كيف بنى محمد الفايد إمبراطوريته في أوروبا؟.. «دهاء» و«دروس قاسية»
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
تمتلئ حياة رجال الأعمال وأصحاب الكيانات الاقتصادية الكبرى، بكثير من القصص والخفايا، بينها قدرتهم في التغلب على الصعوبات، ورحلتهم من «العدم» إلى القمة، وبعد وفاة الملياردير المصري محمد الفايد، رصدت صحيفة «تليجراف» البريطانية، محطات مهمة في حياة رجل الأعمال العصامي، الذي بدأ حياته «عتال» في ميناء الإسكندرية، وتوفي عن عمر 94 عاما، بعد أن أصبح واحدا من أشهر رجال الأعمال في أوروبا.
صحيفة «أوبزرفر» التي كانت ملكا للرجل الأعمال تيني رولاند، رئيس شركة لونرو، كانت الوسيلة التي استخدمها ضد منافسه «الفايد»، حيث سعى من خلال صحيفته لإثبات أنّ الفايد اقتنص منه صفقة متاجر هارودز بأموال سلطان بروناي، خاصة مع صدور تقرير في يوليو 1988، جاء فيه أنّ الفايد لم يكن قادرا على تمويل سعر المتاجر «516 مليون جنيه إسترليني» بنفسه، لكن وزارة التجارة والصناعة البريطانية، رفضت نشر التقرير بحسب «تليجراف».
رفض الوزارة البريطانية نشر التقرير، دفع «رولاند»، لتخصيص عدد كامل من صحيفته «وزعه مجانا على الجمهور»، نشر فيه التقرير الخاص بصفقة متاجر هارودز، لتشويه سمعة رجل الأعمال المصري ووصفه بـ«الفرعون المزيّف»، وبعد هذه الخطوة، اضطرت حكومة المملكة المتحدة لنشر التقرير، لكن الفايد ظلّ محتفظا بمتاجر هارودز.
محطات صعبة في حياة الفايد«سيدفع المنافسون ثمن الاستهانة باهظا».. مثال آخر قدّم الملياردير الراحل برهانا عليه، حيث أسس مع أشقائه «علي» و«صلاح» شركة شحن في ستينيات القرن الماضي، وأنشأوا مكاتب في لندن، وبعد بضع سنوات انخرط الفايد في علاقة مُربحة مع رئيس هاييتي، فرانسوا بابا دوك، لكنها انتهت بـ«مهزلة» حسب وصف الصحيفة البريطانية، بعد أن تبيّن أنّ «الفايد» و«بابا دوك»، عقدا صفقة لشراء النفط الخام، وتبيّن فيما بعد أنّها صفقة لشراء «دبس السكر».
بعد انتهاء العلاقة بين الملياردير المصري ورئيس الدولة الواقعة في أمريكا الشمالية، بدأ «الفايد» خطوة جديدة في حياته، أسست لامبراطوريته الضخمة التي ذاع صيتها في أوروبا والعالم بأكمله، بعد أن أصبح مستشارا ماليا لسلطان بروناي.
«الفايد» في مرمى اتهامات الصحف الإنجليزيةفي العام 1979، قرر الفايد وأشقاءه شراء فندق ريتز في باريس، لتبدأ علاقة معقدة مع الإعلام والصحف الإنجليزية، لكنّ «الفايد» ربحها في النهاية، فبعد 15 عاما من صفقة الفندق الشهير، وتحديدا في العام 1994، انحازت صحف المملكة المتحدة، لما قاله وزير المحافظين البريطاني المسؤول عن المشتريات الدفاعية، جوناثان آيتكين، الذي ادّعى أنّ صفقة فندق ريتز تمّت بعد لقاء الفايد مع تجار أسلحة، وتأكيده أنّهم كانوا جزءا من الصفقة.
رفع «الفايد» قضية تشهير ضد «آيتكين»، تداولتها قاعات المحاكم لمدة 4 سنوات، وانتهت بارتفاع شعبية رجل الأعمال المصري إلى أعلى مستوياتها، عقب قرار القضاء البريطاني بالحكم على «آيتكين» بالسجن، بعد أن تبيّن كذب ادعاءاته، وتشويه سمعة «الفايد».
قضية «المال مقابل الأسئلة»قال «الفايد» إنّه دفع أموالًا لعدد من النواب لطرح أسئلة في البرلمان نيابة عنه، وهو الكشف الذي فتح قضية «المال مقابل الأسئلة»، وكان من بين آثارها، إجبار أحد أعضاء مجلس النواب البريطاني، نيل هاميلتون، على مغادرة الحكومة، بعد أن تبيّن أنّه كان أحد المستفيدين من رجل الأعمال المصري، ورغم أنّ «هاميلتون» نفى ما وجّه إليه من اتهامات بالحصول على 110 آلاف جنيه إسترليني من «الفايد»، لكنه خسر دعوى تشهير ضد رجل الأعمال الراحل، بحسب «تليجراف» الإنجليزية.
اتهام بالتحرشظلّ «الفايد» قيد أنظار الصحافة الإنجليزية، حيث أجرت مجلة «فانيتي فير» تحقيقا مطولا، اتّهمت فيه «الفايد» بالتحرش الجنسي بطالبة تبلغ من العمر 15 سنة، في العام 1995، وأسقطت النيابة العامة الادعاء لاحقا.
حادث ديانا ودودي الفايدتضاعف عدد المتآمرين على «الفايد»، بعد رفضه سيناريو الحادث الذي انتهى بمصرع الأميرة ديانا، ونجله دودي الفايد في 31 أغسطس 1997، الذي صور أنّ الحادث الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس، وقع أثناء ملاحقتهما من قبل المصورين، خاصة وأنّها تزامنت مع رفض المملكة المتحدة حصوله على جنسيتها، ما جعله لا يجري أي مقابلة دون ذكر حادث ديانا ودودي، واتهامه للعائلة المالكة بأنّها وراء الحادث.
تمثال مايكل جاكسونموجة انتقادات طالت «الفايد» عام 2011، بصفته مالكًا لنادي فولهام لكرة القدم، بعد كشف النقاب عن تمثال للفنان الأمريكي الراحل مايكل جاكسون في ملعب كرافن كوتيدج، وهو ما رفضه المشجعون الذين وصفوا جاكسون بأنّه «متحرش بالأطفال».
وصفت صحيفة «تليجراف» الإنجليزية، «الفايد» بأنّه كان رجلا يطمس الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال، ويخلق صورة أكبر من الحياة، وقد لا تصبح تفاصيلها الدقيقة، وربما الأكثر إثارة للقلق، واضحة تمامًا إلا بعد وفاته.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفايد الصحف الإنجليزية كرة القدم مايكل جاكسون رجل الأعمال بعد أن
إقرأ أيضاً:
95 معتقلة يواجهن ظروفًا اعتقالية قاسية بسجون الاحتلال
رام الله - صفا أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن إجمالي عدد المعتقلات لغاية اليوم بلغ 95 معتقلة، يعانين من أقسى وأسوأ الظروف الاعتقالية في سجون الاحتلال. وأوضحت الهيئة في بيان يوم الأحد، أن هذه الظروف ازدادت حدتها منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. أوضافت أن إدارة سجون الاحتلال تعمدت فرض عقوبات انتقامية إضافية على المعتقلات، بحرمانهن من أدنى المقومات الانسانية من لباس، وطعام، وعلاج، وعزلهم بشكل كامل عن العالم، الى جانب ما يتعرضن له من تفتيش عارٍ، وضرب، وقمع، كان آخرها اقتحام عدة اقسام في سجن "الدامون"، والتنكيل بالمعتقلات يوم 27/10/2024. وأشارت إلى أن محامي الهيئة زاروا المعتقلات التالية أسماؤهن، والاطمئنان عليهن: شهد فوزان عويضة (20 عامًا) من مدينة نابلس، التي اعتقلت بتاريخ 27/03/2024، وديالا عيدة من مدينة رام الله، تم تمديد الاعتقال الإداري لها للمرة الثالثة، ومن المتوقع الافراج عنها بتاريخ 14/01/2025، وشيماء رمضان، التي اعتقلت في 07/2024. ولفتت إلى أن هناك 3 معتقلات يقبعن بالعزل، وهن: (خالدة جرار، سجى ضراغمة، ونوال أبو فتيحة).