رئيس التنسيق الحضاري يكشف لمصراوي تفاصيل مشروع مقبرة الخالدين
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
كتب- محمد شاكر:
قال المهندس محمد ابوسعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري في تصريحات خاصة لمصراوي، إن الجهاز عرض الأفكار الخاصة بمقبرة الخالدين على محافظة القاهرة وما زال الأمر تحت الدراسة.
وقال أبوسعدة: تبحث المحافظة الآن المكان الذي سيقام فيه المشروع والمساحة المناسبة له، وننتظر الآن نتيجة الدراسة لتنفيذ الخطوات التالية.
وأضاف أبوسعدة: لدينا رفات لشخصيات تاريخية مهمة جدا، ولكن مقابرهم ليست لها قيمة معمارية فهي مثلا ليست في عداد الآثار أو ضمن قوائم المباني ذات الطراز المعماري المميز، وهذه هي ما ينطبق عليها فكرة مقبرة الخالدين بحيث يكون لكل شخصية متحف توضع به مقتنياته وقاعة للسيرة الذاتية، وغيرها من الأمور.
ولفت أبوسعدة إلى أن مقابر الشخصيات المهمة المسجلة أثرا أو طرازا معماريا مميزا، ستظل في مكانها دون أي مساس بها.
وتابع أبوسعدة: يتم الآن حصر مقابر الشخصيات المؤثرة، ويتعين أن تكون في مكان يليق بها، ولكن مقابرهم غير مسجلة.
جدير بالذكر أن "مقبرة الخالدين" تشمل إنشاء منطقة كبيرة تضم زعماء مصر على مدار العصور المتعاقبة، وتكون مزارا للمواطنين للاطلاع على تاريخ هؤلاء الزعماء ومعرفة حجم ما قدموه للدولةومن المقرر أن تكون مصممة على أعلى مستوى وبشكل حضاري ليجمع كل الخالدين وزعماء الوطن، ويكون مزارا، تم تشكيل لجنة من الخبراء والمختصين لوضع سيناريوهات مختلفة وبدائل للتعامل مع بعض المناطق بمنطقة المقابر بالقاهرة
اقرأ أيضا:
على نفقة المواطن.. الكهرباء للمواطنين: استبدلوا هذه العدادات فورا
حركة تنقلات بين وكلاء وزارة الصحة بالمحافظات.. تعرف عليها
تبدأ غدا.. تفاصيل تسجيل طلاب دبلوم المدارس الفنية لرغبات التنسيق 2023
الرئيس السيسي يوفد مندوبا للتعزية في وفاة زوجة نائب بمجلس الشيوخ
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: قائد فاجنر متحور كورونا بريكس تنسيق الجامعات فانتازي سعر الذهب أمازون الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة
إقرأ أيضاً:
مقابر في تربة العبودية
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
الطيور التي تولد في الأقفاص تعتقد ان الطيران جريمة. .
أبشع ما قد يمر به الإنسان في حياته ان يكون مضطهدا في بلاده. مشكوكاً بوطنيته، مطاردا مستهدفا ملاحقا من يوم ولادته حتى مماته. لا خيار أمامه سوى الاعتراف للجلاد بجرائم لم يرتكبها، أو الموت تحت سياطه. هذا هو مصيره المحتوم ومصير كل الأبرياء الذين ساقتهم الأقدار، فوقعوا في قبضة عناصر امن الدولة منذ خمسينيات القرن الماضي وربما حتى يومنا هذا. .
شاهدنا في أفلام الرعب الهوليودية شخصيات وهمية من وحي الخيال السينمائي، نذكر منها: شخصية (الرجل المستذئب)، الذي يجسد حالة نادرة يتحول فيها الانسان إلى ذئب كاسر ليلة اكتمال القمر، اما عندنا نحن العرب فلدينا جماعات تتقمص أخلاق الضباع والتماسيح من دون ان تكون لها توقيتات قمرية محددة، فجأة يتحول المتنفذون والمتسلطون إلى ضباع لا تعرف الرحمة. .
وحتى لا نظلم الحيوانات المفترسة لابد من الاعتراف بانها لا تعذب بعضها البعض للتسلية أو من اجل انتزاع اعترافاتها. فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستمتع بتعذيب أبناء جلدته، ويمتلك الخصال الدونية الخسيسة. .
لا ريب ان ضحالة الأخلاق في سياسة الأنظمة التعسفية الحاكمة تسببت في انحراف الأجهزة الأمنية القائمة على الوشاية وتقارير المخبر السري والاتهامات الباطلة، وما إلى ذلك من صلاحيات مفتوحة تسمح لها بارتكاب الجرائم. .
لقد فقد الناس ثقتهم بالاجهزة الأمنية التي تعتمد على القيل والقال في تقرير مصير المواطنين، الذين فقدوا ثقتهم بمؤسسات مسكونة بتمجيد الاغبياء والسفلة. . مؤسسات يترأسها الجاهل، ويحكمها الأحمق، ويتسلط فيها المتغطرس. ويشعر فيها المواطن باليأس والإحباط. .
لقد وصل الطغيان بجزار السجون المصرية حمزة البسيوني إلى مخاطبة المعتقلين بهذه العبارة: (لو جاء ربكم بنفسه لحبسته في سجن انفرادي). ثم وجدوا هذا المجرم ممزقا ومشوها بحادث سير بين الإسكندرية والقاهرة. كانت لديه مجموعة من الكلاب المفترسة. أشهرها لاكي، الذي كان يشبه الأسد من فرط ضخامته وقوته، وأيضا ميمي وليلى وهما كلبتان معدتان لترويع المعتقلين الجدد. كان المجرم (بسيوني) انموذجا من نماذج المجرمين المتخصصين بتعذيب المواطنين حتى يذوقوا الموت غصة بعد غصة. .
لقد شهدت أحوال المواطنين تداعيات كبيرة في بعض العواصم العربية، التي لم تعد فيها الأجهزة الأمنية بحاجة إلى جلسات التعذيب، بعدما صار القتل على الهوية وعلى الشبهة، وربما سمعتم بالمواقف الأجرامية التي سجلها وزير العدل السوري (شادي الويسي) بنفسه عندما كان يسدد بندقيته إلى رؤوس النساء، ويطلق عليهن النار في الساحات العامة وامام أنظار الجموع الغفيرة. .
في معظم البلدان العربية يغدوا الانسان مسجونا في دائرة عبثية، فهو يتكاثر لا ليحيا بل ليضاعف بؤسه، بينما الطغاة يتلذذون بثمار هذا الانحناء المتكرر امام أعينهم، وهكذا يغرق الإنسان في مستنقع القهر. انه عجز الضعيف عن تحويل معاناته إلى رفض مطلق. عجز يحول الحياة المؤلمة إلى فعل عبثي يدور حول محور الالم حيث يزدهر الطغاة كظلال دائمة لهذا الانكسار، كشجرة سامة لا تزدهر الا في تربة العبودية. .