عوامل بناء النفس المسلمة وصلاحها.. 4 أمور يوضحها علي جمعة
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، عن أهم عوامل بناء النفس، موضحًا خلال صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أهم عوامل بناء النفس وفق المنهج النبوي.
أهم عوامل بناء النفسوقال علي جمعة إن من أهم عوامل بناء النفس: تعلم القدر المفروض من العلم المقرب إلى الله تعالى والعمل به, واتباع العلماء الحاملين لميراث النبوة، وهذا لأن العبادة بلا علم توقع في سوء فهم للدين بالتشدد الذي يصرف الناس عن دين الله أو بالتساهل الذي يفك عرى الدين, وما انتشرت الأفكار الغريبة عن مجتمعنا في هذا العصر إلا عن جهل غير المتخصصين غالبا.
وتابع في بيان أهم عوامل بناء النفس: الوقوف على بعض أخبار العلماء والصالحين من خير الوسائل التي تغرس الفضائل في النفوس, وتدفع النفس الضعيفة إلى تحمل الشدائد والمكاره في سبيل الغايات النبيلة والمقاصد الجليلة, وتبعث فيها روح التأسي بذوي التضحيات في سبيل العلم لتسمو إلى أعلى الدرجات.
وأوضح عضو كبار العلماء أن من عوامل بناء النفس: المداومة على العمل وإن قل; لأن المداومة على الأعمال الصالحة والاستمرار عليها تثبيت وترويض للنفس البشرية لمواجهة أعباء الطريق وتكاليفه, وصرف لمكائد الشيطان ونوازعه, فإذا عود المرء نفسه على الفضائل انقادت له, وإذا تهاون فأقدم مرة وأحجم مرة كان إلى النكوص أقرب, والشيطان إذا رآك مداوما على طاعة الله عز وجل ملك ورفضك, وإن رآك مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك; فداوم على الطاعات; فإن الله من فضله وكرمه أنه إذا جاء ما يصرفك عن أداء الطاعات من عجز ومرض وفتنة منح كالأجر كما كنت صحيحا.
وقال علي جمعة، إن من أفضل الأدب مع الله الرضا بما قسمهُ الله والتسليم بما أجراهُ اللهُ سبحانه وتعالى عليك فى الكون. ولذلك إذا أردت الدعاء وأردت الالتجاء فافعل ذلك عبادة وليس تشوفا للدنيا، واسأل الله سبحانه وتعالى من خيرى الدنيا والآخرة، فهو مالك السماوات والأرض، ومالك الدنيا ومالك الآخرة، ومالك يوم الدين سبحانه وتعالى. فالالتجاء إلى الله وحده ولا يكون مقصودك إلا الله.
وتابع: الدعاء إِمَّا أنْ يستجيب لك فيه فورا، وإما أن يؤجله فيستجيب بعد مدة، وإما أن يدخره لك عبادة وثوابا يوم القيامة. إذن الدعاء خيرٌ كله، اسْتُجِيبَ أَوْ لَمْ يُسْتَجَب، لأنك لا تدرى أين الخير؟ ولا تدرى الغيب؟ ولا تدرى ما هو أصلح لك؟. الذى يعلمُ ذَلِكَ كُلَّهُ هو الله سبحانه وتعالى لا إله إلا هو ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأضاف: إذن عليك إذا ما دَعَوْتَ الله تدعوهُ عبادةً، لا تدعوه سبحانه وتعالى تشوفاً وطلباً للدنيا، إنما ادعوه عبادة وسيدنا النبى ﷺ يقول : {الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ} فى حديث أبى هريرة - رضي الله عنه - وهذا حديث صحيح أخرجه الأربعة. وفى حديث آخر أقل صحة لكنه صحيح أيضاً لكنه أقل سنداً يقول : {الدُّعَاءُ مُخُ الْعِبَادَةُ}، هل ترون الفرق؟ "الدعاء مخ العبادة" يعنى أنه أعلى شئ فى العبادة، أما "الدعاء هو العبادة" يعنى أن الصلاة دعاء، والزكاة دعاء، والحج دعاء، والصيام دعاء. الدعاء هو العبادة أى حقيقة العبادة هذه الصلة التى بينك وبين الله تعالى.
إذن علينا أن نفهم أن الأدب مع الله تعالى يقتضى الفهم ؛ أنك إذا دعوت فادع عبادة. وذلك يعنى ألا تجعل قلبك متعلقاً بالمطلوب. ادعه وكأنك تقول يا رب افعل لى كذا كذا بإرادتك وقوتك وحولك متى شئت وأنّى شئت وكيف شئت. اللهم إن لم يكن بك عَلَىّ غضب فلا أبالى. "فانظر كلام سيد المرسلين مع ربه". فهو يعلمنا الأدب، فأول شئ الدعاء عبادة.
الأمر الثانى: بعد ما صرفت قلبك عن المطلوب وجعلت المطلوب هو الله وليس الغرض الذى تدعو فيه سواء دنيوى أو أخروى فجعلت المطلوب هو الله ؛فلا تيأس مع الإلحاح فى الدعاء من تأخر المدد فإن المدد من الله. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجَابَةَ فِيمَا يَخْتَارُهُ لَكَ، لا يكون فى كونه إلا ما أراد لا فيما تختاره لنفسك فأنت لا تعرف شيئاً. فهذا تَبَرِّى من الحول والقوة وخروج من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته وثقة بالله وثقة مما فى يد الله أعظم مما فى يدك وفى تدبير الله أعظم من تدبيرك. وألا يتطرق إلينا اليأس لأن اليأس من صفات الكافرين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة كبار العلماء سبحانه وتعالى علی جمعة
إقرأ أيضاً:
وداع رمضان.. الدعاء المستحب في آخر أيام الشهر الفضيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعيش المسلمون مشاعر متباينة بين الحزن على فراق أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والفرح بقدوم عيد الفطر المبارك، وفي هذه الأوقات العظيمة، يحرص المسلمون على الإكثار من الدعاء، سائلين الله القبول والرضا، حيث إن الدعاء في آخر رمضان من أعظم الأعمال التي يوصى بها.
الدعاء المستحب في آخر رمضانوعلى الرغم من عدم ورود دعاء محدد في السنة النبوية لختام رمضان، إلا أن من أفضل الأدعية في هذا الوقت ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان، "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني" (رواه الترمذي)، كما يُستحب للمسلم أن يكثر من الاستغفار والابتهال إلى الله بطلب القبول، فيقول: "اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا، واغفر لنا وارحمنا، وأعتق رقابنا من النار".
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يجتهدون في العبادة في نهاية رمضان، ويكثرون من الدعاء بطلب القبول. وقد ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: "اللهم تقبل منا رمضان، اللهم اجعله شاهدًا لنا لا علينا"، كما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:"اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، وارزقنا الثبات على الطاعة بعد رمضان".
وقد سار التابعون على نهج النبي ﷺ وصحابته في الاهتمام بالدعاء في آخر رمضان، فقد ورد عن الإمام الحسن البصري رحمه الله قوله:"اللهم إن كان في سابق علمك أن تجمعنا في مثل هذا الشهر فبارك لنا فيه، وإن قضيت بقطع آجالنا وما يحول بيننا وبينه فأحسن الخلافة على باقينا، وأوسع الرزق على إخواننا".
ويعكس الدعاء في آخر رمضان حرص المسلم على القبول والخشية من ضياع الأجر، فقد كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعون ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم، وقد ورد عن ابن رجب رحمه الله قوله: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، وستة أشهر أن يتقبل منهم".
ويستدل على قبول الدعاء بعد رمضان، بالاستمرار على الطاعات والثبات على الأعمال الصالحة، فمن وجد في نفسه رغبة في الطاعة بعد رمضان فهذه من علامات القبول، حيث قال بعض السلف: "من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انتهى، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت".