مع استمرار كوارث الاحتباس الحراري لهذا الصيف حول العالم؛ بدأ العد التنازلي لانطلاق قمة المناخ الإفريقية الأولى في العاصمة الكينية نيروبي، في حدث وصفه الكثير من النشطاء بأنه لحظة كبرى وبارقة أمل بالنسبة لمستقبل العمل المناخي في القارة السمراء والعالم أجمع، وآمال بأن تسفر القمة عن خارطة طريق للتنمية منخفضة الكربون في جميع أنحاء القارة.

فالقمة التي يشارك الاتحاد الأفريقي في تنظيمها خلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر 2023، توفر مساحة للأصوات الأفريقية المختلفة بشأن حلول المناخ، ويتوقع أن تنتهي إلى نتائج والتزامات هامة سيتم الدفع بها في مؤتمر الأطراف COP28 بدبي، وبحلول نهاية المؤتمر، من المتوقع أن توقع الحكومات الأفريقية على إعلان نيروبي بشأن تغير المناخ.

 

إعلان نيروبي والتزامات لتنمية الطاقة 

 

وبحسب تقرير نشرته مؤسسة سولارابيك المتخصصة في شئون الطاقة، فمن المنتظر أن يتضمن إعلان نيروبي تفاصيل التزامات عديدة لتنمية الطاقة المتجددة، والزراعة المستدامة، والحفاظ على الغابات، ومن أبرز تلك البنود ما يلي:

 

1. تمويل التكيف مع الكوارث المناخية (100مليار دولار) .. وفقا لمصادر متعددة، فإن أفريقيا هي المنطقة الأكثر عرضة في العالم لتغير المناخ، على الرغم من مساهمتها بشكل ضئيل في هذا التغير، مما يشكل مخاطر نظامية على اقتصاداتها، واستثماراتها في البنية التحتية، وأنظمة المياه والغذاء، والصحة العامة، والزراعة، وسبل العيش، ويهدد بالتراجع عن مكاسبها التنموية والانزلاق إلى أعلى مستويات الفقر المدقع، ولتغير المناخ تأثير متزايد على القارة الأفريقية، حيث يلحق الضرر بالفئات الأكثر ضعفاً، ويساهم في انعدام الأمن الغذائي، والنزوح، وفقدان الدخل.

وهناك 7 من البلدان الـ 10 الأكثر عرضة لتغير المناخ تقع في أفريقيا، وفي عام 2015، تم تصنيف 4 بلدان أفريقية ضمن البلدان الـ 10 الأكثر تضررا، وتشير تقديرات بنك التنمية الأفريقي إلى أن الكوارث المرتبطة بالمناخ المتكررة على نحو متزايد تكلف البلدان الأفريقية ما بين 7 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار سنويا، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الخسائر إلى 50 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، وتحتاج البلدان الأفريقية إلى جمع 124 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030 لإجراءات التكيف، ولكن الوضع الحالي هو فقط 28 مليار دولار سنويا تتلقاها القارة الأفريقية لإجراءات التكيف

 

وتمثل القمة فرصة رئيسية لتسليط الضوء على الحاجة إلى إعطاء الأولوية للاستثمار في التكيف باعتباره ضرورة إنمائية ليس فقط لأفريقيا بل للعالم أجمع، ونظرًا لأن القمة تمثل لحظة حاسمة من شأنها أن تمهد الطريق لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، هناك توقعات بأن القارة يجب أن ترى المزيد من الالتزامات نحو تحقيق هدف التمويل البالغ 100 مليار دولار والمزيد من الدعم من بنوك التنمية المختلفة للتكيف مع المناخ

 

 

2. توسيع نطاق الطاقة المتجددة (مستهدف 133 مليار دولار سنويا .. تمثل مصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية، أكثر من 80% من قدرة توليد الطاقة الجديدة حتى عام 2030 في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (SAS)، لذلك فإن تطبيقات تكنولوجيا الطاقة المتجددة لديها القدرة على التخفيف من العديد من المشاكل التي تواجه الأفارقة كل يوم، وخاصة إذا تم ذلك بطريقة مستدامة تعطي الأولوية لحقوق الإنسان، حيث يمكن لنظام الطاقة الذي يركز على الطاقة المتجددة أن يساعد في حل العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية في أفريقيا.

وبحسب المنصة المتخصصة في شئون الطاقة، فإن أفريقيا تتمتع بإمكانات موارد هائلة في مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية والطاقة الحرارية الأرضية، كما أن انخفاض التكاليف يجعل مصادر الطاقة المتجددة في متناول اليد بشكل متزايد، ويمثل التحول إلى الطاقة النظيفة فرصة للعديد من البلدان الأفريقية لتجاوز الوقود التقليدي والبنية التحتية والانتقال مباشرة إلى بناء أنظمة الطاقة المستدامة، لكنها ستحتاج إلى دعم المجتمع الدولي، وخاصة لجذب الاستثمارات اللازمة، وفي الوقت الحالي، لا تحصل أفريقيا على ما يكفي من المال لذلك، حيث تحتاج أفريقيا إلى 133 مليار دولار كل عام لتحقيق أهدافها في مجال الطاقة النظيفة بين عامي 2026 و2030.

وفي عام 2022، لم تتلق القارة سوى نسبة ضئيلة تبلغ 0.8% من 495 مليار دولار تم استثمارها في مصادر الطاقة المتجددة على مستوى العالم، لذلك تدعو قمة المناخ الإفريقية إلى استثمارات طموحة في الطاقة المتجددة، وفي واقع الأمر، فإن الاستثمار في الطاقة المتجددة في القارة يشكل قطرة في محيط، إذ تبلغ قيمته 9.4 مليار دولار سنوياً فقط، ووفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، فإن 2% فقط من الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة في العقدين الماضيين تمت في أفريقيا.

 

3. المعادن الخضراء للانتقال العادل .. يسعى العالم إلى تحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية، وقد أدى ذلك إلى خلق الطلب على المعادن المهمة مثل النحاس والليثيوم والكوبالت والتي تعتبر ضرورية لإنتاج تقنيات متجددة ومنخفضة الكربون بما في ذلك الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية وتخزين البطاريات والهيدروجين الأخضر والطاقة الحرارية الأرضية.

وتمتلك أفريقيا 30% من احتياطي المعادن في العالم، ويتيح هذا للعديد من البلدان الأفريقية الفرصة لتصبح جهات فاعلة رئيسية في سلسلة القيمة العالمية للمعادن الحيوية، حيث يُنظر إلى التكامل الاقتصادي المعزز من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، والكتل الاقتصادية الإقليمية، وبين البلدان، على أنه حافز لإضافة قيمة إلى هذه المعادن في القارة، وسيؤدي ذلك إلى تحفيز تنمية النمو الأخضر والمساهمة في تعزيز التحول العالمي للطاقة.

 

4. إعادة هيكلة تمويل المناخ .. تعد إعادة هيكلة تمويل المناخ في أفريقيا أمرًا بالغ الأهمية لدعم جهود التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره في المنطقة، حيث يمكن ذلك من خلال إعادة هيكلة وتحديث النظام المالي العالمي لدعم تمويل المناخ في أفريقيا بشكل أفضل والتغلب على تحديات تعبئة التمويل الخاص للعمل المناخي في أفريقيا، بما في ذلك أعباء الديون الثقيلة ومساهمات القطاع الخاص الهزيلة في تمويل المناخ وتحسين الأطر الوطنية والقدرات في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى للحصول على تمويل إضافي للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، بدعم من المجتمع الدولي وتعبئة ما يقرب من 213.4 مليار دولار سنويًا من القطاع الخاص لسد فجوة التمويل المناخي في أفريقيا بحلول عام 2030 وإعطاء الأولوية للبنية التحتية ذات الأهمية المناخية في عمليات إعادة هيكلة الديون وتخفيف عبء الديون وإعادة الهيكلة للبلدان المعرضة للمناخ في أفريقيا.

ولكن تشير التقديرات إلى وجود نقص كبير في تمويل المناخ الذي يتدفق إلى أفريقيا مقارنة بالاحتياجات التمويلية للقارة لتحقيق مساهماتها المحددة وطنيا، ووفقا لبنك التنمية الأفريقي، تحتاج أفريقيا إلى 1.6 تريليون دولار بين عامي 2022 و2030 لتحقيق مساهماتها المحددة وطنيا، إلا أن إجمالي تدفقات التمويل في عام 2020 لأفريقيا بلغ 30 مليار دولار فقط، وتشير التقديرات إلى أن القارة الأفريقية تخسر ما يصل إلى 15 في المائة من نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي سنويا بسبب آثار تغير المناخ.

 

5. أسواق الكربون .. تعد أسواق الكربون وسيلة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال تحديد سعر للكربون والسماح للشركات بشراء وبيع أرصدة الكربون، وقد تم إطلاق مبادرة أسواق الكربون الأفريقية (ACMI) في COP27 لدعم نمو إنتاج أرصدة الكربون في أفريقيا وتهدف إلى توسيع بيع أرصدة تعويض الكربون الأفريقية بنحو 19 ضعفًا بحلول عام 2030، وخلق أو دعم 30 مليون وظيفة بحلول عام 2030، وأكثر من 100 مليون بحلول عام 2050، وتسعى المبادرة إلى إطلاق العنان لإمكانات أسواق الكربون الطوعية لتمويل أهداف الطاقة والمناخ والتنمية في أفريقيا.

وتوفر أسواق الكربون فرصة لإطلاق العنان للمليارات لتلبية احتياجات تمويل المناخ للاقتصادات الأفريقية مع توسيع نطاق الوصول إلى الطاقة، وخلق فرص العمل، وحماية التنوع البيولوجي، ودفع العمل المناخي، وتدعو البلدان الأفريقية إلى زيادة تمويل المناخ للتكيف مع تغير المناخ وتحقيق الأهداف الإنمائية، وتأمل قمة المناخ الأفريقية، التي تستضيفها كينيا، في تحويل التركيز إلى التمويل من الفيضانات والمجاعة والتأكيد على قدرة أفريقيا على توفير الحلول المناخية من خلال مصارف الكربون.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الطاقة المتجددة فی البلدان الأفریقیة ملیار دولار سنویا بحلول عام 2030 تغیر المناخ من البلدان قمة المناخ فی أفریقیا

إقرأ أيضاً:

إيطالياتأكد إلتزامها بتعزيز التعاون الطاقوي مع الجزائر

أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية إيطاليا، أنطونيو تاجاني، اليوم الإثنين، إلتزام بلاده بتعزيز التعاون الطاقوي مع الجزائر، مشيداً بمكانة الجزائر كمزود موثوق للطاقة نحو أوروبا، لاسيما في مجال الغاز الطبيعي.

وجاء هذا خلال تحادث وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، بالجزائر العاصمة،  مع نائب رئيس الوزراء. وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية إيطاليا، أنطونيو تاجاني، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر بمناسبة انعقاد منتدى الأعمال الجزائري - الإيطالي.

حيث جرى اللقاء بحضور الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك  رشيد حشيشي، والرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز. مراد عجال، واطارات من وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة. بالإضافة إلى سعادة سفير الجزائر لدى الجمهورية الإيطالية، وسعادة سفير الجمهورية الإيطالية لدى الجزائر.

وخلال هذا الإجتماع تناول الطرفان حالة علاقات التعاون الثنائية المتميزة بين الجزائر وإيطاليا. لا سيما في المجالات الاقتصادية والطاقوية، حيث أكد الجانبان على الطابع الاستراتيجي لهذه الشراكة التي تستند إلى روابط تاريخية وثقة متبادلة.

كما أشاد الوزير عرقاب، بالدور المحوري الذي تلعبه الشركات الإيطالية، خاصة في قطاع المحروقات. والتي ساهمت على مر السنين في تطوير البنية التحتية الطاقوية وتعزيز القدرات الإنتاجية الجزائرية. مشيراً إلى أهمية استمرار هذه الديناميكية في إطار المشاريع المستقبلية.

ايطاليا تشيد بمكانة الجزائر

من جهته، أكد أنطونيو تاجاني على إلتزام إيطاليا بتعزيز التعاون الطاقوي مع الجزائر. مشيداً بمكانة الجزائر كمزود موثوق للطاقة نحو أوروبا، لاسيما في مجال الغاز الطبيعي.

كما أبرز الوزير الإيطالي رغبة بلاده في توسيع آفاق التعاون من خلال مشاريع استثمارية جديدة تشمل الطاقات المتجددة. الهيدروجين الأخضر، والربط الكهربائي بين الجزائر وإيطاليا، مما يسهم في تحقيق أهداف التحول الطاقوي. وضمان أمن الطاقة على المستوى الإقليمي.

وبالمناسبة تطرق الطرفان إلى خطة “ماتي”، التي تهدف إلى تعزيز الشراكة مع الدول الإفريقية عبر مشاريع تنموية كبرى. تشمل الطاقة، البنية التحتية، الزراعة، والصحة، حيث أكد وزير الدولة دعم الجزائر لهذه المبادرة. بما يحقق التكامل الاقتصادي الإقليمي ويعزز فرص التنمية المستدامة.

وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على مواصلة تعزيز التعاون الاقتصادي والطاقوي عبر مشاريع مشتركة جديدة. وتكثيف الحوار الاستراتيجي بين البلدين لضمان شراكة مستدامة ومتوازنة تعود بالنفع على الجانبين.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء أمام مجلس الشيوخ: مواصلة العمل بالخطة العاجلة لتعزيز كفاءة منظومة التوليد والنقل والتوزيع وتحسين الجودة.. نحرص على تعظيم العوائد من البنية الأساسية
  • إيطالياتأكد إلتزامها بتعزيز التعاون الطاقوي مع الجزائر
  • برلماني يستعرض طلبه أمام الشيوخ حول سياسة الحكومة بشأن توفير الطاقة الكهربائية
  • نجوم القارة السمراء يواصلون التألق في الدوريات الكبرى
  • السوداني يترأس اجتماعاً للفريق الوطني لمشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة
  • 9 تحديات كبيرة تواجه القيادة الجديدة للاتحاد الأفريقي
  • برلمانية الوفد بالشيوخ: الحوافز التصديرية مطبقة منذ 2002 ولم نصل لحصيلة 100 مليار دولار
  • دراسة: تغير المناخ قد يسرّع الشيخوخة أكثر من التدخين
  • 500 مشروع جديد في قطاع الطاقة بجنوب أفريقيا
  • بعد الدينار التونسي.. الدينار الليبي يحتل المرتبة الثانية في قائمة أقوى العملات الإفريقية