمبر
  • تحرير 180 مُخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق
  • تحرير 180 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة
  • الدفاع الروسية: تحرير بلدة غورغييفكا في دونيتسك
  • لماذا تبني قسد أبراج مراقبة بين مناطقها ومناطق النظام بسوريا؟
  • مسلحون يشنون هجوماً على قوات الانتقالي في أبين: مقتل جندي وإصابة آخر
  • الرئاسة الفلسطينية تدين وتستنكر العمليات الإرهابية التي يتعرض لها لبنان
  • "السحلية الغواصة".. تغطي أنفها بفقاعة هواء وتغطس هرباً من الخطر
  • شبكة حقوقية: اعتقال طبيبين سوريين بسبب انتقاداتهما للنظام