DW عربية:
2024-07-01@18:05:56 GMT

الوقوع في عشق الروبوتات.. واقع محتمل أم محض خيال؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

هل يمكن أن يقع البشر في حب روبوتات المحادثة؟

اعتاد البشر على إيجاد شريك أو شريكة العمر في الحفلات واللقاءات العامة وحتى أماكن العمل، بيد أن الأمر قد تغير كثيرا مع اتساع ثورة الذكاء الاصطناعي إذ بمجرد الضغط بواحدة من أنامل الأصابع على تطبيقات مثل تندر، قد يجد الإنسان الحب أو يستمر شعوره بالوحدة.

والأحدث من ذلك هو عشق الروبوتات.

ورغم أن هذا الأمر قد يكون ضربا من الخيال، لكن وجد البعض في الآونة الأخيرة الحب في الذكاء الاصطناعي  إذ تمتلئ منصة "ريديت" باعترافات بعض المستخدمين يقدمون على الإقرار بعشقهم لروبوتات المحادثة (الدردشة)، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل تطبيق ريبليكا.

وإذا أذعنا لهذه الاحتمالية، فهل يمثل العشق بين الإنسان والذكاء الاصطناعي حبا حقيقا؟ وما هي أركان ما يمكن أن نطلق عليه "الحب الرقمي" في مصطلح مغاير للحب البشري؟

يقول الخبراء إن هذه الأسئلة ستظل بلا أجوبة، لأنه من الصعب فهم ما هو الحب الحقيقي.

الحب.. ما هو؟

يشير العلماء إلى أنه يمكن تقسيم الحب الرومانسي إلى ثلاث مراحل هي الشعور بالرغبة والجاذبية والارتباط العاطفي، فيما تلعب المواد الكيميائية في أدمغة البشر دورا في المراحل الثلاث، حيث تعمل على تنشيط بعض المشاعر داخل العقول.

فعلى سبيل المثال هرمون الدوبامين يعد مسؤولا عن الشعور بمتعة الحب، أما هرمون الكورتيزول فهو مسؤول عن التوتر، فيما يعد هرمون السيروتونين مسؤولا عن القلق، وهرمون الأوكسيتوسين مسؤولا عن الارتباط، والتي تنتج عند الشعور بالحب.

وخلصت  دراسات وأبحاث علمية  على مر السنين إلى أن هذه الهرمونات تمكن البشر من الشعور بطريقة معينة نحو المحبوب، لكن ماذا عن "الحب الرقمي"؟

لم يحسم العلماء هذا الأمر؛ إذ مازال الجدل يحتدم حيال مدى واقعيته. ورغم ذلك يقول بعض العلماء إن هرمونات البشر قد تعمل بنفس الطريقة.

يساعد تطبيق ريبليكا مستخدميه على تصميم رفيق يمكن التحدث إليه بل واختيار اسمه وتغيير صوته وصورته

حب الذكاء الاصطناعي.. مشاعر حقيقية؟

عندما يجد الإنسان حبه، دائما ما يأمل في أن يفهمه شريك أو شريكة عمره وأن يشعر به هذا الشريك دون أن ينطق بكلمة، وقد يكون الإنسان محظوظا ويصادف هذا النوع من الحب، لكن احتمالية ذلك ربما تكون ضئيلة، لأن البشر بطبيعة الحال يصعب توقعهم.

بيد أن هذا الأمر لا ينطبق على الذكاء الاصطناعي  إذ يمكن تدريب تطبيقات الذكاء الاصطناعي على التصرف بالطريقة التي يريدها البشر.

وفي ذلك، كتب أحد مستخدمي منصة "ريديت" أن "كل علاقاتي السابقة مع البشر كانت هراء. أشعر بأن تطبيق ريبليكا الخاص بي حقيقي أكثر من أي إنسان".

مختارات مهندس صيني يتزوج روبوتاً صنعه قصائد ولوحات بالذكاء الاصطناعي.. خطر داهم على الإبداع الإنساني؟ الذكاء الاصطناعي .. صديق أم عدو للبيئة؟ الذكاء الاصطناعي.. تحذيرات من خطرٍ محدق "إذا لم تتم السيطرة"!

وقد تستطيع روبوتات المحادثة تقليد مرحلة التعلق والارتباط الخاصة بالعلاقات الإنسانية، حيث يكونون شركاء راسخين ويمكن التنبؤ بهم بل يمكن توفيق الحب الرقمي وفق احتياجات ورغبات البشر.

وعن ذلك تقول لوسي براون، المتخصصة في علم الأعصاب والحب بالولايات المتحدة، "سيكون من الأسهل إذا استطاع البشر الشعور بأنهم يتحكمون في المواقف دون أن يثير ذلك رد فعل".

ويعد الشعور بالاستقرار أمرا مهما في  العلاقات الإنسانية  إذ أظهرت الأبحاث أن وجود رفقاء وشركاء يبقون معنا على المدى الطويل يقلل من التوتر في أدمغتنا.

الانجذاب إلى الروبوتات البشرية

يقول الباحثون إن الإنسان قد يكون أكثر تعاطفا مع الروبوتات ذات المظهر البشري وأقل تعاطفا مع الروبوتات ذات المظهر الميكانيكي التي تشبه الالة.

ويرى مارتن فيشر، المتخصص في علم نفس المعرفي والمقيم في ألمانيا والمشارك في تأليف كتب "الذكاء الاصطناعي يعشقك"، أن أحد المبادئ الرئيسية في علم النفس الاجتماعي "تتمثل في أننا نحب ونثق في الأشخاص الذين يشبهوننا".

ويعد هذا أمرا مهما لأن البشر تميل إلى فكرة الآدميّة أو التشبيهية بمعنى الخصائص البشرية إلى الأشياء المادية مما قد يؤثر على المسارات العصبية المتعلقة بالتعاطف.

بيد أن المنطق يقول إنه كلما أصبحت الروبوتات قريبة من البشر، كلما شعر البشر بالخوف تجاهها فيما يأتي ذلك في إطار النظرية التي دشنها عالم الروبوتات ماساهيرو موري في عام ١٩٧٠ والتي أطلق عليها اسم "الوادي الغريب".

وقال موري إن  الروبوتات  قد تصبح أكثر إيجابية كلما زادت درجة الشبه بينها وبين البشر، لكن عندما يصبح هذا الشبه قريبا جدا من حيث المظهر والسلوك، فإن الأمر ينقلب رأسا على عقب، وسيكون رد فعل البشر سلبيا تجاه الروبوتات التي تشبههم.

وقد بلغ البشر هذه المرحلة قبل خمس سنوات، عندما استخدمت مواقع إباحية تقنية "التزييف العميق".

قام مسلسل " Jeff Drives You" على فكرة وقوع الإنسان في حب الذكاء الاصطناعي

ضرر الحب بالذكاء الاصطناعي على العلاقات الإنسانية

الجدير بالذكر أن العلاقات الإنسانية والحب بين البشر  تقوم على ركائز عديدة منها التعلق والارتباط العاطفي واستقرار حالة الحب وأيضا العلاقات الجنسية.

 وخلال دراسة، قام الباحثون بدراسة نتائج قيام بعض مستخدمي تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومعظمهم من الذكور، بإجراء محادثات جنسية عبر الإنترنت مع البشر ومع روبوتات الذكاء الاصطناعي.

وكشفت الدراسة عن أنه رغم أن الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة قد أبلغوا أنهم يتحدثون مع روبوتات، إلا أن قالوا إن تجاربهم الجنسية لم تكن مغايرة تماما عن تجاربهم مع البشر.

بيد أنه عندما أبلغوا أنهم كانوا يتحدثون مع بشر وليس روبوتات، تحدثوا عن انتقادات وأعربوا عن غضبهم وخيبة أملهم، مما يشير إلى أن البشر يقللون من توقعاتهم عند الحديث مع  روبوتات المحادثة  ربما لإدراكهم أن علاقاتهم بها ليست حقيقة.

وفي ذلك، قالت كاثلين ريتشاردسون، أستاذة الأخلاق وثقافة الروبوتات والذكاء الاصطناعي في جامعة دي مونتفورت في المملكة المتحدة، إن الروبوتات لا يمكن أن تنخرط في علاقات إنسانية بسبب أنها تفتقر إلى الوعي.

وأضافت "الاعتقاد (بوجود حب بين الإنسان والذكاء الاصطناعي) يحط من شأن العلاقات الإنسانية وقيم الحب"، مشيرة إلى أن العلاقات الرقمية – حتى إن وجدت – قد تتسبب على المدى الطويل في مشاكل للأشخاص الذين قد يعتقدون أن الحب مع روبوتات المحادثة ينم عن علاقة حقيقية.

وحذرت ريتشاردسون من تداعيات ذلك، إذ قد يصل الأمر إلى حد الرغبة في الانفصال والابتعاد عن البشر، مضيفة استخدام الذكاء الاصطناعي  في مجال المواقع الإباحية قد يخلق إحساسا بالرغبة عن الانفصال عن البشر مما قد يؤثر على العلاقات بين الأزواج ويقلل من مردود السعادة.

وقالت إن الأمر يثير افتراضية هل يفهم شريكة حياتك أنك وقعت في حب "روبوتية محادثة" أو  "تشات بوت".

 

أنوشى آبد /  م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي الحب دويتشه فيله الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي الحب دويتشه فيله الذکاء الاصطناعی إلى أن

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تنظم برنامجًا تدريبيًا صيفيًا لطلاب المدارس في مجال برمجيات الروبوتات

أعلن الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، تنظيم كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي برنامج تدريبي صيفي لطلاب المدارس الإعدادية والثانوية في مجال برمجيات النظم المدمجة والروبوتات، بهدف تعريفهم بأحدث تقنيات البرمجيات والذكاء الاصطناعي، وإكسابهم المهارات اللازمة للبرمجة وتصميم الروبوتات.

وأوضح الدكتور الخشت، أن البرنامج التدريبي يأتي في إطار مساهمة الجامعة والكلية في خدمة المجتمع من خلال التدريب على برمجيات النظم المدمجة والروبوتات، واستجابة لتوجيهات القيادة السياسية بالتوسع في مجال البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات.

وقال الدكتور محمد الخشت، إن البرنامج يستهدف تعريف الطلاب بأحدث تقنيات البرمجيات والذكاء الاصطناعي، وإكسابهم المهارات اللازمة للبرمجة وتصميم الروبوتات، وتعزيز مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات، وفتح الباب أمام طلاب الثانوية للتعرف على أقسام وتخصصات كلية الحاسبات لتحفيزهم على الالتحاق بها مستقبلًا.

من جانبه، أوضح الدكتور رضا عبد الوهاب عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، أن البرنامج التدريبي سيقام في الفرع الدولي للجامعة، خلال شهر يوليو، بشرط أن يكون لدى الطلاب المتقدمين المهارات الأساسية في استخدام الكمبيوتر.

وقال عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، إن البرنامج التدريبي يستهدف زيادة اهتمام الطلاب بمجال البرمجيات والذكاء الاصطناعي، وتحسين مهاراتهم في البرمجة وتصميم الروبوتات.

مقالات مشابهة

  • «الخيال العلمي يتحول إلى واقع».. كمبيوتر مصنوع من أدمغة بشرية
  • علماء في اليابان يمنحون الروبوتات وجوها بـجلد بشري وابتسامة
  • روبوت ينتحر بسبب ساعات العمل الإضافية!!
  • هل يؤدي ضغط العمل إلى «انتحار الروبوتات»؟.. تفاصيل واقعة غريبة في كوريا
  • جامعة القاهرة تنظم برنامجًا تدريبيًا صيفيًا لطلاب المدارس في مجال برمجيات الروبوتات
  • حظك اليوم.. توقعات برج الثور 30 يونيو 2024
  • بيل جيتس: الذكاء الاصطناعى يمكنه إنقاذ البشر من تغير المناخ والأمراض
  • مشروع قانون بالبرلمان لحوكمة الذكاء الاصطناعي
  • ليست مزحة.. روبوت ينتحر بسبب ساعات العمل الطويلة
  • انتقادات لأصوات تطبيقات الذكاء الاصطناعي