تقرير: أضرار الذخائر العنقودية تفوق نفعها في الحرب الأوكرانية
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
تقدمت القوات الأوكرانية مؤخراً نحو مدينة ماريوبول الساحلية الرئيسية، في إطار هجومها المضاد المتواصل ضد المواقع الروسية. وفي الوقت نفسه، شكلت استعادة قرية أوروزاين في دونيتسك نتيجةً جزئية لاستخدام الذخائر العنقودية، وفق الباحث سعدين جارديزي من معهد الرؤية الإستراتيجية في إسلام أباد.
الذخائر العنقودية تحوّل المساحات التي تسقط فيها إلى مناطق غير آمنة للعيش
وقال الباحث في تحليله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية: "أوكرانيا بدأت في استخدام الذخائر العنقودية، التي زودتها بها الولايات المتحدة في ساحة المعركة ضد روسيا في منتصف يوليو (تموز)، بهدف دعم هجومها المضاد ضد المواقع الدفاعية الروسية".
Cluster Munitions Will Do More Harm Than Good in the Russia-Ukraine War https://t.co/sLptHX4deT via @TheNatlInterest
— Nino Brodin (@Orgetorix) September 2, 2023
ويُمكن إطلاق الذخائر العنقودية، والمعروفة أيضاً باسم القنابل العنقودية، باستخدام مختلف أنواع الأسلحة. ويُعرف عن الذخائر العنقودية أنها أسلحة تنفتح في الهواء وتطلق كميات هائلة من الذخائر الصغيرة المتفجرة، مما يؤدي إلى تدمير الأهداف، أو إصابتها اضابات خطيرة بشكل عشوائي، من خلال المتفجرات والشظايا على مدى فترات طويلة من الزمن وعبر مساحات شاسعة.
مشاكل الأسلحة العنقودية
وأوضح الكاتب أنه تنتج عن استخدام هذه الأسلحة مشكلتان رئيسيتان، أولهما، عدم القدرةعلى التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، كما يظهر جلياً في تسببها بإلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال. ثانيهما أنها غير موثوقة نظراً لمعدل فشلها المرتفع. وبالنظر إلى أن انتشارها على مساحة واسعة هو سمة أساسية تحفز الدول على استخدامها، فإن القنابل الصغيرة التي لا تنفجر تظل نشطة وخطرة بطريقة مماثلة للألغام الأرضية.
The work of cluster munitions on the occupiers to the east of Kleshcheevka.
48°31'44.8"N 38°00'33.2"E pic.twitter.com/JhEIoojXp9
ومن ثم فإن الذخائر العنقودية تحوّل المساحات التي تسقط فيها إلى مناطق غير آمنة للعيش، ما يؤثر على حياة المواطنين العاديين. وقد يطلق المزارعون القنابل الصغيرة عن غير قصد أثناء عملهم في حقولهم، كما قد يظنها الأطفال ألعاباً، ما يُجبر الجمهور بشكل عام على العيش في حالة دائمة من الخوف والارتياب.
وزعمت وزارة الدفاع الأمريكية أن الذخائر التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا تتميز بمعدل فشل يقل عن 2.35%. ومع ذلك، يقول الباحث إنه من المهم ملاحظة أن التقييمات التي يتم جمعها من التجارب في البيئات الخاضعة للرقابة تختلف بشكل كبير عن تلك المسجلة في ظل ظروف القتال.
هجمات على قرى
علاوة على ذلك، وعلى الرغم من تلقي البنتاغون تأكيدات كتابية من كييف بشأن قصر استخدام القنابل العنقودية لإضعاف المواقع الدفاعية الروسية في المناطق غير الحضرية فقط، فقد وردت تقارير عن استخدامها في هجمات على القرى الروسية في منطقة بيلغورود.
وإلى ذلك، نظراً لوجود هذه الأسلحة في مخزون وحدات المدفعية، فإن خطر استخدامها بشكل غير مصرح به أو عرضي وسط ضبابية الحرب، سيظل قائماً.
ومن وجهة النظر العسكرية، فإن الذخائر العنقودية تعود بالعديد من الفوائد، ويتمثل الأساس المنطقي الرئيسي الذي قدمته الولايات المتحدة وأوكرانيا لتوفير واستخدام هذه الأسلحة صراحةً في فائدتها في كسر شوكة الخنادق الروسية، التي ما تزال تبطئ عملية تقدم الهجوم المضاد الأوكراني.
آثار طويلة المدى
وأشار الكاتب إلى أن هناك حاجة ماسة إلى توقف كل من روسيا وأوكرانيا عن استخدام الذخائر العنقودية في الصراع، نظراً للآثار طويلة المدى لهذه الأسلحة، والتي تفوق الأهداف العسكرية قصيرة المدى لكلا الطرفين .
وقال الكاتب إنه ينبغي لجميع الدول الكبرى التي لم توقع على اتفاقية حظرالذخائر العنقودية أن تفعل ذلك، بدءاً بالقوى الكبرى، وذلك حتى يتسنى وضع حد للمعاناة التي استمرت لعقود من الزمن، والتي تطال المواطنين العاديين بسبب الذخائر العنقودية. وقد يبدو هذا الهدف بعيد المنال، نظراً للأجواء الحالية التي تتسم بالاستقطاب وانعدام الثقة، ولكنه يظل هدفاً يستحق السعي لتحقيقه، وفق الباحث.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الذخائر العنقودیة
إقرأ أيضاً:
العالم يتغير بعد الحرب الأوكرانية: أوروبا قد تخسر أمريكا.. والصين تربح روسيا
فى مذكراتها التى صدرت فى بداية الشهر الحالى تحت عنوان «الحرية: مذكرات ١٩٥٤-٢٠٢١»، تعترف المستشارة الألمانية السابقة «أنجيلا ميركل» أنها كانت تتمنى فوز كل من «كامالا هاريس» و«هيلارى كلينتون»، فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام الرئيس الأسبق والمنتخب من جديد «دونالد ترامب».
السيدة السياسية الألمانية الأولى كانت تتمنى فوز السيدات اللاتى رشحهن الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى ٢٠١٦ و٢٠٢٤ ضد المرشح الجمهورى. ربما لتوافق الرؤى السياسية معهن، ربما لأمل خفى فى رؤية مزيد من التمكين السياسى للمرأة، كما حدث معها، فى قلب صناعة القرار الدولى. ربما حتى لتوافقها الواضح مع الرؤساء الأمريكان الذين ينتمون للحزب الديمقراطى، والذى يصل إلى حد الصداقة مع الرئيس الأسبق «باراك أوباما»، ونائبه الذى أصبح رئيساً فيما بعد «جو بايدن».
لكن الناخب الأمريكى لم يهتم على ما يبدو بما تتمناه المستشارة الألمانية السابقة، واختار فى المرتين أن يدلى بصوته لمن رأى أنه يعبر عن طموحاته ويدافع عن مصالحه، فجاء الرئيس «دونالد ترامب» فى المرتين محمولاً على أعناق أنصاره، ليضع ألمانيا وأوروبا كلها أمامه فى مواقف لم تعهدها من «شركائها» الأمريكان من قبل، ويفرض على «ميركل» وغيرها من زعماء الاتحاد الأوروبى ضرورة مراجعة شروط التحالفات بين أوروبا وأمريكا (بما يحقق مصلحة أمريكا كما يراها أولاً)، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التهديد الأهم: روسيا.
يسرا زهران