جريدة الوطن:
2025-03-07@02:33:28 GMT

أصداف : ما بعد «الحرب الهجينة»

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

نقصد بـ»الحرب الهجينة» جانب السِّلاح المستخدم في هذا النَّوع من الحروب، فقَدْ تصدَّى خبراء ومفكِّرون واستراتيجيون لهذا المصطلح القديم ـ الجديد وتناولوه من عدَّة زوايا. لكنَّ اللافت أنَّ ثمَّة تطوُّرات واضحة في أنواع الأسلحة المستخدمة في الحروب والهجمات التي انتشرت على الأقل خلال عَقْد من الزمن. أمَّا أبرز التجارب التي يُمكِن مناقشتها في البحث في هذا الموضوع فهي «المواجهة الروسيَّة ـ الأوكرانيَّة» إذ إنَّها تختلف عن الهجمات التي تُنفِّذها الولايات المُتَّحدة ضدَّ أهداف تعدُّها مُعادية لها ويتركز نشاطها في الشرق الأوسط، لكنَّ الحرب التي ما زالت مشتعلة في منطقة القرم منذ فبراير ـ شباط 2022 تسجِّل سابقة في المزج بَيْنَ نوعَيْنِ من الأسلحة وعلى أوسع نطاق، فيتمُّ الإعلان بصورة شِبْه يومي في كييف وموسكو عن التصدِّي للطائرات المُسيَّرة التي يستخدمها الطرفان، ورغم استخدام الطرفيْنِ التقنيَّات المتطوِّرة في معالجة تلك الهجمات، إلَّا أنَّ البعض مِنْها يصل الأهداف المرسومة ويصيبها ويحدث الضرر وبدرجات متفاوتة، كما أنَّ الهجمات السيبرانيَّة لَمْ تتوقف هي الأخرى، وأنَّ غالبيَّة هذه الهجمات تُحقِّق كامل أهدافها أو جزءًا مِنْها.


إلى أين تتَّجه الحروب في العالَم؟
بعد أكثر من قرن من استخدام الأسلحة التقليديَّة التي شهدت منذ بداية القرن العشرين وفي مختلف أنواع الأسلحة تطوُّرًا كبيرًا، فقَدْ ظهرت الطائرات المقاتلة وطوَّرت الدوَل والشركات كثيرًا في أدوات القتل لهذا السِّلاح الفتَّاك، وحصل تطوير هائل للمدافع المختلفة، ومِثل ذلك حصل للدبابات وناقلات الجنود والفرقاطات والبوارج وحتَّى الزوارق الحربيَّة الصغيرة والمتوسِّطة، وجميع هذه الأسلحة عبارة عن قطعة جامدة لا فائدة مِنْها بِدُونِ العنصر البَشَري، لهذا فإنَّ الجزء الأكبر من التطوير لتلك الأسلحة يركز على جانب الحماية لمستخدمي هذه الأسلحة. رغم ذلك فقَدْ سقط عددٌ كبير من الطيارين في جميع الحروب والمعارك وحدَثَ الأمْرُ في طواقم الدبابات والدروع وفي أسلحة البحريَّة بمختلف أنواعها.
في الوقت الحالي تجري حرب هجينة من حيث استخدام الأسلحة (روسيا وأوكرانيا) فهناك الأسلحة التقليديَّة ومعها الحرب الإلكترونيَّة بجميع بوَّاباتها وأدواتها، ومنذ اندلاع الحرب وحتَّى الآن تعمل مؤسَّسات وعقول برمجيَّة والذَّكاء الاصطناعي على تطوير النَّوع الثاني من الأسلحة (الإلكترونيَّة) وعِندما تضع هذه الحرب أوزارها إن عاجلًا أم آجلًا، فإنَّ الدوَل والكثير من الحكومات ستخرج بخلاصات عميقة عن النتائج التي حققتها الحرب الإلكترونيَّة في هذه الحرب، ولأنَّ الجميع يتجهون لتقليل الخسائر البَشَريَّة بَيْنَ الجيوش، فإنَّ التوسُّع سيكُونُ في الأسلحة الجديدة، وهذا يعني أنَّ الخطط الخاصَّة بتدريب الطيَّارِين وضبَّاط المدفعيَّة والعديد من الصنوف سيخضع للدراسة والمراجعات، وينعكس ذلك على صناعات الأسلحة الأخرى؟
وستزحف الأدوات الحربيَّة الإلكترونيَّة بقوَّة لتقليص المخازن التقليديَّة من الأسلحة وقَدْ يحصل ذلك بفترة زمنيَّة قياسيَّة.

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ندوة إعلامية لتعزيز قيم الولاء والانتماء بمركز النيل للإعلام بطنطا

في إطار الحملة الإعلامية التي أطلقتها الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الدكتور ضياء رشوان، وتحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي، تحت شعار "تعزيز القيم الوطنية وروح الانتماء لدى الشباب"، نظم مركز النيل للإعلام بطنطا اليوم الخميس ندوة إعلامية حول تعزيز قيم الولاء والانتماء للشباب، وذلك بمقر قاعة المركز، بمشاركة عدد من طلاب كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة كفر الشيخ.

حاضر في الندوة الأستاذ الدكتور إبراهيم درويش، وكيل كلية الزراعة بجامعة المنوفية سابقًا وعضو الاتحاد الإقليمي للجمعيات، حيث بدأ حديثه بتوضيح الفرق بين الولاء والانتماء، مشيرًا إلى أن كلاهما يمثلان ركيزة أساسية في بناء الوطنية. وأوضح أن:

الانتماء يعبر عن الانتساب الحقيقي للفرد إلى وطنه فكريًا وعمليًا، بحيث يوجه جهوده لصالح الوطن، ويتم توثيقه بمنح الجنسيات التي تعكس العلاقة المتبادلة بين الأفراد والأوطان من حيث الحقوق والواجبات.

الولاء هو المشاعر الإيجابية للمواطن تجاه وطنه، بما يشمله من حب ونصرة وتأييد، حيث يشمل الولاء الوطني عدة مستويات فرعية تعزز الاستقرار المجتمعي.

كما تناول درويش مفهوم "الحروب اللامتماثلة (غير النمطية) أو الحروب الحديثة"، مشددًا على أهمية توعية الشباب بالتحديات التي تواجه الوطن، وأبرزها الشائعات وحروب الجيل الرابع، التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وبث الفتن وزيادة فقدان الثقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة. وأكد أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تكامل الجهود الوطنية للحفاظ على وحدة الوطن واستقراره، والمضي قدمًا نحو بناء الجمهورية الجديدة القائمة على الوعي الوطني.

وأشار إلى ضرورة تحري الدقة في استقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تسعى إلى هدم الأوطان.

قام بإعداد اللقاء مي أبو زيد، وأدارته مروة عبد الرسول، مديرة مركز النيل للإعلام بطنطا.

مقالات مشابهة

  • ندوة إعلامية لتعزيز قيم الولاء والانتماء بمركز النيل للإعلام بطنطا
  • الوزير الشيباني: لأول مرة في التاريخ، خاطبت سوريا المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عبر وزير خارجيتها. وأكدت من جديد التزامنا بحل هذه الأزمة-التي ورثناها عن نظام الأسد وعانينا منها لمدة 14 عاماً، من واجبنا أن نضمن عدم تكرار هذه الجرائم، وأن تت
  • التهديدات التي تقلق “الكيان الصهيوني”
  • أول استخدام للطائرات الحربية في التاريخ .. كيف غيّرت المعارك إلى الأبد؟
  • سوريا تشارك لأول مرة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي
  • أهم أنظمة الأسلحة الأميركية التي قد تخسرها أوكرانيا
  • الصين تعلن استعدادها “لأي نوع من الحروب” ضد واشنطن
  • مسؤولون صهاينة: عودة الحرب والهجمات اليمنية ستؤثر على الاقتصاد “الإسرائيلي”
  • صحيفة عبرية: عودة الحرب والهجمات اليمنية ستؤثر على الاقتصاد “الإسرائيلي”
  • نيويورك تايمز: الحرب في أوكرانيا تغيرت وأصبحت أشد فتكا بسبب هذا السلاح