المعاملات التمييزية بالجامعات الأميركية موضع جدل متجدد
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
يتزايد الجدل بشأن "أولوية الانتساب" للجامعات الأميركية بوصفها ممارسة تمييزية لصالح أبناء "الذوات"، وذلك بعد وقف العمل ببرامج "التمييز الإيجابي" في قبول الطلاب الأميركيين.
وأولوية الانتساب ممارسة شائعة منذ زمن طويل في الولايات المتحدة، تعطي الطلاب أفضلية لدى تقديم طلبات التحاقهم بالجامعات إذا كان أحد والديهم قد درس فيها.
ومنذ عقود، تعتمد جامعات أميركية مرموقة مثل هارفارد وستانفورد "أولوية الانتساب" أو القبول التفضيلي. لكن الانتقاد لهذه الممارسة تزايد مؤخرا مع قرار من المحكمة العليا وتحقيق لوزارة التعليم بناء على شكوى تهدف إلى إنهاء ما اعتبره مسؤول جامعي نظاما "أرستقراطيا" لا يليق بدولة ديمقراطية.
ولا تضمن "أولوية الانتساب" الدخول إلى جامعة معينة، لكنها تمنح ميزة للمتقدم. فإذا كان طلبه يتضمن سجلا أكاديميا قويا، مرفقا بعلاقة قرابة بأحد الخريجين، فهذا يمنحه أفضلية تقلب الأمور لصالحه خلال عملية القبول التي تعد تنافسية للغاية.
وعلى سبيل المثال، تشير الأرقام إلى أن جامعة هارفارد قبلت 33% من الطلاب المؤهلين لـ"أولوية الانتساب" بين 2014 و2019، في حين كانت نسبة القبول الإجمالية 6% فقط.
وبينما تواجه هذه الممارسة مزيدا من الشكاوى حاليا، يقول خبراء إن جذورها تعود إلى ممارسة مظلمة في بداية القرن الـ20، حيث سعت جامعات إلى الحد من عدد الطلاب اليهود فيها لصالح غالبية من البروتستانت.
ورأى جيمس مورفي من مركز "إصلاح التعليم الآن" أن استمرار أولوية الانتساب أمر "غير أخلاقي على الإطلاق". وقال إن هذه الممارسة "تتعارض بشكل كبير مع فكرة أن التعليم العالي في هذا البلد من المفترض أن يدفع التطور الاجتماعي". لكنه أشار إلى وجود سببين يفسران استمرارها، هما "المال والامتياز".
وتخشى العديد من المؤسسات أن يتوقف الخريجون عن التبرع لها، إذا توقف القبول التفضيلي لأبنائهم وبناتهم.
زمام المبادرةوأخذ عدد من المؤسسات التعليمية في السنوات الأخيرة زمام المبادرة لمعالجة هذه القضية. وأعلنت جامعة جونز هوبكنز عام 2020 إلغاء القبول التفضيلي.
وقال رئيس الجامعة رون دانيالز إن هذه الممارسة "تضع علامة على الشباب الذين يتمتعون بالفعل بالعديد من المزايا بحكم ولادتهم لأبوين استفادا من التعليم الجامعي".
وأوضح أن القبول التفضيلي هو سياسة "أرستقراطية" و"لا يمكن الدفاع عنها في مجتمعنا الديمقراطي".
ومنذ إلغاء الجامعة المرموقة في بالتيمور هذه السياسة، أصبح لديها "المزيد من المساحة والفرصة لتوظيف مجموعة واسعة من الطلاب الموهوبين".
وفي حين أن هذه الانتقادات ليست جديدة في الولايات المتحدة، لكن الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا هذا العام أعاد إثارة الجدل حول هذه الممارسة.
وطلبت المحكمة الأميركية العليا في يونيو/حزيران الماضي من الجامعات وقف العمل ببرامج "التمييز الإيجابي" في قبول الطلاب، وهو من مكتسبات النضال من أجل الحقوق المدنية في ستينيات القرن الـ20، وأتاح تعزيز التنوع، لاسيما العرقي والاجتماعي، في الجامعات.
وبموجب القرار، لا يمكن للجامعات النظر في الأصول العرقية أو الإثنية للمتقدمين، مما يلغي ممارسة عزّزت الفرص التعليمية لأميركيين منحدّرين من أصول أفريقية وأبناء أقليات أخرى.
غير أن آخرين رأوا في الحكم فرصة لكسر التنميط، معتبرين أن "أولوية الانتساب" تمنح أفضلية للبيض والأثرياء استنادا إلى خلفيات أولئك الذين يستفيدون عادة منه.
وبعدها بأيام، تقدم محامون بشكوى ضد جامعة هارفارد لدى وزارة التعليم لإلزام الجامعة الشهيرة بإنهاء هذه السياسة "التمييزية"، إذا أرادت الاستمرار في الاستفادة من الأموال الفدرالية.
ويؤكد مايكل كيبينز من منظمة "محامون من أجل الحقوق المدنية"، التي قدمت الشكوى نيابة عن عدد من المنظمات، "لقد قررنا أنه من المهم بالنسبة لنا أن نتحرك بسرعة كبيرة لضمان إزالة الحواجز التي تعترض التعليم العالي والتي تضر المتقدمين من ذوي البشرة الملونة".
وانتقد الرئيس الأميركي جو بايدن أيضا هذه الممارسة، قائلا إنها توسّع "الامتيازات أكثر من الفرص".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محافظ القاهرة: التعليم الفني ركيزة أساسية لتحقيق التنمية في رؤية مصر 2030
أكد محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر حرص القيادة السياسية على الاهتمام بالتعليم الفني باعتباره أحد السبل الرئيسية؛ لتحقيق خطط وبرامج التنمية الشاملة ضمن رؤية مصر 2030.
جاء ذلك خلال حضور المحافظ، اليوم /الأربعاء/، لافتتاح معرض التعليم الفني وورش العمل "اصنع وإبدع" بالمدرسة الفنية المتقدمة في مدينة نصر، بمشاركة 38 مدرسة صناعي.
وقال صابر إن الدولة تنتهج استراتيجية وطنية لإرساء دعائم نظام تعليمي فني غير نمطي يعتمد على توفير بيئة تطبيقية للمناهج الدراسية تحاكي سوق العمل بمختلف التخصصات محليًا وإقليميًا وعالميًا، وتأهيل الكوادر البشرية ورفع كفاءتها وجاهزيتها فنيًا وتقنيًا وتكنولوجيًا بما يتناسب مع التطورات المتلاحقة في المجالات المختلفة، فضلاً عن تشجيع ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، بجانب الارتقاء بمهارات القائمين على العملية التعليمية وفقا للمعايير الدولية.
وأضاف أن الدولة حريصة على تمكين الشباب ورعاية مواهبهم وتأهيلهم للتميز بسوق العمل، وتزويدهم بالوسائل المعرفية والإمكانات اللازمة للتفوق في مسيرتهم المهنية من أجل إعداد خريجين مؤهلين في مختلف التخصصات التي يحتاجها سوق العمل.
وأوضح - خلال تفقده لمعرض المنتجات الفنية - أن مستوى عروض الطلاب يدعو للفخر، حيث يشهد تطورًا كبيرًا في كل مرة ويبرز مهارات الطلاب وهيئة التدريس المشرفة على تدريبهم، مشيرا إلى أنه سيتم بحث إقامة معارض دائمة لتسويق منتجات الطلاب.
ويضم المعرض منتجات طلبة مدارس التعليم الفني بتخصصاته المتنوعة، والمنتشرة على مستوى محافظة القاهرة التي يقترب عددها من 300 مدرسة فنية، ويشمل المعرض ورش عمل متعلقة بالحاسب الآلي، والمشروعات التجارية "الطباعة والنسيج، والفخار والزخرفة"، وورش ترميم الآثار وورشة أعمال الخرسانة، وورشة الأعمال الصحية، وورشة البياض، وورشة الصياغة والمعادن، وورشة خراطة، وورشة تطعيم الخشب، وورشة سيارات، بجانب ورشة عمل تعليم مزدوج مع إحدى شركات السيارات العالمية في مصر.
كما يضم المعرض السنوي، معروضات الصناعة الخشبية، والإنتاج الزراعي، والأقسام الكهربائية، والإلكترونية، وأقسام التبريد والتكييف، وأقسام النسيج، وأقسام ريادة الأعمال، والأقسام الزخرفية، والمعادن الزخرفية، والأقسام الميكانيكية، وأقسام الملابس الجاهزة، والمدارس الفندقية ومعروضات التربية الخاصة.