"المحافظين" يطالب بدعم 200 مليون للأحزاب و"المصريين الأحرار" يرفض الدمج
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
قال نبيل مراد ممثل حزب المحافظين خلال جلسة مناقشة قانون الأحزاب 'الدمج والتحالفات الحزبية" بالحوار الوطني، إن الأحزاب هي التي تحقق التعددية السياسية وتمارس الديمقراطية وكذلك تمارس التشريع، فلا حياة سياسية دون أحزاب.
وأضاف، أنه للأسف قانون الأحزاب الحالي عفا عليه الزمن، لذا لا بد من تعديله كي يتناسب مع متطلبات المرحلة الحالية، متابعًا: "لا بد من وضع قانون جديد يسهم في التنمية السياسية ويحدد مهام وتمكين الأحزاب والمساواة بينها".
دعم 200 مليون
وأشار، إلى أن حوكمة الأحزاب لا تعني التحكم في الأحزاب، بل هي مجموع العناصر تعتمد عليها الأحزاب في ممارستها، مطالبًا بتخصيص ٢٠٠ مليون جنيه في الموازنة العامة للأحزاب.
وطالب بإلغاء لجنة شؤون الأحزاب، لافتًا إلى ضرورة استبدالها بجمعية عمومية يتكون أعضائها من النقابات والمجتمع المدني.
فترة لتوفيق الأوضاع
ومن جانبه، طالب إسلام العزولي، نائب رئيس حزب المصريين الأحرار، بمنح فترة زمنية لمدة عام لتوفيق أوضاع الأحزاب القائمة.
وقدم "الغزولي"، خلال كلمته خلال جلسة لجنة الأحزاب بالحوار الوطني، عددًا من توصيات حزب المصريين الأحرار تمثلت في: دعم النظام الانتخابي المختلط المبني على القائمة النسبية مع القائمة المطلقة لضمان الحفاظ على حقوق الطوائف ذات الحماية الدستورية وتمكين الأحزاب أو التحالفات للأحزاب أو المستقلين من الحصول على عددًا من المقاعد البرلمانية مما يعزز من تنوع الأفكار والأصوات في البرلمان.
رفض الدمج
وقال إن الحزب يعارض فكرة اندماج الأحزاب للحفاظ على هوية الأحزاب ورؤيتها ومنعا للصراعات الداخلية التي قد تؤدي إلى فقدان التنظيم والسيطرة على هياكل الأحزاب وزيادة التعقيدات الإدارية واتخاذ القرار.
ودعا إلى منح فترة زمنية مدتها عام واحد لتوفيق أوضاع الأحزاب القائمة، مؤكدا أهمية تعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية الفعالة، بما يحقق تطلعات الشعب ويعزز التنمية والاستقرار ومبادئ حقوق الإنسان وحريات المواطنين، ويضمن بيئة سياسية تشجع على التعبير الحر، ويدعو الحزب إلى تعزيز التواصل بين الأحزاب والمجتمع المدني.
الشفافية والديمقراطية
كما جدد تأكيد الحزب على أهمية الحوار الوطني كأداة لبناء التفاهم والتوافق كونه يمثل فرصة لتقديم وجهات النظر المتعددة والاستماع إلى مختلف الآراء، والتطلع إلى تحقيق نقاش بناء وجاد يسهم في تحقيق تطلعات المصريين وتعزيز مستقبل البلاد، مشددا على ضرورة تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات في مجتمع يسوده العدالة والمساواة.
وأشار الغزولي، إلى أهمية وجود إطار قانوني ينظم عمليات التحالفات بين الأحزاب، وكذلك ضرورة تطبيق ممارسات الحوكمة المالية والإدارية داخل هياكل الأحزاب الداخلية، مع تقديم التقارير المالية المستقلة بما يوضح مصادر التمويل والإنفاق، والتأكد من التزام الأحزاب بمبادئ الشفافية والديمقراطية ومعايير واشتراطات التأسيس.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ء الحوار الوطني الاحزاب المصريين الاحرار حزب المحافظين لجنة الأحزاب السياسية الأحزاب السياسية في الحوار الوطني
إقرأ أيضاً:
دمج الأندية: بناء أم هدم؟!
أحمد السلماني
انطلقت فكرة دمج الأندية في سلطنة عُمان قبل نحو 24 عامًا كجزء من مشروع حكومي طموح هدفه توجيه الدعم المالي واللوجستي بشكل أكثر فعالية للأندية الرياضية، جاءت هذه الخطوة في ظل رؤية تهدف إلى تقليص عدد الأندية ليحصل كل منها على موارد وأصول أكبر، ويصبح أكثر قدرة على تقديم برامج وأنشطة رياضية وثقافية واجتماعية متنوعة. لكن، وكما أظهرت التجارب والسنوات، لم يأت هذا المشروع بالنتائج المرجوة؛ بل أثّر سلبًا على العديد من الأندية التي فقدت هويتها، وشعبيتها، ودعم جماهيرها، وتراجعت بشكل ملحوظ على الساحة الرياضية وحتى الثقافية والاجتماعية.
ونبدأ بنادي أهلي سداب، الذي وُلد من اندماج ناديي الأهلي وسداب. هذا النادي مثال لتراجع ملحوظ في الحضور والشعبية. في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، كان الأهلي من الأندية المسيطرة على البطولات المحلية، وسداب لم يكن بعيدًا عن المشهد، إلّا أنَّ الدمج أدخله في حالة من عدم الاستقرار الإداري. أدى هذا إلى انقسام داخلي بين الفئات المنتمية للناديين السابقين، ما جعل جماهير سداب أو الأهلي تتخلى عن دعم النادي الموحد عند عدم وجود تمثيل لها في الإدارة. والنتيجة كانت ظهور النادي بمستوى متذبذب وضياع للروح الجماهيرية.
قصة مشابهة نجدها في نادي مسقط، الذي نتج عن دمج ناديي البستان وروي. النادي يُعاني الآن من أزمات إدارية، وافتقاد للقاعدة الجماهيرية، مما جعله يبدو عاجزًا عن التنافس بقوة؛ بل أصبح يشارك في بعض الرياضات من باب الحفاظ على مكانته الاسمية فقط.
نادي السلام، الذي نتج عن اندماج ناديي شناص ولوى، يعاني من نفس المشكلة؛ حيث يظهر على فترات متقطعة ويغيب في أغلب الأوقات عن المنافسات الرياضية، باستثناء بروز نسبي في الكرة الطائرة. والأمر ذاته ينطبق على أندية أخرى مثل البشائر (من دمج آدم ومنح) والاتفاق (من دمج إبراء والمضيرب)؛ حيث تسبب الدمج في تقليص الانتماء والولاء، وعانت الأندية القديمة من إهمال لمقارها ومنشآتها.
ورغم أن الهدف الأساسي من الدمج كان نبيلًا، إلّا أن النتائج جاءت عكسية، فالأندية المندمجة تعاني من ضمور على كافة الأصعدة، وفقدت حاضنتها الجماهيرية. قد يكون هذا بسبب فقدان الهوية المميزة لكل نادٍ قبل الدمج، وتعدد المصالح بين الأطراف المندمجة، مما أدى إلى تراجع الاهتمام بالفرق الرياضية بالنادي والانصراف عن دعمها.
وخلال العقدين الماضيين، ازداد عدد السكان في السلطنة، وأُشهرت أندية جديدة في ولايات مثل العامرات، نخل، طاقة، إزكي، دماء والطائيين، وضنك، وذلك تحقيقًا لرؤية "عُمان 2040" التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بهدف توفير بيئة حاضنة للأنشطة الرياضية والثقافية. ومع ذلك، لا تزال الأندية تعاني من غياب الجماهير، والمنشآت الرياضية الحديثة في كثير من الأحيان مهجورة.
الفرق الأهلية: البديل الحاضر والمنافس
وفي ظل هذا الوضع، برزت الفرق الأهلية كبديل قوي، وحققت جماهيرية واسعة في بطولاتها الكروية؛ حيث جذبت أعدادًا كبيرة من المتابعين. ولم يكن هذا الظهور مجرد بديل بل استحوذ على دور مُهم في المجتمع، ما يدل على وجود فجوة كبيرة بين الأندية التقليدية والجماهير، والتي يجب على الجهات المعنية أن تعمل على سدها.
ونضع هنا فيما يلي مقترحات وحلول للنهوض بالأندية:
1. تطوير الفكر الإداري للأندية: يجب أن تعمل وزارة الثقافة والرياضة والشباب على إعداد برامج لتأهيل القيادات الإدارية وإكسابهم مهارات حديثة في الإدارة بالاندية.
2. إعادة النظر في دعم الأندية: زيادة الدعم الموجه للأندية والأندية المندمجة لتشجيع التنافس وتحقيق التوازن.
3. تشجيع اندماج من نوع آخر: بدلاً من الدمج القسري، يمكن التفكير في شراكات استراتيجية بين الأندية لرفع الكفاءة دون فقدان الهوية.
4. الاعتراف بالفرق الأهلية: توفير الدعم لهذه الفرق وتحويلها إلى أندية هواة تعترف بها الوزارة وتقدم لها الدعم في بعض الخدمات مثل انخفاض تعرفة الكهرباء والمياه.
5. تحفيز الجمهور على المشاركة: تكوين منشآت الأندية باضافة بعض المرافق كالمقاهي والمكاعم مثلاً والألعاب وتشجيع تنظيم فعاليات متنوعة داخل الأندية تجذب العائلات والشباب وتعيد إشعال الحماسة الجماهيرية.
وختامًا.. لا بُد من التعامل مع أزمة الدمج وتأثيرها على الأندية بواقعية، والعمل على تطوير رؤية جديدة تحقق التوازن بين الحفاظ على هويات الأندية جميعها والاستفادة من التجارب السابقة لدعم مستقبل الرياضة في عُمان، الأندية هي قطب الرحى في الرياضة والتخلي عنها هو هدر للطاقات والأموال؛ إذ إن وضعها الحالي يحتاج إلى قرارات جريئة وثورة في الفكر والأدوات لتمكينها.
رابط مختصر