الصين لشعبها: الجواسيس بكل مكان.. ساعدونا في القبض عليهم
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
تشترط الجامعات الصينية على أعضاء هيئة التدريس حضور دورات تدريبية حول حماية أسرار الدولة، حتى في أقسام مثل الطب البيطري.
ووفقا لما نشرته “نيويورك تايمز”، نظمت روضة أطفال في مدينة تيانجين الشرقية اجتماعاً لتعليم الموظفين كيفية "فهم واستخدام" قانون مكافحة التجسس الصيني.
حتى أن وزارة أمن الدولة الصينية، وهي إدارة سرية عادة تشرف على الشرطة السرية وأجهزة المخابرات، فتحت أول حساب لها على وسائل التواصل الاجتماعي، كجزء مما وصفته وسائل الإعلام الرسمية بأنه محاولة لزيادة المشاركة العامة.
وكان أول منشور لها: الدعوة إلى "تعبئة المجتمع بأكمله" ضد التجسس.
وجاء في المنشور أن مشاركة الجماهير يجب أن تكون طبيعية.
يقوم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين بتجنيد الناس العاديين للحماية من التهديدات المتصورة للبلاد، في حملة تطمس الخط الفاصل بين اليقظة وجنون العظمة.
ويواجه اقتصاد البلاد أسوأ تباطؤ له منذ سنوات، لكن الزعيم الصيني شي جين بينج يبدو أكثر تركيزا على الأمن القومي ومنع التهديدات التي تهدد سيطرة الحزب.
في يوليو، قامت الصين بمراجعة قانون مكافحة التجسس لديها لتوسيع نطاق واسع بالفعل من الأنشطة التي تعتبرها تجسساً.
وتقدم مكافآت بعشرات الآلاف من الدولارات للأشخاص الذين يبلغون عن الجواسيس.
قال تشين جيان، أستاذ التاريخ الصيني الحديث في جامعة نيويورك: "تعكس هذه الدفعة تحديات الشرعية العميقة والأزمات التي يواجهها النظام".
وقال البروفيسور تشين إن الدعوة إلى العمل الجماهيري تحمل أصداء الحملات الشاملة التي أطلقها ماو تسي تونغ جزئيًا لتعزيز سلطته.
في القطارات، يحذر مقطع فيديو متداول الركاب من توخي الحذر عند التقاط الصور لوسائل التواصل الاجتماعي، في حالة التقاط معلومات حساسة.
ونشرت إحدى الحكومات المحلية في مقاطعة يونان مقطع فيديو لرجال ونساء يرتدون الزي التقليدي لقبيلة يي، وهي مجموعة عرقية هناك، ويرقصون ويغنون بابتهاج حول قانون الأمن القومي الصيني.
الأشكال الأخرى من التعليم لمكافحة التجسس أكثر رسمية.
تدير الإدارة الوطنية لحماية أسرار الدولة تطبيقًا يحتوي على دورة تدريبية عبر الإنترنت حول حفظ الأسرار، والتي طلبت العديد من الجامعات والشركات من موظفيها إكمالها.
يشكل الشباب الصيني مجالا مثيرا للقلق بشكل خاص، خاصة بعد الاحتجاجات واسعة النطاق العام الماضي ضد القيود القاسية التي فرضتها الصين بسبب فيروس كورونا.
وكان بعض المشاركين من طلاب الجامعات الذين تم إغلاقهم في حرمهم الجامعي لعدة أشهر.
والآن يواجه العديد من الشباب موجة من المشاكل الأخرى، بما في ذلك معدلات البطالة القياسية.
لكن السلطات نسبت الاستياء إلى محرضين خارجيين.
وبعد احتجاجات العام الماضي، قال مسئول صيني إن الحاضرين "تم شراؤهم من قبل قوى خارجية".
ربما كان التأثير الرئيسي - أو الهدف - للحملة هو جعل أدنى اتصال بالأجانب سببًا للشك.
وقد امتد ذلك إلى المجالات الثقافية حيث كان التبادل أغنى تاريخياً.
توقف بعض الأكاديميين عن الالتقاء بالأجانب.
ألغت الأماكن في جميع أنحاء الصين عروض الموسيقيين الأجانب.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
إيران تخسر حرب الجواسيس مع إسرائيل
فيما تُبدي وسائل إعلام فرنسية دهشتها من كيفية اختراق الموساد الإسرائيلي لأعلى المستويات في إيران والعمل بحرية على أراضيها، وفي الوقت الذي تخوض فيه طهران وتل أبيب حرب عملاء سرّية اشتدّت حدّتها منذ بداية الحرب في غزة.
واعتقلت إسرائيل مؤخراً العديد من مواطنيها الذين جنّدتهم المخابرات الإيرانية، كاشفة عن إحباط مخططات للقيام بعمليات تخريبية ومُحاولات اغتيال.
Israël: cinq adultes et deux mineurs arrêtés pour espionnage pour le compte de l'Iranhttps://t.co/xqTsT5p4uP pic.twitter.com/vSrmzobxVw
— BFMTV (@BFMTV) October 22, 2024 المال ليس السبب الوحيد!وعلى الرغم من أنّ إسرائيل نجحت حتى اليوم في الكشف عمّن أسمتهم "عملاء خامنئي" وبالتالي درء أيّ خطر ممكن، إلا أنّ السؤال الذي تطرحه أجهزة الشاباك بشكل رئيس، والموساد وخبراء في سيكولوجية الجواسيس، هو ما الذي يجعل المواطن الذي يعيش في إسرائيل يُصبح عميلاً لأشدّ أعدائها.
وخلص المحققون الإسرائيليون بعد التعمّق في إجراءات التحقيق بملفات العملاء والجواسيس الذين تمّ القبض عليهم، إلى أنّ الأسباب لا تكمن فقط في مُجرّد المال، بل الحقيقة أبعد من ذلك بكثير وتكمن خلفها دوافع أيديولوجية ومصالح كثيرة وتهديدات شخصية. وهو ما شكّل صدمة كبيرة في المُجتمع الإسرائيلي على الرغم من أنّ عمل هؤلاء العملاء اقتصر على جمع المعلومات دون الوصول لمرحلة القيام باغتيالات أو هجمات.
كما أنّ عمليات التجنيد والتواصل لم تتم مباشرة بين إيران والداخل الإسرائيلي، بل عبر وسطاء لطهران في تركيا لهم صلات في تل أبيب.
ورغم ذلك، فقد اعترف يارون بنيامين، وهو مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية عقب اعتقال 7 إسرائيليين من أصول أذربيجانية بتهمة تقديم صور ومقاطع فيديو لمواقع عسكرية حساسة إلى إيران، أنّ "هذه أخطر قضية تجسس تشهدها إسرائيل على الإطلاق".
كما تمّ القبض على رجل يدعى فلاديمير فاركوفسكي (35 عاماً) في تل أبيب بعد أن ذهب إلى حدّ الحصول على سلاح بعد التفاوض على مبلغ 100 ألف دولار مع عملائه الإيرانيين لقتل عالم إسرائيلي.
Israël-Iran : la guerre des agents secrets bat son plein https://t.co/JAjGYnZHqu
— Les Echos (@LesEchos) October 22, 2024 اختراق هرم السلطة في إيرانوفي مقابل نجاح إسرائيل في القبض على جواسيس إيران، تثور التساؤلات، سواء لدى المحلل السياسي أو المُراقب العادي في الشرق الأوسط والعالم، حول الكيفية التي تتسلل من خلالها أجهزة المخابرات الإسرائيلية إلى المستويات العُليا في إيران، لتُنفّذ اغتيالات تلو الأخرى بمُنتهى السهولة.
وكشف ذلك عن نقاط ضعف متعددة لدى الدولة الإيرانية وطرح استفسارات حول مدى صلابة أنظمتها لمكافحة التجسس. وتُشير هذه السهولة التي يعمل بها عملاء الموساد في إيران إلى أنّ الأجهزة الإسرائيلية قد اخترقت هرم السلطة وصولاً إلى قمة التسلسل الهرمي في هذا البلد.
وليست الأجهزة السرّية الإسرائيلية هي الوحيدة التي نجح عملاؤها في التسلل إلى قلب جمهورية إيران الإسلامية. فالجواسيس من فرنسا وألمانيا وبريطانيا موجودون أيضاً، بما في ذلك ضمن قيادة الحرس الثوري، ووحدة النخبة التابعة له، فيلق القدس، وفي وزارة الإعلام، وفي الاستخبارات الإيرانية نفسها.
Une équipes d'agents doubles israéliens auraient investi les services secrets iraniens anti-Mossad, pendant plusieurs années
➡️ https://t.co/nEIMvtVfHe https://t.co/nEIMvtVfHe
وبالتزامن مع تحوّل المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى مباشرة، فقد استعرت حرب أخرى بينهما، وهي حرب التجسس. وحتى الآن، فإنّ نتيجة حرب الظل هذه تؤكد أنّ الإسرائيليين هم الذين تمكنوا من التسلل إلى إيران وصولاً إلى أجهزتها الأمنية، وقد وجّهت عملياتهم ضربة قوية لخصومهم، لكنّ طهران تُحاول بكل ما في وسعها الانتقام دون تحقيق أيّ نتيجة تُذكر.
وهكذا تجد إيران نفسها أمام هزيمة مزدوجة، فبالإضافة إلى خسارتها على الصعيد العسكري نتيجة الحرب الإسرائيلية ضدّ أذرعها في المنطقة، والهجمات المُدمّرة التي طالت أنظمة دفاعها الجوي كذلك، فإنّها تُواجه اختراقاً عميقاً في أجهزتها الأمنية، وهو وضع يجعل كل عملية وكل حركة تقوم بها إيران داخلياً وخارجياً، عُرضة للخطر من قبل عملاء يعملون لصالح إسرائيل، ومن جنسيات مختلفة.
Entre Israël et l’Iran, une guerre sans fin https://t.co/TtCB4ml9O2
— Le Miroir Persan (@Lemiroirpersan) October 26, 2024عملاء للموساد في كل مكان
وتؤكد التقارير الأمنية أنّ التجسس الإسرائيلي في إيران واسع النطاق ومُتغلغل بعُمق، إلى حدّ أنّ محمود أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني السابق، اشتكى مؤخراً من أنّ رئيس الاستخبارات المُضادة في بلاده، المُكلّف بالكشف عن الجواسيس، كان في الواقع بنفسه عميلاً مزدوجاً للموساد.
وكان يوسي كوهين، الرئيس السابق للموساد، قد قدّم نظرة نادرة على العمليات الإسرائيلية في إيران خلال مقابلة وداعية أجريت معه قبل نحو ثلاث سنوات، عندما كشف عن أنّ سرقة الأرشيف النووي الإيراني عام 2018 تمّت من قبل 20 عميلاً، لم يكن من بينهم أيّ إسرائيلي.
Espionnage : l’infiltration d’Israël au cœur du régime iranien inquiète https://t.co/jyAqQoHO9F via @timesofisrael
— christian coppola. (@coppolacorneh) November 10, 2024وتنقل وسائل إعلام إسرائيلية عن يهود ولدوا في طهران، قولهم إنّه من الطبيعي تماماً بالنسبة للإيرانيين الذين يُعانون من نظام بلادهم أن يتواصلوا من تلقاء أنفسهم مع الموساد أو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ليبيعوا لهم معلومات أو يقومون بوضع أجهزة تجسس أو تفجير في مواقع مُهمّة داخل إيران، ومنهم من قد يكون عالماً أو قائداً في الحرس الثوري الإيراني. وعلى الرغم من أنّ الدافع الأساسي ليس مادياً، إلا أنّهم لا يُمانعون من التحوّل لجواسيس مُحترفين مقابل الكثير من المال.