يواجه عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين خطر المجاعة في المنطقة الجبلية المتنازع عليها في أذربيجان، حيث تصل الأزمة المستمرة منذ عشرة أسابيع إلى نقطة الانهيار، وفقا لما نشرته صنداي تايمز.

 

انفصلت منطقة ناجورنو كاراباخ، التي تسكنها أغلبية أرمنية، عن أذربيجان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وقُتل آلاف الأشخاص من الجانبين في الحرب التي تلت ذلك.

واستمر الصراع على مدى عقود حتى قلبت أذربيجان هذه النتائج في عام 2020 في حرب ثانية مريرة استعادت فيها معظم الأراضي التي فقدتها في التسعينيات وأصبح الأرمن العرقيون في كاراباخ - الذين يبلغ عددهم عادة 120 ألفًا- محاصرين بالكامل الآن بالأراضي التي تسيطر عليها أذربيجان.

 

وحسب صنداي تايمز، كانت صلتهم الوحيدة بالعالم الخارجي عبر ممر لاتشين ويربط بين كاراباخ وأرميني ويشار إليه من قبل الأرمن باسم "طريق الحياة"، وفقًا لشروط وقف إطلاق النار لعام 2020، وكان من المقرر أن تشرف على الممر قوات حفظ السلام الروسية.

 

وفي ديسمبر الماضي، تم إغلاق ممر لاتشين من قبل أذربيجانيين يزعمون أنهم نشطاء بيئيون. وبدعم من الحكومة الأذربيجانية، احتج المتظاهرون على استخراج المعادن بشكل غير قانوني من قبل السلطات الأرمنية المحلية في كاراباخ. يضاف هذا إلى مزاعم أذربيجان بأن ممر لاتشين يُستخدم أيضًا في النقل غير القانوني للألغام والإمدادات العسكرية إلى ما تعتبره ميليشيات أرمينية غير شرعية في كاراباخ.

 

وخلال الأسابيع العشرة الماضية، لم تصل أي شحنات من المواد الغذائية أو حليب الأطفال أو منتجات النظافة أو الإمدادات الطبية إلى الأرمن داخل كاراباخ. وتم الإبلاغ عن عدد محدود فقط من عمليات الإجلاء الطبي وغيرها من عمليات الإجلاء خارج المنطقة.

 

وخلال فصل الصيف، أفاد الصحفيون الموجودون على الأرض في كاراباخ باستمرار عن نقص الغذاء، ومحلات السوبر ماركت الفارغة، وطوابير طويلة لساعات طويلة للحصول على الخبز، ونقص الوقود الذي يعني عدم وجود وسائل نقل عام أو عبور للإمدادات الغذائية المحلية. يتم تقنين الكهرباء والغاز بشكل صارم.

 

ووجدت دراسة استقصائية أجريت في أوائل أغسطس أن ما يقرب من ثلث الأسر (30 في المائة) أبلغوا عن عدم كفاية الغذاء، وأن ما يقرب من 70 في المائة أبلغوا عن قيام أفراد الأسرة بتقليل عدد الوجبات اليومية.

 

وتفيد التقارير أن الرعاية الصحية العامة على وشك الانهيار. أفاد فاردان تاديفوسيان، وزير الصحة الفعلي في كاراباخ، أن جميع العمليات الجراحية توقفت باستثناء العمليات المنقذة للحياة، وهناك نقص حاد في الأدوية الأساسية مثل أدوية ضغط الدم والسكري ومشاكل القلب والأوعية الدموية، ومسكنات الألم. 

 

وتم الإبلاغ عن حالة وفاة واحدة بسبب سوء التغذية لرجل يبلغ من العمر 40 عامًا في عاصمة الإقليم، المعروفة باسم ستيباناكيرت لدى الأرمن وخانكيندي لدى الأذربيجانيين. وقد يشهد بداية فصل الشتاء المزيد من هذه التقارير بين السكان الذين أضعفتهم الحرب والجوع.

 

وتزايدت المخاوف الدولية بشأن الأزمة تدريجياً، وتعززت هذه المخاوف بتقرير كتبه لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية، واصفاً الوضع بأنه "إبادة جماعية مستمرة". وفي اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم 16 أغسطس، دعت عدة دول إلى استعادة الحركة على طول ممر لاتشين.

 

من جانبها، تنفي أذربيجان وجود حصار أو حتى أزمة إنسانية في كاراباخ. وعلى الرغم من ذلك، عرضت السلطات الأذربيجانية طريقا بديلا لإيصال الإمدادات الإنسانية إلى السكان الأرمن، عبر مدينة أغدام الأذربيجانية. وهذا من شأنه أن يغير موقع طرق إمداد كاراباخ عبر وسط أذربيجان، بدلاً من أرمينيا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اذربيجان أرمينيا ممر لاتشین فی کاراباخ

إقرأ أيضاً:

كيف وقف بايدن في طريق مكافحة المجاعة بقطاع غزة؟

رصدت صحيفة نيويورك تايمز، موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن في طريق مكافجة المجاعة في غزة، وقال الكاتب الأمريكي الشهير نيكولاس كريستوف، في مقال رأي نشرته الصحيفة اليوم الخميس، إن استجابة بايدن حيال الحرب في غزة لأكثر من ثمانية أشهر بدت ضعيفة في كثير من الأحيان، إذ أبدى انزعاجا من الخسائر الإنسانية لكنه لم يتصرف بحزم للحد منها.


ولكن في إحدى الحالات، كان بايدن حاسما على نحو غير معهود: بعد أن زعمت إسرائيل تورط موظفي وكالة الأمم المتحدة التي تشكل محور الجهود المبذولة لتجنب المجاعة في غزة، في ما وصفته بالإرهاب، فقد سارع بايدن بعدها بتعليق تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، ثم قام الكونجرس بتمديد تجميد التمويل .


وأضاف كريستوف إن بايدن أفسد الأمر فيما يبدو الآن، إذ ثبت أن الأساس الواقعي وراء الاتهامات الموجهة إلى وكالة الأونروا غير ملموس، معربا عن شعورة بالألم من أنه في إطار جهد مضلل لفرض المساءلة، يبدو أن الولايات المتحدة قد ألقت المزيد من البؤس على كاهل الجياع .
وأضاف أن السياسيين الإسرائيليين من اليمين المتطرف يدفعون من أجل إلغاء وكالة الأونروا، التي توفر المدارس والعيادات وغيرها من الخدمات في المنطقة، ومرر البرلمان الإسرائيلي بسهولة مشروع قانون يقضي بحظر الأونروا كمنظمة إرهابية في القراءة الأولى، مما أثار إدانة دولية ضد هذا الأمر. 


وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: "إن الأونروا تترنح تحت وطأة الهجمات المتواصلة"، وحذر من أنها قد "تنهار" بطرق "تزرع بذور الكراهية والاستياء والصراع في المستقبل".


ولفت كريستوف إلى أن الأرض المحيطة بمقر الأونروا في القدس الشرقية متفحمة حيث هاجم متظاهرون إسرائيليون عنيفون المجمع وأضرموا فيه النار مرتين. وخلال هجمات الحرق المتعمد، هتف حشد من المتظاهرين باللغة العبرية، "دعوا الأمم المتحدة تحترق".


وقال كريستوف إنه كان على متن إحدى مركبات الأونروا التي تم إعادتها عند نقطة تفتيش إسرائيلية حيث سمح للسيارات الأخرى بالمرور، لافتا إلى أن إسرائيل قامت بتأخير تأشيرات دخول مسؤولي الأونروا، مما أدى في الواقع إلى منعهم من القيام بعملهم. 
والأكثر مأساوية هو أن ما يقرب من 200 من العاملين في مجال الإغاثة في الأونروا قد قتلوا بسبب التفجيرات وإطلاق النار في غزة.


وأضاف أنه ربما يكون من المفهوم أن الإسرائيليين، عقب هجوم السابع من أكتوبر الماضي، يهدفون إلى تدمير وكالة تابعة للأمم المتحدة تخدم الفلسطينيين. لكن هذا لن يساعد إسرائيل ولا أي شخص آخر، كما أن وقف الولايات المتحدة لتمويل الأونروا يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في الأراضي المحتلة .


واختتم كريستوف مقاله بالقول إنه لهذه الأسباب، يجب على بايدن أن يعترف بخطئه. وبينما تهدد المجاعة غزة، ينبغي على الولايات المتحدة أن تدعم وكالة الأونروا التي تقف في قلب الجهود الرامية إلى مكافحة المجاعة، وليس تقويضها.

مقالات مشابهة

  • تلفيقات إسرائيلية تطال وزير الخارجية.. وبيان توضيحي مهم!
  • تبادل الخبرات أبرز مخرجات زيارة كشافة الظاهرة لأذربيجان
  • الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان
  • ينطلق غدًا السبت.. تفاصيل برنامج "الساعة 6" على قناة الحياة
  • كيف وقف بايدن في طريق مكافحة المجاعة بقطاع غزة؟
  • على طريق بلدة بوداي.. شاب يفقد السيطرة على سيارته ويفارق الحياة
  • القاضي زيدان يزور المحكمتين العليا والدستورية في أذربيجان
  • رئيس مجلس القضاء الأعلى يزور المحكمة العليا في أذربيجان
  • «دبي للثقافة»: جلسات نوعية لـ«مدارس الحياة»
  • بالفيديو.. آلاف المدنيين في سنجة يواجهون خطر الموت أو النزوح في ظل معاناة إنسانية متفاقمة