جريدة الوطن:
2024-07-07@01:57:12 GMT

نبض المجتمع: هل السفر يعلمنا؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

نبض المجتمع: هل السفر يعلمنا؟

يُمثِّل السَّفر ـ حاله كحال أيِّ تجربة في الحياة ـ نموذجًا رائعًا للتأقلم مع مختلف الظروف والتعلُّم مِنْها والعمل على حلِّها وفق المعطيات والإمكانات المتاحة لذلك، وهو ترمومتر تقيس من خلاله مدى القدرات التي تمتلكها لحلِّ المعضلات والمشاكل التي قَدْ لا تجدها وأنتَ في محلِّك وبلدك، كما أنَّ الإمكانات لمعالجة تلك المشكلة قَدْ لا تكُونُ متوافرة في السَّفر، والإمكانات المقصودة هنا قَدْ تكُونُ مادِّيَّة ومعنويَّة، والأخيرة هي الأهم، فهي تُشكِّل النسبة الأكبر لنجاحنا في حلِّ أيِّ مشكلة، فما بالك وأنتَ في السَّفر تكُونُ الجوانب المعنويَّة في أدنى مستوياتها؛ وبالتَّالي قدرتك على المعالجة أقلَّ نظريًّا، ولكن أن تتحدَّى كُلَّ ذلك وتوجد الحلول فهو الرهان الكبير الذي من خلاله تستطيع أن تثقَ في نَفْسِك بصورة كبيرة.

. والمثال هنا في إحدى رحلاتنا إلى أوروبا وأثناء استقلالنا للقطار للتنقل بَيْنَ دولة وأخرى نتفاجأ بأنَّ خطَّ سَير القطار الذي نركبه قَدْ تغيَّر بسبب وجود حادث لأحد القطارات كما أخبرنا المسؤول عن موضوع التذاكر، وبالتَّالي علَيْنا ركوب حافلة من محطَّة قادمة ثمَّ النزول إلى قطار آخر. ومع مرور الوقت اكتشفنا أنَّ هذا الظرف أثَّر على كُلِّ مخطَّطنا بحُكم أنَّ محطَّات القطار اللاحقة كُلَّها تغيَّرت، ولو جلسنا في الانتظار لوصلنا إلى وجهتنا بعد مدَّة طويلة، عِندها بدأنا في تطبيق استراتيجيَّة معالجة المشكلات واستعنَّا بمختلف المعلومات المتوافرة لدَيْنا، وخصوصًا تلك الموجودة في هواتفنا، وبالتَّالي بدلًا من أن نرهقَ أنفُسَنا في سَفر طويل لا نعرف له نهاية، خصوصًا أنَّ وصولنا لمحطَّة ما قَدْ يعني أنَّ القطار الذي يفترض أن نركبَه قَدْ تحرَّك وعلَيْنا انتظار قطار آخر قَدْ يستغرق ساعات، عِندها قرَّرنا أن ننزلَ في محطَّة لمدينة معروفة ونسكنَ فيها ونستكشفَها، ونعرفَ من خلال محطَّتها متى موعد القطار المباشر الذاهب لوجهتنا، وبالتَّالي نكُونُ قَدْ كسبنا الوقت وتعرَّفنا على مدينة جديدة وأرحنا أنفُسَنا من مشقَّة الطريق. وبالفعل كانت النتيجة مثل ما توقَّعناها، وبالتَّالي عالجنا مُشْكِلة كانت يُمكِن أن تفسدَ علَيْنا أيَّامًا ضائعة لو لا قدْرتنا على حُسن التصرُّف وإيجاد البدائل المناسبة..
وإلى جانب ذلك تتعلم في السَّفر أشياء لا تخطر أحيانًا أنَّك يُمكِن أن تتعلَّمَها أو تستكشفَها، وأحيانًا كثيرة لا تكُونُ هذه الأشياء محسوسةً أو تستطيع أن تحدِّدَها، لعلَّ أهمَّها الجانب الفكري الذي يتغيَّر في ذهنك ولا تكتشفه إلَّا بعد فترات لاحقة، وليس المقصود هنا أنَّ كُلَّ ما تشاهده في السَّفر هو جانب إيجابي يعمِّق لدَيْك أنَّ الآخر هو الأفضل، بل العكس ربَّما ترى أنَّك الأفضل بالمقارنة مع الآخر، وهذه نقطة جوهريَّة في هذا الجانب. فالكثير منَّا عِندما يُسافر كُلُّ ما يهمُّه أن يمدحَ تلك الدولة أو المنطقة، ويعمل مقارنات كثيرة قَدْ لا تكُونُ منطقيَّة، وهذا ليس عيبًا، ولكن في المقابل يجِبُ أن نكُونَ مُنصِفين، لماذا؟ لأنَّنا في النهاية نفكِّر بمنطق ونزن الأمور بميزان عادل ولو افتراضيًّا، فربَّما يتقَدَّم الآخر مادِّيًّا، ولكن قَدْ لا يتقَدَّم أخلاقيًّا، وهنا سأضرب مثالًا حدَثَ لي أثناء تفتيش الحقائب الصغيرة والأمتعة الشخصيَّة، حيث توجد في العادة صناديق صغيرة مفتوحة تضع فيها أمتعتك مِثل الهاتف والمحفظة؛ لكَيْ تمرَّ من خلال الجهاز الذي يكشف الأشياء الممنوعة، ونظرًا لكثرة المسافرين فأحيانًا لا تتوافر هذه الصناديق بسرعة وتتكدَّس في مكان مُحدَّد ويذهب البعض لجلبها من أجْل سرعة إنهاء تفتيشه. وأتذكَّر أنَّ أحد الأشخاص قَدْ جلب مجموعة مِنْها له ولأصحابه، ولأنَّ لباسه يُشْبه لباس أمن المطار فما كان مِنِّي أن طلبت أحدها ظنًّا مِنِّي أنَّه عامل تجميع هذه الصناديق، فما كان مِنْه إلَّا أن امتعضَ بصورة غريبة وتحدَّث بلُغته بكلمات توحي بأنَّه غاضب، تخيَّلتُ حينها أن لو أحدًا طلب مِنِّي هذا الطلب كنتُ على الأقل سأوجِّه للمكان الذي يحصل فيه على هذا الصندوق بكُلِّ لطف وبكُلِّ أريحيَّة إذا كنتُ لَمْ أستطع أن أعطيَه إيَّاه، فالأعداد كبيرة ومجانيَّة في الأصل، ولكن نتيجة الزحام كانت في حاجة لتنظيم وإعادة لمكانها الطبيعي، وقَدْ عرضتُ الحادثة على الزملاء وأبدوا تعجُّبَهم من الأمْرِ، وكيف أنَّ موضوع المساعدة مرتبط عِند بعض الشعوب بالمقابل، بعكس مُجتمعنا الذي لا نقول إنَّه مثالي ولكن بنسبة كبيرة يُمكِننا القول إنَّ هذا التصرُّف لَنْ يكُونَ موجودًا لدَيْنا. السَّفر مدرسة تتعلَّم مِنْها جوانب كثيرة في وقت قصير، تتعلَّم عِندما تبدأ في ملاحظة ما يَدُور من حَوْلِك وتربط الأمور وتقارن الأشياء، وفي المقابل كثيرون سافروا ولَمْ يستفيدوا أشياء كحال وجودهم في بلدهم، فأنتَ مَن يقرِّر كيف تستفيد من كُلِّ شيء.

د. خصيب بن عبدالله القريني
kaseeb222@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی الس

إقرأ أيضاً:

في مشهد تمثيلي.. «بيت السعد» يجمع أحمد حلمي وعمرو سعد لأول مرة (فيديو )

برنامج بيت السعد.. تصدر برنامج بيت السعد الذي يقدمه الأخوان الفنان عمرو وأحمد سعد، التريند خاصة بعد عرض حلقته الأولى والذي كان ضيفها الفنان أحمد حلمي.

أحمد حلمي في برنامج بيت السعد

ويستعرض «الأسبوع»، مواعيد عرض مسلسل بيت السعد، والمشهد التمثيلي الذي جمع أحمد حلمي وعمرو سعد معًا لأول مرة، وذلك عبر خدمة متميزة تقدمها لكم عبر الضغط على الرابط هنــــــا.

مشهد تمثيلي يجمع أحمد حلمي وعمرو سعد في بيت السعد

وعُرضت أمس الأربعاء أولى حلقات برنامج بيت السعد الذي ظهر فيها الفنان أحمد حلمي، وحققت الحلقة الأولى مشاهدات عالية، لاقت على إعجاب الجمهور والتفاعل مع فقرات البرنامج بنشرهم مقاطع من برنامج بيت السعد على مواقع التواصل الإجتماعي، وخاصة الفقرة التي ظهر فيها الفنان أحمد حلمي مع الفنان عمرو سعد في مشهد تمثيلي ارتجالي.

كما أدى الثلاثي أغنية في بداية الحلقة الأولى من برنامج بيت السعد.

تصريحات الفنان أحمد حلمي في بيت السعد

صرح أحمد حلمي خلال حديثة في الحلقة عن أحلامه الذي يتمنى أنها تتحقق وهي: «لو طلعلي عفريت هطلب منه أول حاجة إن أنا أوصل للعالمية، والحاجة التانية إن الدولار يوصل لـ3 جنيه، وكان حلم حياتي إن صوتي يطلع حلو وأتعلم العود والأهم الصحة والستر».

ووصف أحمد حلمى فترة العزوبية، قائلا: «أيام العزوبية والكحرتة كانت حلوة بس كانت صعبة خاصة في الأكل والغسيل والنظام لما كنت قاعد لوحدي».

وتابع حلمي: «أيام العزوبية كانت صعبة أنا فاكر لما كان يخش علينا رمضان مفيش فلوس وعايزين نشبع وصايمين ومفيش أكل، كنا نجيب كيلو بطاطس ولتر زيت ونقشر ونحمر وناكل فطار وسحور، أيام رهيبة والفلوس كانت تقضي إيجار الشقة والمواصلات أيام مفلسة».

أحمد حلمي من برنامج بيت السعد

وأضاف: «لو كنت لسه عازب بإمكانيات دلوقتى هفكر أدفى في العيلة لأني مش بحب الوحدة وأفكر اشتري قطعة أرض وأجمع كل أهلي وأقاربي وأصحابي وأسرتي فيها من باب الدفا، وهسافر كتير وأعتقد شغلي هيبقى أكتر لإني هعوض الوحدة بالشغل الكتير».

برنامج بيت السعدمواعيد عرض برنامج بيت السعد لـ أحمد سعد وعمرو سعد

تعرض حلقات برنامج بيت السعد لـ عمرو سعد وأحمد سعد كل يوم أربعاء، والإعادة في يوم السبت، من إخراج محمد سامي.

وتضم الحلقات الكثير من الفقرات المتميزة من غناءً وتمثيلً، وحوارات جادة وعفوية، ويستطيع ان يتابعه الجمهور فى تمام الساعة 11:00 م بتوقيت القاهرة على شاشة إم بى سى 1، بينما يعرض على قناة إم بى سى مصر إبتداءًا من 6 يوليو، كل سبت 09:00 مساءً.

اقرأ أيضاًأحمد حلمي ضيف أولى حلقات بيت السعد في هذا الموعد (صورة)

أولى حلقات برنامج «بيت السعد» للنجمين عمرو وأحمد سعد.. موعد العرض والقنوات الناقلة

مقالات مشابهة

  • هكذا دمر 7 أكتوبر أسطورة القوة العسكرية الإسرائيلية التي لا تقهر وإلى الأبد
  • عم اللاعب أحمد رفعت: كنا على أمل أن تتحسن حالته
  • حالة إنسداد!!
  • روبن نيفيز يوجه رسالة حزينة لجماهير البرتغال
  • مجلس الدوما الروسي يصوت لصالح منع المشرعين من السفر بدون تصريح من الحكومة
  • الاعلان عن تهديد بيئي كبير لليمن ومنظمة بحرية دولية تطلق مناشدة عاجلة الى المجتمع الدولي
  • «القاهرة الإخبارية»: ملف الهجرة على أجندة المحافظين والعمال في الانتخابات البريطانية
  • في مشهد تمثيلي.. «بيت السعد» يجمع أحمد حلمي وعمرو سعد لأول مرة (فيديو )
  • قبل السفر لقضاء العطلة الصيفية.. 5 نصائح لاستبدال العملات
  • باسيل: اسرائيل عاجزة عن شن حرب شاملة على لبنان