سواليف:
2024-12-28@03:18:50 GMT

” سبعون : حصاد العَقير “

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

” سبعون : حصاد العَقير “

” #سبعون : #حصاد_العقير “
د. #حفظي_اشتية
في 25/9 سأكمل السبعين، وسين التسويف معلّقة بمشيئة الربّ اللطيف.
يتسلّل إلى فكري طيف ميخائيل نعيمة، ناسك الشخروب، الذي جاب الدنيا شرقا وغربا، وملأ السمع والأبصار، ثم عاد كسيرا مردّدا :
لقد طوّفتُ في الآفاق حتى رضيتُ من الغنيمةِ بالإيابِ
عاد إلى لبنان، إلى قريته ” بسكنتا ” في سفح جبل ” صنّين “، وعلى بعد خمسة كيلومترات شرقا من القرية، تقع تلة ” الشخروب ” التي اختارها لتكون عالمه الخاص الأثير في عزلته الاختيارية ومقامه الأخير دون زواج، بعيدا عن بني البشر جميعا وصراعاتهم وخلافاتهم ونفاقهم ومجاملاتهم إلخ….

.، بنى فيها عرزالا (عريشة) احتضنت أهم كتبه، وأدوات كتابته وقليلا من أواني معيشته. تآخى مع النحل البرّيّ، وتقاسم معه العسل، واجتنى الفواكهة النديّة الشهيّة، وشرب ماء السواقي السلسبيل النمير، وأطلق العنان دون أيّة قيود لفكره، فجادت قريحته على الدنيا بثلاثين مؤلَّفا وأكثر، مؤلّفات عزّ شبيهها، وقلّ النظير. منها : ( المرداد، الغربال، جبران…..)
وعندما أكمل السبعين عام 1960م، وظنّ قرب النهاية، كتب سيرته الذاتية الرائعة (سبعون) فتح فيها صفحات حياته للإفادة والعظة والاعتبار. ثم طال العمر خلافا لظنه، فعاش تسعا وعشرين سنة فوق السبعين، وغادر الدنيا عام 1988 بعد أن لبث فيها وحيدا فريدا قَرنا إلا عاما.
وأين أنا منه؟! لكنها أفكار كليلة ينوء بها الذهن العاجز في هذه المحطة من العمر الشارد : تتراءى في المخيلة العليلة طفولة شقية تجعل الطفل كهلا، إذ توكل إليه مهمات الكبار وهو غضّ الإهاب صغير، فيُنتزع من عالم طفولته غصبا ليرعى المواشي، ويشارك في أعمال الفلاحة، ويُحرم لذيذ المنام.
وينخرط في المدرسة لينقسم يومه بين متطلبات الأهل التي لا ترحم، وواجبات الدوام، لتحترق سنوات عمره الأولى سريعا دون أن يشعر بها، أو يتذوق سعادتها.
ويتفوق في دراسته محافظا على القمة بين أقرانه، وتعلن نتائج الثانوية العامة في المذياع، ويلمع اسمه أحد العشرة الأوائل في المملكة.
يُسرع إلى والده ليبشره بالنبأ المدوّي، ينظر الوالد دون أن يبدو عليه أنه فهم شيئا، فيسأل : ( شو يعني العشرة الأوائل؟! بدّك ترجّع لي القدس؟؟َ!! )، (فيستحضر تيار الوعي في البال سريعا الكرنفال الاستعراضي الأسطوري لناجح الثانوية هذه الأيام، وما يرافق ذلك من استجلاب مصطنع للفرح، وإغلاق للشوارع، وأبواق تصمّ الآذان، ورصاص ماطر منهمر على رؤوس عباد الله الغافلين المهمومين……)
إجابة محبطة، وردة فعل تخيّب الآمال، لكنه تذكر فورا أن القدس درّة الأوطان، قد احتُلّت، فقُتل في النفوس السويّة كلّ فرح، وغُيّبت في الأرواح الأبيّة كلّ دهشة، فجاز التصرف قليلا في قول لبيد :
كلّ شيءٍ ما خلا”القدس” جللْ والفتى يسعى ويُلهيه الأملْ (جلل هنا بمعنى هيّن).
يعبر النهر شرقا، شوقه يسبقه إلى أرض عربية غير محتلة، يكاد يحضن كل جندي أردني على الحدود، لأنه يرى فيه الأمل المنشود لاستعادة الفردوس المفقود.
وعلى نفقة الدولة، يُخيّر للدراسة في مصر أو السعودية أو الكويت أو فرنسا، لكنه يختار الأردن، ويدرس في جامعته الفتية، مفضّلا تخصص اللغة العربية، يتفوق ويتخرج، وينسلك في شؤون التدريس ربع قرنٍ إلا قليلا، ويتدرج في شجونه معلما وأمين مكتبة ومديرا ومشرفا ورئيسا للإشراف…… ويكمل دراسته العليا خلال عمله، فيحصل على درجة الماجستير بمرتبة الشرف الأولى، وكذلك الدكتوراة، فيتحول إلى العمل في الجامعات الأردنية ربع قرنٍ آخر، مدرسا مدركا أهمية التعليم، باذلا كل ما يستطيع في خدمة طلابه، والوفاء بمهمته، والحفاظ على قدسية مهنته.
ويمضي قطار العمر سريعا…..يا لهف نفوسنا، ما أقصر الحياة!!!!! زواج وأولاد وأعباء لا تنقطع، وهموم لا تنتهي، مشاغل، مشاكل، صراع، ظلم، سعادة نادرة عزيزة المنال تلوح وسرعان ما تروح، صداقات تفنى وأخرى تتجدد، علاقات تنتهي وأخرى تتولّد، أحباب يتساقطون وتبتلعهم القبور، أوطان تتهاوى، آمال تتبدّد……
ونقف على الحصاد نتلفّت إلى الوراء بقلوبنا الموجوعة، نبكي على ماضٍ لن يعود، ونبحث عن بقايا حياة تسرّبت من بين أيدينا، فضاعت وما عشناها….
ونتفيّأ حكمة المعرّي الذي عانى أكثر مما عانينا، ثم اختصر الحكاية بحروف من ذهب:
تعبٌ كلُّها الحياةُ فما أعجبُ إلا مِن راغبٍ في ازديادِ!!!!!!!
آه! ما أمرّ الحياة!! يُقتل فيها الشجعان، ويتلوّى بالقهر والظلم أصحابُ العقول والمبادئ، بينما ( يُبرطع ) الجهلةُ الواهمون، والمنافقون، والمغفلون، والفاسدون….
قالها المتنبي بعد طول عِراك في شعاب الحياة، ومعاناة مرارتها وهمومها الفاتكة :
والهمُّ يختــرمُ الجــسيمَ نـــحافةً ويُشيبُ ناصيةَ الصبيِّ ويُهرِمُ
ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقله وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعَمُ!!!!!

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

ما هو فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة؟.. «خيرٌ في الدنيا والدين»

فضل الصلاة على النبي.. يحرص الكثير من المسلمين على الإكثار من الصلاة على سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة في يوم الجمعة، الذي يعد من أفضل الأيام عند الله عز وجل، لقول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة»، رواه الإمام مسلم في صحيحه.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، فضل الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، مؤكدة أن الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم مأمور بها شرعًا على العموم، والإكثار منها يوم الجمعة وليلتها من آكد المستحبات، فالجمعة أفضل الأيام، وليلته أفضل الليالي، لاختصاصهما بتضاعف الحسنات إلى سبعين على سائر الأوقات، ولكون ذلك إشغال الوقت الأفضل بالعمل الأفضل وهو الأكمل والأجمل.

وأضافت دار الإفتاء، أن يوم الجمعة سيد الأيام فيصرف في خدمة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُكُمْ صَلَاةً عَلَيَّ، أَلَا فَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ فِي اللَّيْلَةِ الْغَرَّاءِ وَالْيَوْمِ الْأَزْهَرِ». قال الإمام الشافعي: يعني ليلة الجمعة ويوم الجمعة.

فضل الصلاة على سيدنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ

الصلاة على سيدنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من أقرب القربات، وأعظم الطاعات، فمَن تمسّك بها فاز بالسعادة في الدنيا، وغُفر ذنبه في الآخرة، وهي جالبة للخيرات، قاضية للحاجات، دافعة للنقمات، بابٌ لرضاء الله، وجزيل ثوابه ومحبته لعباده، فسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل كل خير في الدارين، وهو شفيع الخلائق في الآخرة، والصلاة على جنابه الشريف شفيع الدعاء في الدنيا، لذلك جاء الأمر الشرعي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، فأما الكتاب، فقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة

والصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من باب التحية له، يقول الإمام فخر الدين الرازي في "مفاتيح الغيب" (3/ 500، ط. دار إحياء التراث العربي): [فالله تعالى أمر الكل بأنهم إذا حيَّاهم أحدٌ بتحية أن يقابلوا تلك التحية بأحسن منها أو بأن يردوها، ثم أمرنا بتحية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾] اهـ.

وأما السنة: فقد تواترت الأحاديث النبوية التي تبيّن فضل الصلاة على سيدنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فعن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذهب ربع الليل -وفي رواية: ثلثا الليل- قام فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله، اذْكُرُوا الله، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ»، قلت: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لك»، قلت النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ»، قلت فالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لك»، قلت: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمُّكَ، وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ» أخرجه الترمذيُّ في "سننه" وحسَّنه، والحاكمُ في "المستدرك على الصحيحين" وصحَّحه، والبيهقي في "شُعب الإيمان"، وفي رواية للإمام أحمد في "المُسند" قَالَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ».

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» رواه مسلم في "صحيحه".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» رواه أبو داود في "السنن".

حكم الصلاة على سيدنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ

ونقل جمعٌ من الفقهاء والعلماء الإجماع على أن الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرض على الجملة، وأنها تجب على كل مسلم مرة في العمر، وعلى استحباب الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلما ذكر، قال الإمام الحطَّاب في "مواهب الجليل" (1/ 18، ط. دار الفكر): [والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم: فرضان، مرة في العمر. قال في "الشفاء": قال القاضي أبو بكر بن بكير: افترض الله على خلقه أن يصلوا على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ويسلموا تسليمًا، ولم يجعل لذلك وقتًا معلومًا، فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغفل عنها، وذكر قبل ذلك أن الإجماع على أن الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم فرض على الجملة، وأن المشهور عن أصحابنا: أنها إنما تجب مرة في العمر، وكرر ذلك] اهـ.

وقال العلامة ابن مازه في "المحيط البرهاني" (1/ 367، ط. دار الكتب العلمية): [قال أبو الحسن الكرخي: الصلاة على النبي واجبة على الإنسان في العمر مرة، إن شاء فعلها في الصلاة أو في غيرها، وعن الطحاوي: أنه يجب عليه الصلاة كلما ذكر، قال شمس الأئمة السرخسي: وما ذكر الطحاوي مخالف الإجماع، فعامة العلماء قالوا: إن الصلاة على النبي كلما ذكر مستحبة، وليست بواجبة] اهـ.

استحباب البدء بالصلاة على سيدنا النبي عليه السلام في مهمات الأمور

يستحب البدء بالصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل ما يهمّ المسلم من أمور، وذلك لما تواتر من فضلها في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، ودفع الملمات، قال العلامة العدوي في "حاشيته على شرح كفاية الطالب الرباني" (1/ 10، ط. دار الفكر): [البداءة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مستحبة في كل أمر مُهمّ] اهـ.

سنن يوم الجمعة فضل الصلاة على سيدنا النبي يوم الجمعة وليلتها

الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم مستحبة على العموم، وفي يوم الجمعة وليلتها على الخصوص، فعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟ - يَعْنِي بَلِيتَ - فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» أخرجه أبو داود وابن ماجه في "سُننيهما"، قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (3/ 453، ط. دار الفكر): [«فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ»، أي: في يوم الجمعة، فإن الصلاة من أفضل العبادات، وهي فيها أفضل من غيرها، لاختصاصها بتضاعف الحسنات إلى سبعين على سائر الأوقات، ولكون إشغال الوقت الأفضل بالعمل الأفضل هو الأكمل والأجمل، ولكونه سيد الأيام فيصرف في خدمة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام] اهـ.

وقد تواترت نصوص الفقهاء على استحباب الإكثار من الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة:

قال العلامة ابن عابدين في "حاشيته على الدر المختار" (1/ 518، ط. دار الفكر): [نص العلماء على استحبابها في مواضع: يوم الجمعة وليلتها] اهـ.

ونقل الإمام الحطاب في "مواهب الجليل" (1/ 18) قول الشيخ أبي عبد الله محمد الرصاع في كتابه "تحفة الأخيار في فضل الصلاة على النبي المختار": [من المواطن التي يتأكد فيها طلب الصلاة: إذا طنت الأذن، وعند العطاس، وعند الفراغ من الطهارة، وفي الصباح وفي المساء، وفي يوم الجمعة] اهـ.

وقال الإمام الماوردي في "الحاوي" (2/ 457، ط. دار الكتب العلمية): [وتختار الزيادة من عمل الخير، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة الجمعة ويومها، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُكُمْ صَلَاةً عَلَيَّ، أَلَا فَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ فِي اللَّيْلَةِ الْغَرَّاءِ وَالْيَوْمِ الْأَزْهَرِ»، قال الشافعي: يعني ليلة الجمعة ويوم الجمعة] اهـ.

وقال الإمام النووي في "المجموع" (4/ 548، ط. دار الفكر): [يستحب للحاضر قبل الخطبة: الاشتغال بذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، والصلاة، والإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يومها وليلتها، ودليل ذلك ظاهر.. قال الشافعي في "الأم"، والأصحاب: ويستحب قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة وليلتها، ويستحب إكثار الدعاء يوم الجمعة بالإجماع] اهـ.

وقال الإمام ابن قدامة في "المغني" (2/ 262، ط. مكتبة القاهرة): [ويستحب أن يُكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة، لما رُوي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلَائِكَةُ» رواه ابن ماجه] اهـ.

اقرأ أيضاًمنها «تحري ساعة الإجابة».. سنن ومستحبات يوم الجمعة

استعمال الطيب والصلاة على النبي.. تعرف على سنن ومستحبات الجمعة

سنن ومستحبات الجمعة

مقالات مشابهة

  • حصاد مَجلَّة الأزهر 2024.. ملفات خاصَّة وندوات توعويَّة والتعريف بتاريخ القدس
  • “إنها الحياة”.. غوارديولا يعلق على سقطات مانشستر سيتي المتتالية
  • ما هو فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة؟.. «خيرٌ في الدنيا والدين»
  • العربي للدراسات: يجب عودة سوريا سريعا إلى عمق منظومة الأمن القومي
  • حادثة دهس جنوب غربي القدس تسفر عن إصابة شخص
  • شاهد بالفيديو.. الحسناء المصرية “خلود” تعود لإشعال مواقع التواصل السودانية بترديدها أغنية الفنانة ندى القلعة التي تمجد فيها ضباط الجيش (حبابو القالوا ليهو جنابو)
  • سرايا القدس تقصف تمركز قوات العدو غرب محور “نتساريم”
  • سرايا القدس تقصف مقر قيادة للاحتلال الإسرائيلي في “نتساريم” جنوب غزة 
  • جمعية أصدقاء مرضى الكلى تواصل حملة “بالماء تزهر الحياة”
  • سوريا.. تغيير أسماء بعض المراكز الصحية واستبدال اسم “الأسد” و”البعث” فيها