أكد المهندس علي جبر، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن منصة الحوار الوطني تمثل أداة فاصلة في طريق تنمية الحياة الحزبية والسياسية، ما يجعل القوى السياسية أمام فرصة حقيقية لابد من استثمارها للتعبير عن أفكارها ومقترحاتها في دعم خارطة الإصلاح السياسي، حتى تنجح الجلسات في صياغة رؤية تعزز من دور الأحزاب السياسية.

وأضاف أنها تسهم في ضبط المنظومة التشريعية المرتبطة بها، وما يتعلق بقانون الأحزاب السياسية وتشكيل واختصاصات لجنة شئون الأحزاب، ما يبشر بنقلة حيوية في تشريعات ونظم إدارة المشهد السياسي، لافتًا إلى أن ذلك الأمر يضع مسؤولية على الكيانات السياسية في تطوير أنفسها من الداخل، وإعداد كوادرها لمواكبة التغييرات الحالية حتى تتلائم مع أسس بناء الجمهورية الجديدة، مع تعميق فكرة الديمقراطية الداخلية داخل الأحزاب.

إشادة بمجريات الحوار الوطني

وأشار في تصريحات صحفية، اليوم، أن جلسات المحور السياسي وانعقاد لجنة الأحزاب السياسية تؤكد أن الباب مفتوح على مصراعيه لمناقشة الموضوعات والمقترحات الخاصة بتنمية الحياة الحزبية والسياسية في مصر، خاصة وأن الدستور المصري يؤكد التعددية الحزبية.

وأوضح أن التوقيت مناسب لبدء مرحلة الإصلاح السياسي من أجل خلق أكثر تنوعًا، وإرساء دعائم الديمقراطية إذ تهدف اللجنة لمناقشة سبل تنشيط الأحزاب سواء من خلال معالجة الأمور التشريعية أو معالجة الأمور الهيكلية داخل الأحزاب نفسها من خلال تطوير القواعد المنظمة للنشاط داخل الأحزاب السياسية، وتشمل الأمور المالية والإدارية، بإحداث حوكمة داخل الأحزاب فى العملية الإدارية والمالية لضمان شفافية ودعم وتطوير الأحزاب.

وقال القيادي بحزب مستقبل وطن، إن استثمار الإرادة السياسية الموجودة في ظل الحوار الوطني ضرورة لإحداث أثر حقيقي على أرض الواقع لخلق مجال سياسي ديمقراطي أكثر فاعلية وحوكمة عملية صنع السياسة العامة، مشددًا أن انعقاد لجنتي الأحزاب السياسية وحقوق الإنسان يؤكد جدية القيادة السياسية في المضي قدما نحو ترسيخ الممارسات الحقوقية بمفهومها الشامل وارساء ضمانات ممارسة الحقوق والحريات، لاسيما وأن مناقشات النظام الانتخابي بالحوار الوطني نجحت في تقريب وجهات النظر لشكل انتخابات البرلمان القادم ما يحمل طمأنة لمزيد من التوافق والتفاهم حول قضايا الإصلاح السياسي.

ترسيخ الممارسات الحقوقية

وأكد أن الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وضعت على رأس أولوياتها حشد الجهود الوطنية لترسيخ الممارسات الحقوقية بمفهومها الشامل، حتى تلبي تطلعات المصريين في حياة كريمة دون تمييز، وإرساء ضمانات ممارسة الحقوق والحريات، كما أخذت على عاتقها تحديث العديد من التشريعات التي تضمن للمواطن المصري ممارسة حقوقه السياسية والمجتمعية.

وأوضح، أن تلك الإنجازات امتدت لتطوير السجون واعتماد برامج للإصلاح والتأهيل بدراسات علمية للتعامل مع المحتجزين وتأهيلهم للاندماج الإيجابي في المجتمع عقب انقضاء فترة العقوبة، منوهًا بأن مناقشات الحوار الوطني ستكون فرصة لفتح المجال بشكل أكبر في العمل الحقوقي وسط عزم القيادة السياسية في المضي قدمًا على النهوض بحالة حقوق الإنسان.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأحزاب السياسية الحوار الوطني مستقبل وطن الإصلاح السياسي المحور السياسي الأحزاب السیاسیة الحوار الوطنی داخل الأحزاب السیاسیة فی

إقرأ أيضاً:

كتاب 15 دقيقة.. قيادي بطالبان يروي تجربة نادرة من داخل الحركة

كابلـ في لحظة استثنائية من تاريخ حركة طالبان، اختار القيادي بالحركة خالد زدران أن يروي حكايته، ليس بالبندقية هذه المرة، بل بالكلمة، في كتاب حمل عنوان "15 دقيقة"، يقدّم سردية نادرة عن تجربته كمقاتل في صفوف الحركة لأكثر من عقدين، متجاوزا الخطاب التقليدي لتنظيمه، ومرسّخا لتيار جديد يتلمّس ملامح التحول داخله.

خالد زدران، الذي يشغل حاليا منصب المتحدث باسم شرطة كابل، يُعدّ أول مسؤول من الحركة يوثق تجربته الشخصية في القتال والعمل التنظيمي، وقد اختار أن يبدأ مذكراته من نقطة فارقة، هي عملية أسر الجندي الأميركي بو برغدال عام 2009، وهي الحادثة التي يعتبرها منعطفا غيّر مجرى العلاقة بين طالبان والولايات المتحدة.

يقول زدران في حديثه للجزيرة نت "حاولت أن أنقل تجربتي للقارئ الأفغاني بكل صدق وأمانة، فقد خضنا حروبا طويلة، وقلّما وثّق قادتنا تلك المراحل. غالبا ما قرأنا تاريخنا بعيون الآخرين، أما أنا فحاولت أن أروي ما عشته بعين أفغانية، حتى وإن تخللها بعض الأخطاء، فالحرب تفرض ظروفها ولا أحد ينجو من تبعاتها".

أسر برغدال

يروي زدران أن عنوان الكتاب "15 دقيقة" يُشير إلى الزمن الفاصل بين نقل الجندي الأميركي برغدال إلى مركز احتجاز جديد، وبين استهداف المركبة التي كان من المفترض أن تقله بغارة أميركية، ويضيف "لو تأخرت العملية دقائق معدودة، لقُتل برغدال، ولما جرت مفاوضات الدوحة، ولا تمت صفقة تبادل قادة طالبان الخمسة من معتقل غوانتانامو، وربما ما كنا لنعود إلى السلطة عبر التفاوض، بل عبر خيار عسكري دموي".

إعلان

ويكشف زدران تفاصيل غير مسبوقة عن عملية الأسر وظروف الاحتجاز في منطقة "شوال" بوزيرستان، كما يروي كيف أن الجندي الأميركي فرّ من منزل الذين كان يقطن فيه واختبأ في الجبال لمدة 9 أيام، قبل أن يُلقى القبض عليه مجددا.

ويشير إلى أن برغدال، خلال فترة احتجازه، كان يرتدي أحيانا ملابس نسائية للتمويه، وطلب لاحقا تعلّم اللغة البشتونية وقراءة كتب عن الإسلام، كما أبدى رغبة في التواصل مع صديقته "مونيكا لي"، طالبا منها أن تنتظره.

كسر السردية التقليدية

اللافت في تجربة زدران أنه يتجاوز في خطابه اللغة القتالية المعتادة لعناصر طالبان، فهو يستخدم مصطلحات مثل "الجيش الوطني" و"العلم الوطني"، في إشارة إلى الحكومة السابقة، ويصف الأمير أمان الله خان -الذي حارب الاستعمار البريطاني- بلقب "الأمير الغازي"، وهي أوصاف لم تكن مألوفة في أدبيات الحركة.

زدران، الذي لم يتخرج من مدرسة دينية تقليدية، انضم إلى طالبان خلال مراهقته، وبدأ مسيرته كمساعد ميداني قبل أن يصبح مقاتلا ثم مسؤولا، ويبدو من خلال كتابه أنه ينتمي إلى تيار براغماتي داخل طالبان، يسعى لتقديم صورة أكثر اعتدالا وواقعية، دون أن يتنصل من المبادئ العامة للحركة.

ويكشف الكتاب عن حجم التهميش الذي تعرض له مقاتلو طالبان في ولاية بكتيكا الأفغانية المتاخمة للحدود الباكستانية، الذين أسروا الجندي برغدال، ولم يتم استشارتهم في قرار التبادل الذي تم بوساطة قطرية عام 2014، ويقول زدران إنهم علموا بالصفقة من وسائل الإعلام، رغم أنهم تكبّدوا خسائر ميدانية كبيرة لحماية الأسير.

ويضيف "كنا نحن من أسر الجندي الأميركي، ورافقته لسنوات، لكن حين حان وقت التبادل، لم تُعرض علينا التفاصيل. القرار صدر من القيادة، وتم التنفيذ دون مشاركتنا، وهو ما ترك شعورا بالخذلان".

وثيقة داخلية نادرة

يُنظر إلى كتاب "15 دقيقة" على أنه وثيقة داخلية تكشف ما يدور داخل أروقة طالبان من تحولات فكرية وصراعات تنظيمية، فزدران يقدّم من خلال تجربته ما يشبه مرآة للواقع المركّب الذي تعيشه الحركة، بين تيار شاب يحاول الانفتاح على المجتمع والدولة، وآخر تقليدي متمسك بسياقات الماضي.

إعلان

ويقول وكيل وزارة التعليم السابق لطف الله خيرخواه للجزيرة نت "خالد زدران كأول مقاتل يوثق تجربته بتجرّد، يمثل فتحا مهما في أدبيات الحركة، لقد تعامل مع التاريخ والجغرافيا بدقة، وساعد في فتح الطريق أمام آخرين لتوثيق تجاربهم ونقلها للأجيال المقبلة".

ويرى مراقبون أن كتاب "15 دقيقة" لا يعد مجرد مذكرات مقاتل، بل هو سردية جديدة تُضاف إلى أدبيات الحرب والسلام في أفغانستان، وتفتح الباب لفهم أعمق لما يدور داخل طالبان، خاصة في ظل تحولات ما بعد عودتها إلى الحكم، كما يعد الكتاب خطوة أولى في مسار أوسع من التوثيق الذي قد يغيّر الطريقة التي يُنظر بها إلى طالبان من داخلها، لا من خلال روايات الآخرين فقط.

مقالات مشابهة

  • محافظ إدلب يبحث مع مدير الشؤون السياسية سبل التعاون للنهوض بالواقع السياسي للمحافظة
  • الجامعة العربية: مستمرون في دعم العملية السياسية بليبيا وتيسير الحوار بين الأطراف
  • مصر.. أطباء يعيدون الحياة لـ"يد مبتورة بالكامل"
  • د.حماد عبدالله يكتب: (المقهى فى الحياة السياسية المصرية) !!
  • قيادي بـ «مستقبل وطن»: توجيهات الرئيس السيسي بتحسين بيئة العمل تطمئن المستثمرين في الداخل والخارج
  • سياسي كردي:عائلتي البارزاني والطالباني ترفضان صعود وجوه جديدة لقيادة الإقليم
  • كتاب 15 دقيقة.. قيادي بطالبان يروي تجربة نادرة من داخل الحركة
  • قنبلة موقوتة من داخل إسرائيل.. هل تبدأ حرب الاغتيالات السياسية؟
  • أحمد فتحي: الحوار الوطني فتح ملف الاهتمام بالاتحادات والأنشطة الطلابية بالجامعات والمدارس
  • أحمد الحريري: ننحني أمام الدماء الزكية لجيشنا الوطني على طريق تطبيق القرار 1701