جريدة الوطن:
2024-11-23@09:05:04 GMT

أصداف : ما بعد «الحرب الهجينة»

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

نقصد بـ»الحرب الهجينة» جانب السِّلاح المستخدم في هذا النَّوع من الحروب، فقَدْ تصدَّى خبراء ومفكِّرون واستراتيجيون لهذا المصطلح القديم ـ الجديد وتناولوه من عدَّة زوايا. لكنَّ اللافت أنَّ ثمَّة تطوُّرات واضحة في أنواع الأسلحة المستخدمة في الحروب والهجمات التي انتشرت على الأقل خلال عَقْد من الزمن. أمَّا أبرز التجارب التي يُمكِن مناقشتها في البحث في هذا الموضوع فهي «المواجهة الروسيَّة ـ الأوكرانيَّة» إذ إنَّها تختلف عن الهجمات التي تُنفِّذها الولايات المُتَّحدة ضدَّ أهداف تعدُّها مُعادية لها ويتركز نشاطها في الشرق الأوسط، لكنَّ الحرب التي ما زالت مشتعلة في منطقة القرم منذ فبراير ـ شباط 2022 تسجِّل سابقة في المزج بَيْنَ نوعَيْنِ من الأسلحة وعلى أوسع نطاق، فيتمُّ الإعلان بصورة شِبْه يومي في كييف وموسكو عن التصدِّي للطائرات المُسيَّرة التي يستخدمها الطرفان، ورغم استخدام الطرفيْنِ التقنيَّات المتطوِّرة في معالجة تلك الهجمات، إلَّا أنَّ البعض مِنْها يصل الأهداف المرسومة ويصيبها ويحدث الضرر وبدرجات متفاوتة، كما أنَّ الهجمات السيبرانيَّة لَمْ تتوقف هي الأخرى، وأنَّ غالبيَّة هذه الهجمات تُحقِّق كامل أهدافها أو جزءًا مِنْها.


إلى أين تتَّجه الحروب في العالَم؟
بعد أكثر من قرن من استخدام الأسلحة التقليديَّة التي شهدت منذ بداية القرن العشرين وفي مختلف أنواع الأسلحة تطوُّرًا كبيرًا، فقَدْ ظهرت الطائرات المقاتلة وطوَّرت الدوَل والشركات كثيرًا في أدوات القتل لهذا السِّلاح الفتَّاك، وحصل تطوير هائل للمدافع المختلفة، ومِثل ذلك حصل للدبابات وناقلات الجنود والفرقاطات والبوارج وحتَّى الزوارق الحربيَّة الصغيرة والمتوسِّطة، وجميع هذه الأسلحة عبارة عن قطعة جامدة لا فائدة مِنْها بِدُونِ العنصر البَشَري، لهذا فإنَّ الجزء الأكبر من التطوير لتلك الأسلحة يركز على جانب الحماية لمستخدمي هذه الأسلحة. رغم ذلك فقَدْ سقط عددٌ كبير من الطيارين في جميع الحروب والمعارك وحدَثَ الأمْرُ في طواقم الدبابات والدروع وفي أسلحة البحريَّة بمختلف أنواعها.
في الوقت الحالي تجري حرب هجينة من حيث استخدام الأسلحة (روسيا وأوكرانيا) فهناك الأسلحة التقليديَّة ومعها الحرب الإلكترونيَّة بجميع بوَّاباتها وأدواتها، ومنذ اندلاع الحرب وحتَّى الآن تعمل مؤسَّسات وعقول برمجيَّة والذَّكاء الاصطناعي على تطوير النَّوع الثاني من الأسلحة (الإلكترونيَّة) وعِندما تضع هذه الحرب أوزارها إن عاجلًا أم آجلًا، فإنَّ الدوَل والكثير من الحكومات ستخرج بخلاصات عميقة عن النتائج التي حققتها الحرب الإلكترونيَّة في هذه الحرب، ولأنَّ الجميع يتجهون لتقليل الخسائر البَشَريَّة بَيْنَ الجيوش، فإنَّ التوسُّع سيكُونُ في الأسلحة الجديدة، وهذا يعني أنَّ الخطط الخاصَّة بتدريب الطيَّارِين وضبَّاط المدفعيَّة والعديد من الصنوف سيخضع للدراسة والمراجعات، وينعكس ذلك على صناعات الأسلحة الأخرى؟
وستزحف الأدوات الحربيَّة الإلكترونيَّة بقوَّة لتقليص المخازن التقليديَّة من الأسلحة وقَدْ يحصل ذلك بفترة زمنيَّة قياسيَّة.

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن حملها على صواريخ مثل MIRV التي ضربت أوكرانيا

دبي، الإمارات العربية المتحدة--(CNN)يعد استخدام روسيا لصاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية، الخميس، أحدث تصعيد في حرب أوكرانيا، كما أنه يمثل لحظة حاسمة وربما خطيرة في صراع موسكو مع الغرب.

إن استخدام ما وصفه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه صاروخ باليستي برؤوس حربية متعددة في القتال الهجومي يعد خروجًا واضحًا عن عقود من عقيدة الردع في الحرب الباردة.

يقول الخبراء إن الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس الحربية المتعددة، والمعروفة باسم "مركبات إعادة الدخول المتعددة المستهدفة بشكل مستقل"، أو MIRVs، لم تُستخدم أبدًا لضرب العدو.

ووفقًا لبيانات صادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، تمتلك روسيا والولايات المتحدة معا ما يقرب من 90٪ من جميع الأسلحة النووية، ويبدو أن أحجام مخزوناتهما العسكرية (أي الرؤوس الحربية القابلة للاستخدام) ظلت مستقرة نسبيًا في عام 2023، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن روسيا نشرت حوالي 36 رأسًا حربيًا مع قوات تشغيلية أكثر مما كانت عليه في يناير 2023.

وانخفضت الشفافية فيما يتعلق بالقوات النووية في كلا البلدين في عام 2023، في أعقاب الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، وتزايدت أهمية المناقشات حول ترتيبات تقاسم الأسلحة النووية.

إليكم نظرة في الانفوغرافيك أعلاه يوضح أحدث التقديرات الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولي بالدول ذات مخزون الرؤوس الحربية النووية.

أمريكاأوكرانياروسياأسلحة نوويةانفوجرافيكنشر الجمعة، 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • دراسة حديثة تكشف تأثير الحروب على الحمض النووي للأطفال
  • انطلاق أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
  • دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال
  • الرئيس العراقي: حان الوقت لتعيش شعوب المنطقة بعيدا عن الحروب
  • لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن حملها على صواريخ مثل MIRV التي ضربت أوكرانيا
  • «الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
  • موجز تاريخ الحرب كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
  • "حُرُوب اليوم".. ليْسَت عَالميَّة
  • ذاكرة الحروب والفيتو
  • مع استمرار الهجمات على إسرائيل.. هل فشل العراق في تفادي الحرب؟