"إذاعة ميدي 1" مغامرة في طنجة الكوسموبوليتية ( سيرة عمر سليم... الحلقة 4)
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
في مطار طنجة بوخالف، كانت هناك سيارة تنتظرنا وكان يفصل المطار عن المدينة عشرة كلمترات. كان مدخل المدينة، التي لم أزرها منذ ثماني سنوات، أي منذ 1972، يشكل مشهدا يثير الأسى. لم يكن هناك أي مؤشر أو مظهر يدل على عظمة هذه المدينة العريقة، وعلى الحقبة التي كانت خلالها طنجة مدينة دولية. الطريق المؤدية إلى المدينة ضيقة وخطيرة.
كان صديقي “شرف” يسكن في منزل كبير في عمارة في المدينة. مع مرور السنوات، أصبحت واجهة العمارة تحمل لون الأرض، وصار يشع منها نضج كبير. كان مصعدها الضيق ببابه الأسود وسياجه وصريره، يكشف عن آثار السنين التي فعلت فعلها فيه. كانت مفاصله العليلة قد تركت فيه آثارا واضحة. من خلال الأدرج المبنية بالرخام البارد، كانت تنبعث، بشكل مفارق، حرارة كبيرة. في الطابق الأول، كان باب المنزل مفتوحا على مصراعيه ويقف أمامه “لحسن” وقفة عسكري متأهب، بلباس تقليدي، عبارة عن سروال وصدرية مطرزة وطربوش أحمر. رحب بنا “لحسن”، فشكره “شرف” بواسطة صفعة ودية مصحوبة بكلام غير واضح فيه نوع من الشتائم.
(….)
كان “جليل” قد بدأ العمل منذ فترة قصيرة صحفيا في إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية (في الصورة المقر القديم لإذاعة “ميدي1” داخل فيلا كانت تقع وسط المدينة)، وهي إذاعة جديدة تأسست بشراكة بين المغرب وفرنسا. وكانت هي الإذاعة الأولى ليس فقط في المغرب بل في المغرب الكبير بكامله وفي مناطق أخرى. وهي إذاعة ناطقة بلغتين، بحيث كان المنشط يعلن عن الساعة باللغة الفرنسية ثم تليها أغنية باللغة العربية. كانت الموسيقى على مستوى عال، والأخبار يتم بثها بإيقاع سريع ونشيط يجعلها ممتعة للاستماع. وعلى مستوى الشكل، كانت الإذاعة تشكل قطيعة تامة مع الروتين ومع لغة الخشب التي تميز الإذاعات بالمغرب العربي. كان الصحفيون والمنشطون يبتسمون بل يضحكون على الهواء مباشرة ! وهو ما كان يشكل ثورة حقيقية.
بعد “جليل”، التحق بنا في المنزل “السامري” الذي قيل لي إنه هو اليد اليمنى للمدير العام للإذاعة. ثم التحق بنا “بيير ماري بيرنو” وهو صحفي مشهور وصاحب أجمل صوت في الإذاعة. وكان مرفوقا بـ”جون لوي دومار” الذي بدا لي رجلا طيبا جدا. ثم دخل “المهدي” دخولا مثيرا للانتباه. وكان يتكلم بجرأة كبيرة، ولا يترك أية فرصة ليشاكس زملاءه الفرنسيين وخاصة “جون لوي دومار” بأسلوب فيه الكثير من روح الدعابة. كان “المهدي” إنسانا طريفا يحب الهزل. ثم كانت النساء آخر من انضم إلينا. كانت من بينهن “إيزابيل” الملقبة بـ”مادام شوبير” لأنها مكلفة ببرمجة الموسيقي الكلاسيكية في الإذاعة، وكانت برفقتها فتيات كثيرات. فيهن السمراء والشقراء، والشقراء المزيفة، فيهن الصغيرة والطويلة، النحيفة والثخينة. بحيث كن تناسبن مختلف الأذواق. ولم تكن جميعهن تشتغلن في تلك الإذاعة.
تنويه:
تقدم جريدة “اليوم 24” مقتطفات من ترجمة كتاب “طنجة – حبيبتي” للصحفي المغربي الكبير الراحل عمر سليم. الكتاب الذي سبق أن صدر بالفرنسية في 2006 هي سيرة ذاتية روائية كما كان يحلو للراحل تسميتها. ويمكن اعتبارها بمثابة رسالة حب وعشق كبيرين إلى طنجة التي عاش فيها لمدة طويلة قادما من باريس، وإلى مهنة الصحافة و”للكلمة الجميلة والمناسبة” le bon mot في اللغة الفرنسية التي عشقها حتى النخاع. (ترجمة محمد مستعد)
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: سيرة طنجة حبيبتي عمر سليم لم یکن
إقرأ أيضاً:
بعد اختياره بموسم الرياض القادم.. نجل سليمان عيد: كل خير بفضل سيرة والدي الحسنة
أعرب عبد الرحمن نجل الفنان الراحل سليمان عيد، عن سعادته وفخره باختياره من قبل المستشار تركي أل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية للمشاركة في موسم الرياض القادم وذلك تقديرا لواده الراحل سليمان عيد.
وكتب عبد الرحمن سليمان عيد، عبر ستوري حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «شكر الله سعيك سيادة المستشار تركي آل الشيخ، جزاك الله خيرا ووفقك دائما، ربنا يرحم والدي ويغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى بإذنه إن شاء الله».
وأضاف: «شرف لي إني أكون جزء صغير في المساهمة في إسعاد الناس زي أبويا والسير في خطاه، دينيا وأدبيا وفنيا، والحمد لله أنا مؤمن جدا وعندي يقين أي حاجة حلوة حصلت لي، وهتحصلي في حياتي كلها فهي أولا كرم ولطف من ربنا ثم ثانيا خير من حب الله وحب الناس لوالدي الله يرحمه، الله يرحمك يا حبيبي ويغفرلك ويسكنك الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين والأنبياء».
وجاء ذلك المنشور ردا على المنشور الذي نشره المستشار تركي أل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ليعرب من خلاله عن تقديره الكبير للفنان الراحل سليمان عيد.
وجاء في منشور تركي أل الشيخ: الله يرحم الفنان الطيب سليمان عيد، بلغني أخوي عدنان كيال المسؤول عن المسرحيات في موسم الرياض أن سليمان الله يرحمه شارك وأسعد الكثير من الجماهير في أكثر من 10 مسرحيات في آخر 6 سنوات في المملكة.. وكان الراحل وأبلغه منذ أيام برغبته أن يكون في الموسم القادم في مسرحية مع النجم الكبير كريم عبد العزيز، لكن القدر لم يمهله وهذه إرادة الله.
وتابع: «لذلك وجهت شركة «صلة» والأستاذ «عدنان» بإدراج اسم سليمان عيد كأحد المشاركين في الموسم المسرحي المقبل، تقديرًا لمشواره الفني كما وجهت الاستفادة بجهود ابنه «عبد الرحمن»، الذي يعمل خلف الكواليس في الإنتاج، في الموسم نفسه، كنوع من الاستمرار لاسم والده في المجال الفني.
سبب وفاة سليمان عيدرحل الفنان سليمان عيد عن عالمنا، الجمعة، عن عمر ناهز 63 سنة، بعد تعرضه بشكل مفاجئ لهبوط حاد في الدورة الدموية، نُقل على إثره إلى إحدى مستشفيات الشيخ زايد لتلقى الرعاية الطبية اللازمة، إلا أنه فارق الحياة قبل الوصول إلى المستشفى.
أبرز المعلومات عن سليمان عيديُذكر أن، سليمان عيد من مواليد 17 أكتوبر 1961، وبدأ مشواره الفني في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن ينطلق بقوة عقب مشاركته في فيلم «الإرهاب والكباب» إلى جانب النجم عادل إمام عام 1992، ما فتح له المجال لأداء أدوار بارزة في السينما والتلفزيون.
ومن أشهر أعماله «طيور الظلام، النوم في العسل، همام في أمستردام، الناظر، جعلتني مجرمًا، ابن القنصل، فار بـ7 أرواح الذي يعرض حاليا بدور العرض السينمائي».
اقرأ أيضاًبعد تصدره التريند.. سبب وفاة الإعلامي صبحي عطري
وفاة الكاتب الصحفي محمد الدسوقي مدير تحرير الأهرام