أكد المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، أنّ النقابة باعتبارها الاستشاري الأول للدولة تؤدي دورها في ملف الطاقة، قائلا: «إذا كنا نتحدث اليوم عن ملف الطاقة المتجددة، فالنقابة تفخر بأن هذا الملف كان من أهم الملفات التي عملت عليها في الفترات الماضية، ونفخر بأن النقابة كان لها دور داعم لإقامة المفاعل النووي بالضبعة».

الطاقة المتجددة

جاء ذلك في ندوة نظمتها شعبة الهندسة الكيميائية والنووية برئاسة الدكتور مهندس إبراهيم إسماعيل، بعنوان «مستقبل الطاقات الجديدة والمتجددة في مصر»، شهدت حضور عدد من أعضاء مجلس النقابة، إضافة إلى الدكتور علي إسلام، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، وعدد كبير من المتخصصين في الطاقة المتجددة.

وبحسب بيان عن نقابة المهندسين تضمنت الندوة 3 محاضرات ناقشت الأولى التحديات المائية ومشروعات التنمية في مصر، ألقاها الدكتور عباس محمد شراقي، أستاذ الجيوليوجيا والمياه في كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، فيما كانت المحاضرة الثانية تحت عنوان «الطاقة المتجددة أمل مصر كمصدر مستدام للطاقة»، ألقاها الدكتور أحمد حجازي عضو هيئة التدريس بكلية النانو تكنولوجي جامعة القاهرة، إضافة إلى محاضرة بعنوان «الطاقة النووية والهيدروجين الأخضر» ألقتها الأستاذة الدكتورة وفاء محمد محمد مصطفى، أستاذ هيدرولوجيا النظائر البيئية.

 

وأكد نقيب المهندسين، في كلمته، أن قرار إنشاء المحطة النووية بمدينة الضبعة لتوليد الكهرباء كان من أقوى القرارات التي اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلا: «كل التحية منا لهذا القرار، وكلنا كمهندسين ندرك أنّ ملف الطاقة المتجددة من الملفات المهمة للحياة العصرية ومتطلبات العصر الحديث، وأن نقابة المهندسين جاهزة للتعاون مع الجميع».

وتابع النبراوي: «سنقوم بدور كبير في نشر كل أوجه التوعية والدراسة لهذه الملفات، وهذه الندوة هي جزء من ندوات متخصصة مستمرة في هذا الشأن».

التنمية المستدامة

وأكد المهندس محمود عرفات: «إذا تحدثنا عن التنمية المستدامة، فلا بد من الحديث عن المياه، والطاقة، وتغير المناخ، وهي أهم 3 قضايا رئيسية تواجه العالم أجمع، ومصر ليست ببعيدة عن التفاعل مع هذه القضايا»، مشيرًا إلى أنّ مصر لديها من الكوادر التي تستطيع إدارة مثل هذه الملفات.

وقال الدكتور إبراهيم إسماعيل، إنّ معظم مشاكل العالم تتعلق بالبحث عن مصادر للطاقة، ونحن في مصر نسعى إلى التنمية، والتي تحتاج الكثير من الطاقة لذا فلا بد من استخدام كافة مصادرها.

فيما أوضح الدكتور علي إسلام، أنه كان هناك اهتمام من الدولة على مر العصور بقضايا الطاقة وزاد هذا الاهتمام في السنوات الماضية، وأصبح حلمنا تنوع مصادر الطاقة خاصة النووية، قائلًا: «نجحنا أن نكون الدولة الوحيدة في إفريقيا التي تمتلك محطات نووية تحت الإنشاء لإنتاج 4800 ميجا وات وهو إنجاز كبير»، مشددًا على ضرورة عدم الاعتماد على الطاقة النووية فقط بل يجب أن يكون هناك تكامل مع الطاقة الجديدة والمتجددة، وهو ما يساير التوجهات بالاعتماد على مصادر غير ملوثة للبيئة.

وفي محاضرته التي حملت عنوان «التحديات المائية ومشروعات التنمية في مصر»، طالب عباس شراقي بضرورة إنشاء مصانع لإنتاج الخلايا الشمسية ومستلزماتها لتقليل الاستيراد بما يساهم في زيادة الجدوى الاقتصادية لمشروعات الطاقة الشمسية، لافتًا إلى أنّ مصر تواجه تحديات مائية كبيرة، أولها الموقع الجغرافي الذي يجعلها في المركز الأول عالميا في ندرة الأمطار، إضافة إلى زيادة عدد السكان وزيادة الاحتياجات مع ثبات حصة مصر المائية السنوية منذ أكثر من 52 عاما.

الرقعة الزراعية في مصر

وقال إنهم بدأوا في استخدام المياه الجوفية بصورة كبيرة ولا بد من دراسة جدوى لاستخدامها، مشيرًا إلى أنّ الرقعة الزراعية في مصر الآن تبلغ 10 ملايين فدان على الرغم من محدودية المياه وهذا إنجاز كبير، مشيدًا بتضاعف إنتاجية الفدان لتصبح مصر من أحسن 10 دول في العالم في إنتاجية الفدان الزراعي.

وأوضح شراقي أنّ الزراعة تستهلك أكثر من 80% من الموارد المائية المصرية، وبالتالي التحديات المائية خاصة بالمجال الزراعي، وليست مياه الشرب أو الصناعة فقط.

وفيما يخص تكلفة إنشاء محطات الرفع لضخ المياه، أوضح شراقي أنّ محطات الرفع التي تضخ المياه في الشبكات تتكلف ملايين الجنيهات، حيث إن تكلفة إنشاء محطات لتحلية مياه البحر ستكون منخفضة عن إنشاء خطوط نقل المياه بنسبة تتراوح بين 40% و50%، وعامل انخفاض التكلفة يشجع على إنشاء محطات تحلية المياه، وتظل تكلفة تحلية المتر المكعب من المياه لا تُقارن بتكلفة تنقية ونقل مياه النيل.

وأشار إلى أنّ تحلية المياه ترتبط أيضًا بالكهرباء، حيث إنّ نسبة استهلاك محطات التحلية من الكهرباء عالية وبالتالي أصبح من الضروري البحث عن مصادر متجددة لتوليد الطاقة، مثل الشمس والرياح، ومصادر أخرى للحصول على مياه الشرب بطرق غير تقليدية.

وفى محاضرته أكد الدكتور أحمد حجازي أن العالم اتجه نحو استخدام الطاقة المتجددة لتخفيف العبء عن كوكب الأرض من الملوثات الناتجة من حرق أنواع الوقود الأخرى، مستعرضًا الميزة النسبية لبعض أنواع الطاقات المتجددة وأهميتها وسبل الاستفادة منها، وسبل رفع كفاءة توليد الطاقة المتجددة فى مصر، مشددًا أن مصر من الدول الرائدة في مجال الطاقات المتجددة في القارة السمراء والشرق الأوسط، حيث تتميز بوجود إشعاع شمسي مرتفع، وتأتي في المرتبة الثانية في إنتاج الطاقة المتجددة من الرياح، وإن كانت الأماكن التي تحظى بنصيب وافر من سرعات الرياح الاقتصادية في مصر محدودة مثل مناطق ساحل خليج السويس ومنطقة جبل الزيت وبعض مناطق الساحل الشمالي ومحافظة سوهاج.

الطاقة النووية

وفي محاضرتها التي حملت عنوان "الطاقة النووية والهيدروجين الأخضر" أوضحت الأستاذة الدكتورة وفاء محمد مصطفى- أن غاز الهيدروجين الأخضر هو غاز ليس له لون ولا رائحة فلماذا أطلق عليه أخضر؟ السبب في تلك التسمية هو عملية التحليل الكهربي للمياه والتي تتم عن طريق مرور التيار الكهربي في المياه من أجل فصل الأكسجين عن الهيدروجين، وأن الكهرباء التي نستخدمها في عملية تحليل المياه يجب أن تكون من مصادر جديدة ومتجددة (الطاقة الشمسية- الرياح- الطاقة المائية- النووية) لأنها طاقة خالية من التلوث لذلك لا توجد ملوثات مصاحبة للهيدروجين.وقالت: "يتجه العالم نحو ثورة جديدة في مجال الطاقة بعد سنوات طويلة من استحواذ الوقود الأحفوري عليه، ويبدو أن البطل الواعد فيه هو الهيدروجين الأخضر الخالي من الكربون الذي يشهد ما يمكن تسميته بثورة في مجال الاستخدام".

كما أوضحت أستاذة هيدرولوجيا النظائر البيئية أن الهيدروجين هو العنصر الكيميائي الأكثر وجودًا في الطبيعة، وقد تضاعف الطلب عليه لاستخدامه كوقود ثلاث مرات، إضافة إلى ذلك فهو مصدر طاقة نظيف، على عكس الفحم والنفط.

وتابعت: يشهد الطلب على الهيدروجين الأخضر ازديادا كبيرا مع تزايد المخاوف بشأن تغير المناخ، والحاجة الملحة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية فإن تكنولوجيا إنتاج الهيدروجين الأخضر قد توفر نحو 25% من احتياجات الطاقة في العالم بحلول عام 2050، ويصبح سوقًا قابلاً للتوجيه بقيمة 10 تريليونات دولار بحلول عام 2050.

وأكدت أنه من المتوقع أن تنخفض تكاليف الإنتاج بنسبة 40% حتى عام 2025، حيث يجب استخدام أي تقنية على نطاق صناعي حتى تصبح مجدية اقتصاديًا، والأمر نفسه ينطبق على تقنيات التحليل الكهربائي، ففي الوقت الحالي انخفضت أسعار جهاز التحليل الكهربائي بنسبة 50% مقارنةً بالسنوات الماضية، ويرجع ذلك إلى التقدم الكبير في تكنولوجيا التحليل الكهربائي والقدرة على التصنيع.

وفي ختام محاضرتها أكدت أن الهيدروجين الأخضر في مصر ينتعش بـ 14 مشروعًا سيتم تنفيذهم في نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بعد التوقيع على 7 مذكرات جديدة في أغسطس الماضي، حيث تستهدف المشروعات التي ستنفّذها عدد من الشركات العالمية المتخصصة في الطاقة المتجددة، لافتة أن مصر مهتمة بالتوسع في مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر بوصفه مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل، في ضوء الاهتمام العالمي المتنامي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المهندسين نقابة المهندسين الطاقة المتجددة الطاقة النووية الهیدروجین الأخضر الطاقة المتجددة الطاقة النوویة إضافة إلى إلى أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

بيع كل الوحدات المطروحة بقرعة إسكان نقابة المهندسين بالقاهرة الجديدة

 

انتهت النقابة العامة للمهندسين، من إجراءات القرعة العلنية لطرح 163وحدة بإسكان النقابة بكمبوند بارادايس بالقاهرة الجديدة، والتي أقيمت بقاعة المؤتمرات الكبرى بنقابة المهندسين، بحضور المهندس طارق النبراوي- نقيب مهندسي مصر، والأستاذ الدكتور المهندس هشام سعودى- وكيل النقابة ورئيس لجنة الإسكان بالنقابة العامة، والأستاذ الدكتور أحمد البدوى سيد- وكيل النقابة، والمهندس محمود عرفات- الأمين العام، والأستاذ الدكتور معتز طلبة- أمين الصندوق، والمهندس كريم الكسار- الأمين العام المساعد، والأستاذ الدكتور سعد مكرم- أمين الصندوق المساعد، والمهندس أحمد المصري- رئيس نقابة المهندسين الفرعية بالإسماعيلية ووكيل لجنة الإسكان بالنقابة العامة ورئيس لجنة القرعة، وعضوية المهندس الاستشاري السيد حسن أحمد- عضو المجلس الأعلى للنقابة وعضو لجنة الإسكان، والمهندس الاستشاري فاروق الحكيم، والمهندس خالد توكل- عضوا لجنة الإسكان. 


شهدت إجراءات القرعة عند افتتاحها إقبالًا كثيفًا وتسجيل 567 مهندسًا لشراء 163 وحدة سكنية والتي تم بيعها بالكامل، وجرت فعاليات القرعة في أجواء لا تنقصها الشفافية، واتخاذ كافة الإجراءات التنظيمية بشكل سهل وسلس.


وتتراوح مساحات الوحدات من 130 مترًا إلى 185 مترًا، بتسهيلات في السداد حتى ٦ سنوات، والمشروع عبارة عن تجمع سكنى (كمبوند) مقام على مساحة 44،50 فدان بالقرب من الجامعة الأمريكية، ويتكون من 73 عمارة سكنية ( 30 عمارة مرحلة أولى – 43 مرحلة ثانية) وتتكون كل عمارة من جراج ودور أرضى وثلاثة أدوار متكررة.

مقالات مشابهة

  • الموارد المائية الواقع التحديات .. البحوث الزراعية ينظم المنتدى الثقافي الخامس
  • الطاقة الذرية لـ"البوابة نيوز".. دول العالم تسير نحو مصالحها والتغير المناخي يهدد بغرق الإسكندرية والدلتا.. والطاقة النووية الحل في إنتاج الهيدروجين الأخضر
  • الطاقة الشمسية في تونس.. الحلم الأخضر الذي تعرقله التحديات السياسية
  • بيع كل الوحدات المطروحة بقرعة إسكان نقابة المهندسين بالقاهرة الجديدة
  • "هايدروم": جهود حثيثة لتوسعة قاعدة المستثمرين في الهيدروجين الأخضر
  • نقابة المهندسين بالإسكندرية تنظم ملتقى سوق العمل الهندسي 70 شركة
  • عاجل| أبو قير للأسمدة تتجه للاعتماد على الهيدروجين الأخضر في عمليات الإنتاج
  • بدء جولة مزايدات علنية ثالثة على أراضي مشروعات الهيدروجين الأخضر
  • المؤتمر العلمي الدولي للموارد المائية يختتم أعماله بجملة توصيات وتكريمات
  • اختتام فعاليات المؤتمر العلمي الثاني للموارد المائية والأمن المائي في ليبيا