الإعاقة والإعلام: متى نلتقي؟ «الجزء الثاني»
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
سنتناول في الجزء الثاني الخطوات الإجرائية والعملية لتقريب الإعاقة من الإعلام والاعلام من الإعاقة لبناء علاقة حب حقيقية بينهما والإصلاح ما بين ذات البين، وهنا تنقسم الشروط والالتزامات الى ما على أصحاب قضية الإعاقة من واجب ومسؤوليات ثم ما على مؤسسات الاعلام أيضًا من مسؤوليات وواجبات. إخوتنا ذوي الإعاقة تقع عليهم المسؤولية الأكبر خاصة منهم أصحاب الهوايات والمقدرة الإعلامية مرئية، سمعية أو تحريرية لعلهم يعلمون أن ما يتمتعون به من حقوق وامتيازات جاء بفضل جهود دؤوبة لفترات طويلة ممن سبقُوهم من إخوانهم ذوي الإعاقة كلٌّ في مجاله، عملوا على البناء خطوة خطوة وبكل اصرارٍ ونفسٍ طويلٍ لننعم بما نحن عليه اليوم من حقوق ومكاسب فلابد من أن تُبادروا لاقتلاع مكانتكم في الاعلام وإذا ما حصَلتم صعوبة فلا تبخلوا بإعادة الكرّة تلو الكرّة وثِقُوا بأن المستقبل دائمًا أكثر إشراقًا فإن الغيث يبدأ بقطرة.
أما الإعلام كهيكل مؤسسي متكامل تحكمه قوانين وتشريعات وضوابط مهنية يكون عامل التدخل والتحديث أكثر سهولة كما سنحاول شرحه.
اذا ما بدأنا بالجهة الحكومية الراعية وزارة الاعلام قد نفيدهم بأنه حان الوقت للتفكير في أحسن السبل العملية لتدارس مع المؤسسات الإعلامية بأنواعها التي هي تحت مظلتها، ضرورة اقتراح تخصيص حدٍّ أدنى من المساحات لقضايا الإعاقة تتلوه تعاميم أو قرارات منظمة ولِمَ لا، وضع ميثاق إعلامي يرتكز على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتكون مبادئ الميثاق هي المساواة بين كل الأشخاص على المستوى التوظيف الإعلامي والتغطية الإعلامية، إن هذه الخطوة من شأنها التأسيس لخطاب إعلامي حقوقي يستبدل إطار (الإنسانيات) النمطي السائد بـ(الحقوقيات).المؤسسات العاملة في المجال من تليفزيون وإذاعة وصحافة مكتوبة هي الجواد الفعلي للتغيير خاصة إذا ما اقتنع المسؤولون فيها بقضية الإعاقة واستعدوا بكل حبٍّ وتطوعٍ، بل وبشغفٍ لسد هذا الفراغ الحالي فعليهم الأخذ ما أمكن من مقترحاتنا.
أولها الانطلاق من الوضع الحالي لأنه عمومًا ليس بالسيء، سيكفي تعديل بسيط على توزيع المساحات فقط، والمسؤولون هم الأدرى والأعلمُ بـ(متى)؟ وأين؟ تكون البرامج والمقالات المتناولة للإعاقة أحسن جدوى وأكثر متابعة. إعداد وتدريب الإعلاميين الحاليين في مجال علم الإعاقة لفهم مكونات شخصية ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم والآليات النفسية المتحكمة في ردود أفعالهم حتى يسهل التواصل ويصير شيّقًا لكل المتلقين للرسائل الإعلامية.
التليفزيون بإمكانه إعداد برامج أسبوعية قارّة وأجذبها حسب خبرتنا المتواضعة يكون ما قسم الى ثلاثة محاور ثابتة وهي: محور التشخيص ويتضمن في كل مرة الشرح الطبي الدقيق لأحد الاعاقات ثم سبل الوقاية، والمحور الثاني يشمل الردَ على استفسارات الأشخاص ذوي الإعاقة بحضور مباشر للمسؤولين يتفاعلون ويجيبون عمّا يُطرح، والمحور الثالث يخصص لتغطية ما يستجد من أحداث ذات صلة بالقطاع محلية ودولية ومنها تغطية إنجازات ذوي الإعاقة علميًا، رياضيًا. الاعلام السمعي أيضًا مُطالب بهذا النوع من البرامج الاذاعية القارة، والصحافة المكتوبة عليها الدعوة للموهوبين لتحرير مقالات توعوية بصفة مستمرة ومواصلة جهود تكوين الصحفيين في مجال الكتابة المتخصصة.
مع كل هذا أدعو إخوتي وأخواتي ذوي الإعاقة الى خوض تجربة الاعلام الالكتروني وما يُوَفَر من مساحات شاسعة، حرة قد تكون مرآة تعكس أراء مُنتجيها وتجاربهم ووسيلة لعرض احتياجاتهم، ولقت العديد من هذه ال نجاحًا باهرًا وحصدت الملايين من المتابعين، وتساهم هذه الأخيرة بطريقة أو أخرى في وصول كل أطياف المجتمع المحلي والدولي الى ما يريد إبلاغه صاحب القناة وهذا ما سيساعد على رفع الوعي المجتمعي بقضايا الإعاقة.
هكذا تغييرات طفيفة على واقع الإعلام ستحسن علاقة الاعلام بالإعاقة وتوجد أرضية جدًّا خصبة لولادة مرحلة من الحب والرعاية بين الطرفين وسيكون المستفيد الأول هو الوطن العزيز بكل فئاته منهم أبناؤه من ذوي الإعاقة الذين طبعًا سيكونون أفرادًا فاعلين ومساهمين في مواصلة تحقيق أهداف رؤية (عمان 2040) إن شاء الله.
زوهير بن الحبيب بن عياد بن يحيى
خبير شؤون الإعاقة
benyahiazouhaier@yahoo.fr
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ذوی الإعاقة
إقرأ أيضاً:
«القومي لذوي الإعاقة» ينظم ثاني ورش مبادرة «أسرتي قوتي» ببورسعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة ثاني ورش المرحلة الثانية من المبادرة القومية " أسرتي قوتي" في محافظة بورسعيد، التي تأتي في إطار المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال عام 2022.
حضر الورشة من جانب محافظة بورسعيد الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ، المهندسة فاطمة إبراهيم السكرتير العام للمحافظة، اللواء عمرو فكري السكرتير العام المساعد، اللواء أيمن جمال الدين مساعد المحافظ، ومن جانب المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة داليا عاطف مسئول إدارة المرأة والطفل بالمجلس، منسق عام مشروع المبادرة، بالإضافة إلى عدد من مديري المديريات والجهات المعنية بالمحافظة، وعدد من أسر الأشخاص ذوي الإعاقة.
في سياق متصل أكد اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، أن الإهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة عمل عظيم، ومسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا جميعٱ ، مشددًا على ضرورة تقديم كافة سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات أمامهم، مشيًرا إلي أن هناك توجيهات مستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالعمل على تطوير الخدمات المقدمة لهم، ووضع حلول عاجلة لمشاكلهم والعمل على تلبية طلباتهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم.
وقدم "محافظ بورسعيد" خلال كلمته في الورشة، الشكر والتقدير للمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة على ما يبذله من جهود لدعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، مؤكدًا حرصه الدائم على المشاركة في مختلف الفعاليات والمبادرات التي تخدم ذوي الإعاقة.
ون ناحية أخرى أوضحت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أن المبادرة القومية "أسرتي قوتي" تهدف إلي التوعوية بدور الأسرة المصرية في دعم ودمج أبناءهم من ذوي الإعاقة في المجتمع، وكذلك دور الجهات المعنية في تحسين جودة الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم.
أشارت "كريم" في بيان صحفي صادر عن المجلس، إلي أن الورشة شهدت نقاشات موسعة حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المنصوص عليها في القانون رقم "10" لسنة 2018، واستعرضت الورشة الخدمات المتاحة لهم في مختلف المجالات داخل المحافظة، مع التركيز على النماذج المتميزة من ذوي الإعاقة وأسرهم، لدعمهم وتشجيعهم في تحقيق التمكين الصحي والنفسي والمجتمعي لهم، كما شهدت الورشة الاستماع لمطالب الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، من قبل محافظ بورسعيد، الذي وجه القيادات التنفيذية في المحافظة بضرورة العمل على تلبيتها بشكل فوري.