عربي21:
2024-10-03@07:19:13 GMT

الرجل الذي لم يقل كل ما لديه.. فهمي هويدي

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

يوم الاثنين الماضي (28 آب/ أغسطس) كان يوم ميلاد الكاتب والمفكر العروبي الكبير الأستاذ فهمي هويدي، ليستهل عاما جديدا في عمره المديد، المملوء بالصحة والعافية والعطاء إن شاء الله، ومن يعرفون الأستاذ فهمي عن قرب يقولون إنه الآن في أفضل حالاته الصحية، بدنا وعقلا ونشاطا وعملا.. عمل دائم وتأمل دائم، ولا زالت سعة العقل ولا زال خصب الخيال ولا زالت فسحة الفكر؛ كما هي.

. أدامها الله عليه.

كل قرّاء العربية لا زالوا يتطلعون إلى هذا الاسم الكبير، الذي أصبح على مر الزمن علامة بارزة على الكرامة والشموخ والبهاء والصدق.. صحيح أنه لم يعد يكتب في صحافة مصر.. عملا بنصيحة الفيلسوف الكبير شمس الدين التبريزى (1248م): إذا أردت قول "الحقيقة" عليك بالخروج إلى الجبل، والصحراء، فليس لك طريق بين الناس.. لكنه لم يخرج لا إلى جبل ولا صحراء.. واختار غرفة مكتبة ببيته في ضاحية مصر الجديدة.. في عزلة اختيارية هنيئة وهادئة ومثمرة..

ورغم أنه لم يقل كل ما لديه.. إلا أنه رفض الكتابة خارج مصر، ولا حتى التحدث لوسائل الإعلام إلا قليلا جدا.. وهو الموقف الذي يُظهر لنا بعضا من طبيعة الرجل، المليئة بالأصالة والشرف، ليس فقط لأنه من آل هويدي المعروفين بتلك السمات وغيرها، فسيكون علينا هنا أن نعلم أن والده الكريم رحمه الله كان من كبار رجال الحركة الوطنية والإصلاحية في الثلاثينيات والأربعينيات.

رفض الكتابة خارج مصر، ولا حتى التحدث لوسائل الإعلام إلا قليلا جدا.. وهو الموقف الذي يُظهر لنا بعضا من طبيعة الرجل، المليئة بالأصالة والشرف، ليس فقط لأنه من آل هويدي المعروفين بتلك السمات وغيرها، فسيكون علينا هنا أن نعلم أن والده الكريم رحمه الله كان من كبار رجال الحركة الوطنية والإصلاحية في الثلاثينيات والأربعينيات
وعلى رأي عمنا الشاعر بن دريد (ت: 933م): ما طاب فرع لا يطيب أصله.. وها نحن أمام فرع طاب أصله.. بل ونعم الفرع ونعم الأصل.. و"الطفل أبو الرجل" كما قال الشاعر الإنجليزي الكبير وردزورث (ت: 1850م) في قصيدته الشهيرة "قلبي يقفز للأعلى".. والباب مفتوح على جانبيه لمن "أراد" أن "يتغير".. فالحق تبارك وتعالى قال لنا: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".. كما ورد في سورة الرعد.

* * *

هكذا العظماء حين نتحدث عنهم يأخذوننا دائما إلى الأعماق العميقة لكل فكرة ومعنى.. لكن كل هذا في جانب والدور الضخم للأستاذ فهمي والذي قام به خير قيام، مستعينا فيه بكل ما لديه من ترسانة وجدانية ومعرفيه، في تحصين حصون الأمة من التطرف والإرهاب (بشقيه الديني واللا ديني).. في جانب آخر تماما..

فالرجل ليس عالم دين، وإن كان فقيها بالمعنى الأوسع للفقه تعقلا وفهما وإدراكا.. وليس فيلسوفا، وإن كان مفكرا بالمعنى الأوسع للفكر وقعا وواقعا وتنظيرا.. وليس سياسيا، وإن كان مصلحا بالمعنى الأوسع للإصلاح تصورا واستشرافا وحضورا..

* * *
وبذلك، ومن كل ذلك دشن في المكتبة العربية والإسلامية من العطاء ما سيظل نبعا منيرا وما سيظل يُقرأ قراءة مرجعية لأزمان طويلة قادمة.. وهو الذي ذهب في ذلك أبعد بعيدا من كل الآخرين، ودون أن يستبعد شيئا من لا من الأولين ولا من الأخِيرين.

خذ مثلا: القرآن والسلطان، مواطنون لا ذميون، تزييف الوعي، حتى لا تكون فتنة، إحقاق الحق، التدين المنقوص، المفترون، مصر تريد حلاً، إيران من الداخل، الفتنة الكبرى، حدث في أفغانستان، المسلمون في الصين، أزمة الفكر الديني، العرب وإيران، أزمة الوعي الديني.. وغير ذلك من مئات المقالات المحملة بالحقائق والتاريخ، يتبصر فيها بعمق وفهم لماح، والتي كان ينتظرها قراء العربية في العالم كله من منتصف الثمانينيات وحتى وقت قريب..

* * *
دشن في المكتبة العربية والإسلامية من العطاء ما سيظل نبعا منيرا وما سيظل يُقرأ قراءة مرجعية لأزمان طويلة قادمة.. وهو الذي ذهب في ذلك أبعد بعيدا من كل الآخرين، ودون أن يستبعد شيئا من لا من الأولين ولا من الأخِيرين
ويقول لي أحد الأصدقاء: كنا نلتقي في هذه المقالات بذاتنا، ونحاورها في حضور وعينا بأنفسنا ووعينا بكلماته.. وكان توزيع أعداد الأهرام يوم الثلاثاء (مقاله الأسبوعي الأشهر) يكاد يساوى توزيعه يوم الجمعة.. وذاك في زمن "الأهرام" الذي كان.

* * *

وتاريخ الأستاذ فهمي هويدي المهني في الأهرام يعود للعام 1957م، نفس العام الذي تسلم فيه الأستاذ هيكل تحرير الجريدة التي ستكون الأهم والأكبر في الشرق الأوسط كله، وسيمكث إلى العام 1976م.

وسيكون ضروريا هنا أن نعرف أنه كان أحد أقرب الناس إلى قلب وعقل الأستاذ هيكل (ت: 2016م) في السنوات الأخيرة فقط.. فلم يكن من تلك الدائرة التي تحلقت حول نجم الصحافة والسياسة، طوال فترة رئاسته للأهرام، ولم تنشأ بينهما تلك الصلة العميقة إلا بعد أن غادر الأستاذ هيكل الأهرام في 1974م.

* * *

حين خلا كرسي الأهرام من الأستاذ هيكل شغله الأستاذ علي أمين (ت: 1976م) لفترة قليلة، ثم جاء الأستاذ أحمد بهاء الدين (ت: 1996م) لمدة عامين 1974/1976م، فيكتشف في هذين العامين كنوز الأهرام التي تركها أ. هيكل ورحل.

وهذه حقيقة (من ينسى الأساتذة أحمد بهجت وعبد الوهاب مطاوع وصلاح جلال غيرهم الكثير..؟)، وسيكون أحد أروع هذه الكنوز الرجل الذي سيصحبه في أهم مراحل أ. بهاء المهنية ككاتب عربي كبير أو لنقل المرحلة التي توجت مجده المهني كله.. وهي مرحلة رئاسة تحرير مجلة "العربي"، أشهر وأقوى مجلة شهرية عربية في هذا الوقت.. بطلب كريم من المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب في الكويت.. وذلك خلفا لمؤسسها وأول رئيس تحرير لها العالم والمفكر الكبير دكتور أحمد زكي (ت: 1976م).

ومجرد جلوس الأستاذ بهاء على كرسي كان يجلس من هو مثل د. أحمد زكى؛ كان يعتبر نقلة نوعية كبيرة في مساره المهني.. ولينتقل بذلك نقلة كبيرة من ضيق الصحافة إلى رحاب الفكر والثقافة. وأتصور أن هذه المهمة، هي ما أضافت إلى تاريخه كـ"كاتب عربي" هذا الوزن والثقل الذي ميّزه عن غيره من الصحفيين..

* * *

سيذهب الأستاذ بهاء ويأخذ في صحبته مدير تحرير على مستوى تلك المهمة القومية الكبرى، وقد كانت كذلك بالفعل وقتها.. ولا يجد بالطبع من يفوق الأستاذ فهمي حرفية وصنعة، تخفي وراءها ثقافة واسعة وفكرا عميقا، وبما يفوق كثيرا الحالة الصحفية لأي صحفي قديم ومتمرس.

حقق الأستاذ فهمي مجدا وشهرة حظيت باحترام كبير من الأصدقاء والخصوم.. شهرة مستحقة نجمت عن وقوفه على الجانب الصحيح من التاريخ، لأكثر من نصف قرن..واجه خلالها إنسانيته على أروع ما يكون الأمر
وبالفعل تكون السنوات الست التي أمضاها الأستاذ فهمي في الكويت (1976/1982م) إلى جوار الأستاذ بهاء، فترة اطلاع واسع وعميق للفكر الإسلامي بشموله ومجالاته.. "فقها" بالقراءة والفهم.. و"حركة" بالسفر والرحلة.. فطاف العالم الإسلامي مكتشفا وسائلا وباحثا.. يسأل بنفسه ويسمع بنفسه.

وعاد الأستاذ فهمي بعدها إلى وطنه.. ليضطلع بأهم مسؤولية انتدبه لها القدر، في أهم وقت يتطلبه ويحتاجه زمن هذا القدر.. زمن التصاعد السياسي والديني لأعداد عديدة من الشباب الذين ما عادوا يتبعون أحدا ولا عادوا يسمعون لأحد ولا يثقون في أحد.. ليجدوا أمامهم من يقوم خير قيام بوصل وتصويب العلاقة المتوترة، بين الأمة ومصدر قوتها المتين المكين (الإسلام العظيم)..

فكان هو، وكان دوره الكبير الذي أشرنا إليه أولا.. حقق الأستاذ فهمي مجدا وشهرة حظيت باحترام كبير من الأصدقاء والخصوم.. شهرة مستحقة نجمت عن وقوفه على الجانب الصحيح من التاريخ، لأكثر من نصف قرن..واجه خلالها إنسانيته على أروع ما يكون الأمر، وصار قادرا على مواجهة "عزلته" براحة وطمأنينة.. صادقا مع ربه صادقا مع نفسه صادقا مع حضارته وهويته.

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفكر مصر مصر الفكر شخصيات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحة صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأستاذ هیکل

إقرأ أيضاً:

حسين خوجلي: الوخز بالكلمات

١/ بالرغم من التدمير والخراب والاغتصاب والقتل والسلب واللصوصية والاجرام الذي مارسته مجموعات الارتزاق وشتات الحدود والمطرودين من رحمة الله والشعوب، بالرغم من ذلك فإن الكثير من القيادات الحزبية التي لا حظ لها في الديمقراطية ذات المقاعد الصفرية ظلت تشكل بارادتها في المنافي ظهيراً للغزاة، مع أن المعلومات التي يتداولها الناس بأن منازلهم وأهاليهم ونسائهم لم يسلموا من النهب والاغتصاب والجرائم العابرة والممنهجة.
وبالرغم من هذا الاذلال فما زالوا اللسان والبيان الحاقد لصالح هذا المتمرد ضد شعبهم ومعتقدهم ودينهم، إن كان لهؤلاء معنقد ودين.
وقد ذكرني موقفهم البائس هذا بحكاية الرجل الصالح المنقطع للعبادة في أحد شعاب الجبال، وكان من حوله مجموعة من الحواريين والأتباع وقد خرج أحدهم بدعوة شيطانية يزعم فيها بأن شيخه هو الله تعالى- وتعالى الله عن هذا علواً كبيراً – وبيده مقاليد كل شئ، وقد تصدى له الرجل الصالح وحاول اقناعه بشتى السبل والبراهين واتبع ذلك بالتقريع والعقاب.
ولكن الرجل زاد في غيه، بل أنه راح يستقطب آخرين لدعواه الفاجرة وتبعه في هذا خلق كثير. فأصدر الرجل الصالح قرارا قاسيا فقد أمر اتباعه ان يشعلوا ناراً وأن يلقوا فيها هذا الشيطان وقد فعلوا. وتحلقوا حول ناره ومعهم شيخهم الحزين لما آل تلميذه، ومن وسط الاحتراق واللظى ظل يصرخ بأعلى صوته الآن الآن أيقنت أنك الله فلا معذب بالنار الا هو.
وهذا لعمري هي ذات المطابقة ما بين القحاطة وسيدهم الغائب ومهديهم المنتظر.
٢/ شاعت عبارة لا للحرب وسط المدافعين عن التمرد والمرتزقة وهي كلمةُ حقٍ أريد بها باطل وأشرف الردود عليها وأيسرها قائمة نعم الآتية:
1. نعم للوطن
2. نعم للشعب
3. نعم للجيش
4. نعم للمقاومة الشعبية المسلحة
5. نعم لهزيمة المرتزقة واللصوص والشتات
6. نعم لاستعادة الأعيان والمقار المدنية
7. نعم لاستعادة بيوت الناس
8. نعم لاجلاء الخونة واللصوص والمارقين عن المدن السليبة
9. نعم لإقصاء وعقاب الطابور الخامس
10. نعم للانتصار
11. وأخيراً جدا (لا للحرب) ولا للحرب هنا للأخيار وللأحرار ولا للحرب هناك للأغيار والأشرار والفرق كما يقول السادة المتصوفة فرق نوعٍ ومقدارْ.
٣/ وصلتني إفادة من أحد الاخوة بأن مجموعة من ابناء القوات المسلحة الأبرار كانوا قد دخلوا بيت الامام الصادق بالملازمين ومن بعده قبة الامام المهدي وبيت الخليفة، وأخيرًا منزل الواثق البرير وزوجته زينب الصادق المهدي، والتي سارت بسخريتها الركبان حين قالت: الحق للدعامة بأن يستولوا على بيوت الناس، وإن لم يفعلوا فأين يذهبون، وسكتت عن اكمال بقية الجملة. تُرى أين يذهب المواطنون اصحاب الحق الشرعي في بيوتهم وقد تفرقت بهم السبل والأصقاع والمنافي.
الغريب في الأمر أن دارها قد سُلبت تمام وأصبحت مقرًا دائماً للغزاة. وعلى يديها وأمثالها من القيادات التي استولت على الحزب واسمه وسمعته بسلطة (المأزون) لا بسلطة المضمون وبسلطة (القسيمة) لا بسلطة العزيمة تتم كل هذه الجرائم والفضائح السياسية.
التحية من قبل ومن بعد لابناء الأنصار الشرفاء بالداخل وهم يقاتلون كتفاً بكتف بجانب القوات المسلحة والمقاومة لإرساء حقوق الشعب والوطن والشرعية، بأرواحهم وأموالهم ودمائهم الطاهرة التي جملت بضيائها الحمراء شرفات الوطن الجريح. وفي هذا المقام خرجت هذه الأبيات على طريقة الدوبيت:
الحزب القبيل ارساهو فارس الحوبة
البرمة وبرير هدوهو عِدم الطوبة
ميراث الكيان أدوهو لي زنوبة
بيتك حرروا راجيك ملاح اللوبا
٤/ كنا انذاك تلاميذاً صغاراً بأمدرمان الأهلية الوسطى، ورغم اليفاعة إلا أن أمدرمان المثقفة تعلمك الإصغاء والثقافة والأدب. كنا يومها نتحلق حول راديوهات الترانسيستر لنستمع لمداولات الجمعية التأسيسية، وقد كان البرلمان انذاك يعج بالخطباء والمتحدثين من أهل اللباقة واللغة والسخرية القارصة.
وقد استوقفتني أبيات من الخطاب التاريخي للمحجوب رئيس الوزراء الذي تمت تنحيته لسحب الثقة، وتنصيب السيد الصادق المهدي ابن الثلاثين رئيسا للوزراء. وكان يومها الحزب منقسما بين جناح الصادق وجناح الامام الهادي. استدل المحجوب صاحب اللسان الذرب بهذه الأبيات:
إِنَّ الأُلى قَد كُنتُ أَرمي دونَهُم
غَلّوا يَدَيَّ وَحَطَّموا أَقواسي
وَاِستَبدَلوا سَيفي الجِرازَ بِأَسيُفٍ
خُشبٍ وَباعوا عَسجَدي بِنُحاسِ
وقد قالها تعريضاً لنواب حزب الأمة الذين صوتوا ضده من الجناح الآخر، ظلت هذه الأبيات عالقه في ذاكرتي وقد ظننت أنها لشاعر جاهلي لرصانتها وقوة سبكها، ولكني لم اعرف اسم الشاعر ولم يدلني عليه احد، وبعد سنوات طوال كنت ارتب مكتبتي الخاصة فاحببت أن اراجع قصيدة الطلاسم لإيليا أبوماضي بديوان الخمائل أو الجداول (قد سألت البحر يوماً هل أنا يا بحر منك) والتي ينهي عدة مقاطع منها بتسائله اللطيف لست أدري. ولدهشتي الكبرى فقد وجدت أبيات المحجوب ضمن قصيدة للشاعر إيليا أبو ماضي المهجري الخطير.
وأجد نفسي اليوم اثبتها لكم كتابة فإن في حفظها تأسياً وتعزيةً للنفس وللوطن المستباح والعائد بإذن الله مع نفحات الصبح اذا تنفس.
إِنَّ الأُلى قَد كُنتُ أَرمي دونَهُم
غَلّوا يَدَيَّ وَحَطَّموا أَقواسي
وَاِستَبدَلوا سَيفي الجِرازَ بِأَسيُفٍ
خُشبٍ وَباعوا عَسجَدي بِنُحاسِ
وَالطَلُّ غَيرِ الماسِ إِلّا أَنَّهُم
خُدِعوا بِرَقرَقَةَ النَدى عَن ماسي
وَإِذا حَسِبتَ الرَوضَ تُغَنّي صورَةٌ
عَنهُ فَذَلِكَ مُنتَهى الإِفلاسِ
أَسَدُ الرُخامِ وَإِن حَكى في شَكلِهِ
شَكلَ الغَضَنفَرِ لَيسَ بِالفَرّاسِ
قَد كانَ لي حُلُمٌ جَميلٌ مونِقٌ
فَأَضَعتُهُ لَمّا أَضَعتُ نُعاسي
فَكَّرتُ في ما نَحنُ فيهِ كَأُمَّةٍ
وَضَرَبتُ أَخماسي إِلى أَسداسي
فَرَجَعتُ أَخيَبَ ما يَكونُ مُؤَمِّلٌ
راجٍ وَأَخسَرَ ما يَكونُ الخاسي
نَرجو الخَلاصَ بِغاشِمٍ مِن غاشِمٍ
لا يُنقَذُ النَخّاسَ مِن نَخّاسِ
وَنَقيسُ ما بَينَ الثُرَيّا وَالثَرى
وَأُمورُنا تَجري بِغَيرِ قِياسِ
نَغشى بِلادَ الناسِ في طَلَبِ العُلى
وَبِلادَنا مَتروكَةٌ لِلناسِ
نَكادُ نَفتَرِشُ الثَرى وَبِأَرضِنا
لِلأَجنَبِيِّ مَوائِدٌ وَكَراسي
وَنَلومُ هاجِرَها عَلى نِسيانِهِ
وَاللائِمِ الناسينَ أَوَّلُ ناسي
وَنَبيتُ نَفخَر بِالصَوارِمِ وَالقَنا
وَرِقابُنا مَمدودَةٌ لِلفاسِ
كَم صَيحَةٍ لِلدَهرِ في آذانِنا
مَرَّت كَما مَرَّت عَلى أَرماسِ
تُفنيكَ أَوجُهُهُم وَحُسنُ خَلاقِهِم
عَن كُلِّ وَردٍ في الرِياضِ وَآسِ
أَنا بَينَهُم أَسَدٌ وَجَدتُ عَرينَتي
أَنا بَينَهُم ظَبيٌ وَجَدتُ كِناسي
وَطَني أَحَبُّ إِلَيَّ مِن كُلِّ الدُنى
وَأَعَزُّ ناسٍ في البَرِيَّةِ ناسي

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نعمان.. «إذا بُليتم فاستتروا»
  • حسين خوجلي: الوخز بالكلمات
  • فانس: سنغطي كل الأمريكيين بالرعاية الصحية.. وترامب لديه سجل نجاح حافل
  • عفيفي: مشكلة الحمدان نفسية بحتة وكنو لديه إمكانيات غير مستغلة .. فيديو
  • محلل سياسي: حزب الله ليس لديه خيارات سوى دخول الحرب البرية
  • كل أسبوع.. لماذا الطلاق بيد الرجل؟
  • استغل عملها لديه.. صاحب ستوديو يتحرش بفتاة في بولاق الدكرور
  • خبير بمركز الأهرام: إسرائيل تسعى لاستعادة الردع الذي فقدته بالهجوم على لبنان
  • جاسم: النصر استحق الفوز والريان قدم أفضل ما لديه .. فيديو
  • هويدي: إغلاق السوق الموازية سيؤدي إلى بيع العملة بشكل سري وهو أشد خطورة على الاقتصاد