سواليف:
2025-01-30@21:08:17 GMT

رجل الرصاصة!

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

رجل الرصاصة!

#رجل_الرصاصة!

أ.د #أمل_نصير

استمعت البارحة على قناة رؤيا إلى مقابلة مع رجل قتل طفلا في عرس، وقضى جزءا من الحكم في السجن… كان يتحدث عن تجربته المؤلمة وندمه، والفوضى التي دبت في حياته بعد هذا الفعل، ولكن اللافت في حديثه تركيزه على أن إطلاق #الرصاص في #الأفراح كان من باب التأكيد على الرجولة والقوة واستعراضهما، والحاجة إلى إثباتها أمام الآخرين، وغير ذلك يمكن أن يندرج في باب نقص الرجولة، وكنت أظن أن هذا العادة من باب التعبير عن الفرح حسب!
مفارقة عجيبة في إصرار الإنسان على تحويل #الفرح إلى #حزن، والحياة إلى موت، لأجل اثبات الرجولة أو غير ذلك من الأسباب، والمفارقة الأكثر غرابة تواضع #الإجراءات_القانونية، وتساهل بعض الناس مع هؤلاء!
أتساءل دائما ما هي العلاقة بين إطلاق الأعيرة النارية والفرح، فلا أجد؛ لأنه من غير المنطق أن تكون هناك علاقة بين شعورنا بالسعادة، وإزعاج الآخرين وترويعهم، وقتلهم، بل هي من أسوأ العادات التي ورثناها عن أجدادنا؛ إذ يُعتقد أنهم اعتادوا إطلاق الرصاص لإعلام الآخرين بوجود مناسبة فرح او غيرها لديهم، أما اليوم، فأصبحت لغة الرصاص هي المعبّر عن حالة الفرح ذاتها! مع أنه لدينا وسائل أخرى كثيرة للتعبير عنه أقل قتلا، وصخبا، وإزعاجا للآخرين.


رأيت فيديو قتل فيه شاب طفلا بريئا في مناسبة ما؛ وحاولت فهم سلوك القاتل قبل وأثناء إطلاقه النار، فلاحظت عجبا من عدم اكتراث القاتل بمن حوله، فلو كان يحمل في يده سيجارة لكان عليه أن يكون أكثر حذرا لئلا يصيب أحدا بها، ولكنه كان يحمل سلاحا، ويستخدمه في حشد من الصغار والكبار، وكأنه يحمل باقة من الورد أو صندوقا من الحلوى يريد أن يوزعها عليهم.
تدخلت دائرة الإفتاء قبل زمن، وقالت قولها في هذه العادة بأنها حرام، ولا تجوز شرعا لما فيها من تخويف وأذى للآخرين، وقالوا إذا كان الرسول عليه السلام نهى عن حمل السلاح مكشوفا خشية أن يؤذي الآخرين عن طريق الخطأ، ونهى عن الإشارة بالسلاح إلى المواطن خشية أن تزّل يداه، فكيف بمن يستعمل السلاح، ويتسبب بقتل الآخرين؟!
ما زلنا بحاجة إلى تشديد الإجراءات مع هكذا نوع من القتل، فالناس يتمادون، بل يخترعون وسائل جديدة في الأفراح من مثل مواكب السيارات المخالفة لكل قواعد السير من سرعة وتزاحم… وتدلي الأجساد من نوافذها، وخروج الرؤوس من سقوفها، وإزعاج الآخرين بزواميرها! إذ أن التلوث السمعي لا يقل خطورة عن أنواع التلوث الأخرى، فنحن لسنا بحاجة إلى ما يصم ّأسماعنا، ويرهق تفكيرنا، ويفزّع أطفالنا.
إذا كان الواحد منا لا يفهم، ولا يريد أن يفهم، وإذا كنا لم نستوعب بعد أخطار هذه العادة السلبية، وإذا وصلت اللامسوؤلية ببعض الأهل إلى تسليم أبنائهم السلاح ليقتلوا به أفراحهم وأفراح غيرهم، ويغتالوا الأمان في بيوتنا، فأين دور الحكومة في ذلك كله؟! لماذا لا تتعامل معهم مثلما تتعامل –مثلا- مثل الجرائم الإلكترونية من تغليظ العقوبات والجمع بين الغرامة الكبيرة، والسجن، وتجعل الامر للحق العام فقط بعيدا عن التدخلات الشخصية لأصحاب العلاقة او للأحكام العشائرية التي قد تتعرض لتأثيرات أو ضغوط كثيرة، وأظن حينها لن نجد من يطلق النار حتى في أحلامه الليلية.
إن عادة إطلاق العيارات النارية هي أسوأ وسيلة للتعبير عن الفرح، وخطر لا مبرر له، وسلوك غير حضاري، ولا بد من إيجاد إجراءات صارمة في التشريع والتطبيق الفعال للتخلص منها.

مقالات ذات صلة المسؤولية الغافية 2023/09/03

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الرصاص الأفراح الفرح حزن الإجراءات القانونية

إقرأ أيضاً:

«حياة كريمة» تحتفل بتجهيز 250 عروسة ضمن مبادرة «يدوم الفرح» بالشرقية

نظّمت مؤسسة حياة كريمة، فعالية كبيرة في محافظة الشرقية لتجهيز 250 عروسة ضمن مبادرة «يدوم الفرح»، ضمن جهودها المستمرة لدعم الفتيات المقبلات على الزواج.

تأتي هذه المبادرة في إطار التعاون المثمر بين مؤسسة حياة كريمة ومديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الشرقية، بهدف تخفيف الأعباء عن الأسر الفقيرة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي.

وشملت الفعالية توزيع جهاز كامل لكل عروس، يتضمن ثلاجة، غسالة، بوتاجاز، تليفزيون، بالإضافة إلى حقيبة مستحضرات تجميل، وذلك لتلبية احتياجات الفتيات وتحقيق حياة كريمة لهن بعد الزواج.

تضمن برنامج الفعالية تنظيم دورات تدريبية بعنوان "مودة"، التي تهدف إلى تأهيل الفتيات المقبلات على الزواج من خلال تقديم نصائح قيمة حول الحياة الزوجية، وفن التعامل مع الخلافات الأسرية، وتطوير مهارات التواصل مع الشريك، بالإضافة إلى تقديم معلومات حول التخطيط الإنجابي ومكافحة الإدمان.

تأتي هذه الفعالية في إطار رؤية مؤسسة حياة كريمة لدعم الأسر الأكثر احتياجاً، وتقديم المساعدة اللازمة للحد من الأعباء الاقتصادية، والعمل على بناء مجتمع مستقر وقادر على مواجهة التحديات.

مقالات مشابهة

  • «حياة كريمة»: نستهدف تجهيز 5000 عروس بنهاية 2025 ضمن مبادرة «يدوم الفرح»
  • وزيرة التضامن تشهد احتفالية مبادرة يدوم الفرح لتجهيز 250 عروسة بالشرقية
  • للمشاركة في احتفالية يدوم الفرح.. محافظ الشرقية يستقبل وزيرة التضامن الاجتماعي
  • تعيين سفيرة جديدة للجزائر لدى النرويج
  • «حياة كريمة» تحتفل بتجهيز 250 عروسة ضمن مبادرة «يدوم الفرح» بالشرقية
  • طيب يحتفل بزفاف نجله
  • كيف تتقبل الآخرين؟!
  • حكم بيع قائمة بأرقام الهواتف لمساعدة الآخرين في التواصل مع أصحابها.. دار الافتاء توضح
  • «كويكب» أسرع من الرصاصة 10 مرات يمر بجوار الأرض.. تأثير خطير
  • بعد مقترح ترامب.. مشاهد زحف الفلسطينيين نحو منازلهم المدمرة في غزة يملؤها الفرح والحزن معًا