آخرها النيجر والجابون.. فرنسا تخسر 8 مستعمرات بإفريقيا وماكرون يعلن الطوارئ
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
يمر التأثير التاريخي والثقافي لفرنسا في أفريقيا بمرحلة تحول على الرغم من كونها قوة استعمارية مهيمنة في القارة لأكثر من قرن، فإن الأحداث الأخيرة في النيجر والجابون تشير إلى أن قبضة فرنسا على مستعمراتها السابقة آخذة في التراجع.
الرئيس الفرنسي فرنسا بين النيجر والجابونوكشف خالد شقير، الصحفي المختص بالشأن الفرنسي، من خلال متابعته لما يحدث من ردود افعال بفرنسا في الجابون والنيجر، قال إن هناك اختلافا كبيرا في التناول بين الموضعين بالنسبة لردود افعال الصحافة الفرنسية وحتي الردود الرسمية للحكومة.
وأوضح شقير ـ في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن التحديات الداخلية والدولية كثيرة ومثيرة جعلت الرئيس الفرنسي يجتمع مع رؤساء القوي السياسية علي مدار 12 ساعة متواصلة بعيدا عن الصحافة بعد أن ترك هاتفه وسحب هواتف المجتمعين لمناقشة الأزمة واطلاعهم على الموقف الصعب التي وصلت إليه الأمور في أفريقيا بعد أن خرجت فرنسا من مالي وبوركينا فاسو.
وتابع: أما ما حدث في الجابون اكتفت الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية بعمل فلاش باك على أسرة بونجو بالحكم من أكثر من خمسين عاما وأيضا مكانة الجابون الاقتصادية كأهم الدول المنتجة للبترول.
وواصل: وتواجد الشركات الفرنسية هناك وقامت بعمل لقاءات مع الفرنسيين الذين يعملون هناك ليس هناك عداء ضدهم ولا كراهية ولا مطالبة برحيلهم كما هو الوضع في النيجر.
ولفت: والحديث ايضا عن تجاوزات وتزوير في عملية الانتخابات جعل فرنسا الرسمية لا تدين عملية الانقلاب بل رفضته فقط وطالبت بالشفافية في نتائج الانتخابات أحد المراقبين ارجع سبب الصمت الفرنسي تجاه ما يحدث في الجابون بأن علي بونجو كان في الفتره الأخيره يفضل التعامل مع الشركات الصينية عن الفرنسية، وربط هذا بالترحيب غير المعلن بما حدث في الجابون ويتم النظر إليه بأنها إعادة تنظيم داخلي ليس أمرا خطيرا ولا يعرض مصالح فرنسا للخطر الهدف منه تغيير نظام مريض فقط.
وأضاف أن الوضع في النيجر فمختلف تماما حيث ان فرنسا لا تريد أن ترحل قواتها من هناك وايضا سفيرها لاسباب تم ربطها بالأمن القومي حيث ان النيجر آخر دول الساحل المتواجد فيها قوات فرنسية لمحاربة الإرهاب والعصابات المنظمة الهجره غير الشرعيه وتقول ان امنها وامن اوروبا يبدا من هناك ولهذا نجد هذه الرغبة الفرنسية التي تظهر في الأفق برفض الخروج لتواجد اتفاقيات بين فرنسا والنيجر رسمية بالاتفاق مع الرئيس بازوم وهذا ما كرره بالأمس كلا من الرئيس ماكرون ووزير الجيوش الفرنسية أيضا سبستيان ليكرنو .
وأكد أن في النيجر عداء ضد فرنسا يقال أن وراءه روسيا وان الولايات المتحدة لا تريد أن تخسر هي الاخري مكانتها في النيجر ولهذا تتخذ مواقف أقل شده تجاه الانقلابيين .
وتابع: الآن وضع فرنسا في إفريقيا على المحك وهذا ما تراه الإدارة الفرنسية وظهر من خلال تصريح للرئيس ماكرون أمام سفراء فرنسا بأن (فرنسا لن تظل للابد تقوم بدور الأب في افريقيا )
واختتم: إذن الحال في النيجر سيتوقف على دول غرب افريقيا والموقف الأمريكي وإيجاد صيغة تحفظ لفرنسا ماء الوجه من ناحية والانقلابين يجدون طريقا وسطا لهم في التخلص من بازوم من ناحيه اخري من خلال مرحلة انتقالية لانتخاب رئيس، هذا ما يبدوا عليه الوضع حتي الان ومازال كل الاحتمالات واردة .
الضربة قاصمة للنفوذ الفرنسيعندما أطيح برئيس الجابون ليون مبا، في عام 1964، سارع الرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديجول إلى التحرك، وأرسل على الفور قوات فرنسية لإعادة مبا إلى السلطة.
وبفضل ما تمتلكه من ثروة معدنية كبيرة وخاصة الحديد، كانت الجابون المستقلة حديثًا بمثابة جوهرة في تاج المستعمرة الفرنسية السابقة، وكان ديجول حريصًا على حماية مصالح فرنسا.
وبعد ما يقرب من 60 عامًا، ما حدث مع مبا، تكرر مع الرئيس عل بونجو، الذي أطاح به قائد الحرس الجمهوري، لكن هذه المرة لن يكون هناك سلاح فرسان فرنسي للإنقاذ، حيث خسرت باريس حليفًا وثيقًا آخر، وهي علامة، كما يقول المحللون، على تراجع النفوذ الفرنسي، وفق ما ذكرت شبكة " سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرًا، شهدت الجابون تحولا مذهلًا في الأحداث، إذ اقتحم ضباط من الجيش التلفزيون الحكومي في الجابون، الأربعاء، وأعلنوا الاستيلاء على السلطة وألغوا النتائج وحلوا الدستور.
ودوت أصوات إطلاق النار في شوارع العاصمة ليبرفيل مع إعلان الجيش نهاية خمسة عقود مذهلة من حكم عائلة بونجو. واهتزت الشوارع لاحقًا بأصوات الهتافات والابتهاج حيث احتفل الشعب بنهاية السلالة التي أثرت عائلة بونجو بشكل كبير على حساب مواطنيهم.
وأعلن المجلس العسكري في وقت لاحق أن الجنرال بريس أوليجوي نجويما، سيكون بمثابة الزعيم الانتقالي، وأن السلطات ستحقق في الاتهامات الموجهة ضد نجل الرئيس، نور الدين بونجو فالنتين، الذي اعتقل مع ستة أفراد آخرين بتهمة "الخيانة العظمى".
ورغم أن المجتمع الدولي أدان ما حدث في الجابون، إلا أنه لم يجتذب نفس الانتقادات الشديدة التي تعرض لها نفس الأحداث التي وقعت الشهر الماضي في النيجر.
وكان بونجو تعرض لمحاولة الإطاحة به في عام 2019، بعد أن أضعفته إصابته بسكتة دماغية في عام 2018.
لكن هذه المرة، يقول المحللون إن عصر بونجو قد انتهى. ونقلت "سي. إن. إن" عن ألوول أوجيويل، من معهد الدراسات الأمنية: "إن الشعب الجابوني يريد فقط إنهاء حكم الأسرة التي لم تحسن ظروفهم الاقتصادية منذ خمسة عقود".
وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، إن بلادها تراقب الأحداث في الجابون بأقصى قدر من الاهتمام.
الفرنسا خسرت نفوذها في 8 دول إفريقيةوتمثل الأحداث الجارية الآن في الجابون، تحديًا لفرنسا، التي خسرت نفوذها، حتى الآن، في ثماني من مستعمراتها السابقة في غرب ووسط إفريقيا، خلال ثلاث سنوات فقط، مع تزايد المشاعر المعادية لفرنسا.
على سبيل المثال، طردت مالي القوات الفرنسية وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع باريس. كما قامت بتغيير اللغة الرسمية من الفرنسية لصالح اللغات المحلية المالية. بينما في السنغال، تعرضت المصالح التجارية الفرنسية للهجوم.
وقال كريس أوجان موديدي، محلل الشؤون الخارجية الذي يعيش في داكار، بالسنغال، لـ "سي. إن. إن" إن السياسة الفرنسية لا تحظى بشعبية. وهناك كل هذه الاحتجاجات والناس يهاجمون الشركات الفرنسية التي تمثل بالنسبة للكثير من الناس هنا الاستعمار الفرنسي الجديد.
وفي النيجر، صدرت أوامر للسفير الفرنسي بمغادرة البلاد، لكنه لا يزال في منصبه لأن فرنسا تقول إنها لا تعترف بالسلطة الجديدة هناك.
وتجمعت حشود كبيرة مؤيدة للسلطة الجديدة في النيجر، الأحد الماضي، بالقرب من القاعدة العسكرية الفرنسية في نيامي، ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بانسحاب القوات الفرنسية.
وتشير "سي. إن. إن" إلى أن المشهد السياسي المتطور، كشف عن هشاشة أنظمة الحكم التي أنشأتها في الأصل القوى الاستعمارية.
ونقلت الشبكة عن أوجان موديدي: "إن أنظمة الحكم التي كانت موجودة في المستعمرات الفرنسية السابقة، والتي فرضتها باريس، لم تعد صالحة لهذا الغرض. في بلد مثل الجابون، تحكم عائلة واحدة منذ حوالي 50 عامًا، وهذه ليست حكومة أو مملكة، وهم ليسوا استثناءً".
وحسب الشبكة، هذه الظاهرة لا تقتصر على الجابون وحدها؛ فصداها يتردد في جميع أنحاء إفريقيا الوسطى، حيث تتمتع دول مثل الكونغو برازافيل وغينيا الاستوائية بزعيم واحد حكم لأكثر من أربعة عقود. وفي الكاميرون، يتولى بول بيا، البالغ من العمر 90 عامًا، منصب الرئيس منذ عام 1982 ويقسم وقته بين فرنسا وسويسرا، وبالكاد يقضي أي وقت في الكاميرون.
ومع ذلك، فإن زعماء الغرب، وفرنسا على وجه الخصوص، يغضون الطرف عنه وعن آخرين من أمثاله.
وكما يقول أوجان موديدي: "إن الأحداث الجارية في الجابون، التي وقعت في أعقاب أحداث النيجر، تسلط الضوء مرة أخرى على علاقة فرنسا المختلة مع مستعمراتها السابقة في إفريقيا".
وهذا التحول في الوعي السياسي الإفريقي، الذي تحركه إلى حد كبير التركيبة السكانية الشبابية في القارة، يؤجج المشاعر المناهضة لفرنسا.
وتمتلك فرنسا نحو 400 جندي في الجابون مع العلم بأنه قد تم طرد قواتها من مالي وبوركينا فاسو، كما أن النظام الجديد في النيجر مُصر على رحيل الفرنسيين أيضًا.
كما أعاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا صياغة سياسة فرنسا الجديدة تجاه إفريقيا، وقال إن قواعدها العسكرية ستدار الآن بشكل مشترك مع الدول.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فرنسا النيجر الجابون الرئيس الفرنسي النيجر والجابون ماكرون أحداث النيجر إفريقيا بونجو الرئیس الفرنسی فی النیجر ما حدث
إقرأ أيضاً:
مدارس الأزواج في النيجر.. تواجه أخطاء الزواج المبكر
في النيجر تهدف “مدارس الأزواج” لخلق مساحة من الحوار والتفكير في مشاكل الأسر الحديثة التي نتجت عن انتشار ظاهرة الزواج المبكر بين الجنسين معا في النيجر، وتحاول هذه المدارس الفريدة من نوعها تقديم النصح والمشورة وتساعد على تحقيق المودة والوئام بين الأزواج.
ويقود هذه المدارس زعماء تقليديون يحظون باحترام وسطهم الاجتماعي، وينظمون حلقات دراسية في أي مكان تأتى لهم، بالمدارس ومراكز الجمعيات وفي الأسواق الشعبية وحتى تحت الخيام في مكان مفتوح، ليتمكن الجميع من سماع حديثهم الذي يتمحور عادة حول الحياة الزوجية ودور كل فرد من إنجاحها.
وعلى عكس ما قد يظنه البعض من أن هذه المدارس تركز أكثر على نصح النساء، إلا أن أكثر ما يركز عليه القائمون عليها هو رفع مستوى وعي الرجال بأهمية تنظيم الأسرة وصحتها، ويحاولون إقناعهم بأهمية الحقوق، وضرورة المساواة خاصة فيما يتعلق بتعليم الأبناء وحقوق الإرث.
في مجتمع تقليدي يتمتع بواحد من أعلى معدلات الخصوبة في العالم (7.6 طفل لكل امرأة)، تحاول مدارس الزواج إقناع الأسر بخطورة تزويج الفتيات الصغيرات وكثرة ما تعاني المرأة بسببه لاحقا، ويحذرون من ظاهرة العنف ضد النساء التي لم تكن معروفة في المجتمع النيجري قبل أن تخترق النسيج الاجتماعي والثقافي وتتحول إلى ظاهرة تقوض المنظومة الأخلاقية للمجتمع.
200 مدرسة أزواج
يقدر عدد مدارس الأزواج في النيجر بنحو 200 مدرسة بعضها لا يحتوي على مركز بل يتنقل أعضاؤها عبر القرى ليلاً ونهاراً لتغطية أوسع للمناطق الأكثر احتياجيا، ويأمل القائمون عليها في افتتاح مدارس أخرى في منطقتي مارادي وتاهوا غربي البلاد.
وإضافة إلى النصائح والدروس ذات الطابع الاجتماعي يقدم القائمون على هذه المدارس استشارات ما قبل الولادة وحصصا لتعزيز تنظيم الأسرة، ونصائح لحث السكان على زيارة المراكز الصحية خاصة النساء، في محاولة منهم لخفض معدل وفيات الأمهات المرتفع بالنيجر بسبب التقاليد السائدة التي تفرض على النساء الولادة في المنزل وعدم استعمال وسائل منع الحمل.
ويتم التسجيل في مدرسة الأزواج بشكل طوعي لكل من يجد في نفسه القدرة على المساعدة وإلقاء الدروس، لكن اختيار المعلمين يتم بناءً على 9 معايير، منها أن يكون المدرس زوجًا صالحا ورب أسرة ناجحة، وأن يكون عمره 25 عامًا على الأقل، وأن يظهر سلوكًا أخلاقيًا جيدًا، وأن يكون مدافعا عن مشاركة المرأة في المجتمع.
ويُنظر إلى المدرسين كمرشدين ونماذج يحتذى بها داخل أسرهم ولأعضاء آخرين في مجتمعهم. ويختار القائمون على هذه المدارس طريقة لإقناع السكان بناء على خصوصية كل منطقة، ويبحثون عن حلول بناءً على معرفتهم وخبراتهم، ووفقاً للتقاليد والقواعد القانونية.
نتائج مشجعة
جميع الأعضاء متساوون ويعملون في إطار غير هرمي، ويتحمل كل منهم بدوره جزءًا من مسؤوليات المدرسة. وتقوم وزارة الصحة وكذلك المنظمات غير الحكومية المحلية بدعم هذه المدارس وتوفير ما يلزم من أجل التنقل إلى المناطق النائية. كما تستفيد مدارس الأزواج من دعم الجمعيات النسائية التي تسهل لها التواصل مع النساء ومعرفة مشاكلهن.
ويقول القائمون على هذه المدارس إنها حققت نتائج جيدة في 3 سنوات فقط، حيث تزايدت الزيارات إلى المركز الصحي وارتفع الوعي بضرورة استعمال وسائل منع الحمل وانخفض مستوى العنف ضد المرأة.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتساب