الصراع على سورية والأبعاد الجيوسياسية في كتاب الباحث عبد الله الأحمد
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
دمشق-سانا
(الصراع على سورية والأبعاد الجيوسياسية) كتاب للباحث عبد الله الأحمد، يسلط الضوء من خلاله على الخلفيات التي سبقت الحرب على سورية، ليشكل مرجعاً فكرياً يوضح الأطماع والتحديات التي تواجهها سورية.
وفي الكتاب، أشار الأحمد إلى ما حدث في العراق ودور الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب عليها، وما قامت به خلال ما جرى في الاتحاد السوفييتي زمن غورباتشوف وفي يوغسلافيا ومساندة بريطانيا، بهدف تغيير الواقع الجيوسياسي العالمي والتأسيس لواقع جديد يخدم مصلحتها ومصلحة الكيان الصهيوني ومن يساندهما.
وبين الأحمد أن الدور الخطير لتركيا وبعض الدول الكبرى والمنظمات الدولية غير الحكومية في ترتيب ما سُمي بـ “الربيع العربي” والأبعاد الجيوسياسية للحرب ولمشروع الشرق الأوسط الكبير في المنطقة ونهب ثروات شعوبها وأسباب استهداف سورية والتحديات المستقبلية.
وأوضح الكتاب أن موقع سورية وتموضعها الجيوسياسي جعلها في هدف العاصفة منذ بداية أحداث الربيع العربي، ولاسيما أنها تشكل ممرا حيويا لأوروبا وإفريقيا وآسيا ومنطقة حيوية لروسيا والصين.
ويسلط الكتاب الذي يقع في 224 صفحة من القطع الكبير والصادر عن منشورات دار الرضا للنشر الضوء على مكانة سورية ودورها العروبي كحاضنة للمد القومي العربي ومناهضتها للسياسات الغربية التي تستهدف المنطقة، لافتاً إلى المواجهة الاستراتيجية بين القوى العظمى والإقليمية وتصاعدها خلال الحرب على سورية.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: على سوریة
إقرأ أيضاً:
حتميةُ خوض الصراع من أجل إحقاق الحق
فضل فارس
إحقاقُ الحق حتى يتحول إلى حالة قائمة في واقع الحياة، لا يبقى فقط يتردّد على ألسنة الدعاة في محاريب الجوامع، لا يحقّق أي شيء من تلك المبادئ السامية للدين، التي يريدها الله تعالى أن تكون واقعًا حيًّا في واقع البشر في الحياة.
مبادئ الأمر بالمعروف في شتى مجالاته، كذا النهي عن المنكر بإغلاق كامل لشتى مداخله.
الحق وكسنة إلهية لا يتحقّق في واقع الناس إلا بتحَرّك، بتضحية، بمواجهة وتصادم مع أهل الباطل، الذين لا يريدون أن يكون لهذا الحق حضور فعلي في واقع الحياة، وكم هي اليوم تلك الفئة من أهل الباطل في زماننا هذا، إنها ولعلم الله الأكثرية في الساحة البشرية أنظمة وقوى وكيانات وأجندة كبرى.
وفي هذا يحتاج تقديم الحق وإحقاقه في الواقع إلى فئات مؤمنة يكون في واقعها ذكر الله، الخوف منه وحده، والاعتماد وبثقة وتوكل ويقين بالغلبة عليه في شتى جوانب حياتها؛ ذلك كونه لا يكفي وخُصُوصًا في هذه المرحلة التي طغى فيها الباطل واستحكمت قبضته على قوام هذه الأُمَّــة.
التمظهر بالحق والعمل فقط على التشيع بنشره كسنن وفقه وَمستحبات كما هو اليوم حال كثير من الأنظمة والدعاة في أمتنا، إنما يجب وتلك هي الرؤية القرآنية الصحيحة والسليمة لإحقاق الحق أن يظهر الحق وأهله بتلك القوة التي لا يمكن معها أن يستمر الباطل وتبقى معالمه، قال تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} صدق الله العظيم.
في هذه المرحلة التي يريد الأعراب من مدعي الحق ومنتسبي الإسلام فيها أن يكونوا بمعزل وَبمنأى عن الصراع والتصادم مع فئة الباطل والضلال التي على رأسها في هذا الزمان أمريكا وإسرائيل والغرب الكافر، تاركين وراءهم بدونما اهتمام ونظر ديني أَو أخوي جاد أبناء دينهم ومقدسات أمتهم في فلسطين، البلد العربي المسلم، تذبح وتهان وَتلتهم من قبل تلك الحثالة من بني اليهود العاصين، وذلك ويا للأسف والخزي وَالعار الشنار؛ مِن أجلِ تحقيق مصالحهم الخَاصَّة، كذلك خوفاً ومرضاً ونفاقاً في قلوبهم.
أمام كُـلّ هذه الأحداث والوقائع التي غلبت فيها الردة والتخلي والتنصل عن الدين ومقدسات الإسلام واقع ومشاعر كثير من أبناء الإسلام، كان ولا بدَّ وحاشا الله أن يترك دينه وعباده المستضعفين وَالمظلومين المعتدى عليهم تجبراً وظلماً في الأرض، وهو القائل جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم.
وأن يأتي بقوم وفئة تأتي في ظل هذه المرحلة الحساسة، تحَرّكها وفق توجيهات إلهية وَمشروع قرآني عظيم من منطلق العدل الإلهي في إقامة الدين ونشر هدى الله والدفاع عن المستضعفين وتحريرهم لترفع راية الحق وَالإسلام بقوته ومفهومه الصحيح بحسب معايير القوة الإلهية التي تحقّق الانتصار ومقارعة الطغاة والمستكبرين، فئة مؤمنة تعمل بالسنن الإلهية، عالمة بمخطّطات اليهود الخبيثة وحتمية الصراع معهم، تعمل؛ مِن أجلِ نشر العدل الإلهي وَإرساء دعائم الانصاف والعيش الكريم لعباده المؤمنين في واقع البشر.