الخليج الجديد:
2024-07-09@18:29:28 GMT

وهم الدولة الفلسطينية وحق العودة!

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

وهم الدولة الفلسطينية وحق العودة!

وهم الدولة الفلسطينية وحق العودة!

المتضررون العرب من المقاومة الفلسطينية هم أشد محاربة لها ممن تستهدفهم هذه المقاومة، هذه حقيقة قد تبدو صادمة للبعض.

الدولة الفلسطينية لن تقوم، بالمدى المنظور، ليس لأن الاحتلال الصهيوني لا يريد هذا فقط، بل لأن هناك اتفاقا غير مكتوب بين جميع الأطراف لعدم قيامها.

سلسلة عمليات فظة لتجريف المقاومة وتجريمها، سواء في الداخل الفلسطيني أو في الشتات، فجرت قوننة تجريم المقاومة بالبلاد العربية، وألحقت ببند "الإرهاب".

كيف يمكن قيامها مع عدم وجود أرض فلسطينية "محررة"، ومع عدم وجود أصلا أي إرادة لتحريرها؟ بل مع وجود إرادة وفعل على الأرض لدعم التهويد وحمايته وتمويله؟

مطلوب من الفلسطيني أن لا يكون "مواطنا" في بلد اللجوء، لئلا يتحول إلى "وطن بديل!" بل يبقى متعلقا بوهم حق العودة ودولة موعودة يعمل الجميع على منع قيامها!

وهم الدولة الفلسطينية تتبعه أوهام أخرى، ليس الاعتراف بها أقل إيلاما وصدمة منها: وهم العودة والتعويض، رغم أن من الصعب الاعتراف بأن حلم العودة وهم، لكنها الحقيقة.

* * *

الدولة الفلسطينية كانت ولم تزل وهما، تمت تربيته في دفيئات عدة، لأهداف معينة، ولم تزل تستعمل على نحو ما استمرارا لاستثمار المصطلح و"تشغيلا" له، الدولة الفلسطينية لن تقوم، على الأقل في المدى المنظور، ليس لأن الاحتلال الصهيوني لا يريد هذا الخيار فقط.

بل لأن هناك اتفاقا غير مكتوب بين جميع الأطراف لعدم قيامها، والدليل ببساط شديدة، حين كان بالإمكان قيامها بعد إعلان قيام الكيان الصهيوني لم تقم، علما بأنه كان بالإمكان قيامها على الأراضي التي بقيت من فلسطين، ممن لم يحتلها اليهود، ولكنها لم تقم.

فإن كان بالإمكان قيامها على أرض فلسطينية لم تحتل، فكيف من الممكن قيامها مع عدم وجود أرض فلسطينية "محررة" فعلا، ومع عدم وجود أصلا أي إرادة لتحريرها؟ بل مع وجود إرادة وفعل على الأرض لدعم التهويد وحمايته وتمويله؟

وهم الدولة الفلسطينية، الذي عاشت عليه الملايين من مشتتي أرضها والمنتشرين في الآفاق، تتبعه أوهام أخرى، ليس الاعتراف بها بأقل إيلاما وصدمة، ومن هذه الأوهام: وهم العودة، والتعويض، أعلم أنه من الصعب الاعتراف بأن حلم العودة، هو وهم، ولكن هذه هي الحقيقة!

وقد قصد أن لا يموت لا وهم الدولة الفلسطينية ولا وهم العودة، لأنه ببساطة تمت عملية ممنهجة لتوظيفهما بشكل فظ، كي يبقى الفلسطيني متعلقا بأمل لا يمكن تحقيقه ولكن يجب أن يظل "حيا" كي يعيش فيه ولا ينتبه لا للواقع الذي يعيشه، ولا للحقوق المفروض أن يحصل عليها حيث هو!

بمعنى آخر، مطلوب من الفلسطيني أن لا يكون "مواطنا" في بلد اللجوء أينما كان، كي لا يتحول إلى "وطن بديل!"

وفي المقابل، يجب أن يبقى متعلقا بوهم حق العودة والدولة الموعودة، التي يعمل الجميع بلا استثناء على منع قيامها، أو تحقيق عودة لمكان تقريبا لم يعد موجودا إلا في مخيال العقل الجمعي الفلسطيني!

وكي يبقى مشروع الدولة والعودة محض أحلام وأوهام، مطلوب أن لا تعيش أو تموت، تمت سلسلة عمليات فظة لتجريف المقاومة وتجريمها، سواء في الداخل الفلسطيني أو في الشتات، فجرت قوننة التجريم في جل البلاد العربية، وألحقت ببند "الإرهاب".

وأحد أشهر ضحايا هذه "القوننة" المخيفة الصحفي الأردني عبد الرحمن فرحانة، المعتقل في سجون آل سعود هو وعدد من المواطنين الأردنيين والفلسطينيين، بتهمة دعم المقاومة، وهو عمل كان في وقت ما مشروعا عبر صناديق تجمع المال بشكل علني لإرساله إلى فلسطين.

وشيئا فشيئا تحول هذا العمل إلى فعل "جرمي" يعاقب عليه القانون، وشأن عبد الرحمن فرحانة كثيرون، اعتقلوا أو لوحقوا بسبب مقاومة "التطبيع" أو الانتماء إلى "كيانات" تحمل أهدافا غير متسقة مع نهج حصار المقاومة.

أما إذا كانت هذه الكيانات مؤيدة لوهم الدولة والعودة، فمرحبا بها، بل من المحبذ المطلوب أن ترفع عقيرتها مؤيدة لهذا الوهم ومحافظة على إبقائه حيا في الخطاب الإعلامي!

المتضررون العرب من المقاومة الفلسطينية هم أشد محاربة لها ممن تستهدفهم هذه المقاومة، هذه حقيقة قد تبدو صادمة للبعض، ولكن على الأرض العربية والفلسطينية أيضا، هناك حقائق صادمة تجرم من يحمل السلاح ضد الاحتلال، فلسطينيا وعربيا.

فسلطة رام الله اليوم تسخر من تسميها قوى "الأمن الوطني" لمحاربة المقاومين، ومنعهم من حمل السلاح في وجه المحتل، بذريعة حماية المشروع الوطني الفلسطيني(!) وذريعة أشد إضحاكا تقول: لا سلاح إلا سلاح السلطة الوطنية، وهو سلاح يختفي حين يشتد وطيس اعتداء الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني، ولا يشهر إلا في وجه المقاومين أو المحتجين.

عبد القادر دحدح الذي قتله "الأمن الوطني" الفلسطيني منذ أيام في مخيم طولكرم ليس إلا مثالا مكثفا لما نقول، أما في البلاد العربية، فالمحاكم العسكرية والخاصة جاهزة لإسناد تهم "الإرهاب" لكل من يحاول أن يحول وهم الدولة الفلسطينية أو وهم العودة إلى واقع!

على الفلسطيني خصوصا والعربي عموما أن يصحو من تلك الأوهام، فلا ينتظر "غودو" العربي الرسمي الذي لن يأتي، والأهم أن يكف عن حلم الدولة والعودة، إن كان ينتظر تحقيقهما ممن صنع وهمهما، أما من سيتهمنا بمحاولة بث اليأس بين الناس، و"التسليم" بالهزيمة، فنقول له أن بداية طريق الاستيقاظ من الوهم أن تعرف أنه وهم صنعوه كي تعيش فيه ولا تلتفت إلى واقعك وسنين عمرك التي يأكلها الانتظار.

فلا أنت عشت "هنا" ولا "هناك" مطلوب منك يا أيها الواهم أن تنتبه إلى الكف عن العيش في النفق الذي قيل لك أن في نهايته نور، فلا نور إلا ذاك الذي تضيئه المقاومة وسواه مخدر وجعجعة إعلام!

*حلمي الأسمر كاتب صحفي من الأردن

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين الإرهاب الاحتلال الصهيوني الأمن الوطني سلاح السلطة مع عدم وجود

إقرأ أيضاً:

رسائل أبو عبيدة للاحتلال الإسرائيلي بعد 9 أشهر من طوفان الأقصى

الجديد برس:

كشف الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، أبو عبيدة، عن مستجدات معركة “طوفان الأقصى” التي أتمت 9 أشهر، وما تحققه ميدانياً وعلى مستوى العُدة والعديد، معلناً أن مزيداً من المعلومات ستظهر بشأن 7 أكتوبر.

وفي كلمة مصورة في اليوم الـ275 من المعركة والعدوان الإسرائيلي المتواصل، أكد أبو عبيدة أن الشعب الفلسطيني لا يزال يتعرض للإبادة الجماعية في عقابٍ على تمسكه بأرضه وحقه في المقاومة، وهو بلا غذاء ولا دواء.

وأضاف أن استطلاعات الرأي المستقلة تظهر بعد أشهر من العدوان كيف يلتف هذا الشعب وراء مقاومته.

وشدّد أبو عبيدة على أن طوفان الأقصى لم تكن بداية التاريخ للعمل المقاوم أو لعدوان الاحتلال، بل مثلت لحظة الانفجار في وجه جرائمه.

وأكد أبو عبيدة أن المجاهدين لا يزالون يقاتلون قتالاً شرساً منذ 9 أشهر ويخرجون للاحتلال كما “توعدنا في اليوم الأول من العدوان، وبروح قتالية عظيمة”.

وقال “نقاتل جيشاً يستخدم المدنيين دروعاً بشرية ويقصف البيوت ويستبيح المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والأماكن الأثرية”.

ولفت إلى أن كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من العالم الذي “رأى من خلال جرائم الاحتلال في غزة أكذوبة المنظمات الدولية وعجز قوانين حقوق الإنسان المزعومة”.

ميدانياً، شدّد أبو عبيدة على أن الكتائب الـ 24 التابعة للجناح العسكري لحماس قاتلت من بيت حانون شمالاً إلى أقصى الجنوب في رفح، مقدمةً الشهداء من الجنود والقادة من المستويات كافة، لكن “الراية لن تسقط”.

وأضاف أن كتائب القسام، وإلى جانبها فصائل المقاومة الأخرى، كسرت جيش الاحتلال في أرجاء القطاع، حيث لا مكان في “غزتنا الأبية لآليات النمر، ولقوات تتحصن في البيوت كاللصوص ولضباطه المختبئين خلف المدرعات”.

وأشار أبو عبيدة إلى أن معركة رفح الجارية منذ شهرين وما يحدث في الشجاعية وشمالي القطاع ووسطه أكبر دليل على بأس المقاومة وفشل الاحتلال، الذي “لا يزال يتلقى الضربات الموجعة في كل مكان يتوغل فيه داخل القطاع”.

وكشف أبو عبيدة أن كتائب القسام تمكنت من تجنيد آلاف من المقاتلين الجدد خلال الحرب، مطمئناً أن قدراتها البشرية بخير.

وقال إن قدرة المقاومة على القتال والصمود باتت أكبر، وستنشئ جرائم الاحتلال جيلاً فولاذلياً معبّأً بإرادة المقاومة وهذا ما سيشكل أكبر إخفاقٍ استراتيجي سيدركه الاحتلال قريباً.

وبشأن القدرات العسكرية، أكد أن القسام عززت القدرات الدفاعية لمواجهة الاحتلال في كل مكان من أرض قطاع غزة، كما تدوير مخلفات الاحتلال التي قصفها على المدنيين.

وأعلن أبو عبيدة أن محور “نتساريم”، جنوبي مدينة غزة، سيكون رعباً للاحتلال وستخرج منه قواته مهزومة.

وعلى صعيد يوم 7 أكتوبر 2023، لفت أبو عبيدة أن ما كُشف عنه من وثائق استخبارية من فشل الاحتلال في 7 أكتوبر هو أمر هيّن بالمقارنة مع ما سنكشف عنه في الوقت المناسب، مشيراً إلى وثائق ستكون أقسى، وتظهر كيف استطاعت المقاومة تنفيذ خداعٍ استراتيجي مركب لجهاز “الشاباك” والمنظومة الأمنية للاحتلال سنوات.

وأكد أبو عبيدة أن ما يجري من تصاعد مستمر للمقاومة في الضفة الغربية هو رد وخيار الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة الممنهجة، مشدداً على أن رد الفلسطينيين في مناطق الـ 48 المحتلة على ما يتعرضون له مقبل لا محالة.

وقد وصف أبو عبيدة تحرك الضفة الغربية وأراضي الـ 48 المحتلة بـ”كابوس مقبل لا محالة”.

وفي كلمته، توجه الناطق باسم كتائب القسام إلى جمهور الاحتلال وعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، برسالةٍ مفادها أن “النصر المطلق الذي يتحدث عنه نتنياهو هو انتصار شخصي مقابل التضحية بأبنائكم”.

وتابع في رسالته إليهم أن مصيرالأسرى الإسرائيليين أصبح ألعوبة بيد نتنياهو، بينما لفت إلى أن المقاومة لا تزال الأحرص على وقف العدوان، متمسكاً برفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.

وتقدّم أبو عبيدة في خطابه بما وصفه “تحية الواجب” إلى حزب الله في لبنان وإلى إخواننا أنصار الله في اليمن العظيم، والمقاومة العراقية الحرة، مؤكداً أن هذه الجبهات اتحدت لنصرة القدس و”ضمير أمتنا الجمعي ينحاز لهذه المقاومة”.

وشدّد على أن “مقاتلي أمتنا حققوا بتوحيد الجبهات أمام الاحتلال الوحدة العربية بشكل غير مسبوق”.

وفي ختام كلمته، طمأن أبو عبيدة الشعب الفلسطيني ومقاومته أن طوفان الأقصى تعد من تلك المعارك التي لا تؤول إلا لتحولات كبيرة، مؤكداً أن نتيجة المقاومة الحتمية ستكون النصر وهزيمة الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • اليقين الفلسطيني سيهزم الظن الصهيوني
  • الحوثيون يوجهون ضربة جديدة لإسرائيل
  • الشيخ الخزعليّ يستقبل وفدًا من المقاومة الفلسطينية: العراق يتطلع لإعادة إعمار غزة
  • مبادرات تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتحريك المياه الراكدة
  • حسن نصر الله: لن نتراجع لحظة واحدة عن نصرة فلسطين
  • ذكرى اغتيال غسان كنفاني.. قلم يخلد صاحبه في قلب الذاكرة
  • رسائل أبو عبيدة للاحتلال الإسرائيلي بعد 9 أشهر من طوفان الأقصى
  • اول توضيح رسمي لقوات دفاع شبوة في حادثة قيامها بقتل طبيب بدم بارد
  • عمرو موسى: إسرائيل تريد القضاء على الشعب الفلسطيني وتريد من يساعدها بذلك
  • خسائر هائلة.. كيف استنزف المقاوم الفلسطيني في غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي؟